🌸🌸🌸 " هذه التفاصيل الصغيرة ، التي تبدو لك صغيرة فعلا ، من شأنها أن تقلب مزاجاً ، أو يوماً كاملاً ، أو تزلزل كياناً ، أو تعكر صفواً ، من شأنها أن تخلَّ باستقامتك ، وأن تصنع حكايةً كاملةً حتى وإن كانت مبتورة الأطراف " 🌸🌸🌸
————————————————————————تعالى صوت الرعد ليشق السكون بينما تكورت إميليا على نفسها لتبعث في جسدها الضئيل بعض الدفىء في ذلك المكان الموحش ذو الرائحة الكريهة ، تقسم أنه لولا شعورها بالرعب و الخوف لتمردت معدتها وأفرغت ما بجوفها على الأرض من شدة القذارة ....
أخرجها من أفكارها ذلك الصوت البغيض مرة أخرى ..
آرثر : إذا أماريليس ، ألم يحن الوقت لتكفي عن عنادك هذا و تقبلي بي ؟
إميليا : ' بوهن ' سأظل أرددها فلربما تتركني وشأني ؛ إسمي إميليا وليس أماريليس ، وأنا لا أرفضك فحسب بل أمقتك ، وأمقت كل شخص يأتي إليّ من طرفك ، فوفرّ أنفاسك الكريهة تلك واخرج من هنا !
وكالعادة يخرج آرثر مرة أخرى بعد أن أراها تلك الابتسامة السمجة القبيحة مثله ، لتعود للنظر من النافذة الصغيرة التي بالكاد تضيء المكان من حولها ... لقد كانت تلك الليلة التي أتت فيها إلى هنا تشبه هذه الليلة ، هههه ، كل الليالي أصبحت تشبه بعضها هنا ، كم مضى عليها منذ ذلك اليوم ؟ يوم ؟ اثنان ؟ اسبوع ؟ شهر ؟ لا تعلم ! فقدت إحساسها بالوقت مع فقدانها لحريتها يوم ذاك ...
أغمضت عيناها تبعد قلقها و خوفها من المجهول لتسترجع أحداث ذلك اليوم الذي لم تر بعده ضوء النهار أبدا ...فلاش باك ...
حلّ الليل سريعا وإن كانت البلدة فعلا كمن أحيطت بغلاف عازل عن العالم جاعلا من ليلها و نهارها سواء ، وأقبلت العاصفة بما تحمله معاها من أمطار وغيوم ورياح مشحونة كأنما استمدت غضبها من سكان تلك البيوت الكئيبة وحزنهم و حقدهم اللامبرر له لزهرة بريئة ذنبها أنها أزهرت وسط أشواك قاسية لا ترحم ...
حمل فاليرو إميليا على كتفه وهي لا تزال تقاوم أفعاله تلك حتى انتهى بهما المطاف أمام منزل نبيذي اللون خلف برج البلدة صغير لا يظهر للعيان بسقف رمادي داكن اللون قليلا كرماد المدفأة القديمة ، بدأت الأمطار في الهطول بالخارج معلنة بدء العاصفة التي لم تبدأ مثيلتها على الأرض بعد ...
فاليرو : هلّا كففت عن الحركة ؟ لقد تخدرت ذراعاي !
إميليا : ' بغضب شديد ' ومن يأبه ! اتركني أذهب إلى لوكاس أيها الوضيع !
فاليرو : احفظي لسانك وتكلمي بأدب ، فسوف تقابلين ملك مصاصي الدماء الآن ! هل هذا واضح ؟
إميليا : غير واضح بالمرة ! قلت لك اتركني !
زفر بضيق قبل أن يلقيها على الأرض لتتأوه من سقطتها على مؤخرتها ، وما إن همت بالهرب حتى أمسكها من ياقة ملابسها يجرها جراً للداخل وعادت هي لمقاومتها مرة أخرى قبل أن تشعر بشيء مألوف غريب في هذا المكان الذي لم تطأه قدمها من قبل حتى هذه اللحظة ...
********************************************
انتظرت إميرالد فيوليت في المنتزه الليلة كما أخبرتها قلقة مما فعلته بعرضها لذلك العرض على فيوليت وهي لا تثق بها بعد ، كان عليها أن تثق بها أولا قبل ذلك ولكن فيم اللوم و عتاب النفس الآن ؟ ما حدث حدث و انتهى ، كل ما عليها فعله هو الانتظار ...
جاءت فيوليت متأخرة عشر دقائق عن موعدها ولكن هذا لا يهمها ، ما يهمها الآن هو ردها على العرض الذي ألقته عليها ؛ متمنية ألا تكون قد أخطأت حدسها هذه المرة ...
فيوليت : حسنا ، أنا موافقة ...
إميرالد : ' تتنفس الصعداء ' هذا جيد ، لكن لم تساعدين آرثر بالرغم من كرهك له ؟ أوليس ذلك غريبا ؟
فيوليت : ' تنظر للاشيء ' كل ذلك من أجل أوبال ...
إميرالد : أوبال ؟ من تكون ؟
فيوليت : أوبال تكون أختي التوأم غير المتماثل ؛ فنحن ساحرتان طيبتان قبل أن نكون مصاصتي دماء بيضاء ...
إميرالد : وماذا حدث ؟
فيوليت : ' متجاهلة لسؤالها ' لنرى أصدقائك هؤلاء أولا ولنترك الحديث الممل لاحقاً ..
أومأت لها إميرالد بتفهم ثم أخذتها وانطلقتا نحو الطريق السري الذي تستخدمه للخروج من تلك البلدة متجهتين إلى المنزل الصيفي في الغابة الجنوبية حيث كاي والآخرون ، غافلة عما حدث منذ تركتهم وحتى هذه اللحظة ...
***************************************
كاي : لقد سئمت هذا ! أنا ذاهب إليهما ....
ترك كاي المنزل متجها نحو البلدة راكضا بسرعة البرق ، أو هذا ما هيئ له لوهلة إذ أنه وجد لوكاس مرميا خارج أسوار محطة القطار ملقى بإهمال على القضبان يحاول النهوض بصعوبة بالغة ومشيته مترنحة قليلا ، كأنما تجرع برميلا من الخمر قبل أن يقذفه صاحبه خارج الحانة لعدم قبوله دفع ثمن ما شربه ....
كاي : هييييييي ! أنت ! أ أنت بخير ؟ أين إميليا ؟ لم هي ليست معك ؟ ماذا حدث لكما أجبني !
كل ذلك وهو يهدر بغصب و أمسك بتلابيب قميصه يرفعه في السماء ، لوكاس لم يبدِ أية مقاومة ؛ فهو قد وعده بالحماية و فشل بها ...
لوكاس : لقد أخذوها ، مصاصو الدماء في القرية أخذوها ....
كاي : ' يفلته ليقع أرضا ' لا ، لا يمكن ! ليس مجددا ! ليس مجددا !
ترك لوكاس الراكع على الأرض ليأخذ أنفاسه و ذهب محموما نحو البلدة ، اعترض طريقه عدد من مصاصي الدماء الحمر و عدد من سكانها الغاضبين ولكن لم يعد ذلك مهما ! إميليا أهم من كل شيء ! امتلأ طريقه بالجثث وبدا كمن استحم في بحر من الدماء من كثرة الدماء التي أغرقت ملابسه ووجهه ... لقد أصبح بهيئة وحش مرعب بالفعل !
كاي : ' لنفسه ' أين أنتِ إميليا ؟ أين ذهبتِ ؟
تلفت حوله باحثا عن أية علامة حتى وجد أحد أزرار ملابسها ملقى بجانب برج القرية ، عندما ظهر فاليرو فجأة من خلف البرج ...
فاليرو : سيد كاي ، من الجيد أنك هنا ، لقد انتظرت قدومك ...
كاي : من أنت حتى تعلم اسمي ؟
فاليرو : أنا أعلم أنك تبحث عن تلك الفتاة المزعجة ..
كاي : ' بغضب ' ماذا فعلت لها ؟! أين-
فاليرو : 'مقاطعا إياه ' سيد كاي ، قبل أي شيء سنتحدث قليلا ، ولا تقلق إنها بأمان حتى الآن ...
وسار فاليرو مبتعدا متجها نحو المكتبة المحترقة ، تردد كاي قليلا قبل أن يتبعه فما حدث كان مفاجئا له ، طوال الوقت كان السكون هو سيد المكان قبل أن يتحدث كاي ...
كاي : إذا ، ماذا تريد يا هذا ؟ ولم إميليا معك الآن ؟
فاليرو : سوف نخرج تلك الفتاة من البلدة ، ما كان عليها العودة منذ البداية ...
كاي : أوَ تظن أني لم أحاول ذلك ؟ ثم لم تلقي بالأوامر ؟ من تكون أنت ؟
فاليرو : أنا هنا بالسلطة المخولة لدي من الملك سيسيل ... أنا حليف ولست عدوا كما تظن ...
**********************************************
" هذا غريب ، كأني كنت هنا من قبل ..."
هذا ما أخبرت به إميليا نفسها عندما تركها فاليرو و أغلق الباب من خلفها بعد وصلة من الركلات و الضربات و اللعنات أيضا ، تتأمل المنزل الغريب و المألوف لديها في نفس الوقت ؛ لفت انتباهها صورة صغيرة موضوعة بعناية فوقد مدفأة حجرية بغرفة المعيشة لفتاة تماثلها في الشبه إلا أن ملامحها أنثوية أكثر منها فإميليا ملامحها جميلة و طفولية محببة ..
فاقت من تأملاتها تلك على صوت بغيض أكثر ما يشبه لصوت الغربان حين تحاول الغناء ....
آرثر : لقد كنت بانتظارك حبيبتي أماريليس ...
من ذاك الشخص ؟ ولم - بحق الآلهة و الجحيم وكل ما هو مقدس - يظل الجميع ينادونها بأماريليس؟ أهم نسوها أم يتظاهرون بنسيانها ؟
إميليا : ' بخوف وحذر ' أعتذر منك أيها السيد ولكني لست أماريليس ، اسمي إميليا ..
آرثر : هههه ، مزحة لطيفة أماريليس....
إميليا : قلت لك اسمي هو إميليا ، ألا تفهم أيها الغبي ؟!
فجأة احتدت ملامح آرثر و بهتت بشرته وظهرت أنيابه أظافره الطويلة الحادة واندفع يمسكها من عنقها ويرفعها لأعلى لتقابل مستوى نظره وهي تتلوى في يده تحاول فكاكها قبل أن تموت خنقاً ...
آرثر : الغبي هنا هو أنت أماريليس ! لولاك لما حدث كل هذا الدمار، لولاك لما كنت بهذا الحال !
إميليا : ' بحشرجة قوية وأنفاس متقطعة ' و وما ، د د دخل ل لي ف ف في كككل هذذذذا ؟ أن ن نا إ إ إميليا و و ولست أ أمار ر ريلي ي ي يس !
ألقاها أرضا وبقوة كاد معاها أن ينقسم عمودها الفقري إلى نصفين ، لكن ما إن استعادت أنفاسها المسلوبة منها حتى تبينت صوت آرثر البغيض آمرا أتباعه بالخارج بتجهيز العربة فهو سوف يعود مع أماريليس إلى القصر الملعون الأسود الخاص به في الغابة الملعونة ...
حاولت انتهاز الفرصة والهرب منه لكن كما يقولون ( عشم حنّا في دخول الجنة) أو في موقفنا هذا فهو عشم الملائكة في الهروب من الجحيم ؛ فقد أمسكها آرثر مرة أخرى و حبسها بإحدى الغرف في ذلك الوكر حتى تأتي العربة التي ستقلهما إلى الغابة الملعونة ....
——————————————————————————
ستوب هنااااااا باااااااس ....
واااااااااو ! العشرين ! أنا كبهير انبهرت الصراحة من نفسي 😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂
أنا مش هكتب أسئلة النهاردة بس لو حد عنده سؤال مفيش مشكلة 😊 فري داي يا حلوين 😉
مستنية توقعاتكم للفصل الجاي وآرائكم عالفصل دا في الكومنتات ومتنسوش اللايك و الفوت وانتوا معديين 😉😉أمسية سعيدة عالجميع 🌸🌸🌸