وبعد ثلاثة أيام تقريباً إتصل خالد على هند وقال بحماس :
- هنــــود ، أنا جايلكم النهاردة
شهقت بخوف وقالت :
- جاي فين يا خالد ؟ ما انت عارف ان اسلام بيروح عند حماه السبت !!
ضحك وقال :
- ماهو علشان كده هاجي
قالت بتوتر :
- مش هينفع يا خالد ماما مش هترضى
ثم تنحنحت بإحراج وقالت :
- قصدي يعني هتزعل وكده
تنهد بثقة وقال :
- هاتي بس انت أي شنطة هدايا وحطي فيها أي ورق وانا هقولها إني نسيت عندك حاجة مهمة للشغل
قالت بصوت متقطع :
- بس مش هينفع يا خالد وكمان ليه عاوز تيجي النهاردة بالذات يعني ؟
- وحشتيني اوووي ولازم اشوفك النهاردة !!
قالت بإستسلام :
- طيب تعالى وانا هتصرف ، علشان خاطرك انت بس ، لكن متتعودش على كده !
أغلقت هند الهاتف وحاولت الابتسام وذهبت لوالدتها وقالت :
- ماما خالد جاي النهاردة
صرخت بها قائلة :
- نعم ياختي؟ وده ايه اللي هيجيبه النهاردة كمان ان شاء الله ؟
تنحنحت بإحراج وقالت :
- أصله هياخذ مني حاجة محتاجها في شغله يا ماما
زفرت بضيق وقالت :
- وبعدين بقى في وجع الدماغ بتاعكم ده ؟ إفرضي بقى اخوكي جه هيحصل إيه ؟
اجابتها على الفور :
- لأ ماهو اسلام النهاردة عند حماه !
رفعت حاجبيها قائلة بملل :
- لا والله ؟ ده انتوا مرتبين كل حاجة بقى !!
عادت الى الخلف قليلاً وقالت بتوتر :
- معلش يا ماما هياخذ مني الورق ويقعد شوية ويمشي على طول
تنهدت بضيق وقالت :
- ماشي يا هند ، المرادي بس لما نشوف آخرتها معاكم
قفزت هند من مكانها وهرولت بإتجاه غرفتها وإتصلت على خالد وأخبرته بموافقة والدتها ..
____________________________
بعد ساعة تقريباً حضر خالد وجلس مع هند في نهاية الصالة بينما جلست الأم في اول الصالة أمام التلفاز ، ظل يتحدث معها بكلامه المعسول كالعادة ولكن بصوت خافت ، بعد قليل نهضت الام من مكانها لتذهب الى دورة المياه وغمزت لهند لتدخل غرفتها هي الأخرى حتى تخرج والدتها من جديد ، لم تهتم هند وقررت الجلوس لإكمال الحديث معه ولكنها على الفور انتفضت من مكانها وصرخت به قائلة بصوت خفيض :
- خــــالد انت بتعمل ايه ؟!!! انت مجنــــــون ؟!!!
تنهد بتأثر وقال :
- معلش ياهند غصب عني !!
جحظت بعينيها وقالت بغضب :
- قوم روح يا خالد ، انا الغلطانة اصلا
أمسك يدها وحال إجلاسها ولكنها أفلتت يدها بضيق وقالت :
- سيــــب إيدي وامشي يــــلا
نهض من مكانه ووقف أمامها محاولاً تهدئتها ولكنها صرخت به قائلة :
- بقــ....
وقبل أن تكمل حديثها سمعت جرس الباب ، إنتفضت من مكانها وهرولت بإتجاه الباب لتنظر من العين السحرية ، شهقت فجأة وضربت قلبها بيدها ونظرت لخالد برعب وقالت :
- يـــــــالهوي ده إسلام !
زفر خالد بضيق بينما هي ظلت تفرك بيدها بعصبية بسرعة رهيبة ، ظلت تنظر له بخوف وكأنها تستغيث وعلى الفور جذبته من ملابسه وألقته في غرفتها واغلقت الباب ، إقتربت من باب الشقة وهي تتحسس وجهها وتقول بخوف :
- اهدي يا هند اهدي يا هند مش هيحصل حاجة مش هيحصل حاجة ان شاء الله
حاولت ان تمسك مقبض الباب ولكن يدها ظلت ترتعش ، حضرت لها الام ونظرت لها بتعجب وقالت بعدم فهم :
- في إيه ياهند مين الي بيخبط ؟
تنفست بصعوبة وقالت بصوت خفيض :
- ده إسلام يا ماما ، أنا مش عارفة اعمل ايه ؟
ضربتها الام على يدها بضيق وقالت :
- الله يسامحك يــا شيخة هقوله إيه بس ؟!! دلوقتي بيقلب الدنيا على دماغك وعليا !!
وأثناء إقترابها من الباب نظرت لخالد فلم تجده فإتسعت عيناها بذهول وقالت :
- أومال فين خطيبك ؟؟!!
قالت على الفور :
- خبيته في أوضتي
شهقت برعب وتطاير الشر من عينيها وقالت بغضب :
- يـــابت انت مجنونة ؟!! في حد يعمل كده ؟!! أخوكي كان هيزعق وخلاص دلوقتني انت هتلبسينا مصيبة ، أقــــول إيه بس والا اعمل ايه يـــــاربي ؟!!
ظلت تضرب الأرض بتوتر وقالت :
- مش عارفة بقى ياماما مش عارفة، ده اللي حصل وخلاص
دفعتها الام بقوة وقالت :
- طب أدخلي دلوقتي وانا هتصرف
قالت بذهول :
- أدخل فين ؟!!
صرخت بها قائلة بهمس :
- إدخلي أوضتي ياختي خلصي ، أومال هتروحي فين يعني
ثم زفرت بضيق وقالت :
- حســـابي معاكي بعدين يا هند
هرولت هند بإتجاه غرفة والدتها كما أمرتها وأغلقت الباب خلفها
________________________
جلس خالد على فراش هند وظل يتأمل في غرفتها وهو يقول بسخرية :
- دلوقتي اخوكي يجي ويولع فيا يا ست هند ، يــــلا بقى مش مشكلة منا كنت متوقع إن ده هيحصل في أي وقت
ثم ضحك بمكر وقال :
- لأ بس طلعتي شاطرة وبتعرفي تتصرفي والله ، الواحد كده ميقلقش عليكي ابـــدا
بينما ظلت هند تفرك في يديها بتوتر وتضرب الأرض بقدميها بسرعة رهيبة وهي تحاول التقاط انفاسها ولا تردد سوى :
- يـــــارب استرها معايا ، يــــارب إسلام ميعرف حاجة ، يـــارب خلاص مس هعمل كده تـــاني ، يـــــاربي متفضحنيش قدام اهلي وانا مش هجيبه هنا تاني ، يــــاربنا مليش غيرك سامحني وانقذني وعدي الموقف ده على خيـــر ، يــــارب أنا عصيتك بس انت هتسترني انا حاسة بكده ، يــــارب إسلام ميعرف حاجة
______________________________
أنت تقرأ
في الحلال
Non-Fictionالروايه بتتكلم عن حياتنا كلنا ، متهيألي مفيش شخص هيقرأها إلا لما يلاقي نفسه جواها ، كل واحد فيكم هيلاقي حد شبهه في الروايه ، هيلاقي مواقف هو فعلا بيعيشها ، هيلاقي الزقه اللي كان محتاجها من زمان علشان يبدأ حملة التغيير علي نفسه بإذن الله بإذن الله كل...