بينما أغمضت هي عينيها بعدما أحست بالراحة وقالت :- الحمدلله حتى يبلغ الحمد منتهاه
ظلا على هذه الحالة بضع دقائق وكلاهما يحمد الله على إنتهاء هذه المشكلة على خير ، بعدها بقليل قالت سلمى بإبتسامتها المعتادة :
- إحكيلي بقى بالتفصيل إيه اللي حصل في الشركة
إعتدل إسلام في جلسته وتنهد بألم وبدأ يقص عليها ما حدث ، إنتهى من كلامه فوجدها تربت على كتفه وتقول بمواساة :
- معلش يا إسلام ، قدّر الله وما شاء فعل ، لو ليك نصيب فيه كنت هتاخذه وإحنا راضيين بأي مرتب وحامدين ربنا وشاكرينه
تنهد بوجع وقال :
-الحمدلله على كل شيء ، بس برضو الظلم وحش أووي يا سلمى ، يعني أنا كنت بقول الحمدلله مرتبي هيزيد شوية علشان أعرف أصرف على الطفل اللي جاي في الطريق ده وكنت متطمن على الآخر لكن الحمدلله مطلعش من نصيبي ، عارفة مش ده بس اللي يضايق ، ولكن كمان لما يجيلك واحد لسه ميعرفش حاجة في الشغل أصلاً ويأخذ حقك وكمان يبصلك بتعالي وغرور كده علشان هو معاه واسطة يعني ده اللي بيوجع أوووي ، وأنا متأكد إن رامي ده مش هيعرف يشتغل زي مروان ولا زيي بس هنقول إيه بقى حسبي الله ونعم الوكيل
أمسكته من ذراعيه ونظرت له بصرامة وقالت :
- إسلام قدوتي إيمانه راح فين ؟ المؤمن بجد بيتعرف في الأوقات دي يا إسلام وإنت إن شاء الله مؤمن ولازم تحمد ربنا مهما حصل وتعرف إن أي حاجة بتحصلنا فيها الخير لينا بس أكيد إحنا مش عارفيم الحكمة فين ؟ كمان ربنا قادر يرزقنا بمصاريف الطفل ده لأن اللي خلقه قادر يحفظه ويقوينا على تربيته ويرزقنا برزقه ، دي أول حاجة
- تاني حاجة بقى : بالنسبة للظلم ده فـ للأسف الموضوع منتشر جداً في بلدنا بطريقة غير طبيعية وإحنا المفروض نواجهها بس حقيقي مبقيتش عارفه هل الإنسان المفروض يواجه لوحده حتى لو هيموت بإعتبار إن ده منكر ولازم نغيره؟ ولا نسكت بإعتبار إننا مش هنقدر نعمل حاجة لوحدنا وننكر المنكر ده بقلبنا بس ؟
ثم نظرت له بحزن وقالت :
- إنت شايف إيه يا إسلام ؟ هتعمل إيه في الموضوع ده ؟
أخذ يمرر أصابعه بين خصلات شعره في حيرة ثم قال :
- حقيقي مبقيتش عارف حاجة ، بس متهيألي مش هقدر أسكت أكتر من كده ، لو لقيت بديل هسيب الشركة دي فوراً ولو ملقيتش يبقى هفضل قاعد وأحاول بقدر الإمكان أفهم الدنيا ماشية إزاي وأتكلم مع زمايلي وكده يمكن نقدر نعمل حاجة ، أكيد هنقدر يا سلمى حتى لو طال الزمن ، بس دلوقتي مش قدامي حاجة غير إني أروح بكره وأكمل شغلي عادي لأني ملتزم بمصاريف ومش هينفع أسيب الشركة
إبتسمت قائلة :
- ربنا معاك يا إسلام ، وعندك حق مهما طال الظلم هيجيله يوم وهيسقط
أنت تقرأ
في الحلال
Non-Fictionالروايه بتتكلم عن حياتنا كلنا ، متهيألي مفيش شخص هيقرأها إلا لما يلاقي نفسه جواها ، كل واحد فيكم هيلاقي حد شبهه في الروايه ، هيلاقي مواقف هو فعلا بيعيشها ، هيلاقي الزقه اللي كان محتاجها من زمان علشان يبدأ حملة التغيير علي نفسه بإذن الله بإذن الله كل...