🌸🌸🌸 " أحبُّ لطفَ اللهِ الّذي يَتجسّد علىٰ هَيئة صَديقٍ طيّب، أوْ مَوقف مُبهج فِي اليّوم، أوْ اِبتسامة عَابرة، أوْ كلِمة تُسعد القَلب، أوْ رِسالة تُنير الدّرب، أوْ فِكرة تُشعل الطموح، أوْ طُمأنينة تسكنُ الرّوح، أوْ سَلام يَغمرُ الأعماق؛ أحبُّ كرَم الله المُختبِئ فِي تَفاصِيل الأيّام ✨💗 " 🌸🌸🌸
———————————————————————————بينما هناك اثنان ينظران نحو آنا و إميليا بحب إذ فجأة تطرأ في رأسهما فكرة مجنونة لمفاجئتهما ، هما بالذهاب عندما جاءت إميرالد من خلفهما ...
إميرالد : إلى أين ؟ ' بوجه طفولي متسائل '
ليو : 'متلعثماً ' آآآآآ - س - سأكمل كتاباتي ...
كاي : وأنا سأذهب لأصطاد ...
إميرالد : ' بخبث وهمس ينافي الطفولية التي كانت بها مسبقاً ' وأنا سأخبرهم بما تنتويان فعله إلا إذا أشركتماني معكما في فكرتكما ، ' يعلو صوتها قليلاً ' إميليا ! آنا ! أريد أن أطلعكما على أمر م- بففففف!
ليو و كاي : ' يكممان فم إميرالد ' حسناً ولكن ولا كلمة أخرى أفهمتِ ؟
أومات إميرالد بابتسامة في عينيها فأفلتاها وانطلقوا لتنفيذ فكرتهم المجنونة ...
*********************************************
أخذ لوكاس سيرافينا إلى الغابة وهي لا تزال معلقة بين فكيه كالقطط الصغيرة التي تحملها أمهاتها بين فكيها عند الغضب ، قد ملّت من الحركة لفكاك نفسها فتركته يأخذها حيث يشاء حتى وصلا إلى مكان مخيف للغاية وضعها هناك و استدار يذهب بعيداً ...
سيرافينا : هل ستتركني وحدي هنا حقاً ؟
لم يجبها وإنما توقف و نظر لها معاتباً ثم عاد ينطلق في طريقه مرة أخرى لا يبالي بصراخها من خلفه ...
سيرافينا : ' خائفة ' هيييييييي عد إلى هنا ! لا أعلم طريق الخروج ! ' لنفسها ' ليتني احضرت معي رغيف خبز لما كنت قد علقت في هذا المكان ...
ظلت تدور و تدور في المكان تحاول الخروج و لوكاس يراقبها من خلف إحدى الأشجار البعيدة نوعاً ما عنها بحيث يراها ولا تراه ، حتى يئست من المحاولة عندما علمت أنها قد ضاعت مرة أخرى ...
سيرافينا : ' تبكي ' ذلك الأحمق الوسيم ، يتركني هنا لأني مزحت معه قليلاً ، ' شهيق وبكاء ' حسناً لقد تعلمت الدرس ، لن أمزح بعد اليوم مع أحد ، لكن أريد الخروج من هذا المكان المظلم ... ' تطأطئ رأسها وتجلس على الأرض باكية ' أكره الأماكن المظلمة ...
خرج لوكاس من مخبئه نحوها حتى وقف أمامها ...
لوكاس : ' مشفقاً لحالها ' سيرافينا ، هيا سنعود للبلدة ، أرجو أن تكوني قد تعلمت الدرس هذه المرة ...
سيرافينا : 'بعينين مليئتين بالدمع ' لوكاس ؟ أنت هنا ؟ ' تهب على قدميها تضربه بقبضتين مرتعشتين من الخوف ' أيها الغبي الأحمق الوسيم لا تتركني في الظلام مرة أخرى !
تركها تفرغ ما بها من خوف وغضب حتى هدأت قليلاً بين يديه ، ثم تحول لهيئته الأخرى " الثعلب ناريّ الفرو ذو الذيول التسعة " وأومأ لها بالركوب على ظهره ، ركبت ظنّاً منها أنهما سيخرجان من الغابة لكن لوكاس لم يفعل ذلك ...
سيرافينا : أين نحن ذاهبون لوكاس ؟
لم يرد عليها ، بدلاً عن ذلك استمر بالتحرك حتى توقف في مكان معتم تماماً ، ورفع ذيوله مرة واحدة مخلفاً رياحاً خفيفة أيقظت ما هو نائم و امتلأ المكان بالضوء بعد أن كان ظلاماً دامساً ...
كانت سيرافينا أمام بحر من اليراعات المضيئة التي كانت مختبئة في زهور الجاردينيا و أشجار الصنوبر التي يعمّ بها المكان ، نزلت من فوق لوكاس و أخذت تتجول في المكان بأعين متسعة من الفرح و الإنبهار ، التقط لوكاس إحدى زهرة جاردينيا بيضاء وضعها كزينة لشعرها وما لبثت أن أصبحت مضيئة لتجمع اليراعات عليها ...
لوكاس : إذن هل أعجبك ؟
سيرافينا : ' مشدوهة بالمنظر ' هذا المكان مذهل ! والجاردينيا ، لم أرَ هذا الكمّ منها من قبل ، و تلك اليراعات الصغيرة ؛ أوه هذا المكان أكثر من مذهل !
لوكاس : ' متحمساً ' انتظري حتى تري الآتي !
جذبها و أخذ يركض نحو اتجاه ما ومن خلفهم اليراعات حتى انتهى بفضاء واسع تتوسطه شجرة ضخمة ...
لوكاس : واحد ، اثنان ، ثلاثة !
بحركة من يده و مع انتهاء العدّ أضاءت الشجرة من أعلاها لأسفلها باليراعات المضيئة ، كان المشهد سحرياً بكل ما تعنيه تلك الكلمة حتى أن سيرافينا تحركت للأمام كأنها قد سحرت وعجز لسانها عن الوصف أمام هذا المنظر ؛ ما إن أفاقت من تأثير اليراعات عليها حتى كان لوكاس أمامها يمد يده لها بخاتم من التورمالين عسلي اللون ...
لوكاس : ' يضع الخاتم بين يديها ناظراً له ' هذا اللون هو أول ما وقعت عليه عيناي عندما رأيتك لأول مرة في ذاك المنزل ، لون عيناكِ التي ما إن نظرت إليهما حتى غرقت في تلك البحور العسلية ... ' متلعثماً ' حسناً ، أنا لست جيداً في الكلام الشاعري ولكن ... إممم ، ما أريد قوله هو ....
سيرافينا : ' تقاطعه ' موافقة ..
لوكاس : ' مندهشاً ' أتعنين ذلك ؟
سيرافينا : ' بكل بساطة ' ولمَ لا ، فلا أحد تحمّل نوباتي الجنونية تلك غيرك ، ثم أهناك شيء شاعري أكثر من هذا ؟
لم يستطع كبت حماسه و فرحته فاحتضنها وحملها و أخذ يدور بها بشدة يتضاحكان من فرط السعادة و اليراعات المضيئة تطير لأعلى حولهما في دوامة مع دورانهما حتى اختطف لوكاس من سيرافينا قبلة أودعها كل ما في قلبه من حب ...
********************************************
بعد عدة أيام ..
عادت إميليا و آنا إلى المنزل بعد يوم متعب من الركض و المقالب و الضحك و العمل ، ما إن دلفت كلا منهما لحجرتها حتى وجدت علبة موضوعة على سريرهما ...
إميليا / آنا : هذه لي ؟ غريب ؟
إميليا : أتمنى ألا يكون أحد مقالب سيرافينا المزعجة ...
تفتح العلبة بحذر شديد ، كل شيء على ما يرام ولم يحدث شيء كمقلب في وجهها ؛ أخرجت زفيراً محبوساً داخل رئتيها أخيرا لتنتبه لمحتويات العلبة : فستان قصير نوعاً ما بلون اللافندر بنفسجي متدرج للأبيض بدون أكتاف و حذاء بنفسجي فاتح اللون ووردة اصطناعية من اللون الأبيض وبطاقة لم ترَ مثيلاً لها من قبل ، دوِّنَ في داخلها : أنتظرك في محطة القطار ...
بعد فترة ...
ارتدت ذلك الفستان وأطلقت شعرها بتموجات بسيطة ثم خرجت وها هي الآن تجلس على أحد المقاعد في محطة القطار، المكان غير مزدحم بالمرة ، الشمس شارفت على المغيب والعمال بدأوا يضيئون المكان بإنارة شبه خافتة ، تلفتت حولها لترى علبة صغيرة أخرى ليست ببعيدة فوق المقعد المجاور لها ، اتجهت نحوه والتقطت البطاقة أعلاه : ' تذكرة إلى أرض السحر ، أنتظرك هناك ' ...
حسناً ، أخذت التذكرة وركبت القطار ، بعد مرور بعض الوقت كان الليل قد حلّ ، و أنارت النجوم السماء كيراعات نارية مضيئة تراصّت على سطح أسود مخمليّ يتوسطه قرص القمر ، نزلت المحطة المذكورة على التذكرة وما إن انتبهت حتى وجدت نفسها على حدود بلدة آستر ، و كاي يجلس على أحد المقاعد التي نما عليها نبات اللبلاب البري متأنقاً على غير العادة يحمل على ظهره جيتاره العتيق ...
إميليا : لمَ كل تلك المشقة في إحضاري لهنا ؟! كنت طلبت مني القدوم بدلاً من ذلك ؟
لم يتحدث كاي بكلمة ولكنه ابتسم وربط عينيها بشريط عريض و حملها بين يديه كالأميرات وركض في عكس اتجاه البلدة ، بعد فترة قصيرة شعرت به يضعها على الأرض و يبتعد فأزالت الرباط حول عينيها ثم
صدح صوت الجيتار بنغمات رقيقة مرافقاً لإزالتها للرباط لتجد نفسها في مكان سحري ، أزهار اللافندر تغمر المكان بلونها الأزرق المائل للبنفسج و تحيط بها أشجار الكرز التي ازّينت بأزهارها فانعكس لون اللافندر عليها بفعل ضوء القمر فاصبح المكان كلوحة من البنفسج ، و لولا كثافة الأشجار حولها لرأت السماء المزدانة بالنجوم كلآلئ ناصعة البياض فوق ثوب أسود برّاق ويتوسط كل هذا المنظر الخلّاب كاي جالساً أعلى جذع شجرة قديم يتوسط المكان تتطاير من حوله بتلات أزهار الكرز بفعل نسمات الهواء العليلة ، و يصاحب صوت الجيتار الهادئ صوت غناء كاي العذب ...