الفصل الثالث و العشرون

228 16 0
                                    

🌸🌸" أعرف جيدًا هذه الأيام التي لا يعرف فيها المرء إلى أين يذهب ومع من يمضي، الأيام التي يكون فيها المرء وحيدًا تمامًا.. وراضيًا، ومتعايشًا مع قدره، لكنه يظل يتمنى بحزن خافت: لو أن لي وجهة واحدة أمضي إليها، ولو شخصًا واحدًا أركض نحوه "🌸🌸 #bibliophile
—————————————————————————

كادت سيرافينا أن تعبر السور حتى سمعت صوت لوكاس من خلفها ...
لوكاس : حقا انت فتاة مجنونة يا ذات رائحة الجاردينيا ، ماذا تظنين نفسك فاعلة ؟
سيرافينا : ' بحدة ' انا ذاهبة ولن أعود إلا و معي إميليا ، إن كنت تريد مساعدتي فأهلاً بك وإن جئت لتمنعني فارحل عن وجهي !
لوكاس : ' وقد عبر الفجوة أثناء حديثها قائلا بلا مبالاة' هل ستكملين تلك التفاهات أم ستأتي ؟
حدقت به سيرافينا باندهاش، فهي كانت تتوقع منعها بالقوة من الإقدام على ما تريد فعله لذلك أرسل ليو هذا الغريب لإعادتها للخيمة ، أو هذا ما تخيلته على الأقل ...
سيرافينا : لا تأمرني ! كنت سآتي على أية حال ' لنفسها ' يا غريب الأطوار !
همت بالعبور لكن أوقفهما صوت آخر ، صوت لم يكونا يتوقعان سماعه في تلك الساعة بالذات ...
إيستون : ' خلفه بعض الحرس ' ماذا أنتما فاعلان ؟!
تخشبت سيرافينا مكانها و هي ترى محاولتها قد باءت بالفشل قبل أن تبدأ، لا بد أن الملك الآن يظن أنهما جاسوسين لآرثر ! إلا أن لوكاس أنقذ الوضع قائلا ...
لوكاس : سيدي جلالة الملك ، كنا نقوم بنزهة صغيرة عندما وجدنا هذه الفجوة في جدار السور وظننا أنه من الممكن استخدامها لإخراج الأهالي من البلدة عبرها ...
سيرافينا : ' مؤكدة لكلام لوكاس وبنبرة حاولت أن تجعلها متماسكة ' أجل مولاي الملك ! كنا سنتأكد من عدم وجود أتباع آرثر حول هذا المكان لاستخدامه لصالحنا فيما بعد !
إيستون : ولِمَ لَم تأتيا لإخباري على الفور ؟
لوكاس : كنا سنقوم بذلك بعد التأكد عدم وجود خطر حول المكان جلالتك ...
نظر إيستون إلى لوكاس و سيرافينا للحظات قبل أن يأمر الحرس بتفقد المكان ، وقف كلاهما دون حراك لفترة من الوقت حتى عاد الحرس مجدداً يؤكدون خلو المكان من أية مصاصي دماء تابعين لآرثر ...
إيستون : حسنا كلاكما ، عودا للخيمة الخاصة بكما الليلة وغداً تعالوا جميعكم إلى خيمة الحرب فور استدعائكم ...
سيرافينا و لوكاس : ' بانحناءة وصوت خفيض ' أمرك جلالة الملك ...
*********************************************
تحرك كاي من مكانه إلى الممر الذي عبر منه آرثر منذ قليل حتى وصل إلى باب ضخم من الخشب الثقيل المثبت بألواح ومسامير من المعدن الأسود يحرسه تابعان من أتباع آرثر ...
كاي : ذاك يبدو كمدخل الزنازين ، ربما أجد إميليا هنا ولكن كيف أعبر دون أن يشعر هذان الأحمقان ؟
وبينما كان يفكر ، امتلأ المكان بصوت ضحكات فتاة صغيرة تظهر بوضوح أحيانا وأحيانا تختفي يتردد صداها في الممر جعلت الكل يتلفت حوله في ترقب وحذر ...
الحارس ١ : من أين يأتي ذلك الصوت ؟!
الحارس ٢ : لنتفرق و نبحث عن تلك الفتاة الصغيرة وإلا فقدنا رؤوسنا وحرقنا من ملكنا المجنون ذاك !
ذهب كلاّ منهما في اتجاه مضاد للآخر تاركين المفاتيح معلقة أسفل إحدى المشاعل التي تضيء الباب ، تحرك كاي ليأخذ المفاتيح بسرعة قبل عودة الحارسين لكن أحدهما كان قد عاد بالفعل ...
الحارس : اختفت الأصوات مجددا ، علي الاستقالة من عملي هذا قبل أن أصاب بالهل- هييييي ! أنت ! ماذا تفعل ؟!
كاي : للأسف أنا حظك السيء ...
وقبل أن يهتف الحارس مرة أخرى كان كاي قد تحرك وفصل رأسه عن جسده قبل أن يحرقه . عاوده الطيف مرة أخرى يتحرك أمامه إلى أن دخل إلى ممر سري آخر يؤدي إلى زنزانة إميليا مباشرة ....
كاي : أ أنت متأكدة أنها هنا ؟
لكنها اختفت فجأة كما ظهرت ، سمع كاي عدة أصوات من الخارج فتحرك مسرعا إلى المدخل الذي أشارت إليه الفتاة وأغلق بابه جيدا ، يستمع إلى الأصوات الغاضبة و الهلعة في الجهة الأخرى ...
- هناك دخلاء في القصر !
- الملك لن يترك أعناقنا وشأنها إن لم نتصرف بسرعة !
- الحريق هنا ، ابحثوا في كل الممرات ! من المؤكد أنهم لم يبتعدوا بعد !
وهمهمات غاضبة أخرى لم يلق لها بالاً ، وصل إلى جدار في نهاية المدخل سمع صوت همهمة ضعيفة  قادمة من الجهة الأخرى من الجدار تصحبها أصوات سلاسل ، توتر كاي قليلاً وهو يبحث عن الباب المخفي في نهاية الممر قبل أن يدفع جزءا من الحائط ....
كاي : ' في نفسه بقلق ' أتمنى ألا أكون قد تأخرت ...
*****************************************
داخل زنزانة إميليا وقبل تلك الأحداث بساعات كان آرثر قد قدم مرة أخرى بطعام و بضعة أزهار نرجس حتى " يجعلها تحبه " كما يعتقد، ولكن الحب لا يأتي أبدا بالإجبار بل هو شعور لا نملك مفاتيحه ؛ فقد قابلته إميليا بجفاء و برودة شديدين ...
آرثر : عنيدة أنت أماريليس ...
ولكن تلقى الصمت عوضاً عن الكلمات اللاذعة هذه المرة ، ظاناً أنها قد استكانت و ارتضت بالأمر الواقع اقترب منها محاولاً أن يمسك يدها إلا أنها أبعدت يده بفظاظة شديدة ..
آرثر : ' بجمود ' على الأقل تناولي الطعام ...
أزاحت وجهها للناحية الأخرى غير مكترثة به ، ترتعد من الخوف لكن تحاول ألا تظهر ذلك ، استقام آرثر من جلسة القرفصاء تلك زافرا بحنق ملقيا الطعام بقوة وخرج من الزنزانة مع الخادمة بينما بدأت إميليا بالبكاء مرة أخرى قبل أن تسمع أصواتا خافتة جدا قادمة من باب الزنازين في آخر الممر بعد خروج آرثر بفترة ...
تعالت الأصوات فجأة وفتح باب الزنازين بعنف ...
- تأكدوا من أن الجميع بزنازينهم ! ابحثوا عن الدخيل !
إميليا : ' بصوت عالٍ متحشرج ' أرجوكم ! أخرجوني من هنا !
تحركت إميليا وصرخت ونادت على أمل أن يساعدها أحدهم ولكن دون جدوى ، يبدو أن زنزانتها أصبحت منطقة محظورة ! ابتعد الكل و خفتت الأصوات من جديد إلا صوتها وشهقات بكاءها التي عادت من جديد ، تطرق على قضبان الزنزانة بسلاسلها لعل أحدهم يسمعها حتى سقطت من التعب لكنها لم تتوقف عن الطرق و النداء بصوت خفيض ، أحست بتيار هواء مفاجىء من خلفها ويد تسحبها للخلف ...
مهلاً ، إنها ترتفع عن الأرض ، أ هي تطير ؟ نظرت لأعلى لتجد كاي يحملها و يضمها إليه بشدة  ...
إميليا : ' بصوت بُحّ من كثرة الصراخ و النداء ' كا ... ي ..
كاي : شكرا للآلهة ! لقد وجدتك ! لقد وجدتك أخيراً !
إميليا :  ' بوهن ' شكراً لأنك أتيت ...
وأغمضت عيناها تستسلم للنوم الذي جفى جفونها طيلة تلك المدة في أحضان كاي ، الذي ما إن لمح استكانتها حتى حررها من تلك الكرة الثقيلة وانطلق هارباً بها بعد أن ترك باب الزنزانة مفتوحاً و رمى بالمفاتيح أرضاً ...
تحرك بخفة في الممرات السرية للقصر حتى اقترب من المخرج إلا أنه اشتم رائحة آرثر قادمة من بعيد و أصوات أقدام أخرى قادمة من نهاية الرواق ، وإميليا بدأت تتململ بين يديه من الكوابيس التي تراودها في نومها ....
كاي : شششششش ! اهدئي ولا تخافي !
نبرة صوته جعلتها تغطس في النوم مرة أخرى كالمخدر القوي ، ضمها إليه بقوة يتلفت حوله باحثاً عن مخرج من ذاك المأزق ، الرائحة أصبحت أقوى ، و صوت الخطوات بدأ يعلو ، وهما يقفان مكشوفين بالكامل ولا توجد أمامهما أي فرصة ، ما العمل الآن ؟!!!
*********************************************
فيوليت : سأذهب أنا أولا لتأمين طريق سري لإخراج كاي قبل نهاية الحصار ...
هذا كان قبل عدة دقائق من لقائها مع الملك إيستون بعد عودته من تفقد الجيش مع بزوغ الفجر ، و ها هي الآن تقف في الخيمة تصنع نقطة انتقال سحرية إلى قصر آرثر الأسود و تمسك بحرص خاتما قد أعطاها إياه الملك وقلادة أعطتها إياها أوبال من أجل تعويذة الإنتقال ، يجب أن تحمل معها الرابط الذي يمكنها من الذهاب و العودة فيما بعد ...
نجحت تعويذة الإنتقال وهاهي تقف وسط غرفتها السرية في ذلك القصر ، لكن مهلاً ! هناك شيء غريب يحدث ! أصوات أقدام ، دقات قلب متسارعة ، همس خفيض يكاد يسمع يقترب من أمام باب الغرفة .....
———————————————————————
هووووووووب ستووووب هنا بااااااس ...
جت تتجنن عليا خليت الملك بنفسه يقفشها😂😂😂 ، رأيكم في الرواية لحد دلوقتي ؟
* ياترى هيحصل ايه مع فيوليت ؟
* هيلحق كاي يهرب بإميليا من القصر ولا آرثر هيقفشهم ؟
* ايه توقعكم للأحداث اللي جاية ؟
ابهروني بتخميناتكم و آرائكم في الكومنتس ومتنسوش اللايك و الفوت قبل ما تقرأوا القصة😊😊😊😊 ، وبالنسبة للمتابعين في صمت فضلا وليس أمرا لو هالقصة مستاهلة الفوت لا تبخلوا عليا بيه 👏🏻😉 دمتم سالمين و أمسية سعيدة على الجميع 💐💐💐

لعنة  أماريليسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن