الفصل التاسع و العشرون

228 17 1
                                    

🌸🌸🌸" كيف لي أن أشرح لك بأني مُتعب من الطريق، والناس، والأحلام، وحذري، وترددي، وقلّة الحيلة، ومُتعب أيضاً من الغد وهو لم يأتِ بعد، ومن أمس وهو مُنتهي، ومن الأيام، والوعود، والصبر، وطولة البال، ومن التعقل، والتأني، والغضب، كيف أستطيع شرح ذلك دون أن تشعر بأنني أبالغ؟" # bibliophile 🌸🌸🌸
——————————————————————————

وصل ليو و آنا إلى الغابة الملعونة حين وجدوا فيوليت و أوبال قادمين نحوهما بسرعة ، تسمرت آنا في مكانها غير مصدقة ما تراه أمامها ...
آنا : ' مشدوهة ' أوبال ؟ أهذه أنت حقاً ؟
أوبال : ' تجذب يدها متخطيةً ليو لتلحق بكاي ' أجل أجل أعلم ما تريدين قوله آنا و أنا اشتقت لكِ أيضاً لكن يجب أن نلحق بإميليا وكاي ...
ليو : من هذه ؟ و أين هي إميليا ؟
فيوليت : ' تتحدث بعصبية وهي تلحق بأختها ' بحق الجحيم لا وقت للأسئلة و الشرح و الثرثرة الآن ! ستأتيان معنا أم ستظلا واقفين مكانكما كالأصنام ؟!
لم يظلا كثيرا على تلك الحالة من الإندهاش قبل أن يتبعا فيوليت و أوبال عائدين أدراجهما نحو القرية المحترقة ، أصوات الحرب بدأت بالخفوت  تدريجيا و زمجرات مصاصي الدماء الباقين على قيد الحياة وقرقعة الجمر وتحطم الأخشاب تكسر السكون الرهيب الذي حلّ بالمكان ، و الرماد المنتشر في الجو يتساقط على الأرض كثلوج ديسمبر ماحياً أي أثر قديم يمكن أن يصلوا بواسطته إلى آرثر ...
ليو : ' يتلفت حوله كالمجنون ' أين ذهبوا ؟ ليس و كأنهم تحولوا إلى أشباح هذه المرة ، أليس كذلك ؟
فيوليت : ' تحاول أن تحافظ على أعصابها من دودة الكتب ذاك ' هلّا صمتّ قليلاً من فضلك ؟ نحاول إيجاد دليل على مكانهما ...
لم يكادوا يعبرون سور المتنزه الذي أصبح ركاماً حتى توقفت آنّا فجأة عن الركض خلفهم يتبادر إلى ذهنها العديد من المشاهد الغير واضحة لأماكن و أشخاص و حديث غير مفهوم ...
( أنتِ العقبة ... المملكة لي ... لماذا شارلوت ؟ ... " انفجار ، كاي يُقْذَفُ بعيداً ، إميليا وفتاة أخرى ، آرثر يحترق ، سقف رمادي و لون أحمر " ... لا أريدها ! )
ليو : ' مستغرباً صمتها المفاجئ ' آنّا ماذا بكِ؟
آنّا : ' تركض مسرعة باتجاه الكنيسة ' لا وقت لذلك ، آرثر وصل لإميليا بالفعل !!!
نتركهم و نذهب إلى الكنيسة لأول مرة ، نرى إمرأة في ال ٣٥ من عمرها ترتدي فستاناً قصيراً بلون الدماء و قبعة سوداء ضخمة بشريطة لا تقل عنها ضخامة من لون الفستان وفي يديها أساور ذهبية عريضة تشبه في شكلها الأساور الفرعونية إلا أن المنقوش عليها ليست بزخارف و إنما تعاويذ سحرية ، تجلس على إحدى الصخور المتحطمة من سقف الكنيسة أمام لوحة من الفسيفساء الزجاجية لملاك يمد يده للسماء تغطي ثلثي الحائط خلف المذبح ، تتأمل تلك اللوحة بذهنٍ شارد برغم الدمار الذي حلّ بالكنيسة أثناء الحرب ولم يبق منها سوى ذلك الجزء الذي يحمل الملاك وبعض الحوائط الضعيفة الأخرى التي ماتزال تحاول الصمود فوق الأرض ...
يدخل آرثر المكان مندفعاً نحوها لكن تسمرّ في مكانه بلا حراك من نظرة واحدة من عينها القرمزية المائلة للسواد ...
آرثر : ' بنبرة هادئة مرحة يخفي بها مقاومته للألم ' لمَ هذا العداء عزيزتي شارلوت ،و أنا الذي أحمل لكِ أخباراً تثلج صدرك ...
شارلوت : ' دون أن تنظر إليه ' ماذا هناك آرثر ؟
آرثر : لقد وجدتها ، قوة الشفاء ...
شارلوت : ' مصدومة ' أماريليس عادت ؟! ' أردفت بحنق لنفسها ' لِمَ تصر تلك العاهرة دائما على إفساد حياتي ؟
أفلتت آرثر من قبضة سحرها الأسود وعادت تنظر إلى الفسيفساء الجدارية، أما هو فبالتأكيد أكمل سيره نحو شارلوت التي لاتزال تولّيه ظهرها ، ينظر إليها بنظرة أمل و خبث ...
آرثر : ' مُذَكِّرَاً ' لقد وعدتني بالمملكة إن وجدت قوة الشفاء ، أرجو أن تبقي على وعدك لي ...
شارلوت : إجلبها لي و لك المملكة ...
آرثر : وكيف أضمن أن المملكة ستكون لي ؟
شارلوت : ' بسخط و غلّ شديدين ' قلت لك لا ضمانات !!! اغرب عن وجهي الآن ' ساخرة ' وإلا عدت إلى ما كنت عليه في الماضي بالفائدة ...
خرج آرثر حانقاً من المكان متجهاً نحو المنزل الأحمر - الذي للآن لا يعلم أن كاي و لوكاس و إميليا وصديقتيها بالداخل - يبحث عن مكان هادئ قبل أن يعاود البحث عن كاي مرة أخرى ...
******************************************
بعد مشاداة و صراع طويل بينها و بين كاي و لوكاس أخيرا استسلمت سيرافينا إلى آلام جراحها المبرحة و تمددت نائمة بجوار إميليا التي لا تزال مغيبة عن الواقع ، ومن الإرهاق و التعب نام لوكاس و إميرالد و بقي كاي مستيقظاً تحسباً لأي حدث مفاجئ ، تذكر أنه لم يتناول الدماء منذ مدة طويلة و الحق يقال ؛ دماء إميليا تناديه و بشدة ...
كاي كان يلهث من فرط مقاومته للرائحة وحدها ، عيناه مشوشتي الرؤية و بعض جراح معركته مع آرثر بالإضافة إلى المجهود الفائق الذي بذله أجبر نصفه الوحشي بمحاولة الظهور عنوة و أخذ " دماءه " الغالية ، صوت قطرات الدماء و العرق يقرع كالطبول في أذنه ، اقترب منها قليلاً ليمسح تلك القطرات المستفزة لحواسه يمنعها من السقوط مرة أخرى ، الرائحة تغريه ، يا ترى كيف سيكون المذاق إذا ؟
همّ بمعرفة إجابة ذاك السؤال عندما فتح الباب فجأة كاشفاً عن ليو و آنا و فيوليت وأوبال من خلفه مسبباً الذعر لكل من بالغرفة ...
إميرالد : ' انتفضت للخلف مذعورة ضاربةً رأسها بالطاولة بجانب السرير ' رباه بحق كل شيء مقدس ! لم هذا كل الرعب ؟! نحن نحمل قلوباً يا رجل ولسنا حجارة !
آنا : ' بنبرة حازمة ' إميرالد لا يوجد وقت لأي محاضرة الآن ! آرثر قادم إلى هنا هذا إن لم يكن قد وصل بالفعل ! أيقظي الجميع و تحركوا !
لكن ما كادوا يصلون إلى باب الغرفة حتى دوّى انفجار عنيف قذف بالجميع إلى الخلف ، ويظهر آرثر من بين الغبار و الركام ...
آرثر : ' مبتسماً بنصر ' حقاً إن الآلهة تقف في صفي هذا اليوم ، أماريليس و كاي و آنا و فيوليت و أختها الغبية في مكان واحد ؛ يالحظي السعيد !
آنا : آرثر حاول أن تفهم قليلاً ، شارلوت تتسلى بك كالدمى ! ستتخلص منك في النهاية !
آرثر : اصمتي قليلاً يا هذه ! لا شأن لكِ بما يحدث إلا أنكِ تتدخلين فيما لا يعنيكِ دائماً ! تنحي جانباً آنّا !
فيوليت : يا إلهي آرثر أبصر ما حولك ! أهذه مملكة ترى أنك تحكمها !؟ مملكة أهلكتها الحروب و الصراعات منذ أكثر من ٣٠٠ سنة و لازلت تحلم هذا الحلم السخيف ! استفق من غيبوبتك تلك قبل أن تفقد حياتك !
آرثر أغمض عينيه وضع يديه فوق أذنه يمنع نفسه من الإنصات لهم ، يمنّي نفسه بالمملكة وكيف أنه سيصلحها و يعيدها مزدهرة ويصنع الأحلام الوردية لنفسه قبل أن يفتحهما و ينظر نحوهم بشر وغِلّ و غضب مزمجراً بشدة صنعت إعصاراً من حولهم من قوته تصدعت لها الجدران ، قبل أن يهجم عليهم ..
آنا : ' تدفع آرثر بعيداً صارخة في وجه كاي ' كاي أنت احرس إميليا و سيرافينا لا تدعهما يغيبان عن ناظريك ..
سيرافينا : ' بوهن ' ألم تقل لي أنه قد مات ؟ ما هذا إذن ؟ زومبي ؟
كاي : ' يتجاهل آنا كلّياً ' لكني قد قتلته بالفعل ، ' يبتسم ابتسامة باردة ' و يسرّني أن أقتله مرة أخرى ...
فيوليت : لا ، هذا سحر أسود...
نظر كلّاً من آنا و لوكاس و أوبال إليها مصدومين مما قالته كأنها وصفت حقيقةً مطلقة ، ثم عادوا ينظرون إلى آرثر ...
أوبال : ' بهمس ' تعلمين أن السحر الأسود محرم في الممالك الثلاث ، كيف تعلمها هذا المسخ ؟
لوكاس : ' تتحول عيناه العسلية إلى اللون الذهبي ' هو نفسه كتلة من السحر الأسود ، هالته سوداء بالكامل ، ميت لكنه يمشي و يتحرك ويفكر مثلنا ؛ أتوجد مثل تلك التعويذة ؟!
فيوليت : ' قلقة للغاية ' لا أعلم ، لأن السحر الأسود محرم فلم أشأ أن أتبع فضولي في قراءة تعاويذه ..
ليو : مكتبة البلدة لم يكن فيها أية كتب عن السحر الأسود أيضاً ..
" هذا لأن ملك أنثوريا أمر بحرق تلك الكتب و مطاردة السحرة الذين يستخدمون تلك التعاويذ فور توليه الحكم "
ظهر هذا الصوت فجأة فور تحطم الجدار من خلفهم لتظهر شارلوت بأساورها الذهبية المسحورة ليتوتر الموقف تماماً ، شارلوت تنظر إلى إميليا النائمة بين أحضان إميرالد و أوبال، و لوكاس الذي تحول إلى ثعلبه ذو الفرو الناري يحرسهن متأهباً للهجوم، ليو و فيوليت وآنا و كاي الآن في كماشة بين آرثر عن يمينهم و شارلوت عن يسارهم ، ما السبيل للخروج من هذا الموقف العصيب ؟
*****************************************
داخل غيبوبة إميليا قبل مجئ آرثر بعدة دقائق ...
أماريليس : إميليا ، أنت تمتلكين قوة الشفاء التي يبحث عنها الجميع ..
كأنما تلقت خبرا صادما عجز لسان إميليا عن الحديث ، و جميع أسئلتها التي كانت تتحضر لسؤالها قد تلاشت من عقلها تماماً ، شعرت بها أماريليس فأكملت حديثها ...
أماريليس : إميليا ، إن حصلت شارلوت على قوة الشفاء خاصتنا ستهلك خاصة وأن كلا القوتين لا يجب أن تجتمعا معاً في جسد واحد ، شارلوت تحاول أن تسيطر على الممالك الثلاث بسبب ما فعله ملك أنثوريا بسحرة السحر الأسود من تعذيب وإهانة وقتل ...
إميليا : لكن هذا في الماضي ! ماذا تريد الآن ، و ماذا يريد آرثر ؟
أماريليس : يريدون قوتنا لإحياء الأرض مرة أخرى بعد أن يتخلصوا من البشر و مصاصي الدماء البيض و جميع السحرة ...
حسناً ، بدأت الأمور تتضح شيئا فشيئاً ، شارلوت تريد الانتقام و آرثر يريد السيطرة على الممالك ، لكن لماذا يريد آرثر قتل كاي ؟ ولماذا آيريس بالذات ؟
أماريليس : إياكِ أن تأخذها منكِ إميليا !!!
ما إن انتهت من جملتها تلك حتى تناهى إلى سمع إميليا أصوات بعيدة تصرخ باسمها ، ثم ظهر ضوء أبيض من العدم أعماها قليلا و جملة أماريليس تتردد في ذهنها " إياكِ أن تأخذها منكِ " ...
اختفى ذلك الضوء الأبيض ببطء شديد دليل على أنها تصحو من غيبوبتها أخيراً ، تشعر ببعض الألم في أماكن متفرقة من جسدها و رائحة الدخان و الغبار والدماء تكاد تزكم أنفها ، وما إن فتحت عينيها حتى وقعت على مشهد مؤلم لن تنساه أبداً !!!
————————————————————————
هووووووووب ستوووووب هنا بااااااااس ....
فصل طوييييييييل مرهق عقلياً بالفعل 😵، استنوا في حرب على الباب عندي ...
" يفتح الباب "
( سيرافينا ولوكاس : انتي ايه مفيش دم خالص ولا اديتي الدم كله لكاي !!😡
- في إيه بس ، مزعلاكوا في إيه ؟ 😳
لوكاس : دكتور وقلت ماشي بحب الشغلانة دي ، لكن انا مليش أكشن خالص ليه ؟ 😠
سيرافينا : وأنا منطقش إلا جملة واحدة بس طول الفصل ليه ؟ هي سايبة ؟!😡
- خلصتوا ؟ إخفوا بقى من وشي لاحسن اطلع عفاريتي فيكوا !!! 🤯😡)
احم احم ، اعذروني عالمشاكل التافهة دي يا جماعة لكن متبقاش سيرافينا إن ما اتخانقت معايا 😅😅😅 ...
إيه رأيكوا في الفصل ؟ فيوليت واكلة الجو يا عيني عشان كدا بيتخانقوا معايا 😂😂😂 فصل كله تشويق ووضح بعض الغموض اللي في الرواية ، ولسه اللي جاي أحلى ...😉
إميليا شافت إيه صدمها ؟ و كاي واللي معاه هيعملوا إيه في وضع الكماشة اللي هما فيه ؟ و شارلوت ناوية على إيه مع آرثر ؟ 🤔
أبهروني بتخميناتكم و آرائكم في الكومنتات تحت و متنسوش تضغطوا عالنجمة اللطيفة تحت الفصل دي 😉، أيوا دي يا عسل 😁، واللايك عشان النحس هيتفك على إيديكوا إن شاء الله😊 ، اوعدكم بدا لو شيطاني مغلبنيش يعني 😈😈😈😈 هههههههههههه😂😂😂...
🌸🌸🌸 أتمنى ليكم دوام الصحة و العافية و السلامة من كل مكروه و أمسية سعيدة على الجميع 🌸🌸🌸

لعنة  أماريليسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن