Part 46

2.4K 217 2
                                    

‎إبتلعت الأم ريقها وحاولت الإبتسام وفتحت الباب وهي تقول :
‎ - إســـلام
‎ابتسم بحنان وقال :
‎- معلش يا ماما لو صحيتك من النوم ولا حاجة ، بس أصلي نسيت الإشاعة بتاع سلمى هنا مبارح ومحتاجها علشان هنروح للدكتور بكره
‎عادت للخلف قليلاً وقالت :
‎- طيب يا بني ادخل شوف نسيتها فين
‎ثم قالت على الفور :
‎- قصدي يعني قولي نسيتها فين وأنا هجيبهالك
‎تحرك بإتجاه غرفة هند وقال :
‎- خليكي متتعبيش نفسك انا هدور عليها ، تقريباً كنت بوريها لهند ونسيتها عندها على الكومودينو
‎هرولت بإتجاه وامسكت يده وقالت بزعر :
‎- استنى طيب أنا هجيبهالك علشان هند نايمة
‎أومأ برأسه ايجاباً وقال :
‎- طيب تمام شوفيها انت في اوضة هند وأنا هدور عليها في أوضتك
‎صرخت قائلة :
‎- مخلاص يا إسلام مالك متسربع على إيه كده ؟!! قولتلك هجيبهالك اقعد بقى في أي حتة عقبال ما اجي
‎نظر لها بتعجب وقال :
‎- مالك يا ماما ؟ هو انا زعلتك في حاجة ؟ انا بس عاوزها بسرعة علشان سلمى واقفة تحت ومقدرتش تطلع السلم وتنزل تاني في نفس الوقت
‎ثم أردف قائلاً :
‎- معلش هي بتعتذرلك وبتقولك لو عاوزاها تطلع هتطلع بس علشان السلم بيتعبها الايام دي
‎أومأت برأسها نفياً وقالت :
‎- لأ خليها براحتها انا عارفة إن السلم بيتعبها وكمان انتوا لسه عندي امبارح يعني ، اقعد بقى وأنا هجيبهالك ومعلش علشان مبحبش حد يصحيني من النوم وانا تعبانة
‎ابتسم قائلاً :
‎- معلش أسف والله بس ظروف بقى
‎عبر الممر وجلس في الصالة حتى أحضرت له والدته الأشعة وذهب على الفور ، تنفست الام الصعداء وذهبت لغرفتها والشرر يتطاير من عينيها وقالت بغضب :
‎- قومي ياختي خلاص اخوكي مشي ، خلي خطيبك يمشي من هنا ولو عتب البيت ده تاني وإسلام مش موجود ههد البيت على دماغك ودماغه ، أنا قولت اهو علشان دي اول مرة أكدب كتير كده وكمان على إسلام ، الـــلــه يهديكي ويسامحك يا شيخة ، أستغفر الله العظيم يــــارب
‎أمسكتها هند من يدها وقالت بلهفة :
‎- مشي خلاص والله ؟
‎أومأت برأسها ايجاباً وقالت بعصبية :
‎- أيـــــوه قولنا مشي خلاص ، قولي لخطيبك يمشي بقى بلا قلة حيـــا
‎حاولت هند النهوض من مكانها ولكنها لم تستطع فقالت بتعب :
‎- طيب معلش ياماما مشيه انتِ ، بجد رجليا مش شايلاني ، الله يخليكي مشيه انتِ
‎زفرت بضيق وقالت :
‎- طيب ياختي
‎ثم ذهبت لغرفة هند وطرقت الباب بخفة وفتحته وقالت بوجه خالي من أي تعبير :
‎- إتفضل روح يا خالد ومتجيش تاني بعد كده وإسلام مش موجود حتى لو كنت محتاج حاجة ضروري زي ما قولت !! كفاية بقى اللي حصل
‎تنحنح بإحراج وقال :
‎- ماشي يا طنط ، مع السلامة
_______________
أغلقت باب المنزل خلفه وهي تزفر بملل وتشعر بالإختناق ، ذهبت لغرفتها مرة أخرى وأمسكت بذراع هند وقالت بضيق :
- نفسي افهم ايه اللي خلاكي دخلتيه اوضتك هــــاه ؟!! ماهو كان قاعد بإحترامه وخلاص ولو إسلام شافه كان هيعمل مشكلة وبعدين ممكن الموضوع يعدي إنما تخيلي بقى لو دخل أوضتك ولقاه كان هيحصل إيه يا أستاذة ؟!!
ثم اخذت تحرك ذراعيها بعصبية وتصرخ بها قائلة :
- إنطــــقي إيه الي خلاكي تدخليه جوا هــــاه ، ده لو حد مجنون مكانش هيعمل اللي انتِ عملتيه ده
ثم جلست على فراشها بتعب وقالت :
- أنا الغلطانة إني مشيت ورا عيال زيكم ،سامحني يــارب واسترها معايا ومع بنتي ، لا حول ولاقوة الا بالله ، لا حول ولا قوة الا بالله
قالت هند بندم :
- يا ماما والله ما كان قصدي ، هو ده اللي حصل بقى ، أنا خوفت إسلام يشوفنا وممكن يقتلني او يعمل اي حاجة فيا وفي خالد
صرخت فيها قائلة :
- وهيقتلك ليه ان شاء الله ؟!! وهو انتِ كنتي بتعملي ايه اصلا علشان يقتلك ؟!! انا كنت هقوله ان خطيبك نسي ورق مهم وجه علشان ياخذه وانا دخلته ، وكنت هقوله إني عارفة إني غلطت لما دخلته وهفهمه الموضوع وحتى لو عمل مشكلة هنحاول نهديه وخلاص بس مش نعمل احنا مصيبة اكبر !!
إبتلعت ريقها بتوتر وقالت :
- مفيش يا ماما مفيش ، بعــد إذنك
ونهضت من مكانها مهرولة بإتجاه غرفتها وأغلقت الباب خلفها !
__________________________
مر يوم تلو الآخر وخالد يتصل على هند وهي لا تجيبه ، وفي اليوم الرابع قرر ألا يتركها الا بعدما تجيب وبالفعل اتصل عدة مرات فأجابت بغضب :
- عايز ايه ؟!!
تنهد بحزن وقال :
- بقى كده يا هنود ؟ بقالي ٤ ايام بتصل عليكي وانت مش عايزة تردي
صرخت به قائلة :
- متقولش هنود !! وبعدين هو انت مش مكسوف من نفسك بعد الي عملته ده ؟! بتكلمني عادي كده ولا كأن في حاجة حصلت ازاي هـاه ؟!!
زفر بملل وقال :
- يا هند ما قولتلك معلش بقى كانت لحظة ضعف وراحت لحالها ، وبعدين يعني ما انا عملت كده علشان بحبك ومكنش قصدي أضايقك !!
ضحكت بسخرية وقالت :
- بتحبني ؟!! حب ايه ده بقى ان شاء الله اللي يديك الحق تعمل كده ؟!! وكمان مش شايف نفسك بتعمل حاجة غلط وكأن ده الطبيعي !!
إرتفع صوته وهو يقول :
- ما خلاص يا هند بقى اللي حصل حصل ، وبعدين يعني ما احنا كلها كام شهر وهنتجوز يبقى قشطة بقى
صمت قليلاً ثم قال :
-وبعدين ما انتِ كمان بتضعفي زيي ، يعني متحاوليش تطلعيني انا الشيطان وانتِ البريئة الي مش بتعمل حاجة غلط !!
‏غمضت عينيها وضغطت على أسنانها بقوة وقالت ‏بغضب :
- ‏امشي يا خالد طيب بدل ما ‏اعمل حاجة نندم عليها احنا الاتنين
‏قال معتذراً :
- ‏طيب خلاص يا ستي بجد أنا آسف ومش هعمل كده تاني
‏رفعت حاجبها قائلة بتعجب :
- ‏مش هتعمل كده تاني ؟!! ‏طب ما هو طبعا عمرك ما هتعمل كده تاني ، ‏ولا عمرك هتدخل البيت أصلا وإسلام مش موجود
‏ابتسامة قائلا :
- ‏خلاص بقى صافي يا لبن ماشي؟ ‏ماهو مش معقول يعني يا هند من اول غلطة كده تمسكيهالي !!
‏زفرت ‏‏بضيق وقالت :
- ‏دي مش مجرد غلطة يا خالد !
‏ضحك قائلا :
- ‏خلاص بقى قلبك أبيض يا عم ، ‏سماح المرادي وبعد كده مش هاجي الا لما‏ اخوكي يكون موجود ، ‏قشطة؟
‏‏تنهدت بضيق وقالت :
- ‏ماشي يا خالد بس إقفل بقى بجد علشان مش طايقه نفسي
- ‏حاضر يا ستي، يلا سلام
________________________________
بعد مرور شهر تقريباً عاد إسلام من صلاة المغرب فسمع رنين هاتفه المحمول أثناء صعود الدرج ، كان المتصل فاروق فأجاب بسعادة :
- فــــاروق باشا السلام عليكم
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا إسلام ، ازيك عامل ايه يابطل ؟
ضحك بطريقته المعتادة وقال مازحاً :
- الحمدلله بخير والله ، إنت اخبارك ايه ؟ ومتصل ليه هاه ؟
إبتسم قائلاً بمرح :
- يـــابني اكبر بقى ده انت على وش ولاده ، احـــم قصدي يعني على وش ابوه
رفع حاجبه قائلاً بإستنكار :
- ولادة ؟!! لا حول ولا قوة الا بالله ، إمشي يا فاروق وما تتصلش بيا تاني
- ما انا متصل بيك علشان اقولك ان انا ماشي أصلا
قال متعجباً :
- ماشي رايح فين ؟
تنهد بحيرة وقال :
.....

في الحلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن