جلست هاجر في المستشفى بجوار يحيى الذي كان يستند بوجهه على كفيه يطالعها بحب، توترت هي من نظراته المسلطة عليها وأبتسامته اللطيفة التي غزت ملامح وجهه..
رمشت بعينيها عدة مرات بتوتر وتلاعبت بأصابع يديها وبنظرات مضطربة سألته:-
"بتبصلي كدا لية؟"تنهد ومازال وجهه على كفه ومال قليلًا مجيبًا بصوت هادئ ثقيل:-
"مفيش، مستغرب أزاي في حد بالجمال دا موجود قدامي"رفعت سبابتها أمام وجهه تحذره بنبرة مرتعشة بخجل:-
"على فكرة أنت بتوترني"ضحك على رد فعلها العشوائية وأعتدل في جلسته رافعًا يديه للأعلى بأستسلام مردفًا:-
"خلاص مش هقول حاجة تاني"نظرت بعيدًا في محاولة لعدم النظر لعينيه الناعسة فتصبح تائهه فيها، وقفت فجأة وأستأذنت بالمرور على أحدى المرضى لديها فأبتسم سامحًا لها.
أتجهت نحو غرفة مريض صغير في العمر يدعى "سليم"، دلف للغرفة بأبتسامة وقالت:-
" يا مساء السكر، عامل أي دلوقتي يا دكتور"أبتسم بوهن ورد على سؤالها بسؤالٍ آخر:-
"هو أنا هخف؟"رمقته بعتاب وتقدمت تجلس بجواره على السرير، أحتضنت كفه بيديها وأبتسمت بأمل تخبره:-
"لية بتقول كدا بس؟ أنت عارف أنك قوي وقدها وتقدر تهزم كل حاجة صح؟"هز رأسه ومازال الحزن يستوطن قلب ذلك للطفل الذي يتم معالجته من مرض السرطان..
تقدم هاجر تحتضنه بحزن هي الأخرى وأكملت حديثها تخبره بأمل:-
"أنت قدها وهتكسب كل دا وهتيجي بعدين وتقول أنك كنت قوي وهتكبر وتبقى دكتور قد الدنيا كمان وبكرة تقول هاجر قالت.. اي رأيك بقى"بحماس أبتسم سليم الذي لا يبلغ من العمر سوى عشر أعوام فقط، طفل لم يواجه الحياة بعد ولكن عانى كثيرًا.. يصعب عليه مواجهه ما يحدث معه فأستسلم لليأس..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جلس عمر أرضًا واضعًا رأسه بين يديه في أستسلام تام، لم يعد قادرًا على مواجهه شئ آخر.. تساقطت دموعه التي لم يعهد تواجدها وأرتفعت شهقاته مستسلمًا لكل شئ حوله.
كثرت الأفكار في رأسه بالأضافة إلى صوت طرقات الباب بالخارج، وضع يديه على أذنه لا يريد الأستماع لكل تلك الأصوات، فقط أراد بعض اللحظات الآمنة، يشعر فيها وكأنه مطمئن.. لا يشعر بالخوف من المستقبل أو من الماضي الذي لازال يلاحقه إلى الآن.
أرتفعت صوت الطرقات فأعتدل ماسحًا دموعة بكف يديه وفتح الباب بملامح بادرة مردفًا:-
"نعم؟"أرتفع حاجب الشخص الواقف أمامه وقال مستائلًا بأستنكار:-
"نعم؟!!""حضرتك عايز حاجة؟"
أنت تقرأ
يا سُكَّرِي الأَسْمَر.
Storie d'amoreأنا كوبٌ من الشَاي وهي قطعةٌ من السُكر لا يذيبُها غيري! ولا أصبحُ حُلوًا.. إلا بِسُكرتي! تصنيف الروايه: عاطفي، عائلي، إجتماعي. بدأت: 14/6/2022 انتهت: 14/1/2023 1 st Ranked in عاطفي 1 st Ranked in درامي 1 st Ranked in عائلي -11/10/2022- 1 st Ranked...