24- هَل حُبِهَا عَارٌ؟

6K 518 183
                                    

شعور يمتزج بين الغضب والغيرة، تسرد لهُ هيَّ ما حدث وشعر الآخر بالعجز مثلها عندما لم يقدر على الدفاع عنها.. غضب منهُ ولكنه حاول تمالك رد فعله أمامها كي لا تخسر طمئنتها ناحيته كما قالت.

تسرد هيَّ ببكاءٍ بيِّن في نبرتها وعيناها التي لمعِت، يديها التي ارتعشت وهيَّ تضمها إليها بالإضافة لأنفاسها المرتفعة وقد جاءتها تلك الحالة التي لا تستطيع السيطرة فيها على تنفسها بينما تتذكر ما حدث مرة أخرى.

سرعان ما فتح شباك السيارة بجوارها على مصرعيه ورمقها بطمئنة يقول محاولًا بث الأمان المفقود منها:-
"إهدى يا مريم وخدي نفسِك بالراحة، إهدي محدش هيعملك حاجة خلاص."

رمقته بأعين تستغيث طلبًا للأمان فوجدته في عيناه الحنونة رغم أنها تعرف الحزن الذي شعر بهِ تجاهها، مرت الدقائق حتى هدأت أنفاسها ونظرت له بأعين منكسرة عندما وجدته يسألها بنبرة في طياتها خُبِئَ حزن لا يقدر على لومها فيه برغم أنها السبب:-
"ليه مجتيش تحكيلي وقتها؟ أنتِ مش واثقة إني هقدر أجيبلك حقك من زبالة زي دا؟"

نفت سريعًا برأسها تجيبه بصوتٍ مبحوح متحشرج:-
"لأ والله يا يونس، أنا كنت خايفة أتكلم.. مكنتش قادرة أحكي وأهو والله أول م قدرت أتكلم جيت وقولتلك."

صمت لا يدري بماذا يخبرها ولكنه لحظاتٍ ونظر لعينيها مباشرة معاودًا سؤالها بجمود:-
"مريم أنتِ شايفة إيه؟ عايزة تكملي معايا ولا مكملة لمجرد إنك خايفة مني وتقوليلي لأ؟"

بدفاعٍ قالت مسرعة بأستنكار:-
"أنتَ بتقول إيه؟ لأ طبعًا!"

"أصل أنا شايف عكس كدا، مبتحكيش حاجة أو خايفة تحكيلي أصلًا.. مريم أنا مستعد أكمل وأعمل كل حاجة بس عشانك وكل اللي عايزة إنك تكونِ أنتِ كمان عايزاني، مش شرط بنفس الحب لأنه صعب ع الأقل في الفترة دي وأنا مقدر دا.. بس مش عايزك تكملي معايا عشان خايفة."

طالعته بأعين تنفي كل ما يقوله وهي تهز رأسها ببطئ رافض بينما تتمتم بنبرة متحشرجة:-
"يونس أنتَ مش فاهمني، أنا بخاف من كل حاجة.. خوفي منك مش عشانك أنتَ، أنا من وقت الحادثة اللي حصلتلي وأنا بقيت أفكر غصب عني إنك هتسيبني وهتخونني في يوم من الأيام، غصب عني بفكر إنك ممكن تعمل زيه.. صدقني مش بإيدي، أنا ساعات بتطمن بس عقلي مش بيسيبني في حالي."

تملّك الخذلان قلبه، شعور أنها بجواره ولا يمكن أن يُبعد الخوف عن عقلها.. شعور لا يمكن أن يكون بيديه وحاول وصفه متفوهًا بنبرته الهادئة رغم الخذلان الذي يحسّهُ:-
"فكرة إني مقدرتش أطمنك دي صعبة، مادام أنا مقدرتش أطمنك ودي أبسط حاجة ممكن أقدمها.. أنا كدا هقدر على إيه أصلًا؟"

"أنتَ طمنتني فعلًا يا يونس بس مش دايمًا مبكونش خايفة، طول م أنا معاك ببقى متطمنة.. مبخافش يحصلي حاجة بس لما برّوح وأقعد لوحدي غصب عني بفكر في كدا.. أنتَ فاهمني؟"

يا سُكَّرِي الأَسْمَر.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن