الفصل التاسع

394 24 0
                                    

🌺🌺🌺🌺🌺 " إنما يصدقك من أشرق فيه ما أشرق فيك ، وهو ما يفسر كيف أنه قد يفهمك و يتقبلك شخص واحد من دون سائر الناس " 🌺🌺🌺🌺🌺 # ابن القيم
———————————————————————

- تووت ، توووت ، توووت ، توووت ....
كان ذلك صوت جهاز كشف نبض القلب في غرفة العناية المركزة في مشفى البلدة ، حيث ترقد إميليا غائبة عن الوعي بسبب كمية الدماء التي فقدتها أول أمس بعد عراك مع رجل اتضح أنه مصاص دماء أحمر ، ولأول مرة منذ ذلك اليوم يخرج ليو من جحره المسمى بالمكتبة ليجلس إلى جانبها مع سيرافينا ، التي لم تصدق أذنها عندما هاتفها أحد القرويين ويخبرها بأنه وجد إميليا مغمى عليها وتنزف الدماء ونقلها رجال الإسعاف إلى المشفى منذ قليل، هرولت كالمجنونة ، كالأم التي فقدت رضيعها بعد إنجابه مباشرة حافية القدمين الى المشفى حيث وجدوها في غرفة العمليات لتخرج بعد نصف ساعة ويخبرهم الطبيب أنها في غيبوبة نتيجة الضغط العصبي وفقدان الكثير من الدماء وستستيقظ قريبا ...
سيرافينا : هيا إميليا افتحي عينيك ، من سيصرخ علي عندما أنفذ فيه مقالبي؟ من سيشاركني جنوني ؟ من سيزعج ليو معي؟
ليو : حقا ! أهذه كلماتك المشجعة لها يا طفلة ؟ 😳
سيرافينا : أجل هل تمانع أم ماذا ؟ 😠
ليو : طبعا ... لا أمانع ...😅
وانطلقا في موجة ضحك لم تدم طويلا ، إذ سرعان ما خيم عليهم الحزن من جديد ...
خارج نافذة الغرفة كان الغريب المتجول يقف على إفريز النافذة الرفيع يشاهد تصرفات ليو و سيرافينا معا حتى تنقضي الزيارة ، يدخل من النافذة متسللا كالقطط حتى يصل إليها ...
" رائحة الغرفة مليئة باللافندر ، و القليل من رائحة الجاردينيا و الأقحوان أيضا "
نظر إلى ركن الغرفة ليجد أصيص نباتات به أزهار اللافندر الزرقاء وكم شعر بالدفىء عندما نظر إليها ، ثم أخرج من قميصه زهرة قرنفل بيضاء وضعها بين يديها وهمس في أذنها " أنا آسف ، اعتذر لكِ" وعاد من حيث جاء ....
****************************************
من داخل القصر الأسود داخل الغابة المظلمة ...
- خسرنا أحد حراس السياج يا مولاي ...
آرثر : لا يهم ، لا زال لدينا منهم الكثير ... هل مازال الغريب في البلدة ؟
- أجل مولاي ، لم يغادر منذ ليال ...
آرثر : حسنا إذا ... أين آنابيل ؟
- في المشفى مولاي ، لابد أنه جاءت بعض الحالات اللذيذة لذلك مكثت هناك لليوم ... نستدعيها لك مولاي؟
آرثر : لا دعوها تستمتع ...
ذهب الخادم الخاص به خارج الغرفة ، وأعاد آرثر نظره للمدفأة المنطفئة أمامه إلا من بقايا خشب متفحم ورماد أسود منتشر في داخل المدفأة وبعض الجمرات المختبئة تحت بقايا الخشب تلك ... وتذكر الماضي ....
آرثر : لقد اشتعلت الجمرة التي في قلبي فأحرقتكم جميعا ولم تنطفئ بعد ...لازالت تشتعل أكثر وأكثر ... 😈
ثم ضحك ، ضحك كما لم يضحك من قبل ، كأنما أصبح مجنونا بالفعل ويا إلهي ! ضحكاته مرعبة كصاعقة برق تضرب أضخم الصخور فتشقها نصفين ! كهاديس آلهة الجحيم اليوناني في رعبها و بشاعتها و ما تبعثه في جسدك من قشعريرة مزعجة مخيفة !
وارتج المكان بهذه الضحكات المرعبة التي تحمل وراءها لغزا كبيرا !!!
******************************************

لعنة  أماريليسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن