Part 52

2.6K 232 2
                                    

إستيقظت هند من نومها وظلت تفكر في كل ماحدث وتتسائل ، كيف لخالد أن يحمل بداخله كل هذا السوء ؟ وهل هو يحبها حقا أم أن غروره جعله يعتقد أن الفتاة التي يريدها سيحصل عليها على الفور وإن لم تفعل وتستجب ستكون الفضيحة من نصيبها !! وكيف لها ألا تدرك ذلك مبكرا ؟ وماذا عن كلمات فاطمة ؟ هل هي حقا صادقة ؟ نعم يبدو أنها صادقة وأخيرا إستفاقت من تفكيرها الخاطئ وذهابها وراء هواها ، ولكن ماذا ستفعل هند الآن ؟ هل تخبر إسلام بالأمر ؟ وماذا سيحدث بعدما يعرف ؟ وهل ستستطيع والدتها تحمل سماع شيء كهذا ؟ وكيف ستعيش معهما بعد ذلك ؟ ظلت تفكر في الأمر كثيرا حتي ارهقت تماما ،
نامت مرة أخرى ثم إستيقظت فجأة على كلمة إسلام التي قالها لها من عدة شهور :
" ابقي إقرأي برضو عن ضوابط الخطوبة علشان تعرفي هتعيشي الفتره دي إزاي "
إنتبهت فجأة وقالت ببريق أمل :
- طب وليه أعرفهم وأفضح نفسي لما ممكن أحاول أنا أدور على أي حل للمصيبه بتاعتي دي من غير ما حد يعرف ، قدامي النت أهو ممكن أقرأ عن أي حاجه حتى التجاوزات اللي عملتها دي ونشوف حلها إيه في الدين ، يارب يكون في حل علشان تعبت!
نهضت من مكانها علي الفور وجلست أمام حاسبها وكتبت في محرك البحث :
" حكم تجاوزات الخطوبه وكيفية التوبة منها "
ضغطت على الزر فظهر أمامها العديد من النتائج ، فتحت بعضهم وظلت تقرأ عدة فتاوي حتى وصلت إلى فتوي بها حديث النبي صلي الله عليه وسلم :
" كل أمتي معافى إلا المجاهرين ، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ، ثم يصبح وقد ستره الله عليه ، فيقول : يا فلان عملت البارحة كذا وكذا ، وقد بات يستره ربه ، ويصبح يكشف ستر الله عليه " رواه البخاري ومسلم
قالت بتفكير :
- يعني انا كده المفروض مقولش على اللي حصل بقي لان ربنا سترني وانا ماينفعش أفضح نفسي ، كمان الولد اللي سأل في الفتوى اللي فاتت وعمل أكتر مني بكتير الشيخ قاله مايقولش لحد ويتوب ويندم بجد من اللي حصل ده ويستر على نفسه ، انا كمان المفروض أعمل كده ولا إيه ؟
ظلت تفكر للحظات ثم قررت العوده وقراءة كيفيه التوبه من جديد في الفتوي السابقة ، قرأت بصوت هامس :
" فالواجب عليك التوبة إلى الله بأن تندم على تلك المعصية وتعزم أن لا تعود إليها أبدأ سواء مع تلك الفتاة أو غيرها ، فإذا فعلت ذلك صحت توبتك وقبلت إن شاء الله تعالى ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : التائب من الذنب كمن لا ذنب له . رواه ابن ماجه "

" التوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود إليه ، مع الستر وعدم المجاهرة بالذنب"

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ "

" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "

في الحلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن