تنهد بحيرة وقال :
- رايح إسكندرية يا إسلام ، في مشروع هناك ومحتاجيني فيه وبصراحة المكافئة اللي بيدوها هناك بتيجي في وقتها الحمدلله ، رغم التعب اللي بشوفه بس برضو الواحد لازم يسعى بقى وربنا يرزقنا برزق عيالنا
ضحك بسخرية وقال :
- وهم فين عيالك دول يخويا ؟!!
تنهد بسعادة وقال :
- هيييح بقى مش أنا كمان هبقى اب ، شكلي نسيت اقولك الموضوع ده كمان ، الواحد كبر في السن باين والذاكرة بقت على ادها ، معلش يابني متزعلش
ابتهج وجه إسلام وقال مبارِكاً :
- الف ملـــيون مبــــروك يا فاروق ، ربنا يقوم مراتك بالسلامة ان شاء الله ، لو طلع ولد هيكون محجوز للبت حياء بنتي هاه ؟ ان شاء الله يعني
- ماشي يابو نسب وانا موافق ، وانا هلاقي زي بنتك فين يعني ، رغم انها هتكون أكبر من الواد إبني بس مش مشكلة برضو ، ربنا يقدرنا على تربيتهم يا إسلام ويكونوا خير ذرية بإذن الله
- آميــن يـــــارب
تنهد بشوق وقال :
- المهم دلوقتي انا عايز اشوفك قبل ما اسافر علشان عارف إنك هتوحشني برخامتك دي
إبتسم بسعادة وقال :
- وانت كمان والله يا فاروق ، خلاص نتقابل بكرة بإذن الله بعد العشاء كده ، مناسب معاك والا ايه؟
- ماشي تمام كده ، يلا اشوفك بكرا ان شاء الله ، السلام عليكم
- وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
وقبل أن يغلق إنتبه فجأة وكأنه تذكر شيئاً ما وقال على الفور :
- فاروق استنى !!
- إيه يا عم الحج ؟ لحقت وحشتك كده ؟
ضحك قائلاً :
- يا عم وحشتني ايه انت مصدقت ، أنا بس كنت عاوز أعرف هتقعد اد ايه هناك وازاي هتسيب مراتك لوحدها كده لو تأخرت أسابيع مثلا؟!!
قال موضحاً :
- مش عارف المدة بالضبط بس مش اقل من شهرين تلاتة كده بإذن الله ، ومرات طبعا هاخذها معايا هناك ، الشركة مجهزالنا شقة صغيرة كده هنقعد فيها
نظرة للجانب الآخر بتعجب وقال :
- طب وكليتها يابني ؟
ضحك بمرح وقال :
- يابني ما تخافش احنا مضبطين كل حاجة وهي هتذاكر هناك وننزل هنا لو احتاجت اي حاجة وكده يعني ، وبعدين ياعم انت مش هتخاف على مراتي اكتر مني ، يلا بقى روح شوف حالك
إبتلع ريقه بإحراج وقال :
- مش قصدي والله يا فاروق ، كنت بطمن بس
ابتسم بحنان وقال :
- يا ابني بهزر معاك ده أنت أخويا ومراتي تبقى اخت محمد الله يرحمه يعني لازم احطها في عنينا ، ادعيلنا انت بس هاه
- حاضر بإذن الله ، يلا السلام عليكم
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
_________________________________________
- اه يا ظهري ياني يمه
قالها إسلام أثناء دخوله منزله وغلقه لباب الشقة ، ضحكت سلمى من طريقة حديثه وقالت :
- ايه يا إسلام مالك؟
إرتمي على أول كرسي أمامه وقال ببراءة :
- كنت بكلم فاروق
رفعت حاجبها قائلة بتعجب :
- وهو الكلام مع صاحبك بقى بيوجع الظهر اليومين دول ولا ايه ؟!
انتبه لحديثه وقال ضاحكاً :
- لا قصدي كنت قاعد على السلم وأنا بكلمة فظهري اتكسر ، يلا ما علينا ، انتِ مش هتعملي اكل بكره صح ؟
أومأت برأسها ايجاباً وقالت :
- ايوه هناكل نفس اكل النهاردة
ابتسم قائلاً :
- قشطة
ثم أخرج كيساً من جيبه وألقاه لسلمى وقال بمرح :
- بكره اول ما تيجي من الشغل تقعدي تنفخي في دول لحد ما ارجع ماشي؟
أمسكت بالكيس بتعجب وقالت :
- ليه البلابين دي كلها ؟ وبجد انت عاوز انفخ كل ده لوحدي ؟
تنهد بحماس وقال :
- ليه البلالين دي هقولك بكره ، وانفخي الي تقدري عليه وانا لما ارجع من الشغل هكمل معاكي
ثم أردف قائلاً :
- وكمان عاوز أستلف منك كيس الحلويات اللي بتاخذيه معاكي للمدرسة ده ، معلش بقى كله بثوابه أسلمتي
________________________________
- بتعملي ايه يامامتي ؟
قالتها هند عندما دخلت غرفة والدتها التي أجابتها بحنان :
- بقرأ قرآن ياحبيبة ماما
أمسكت منها المصحف وقالت بسعادة :
- وريني يا ست ماما بتقرأي في سورة ايه
نظرت للمصحف بتلقائية ولكنها سرعان ما إنتفضت من مكانها وارتعشت يداها عندما وقعت عيناها على الآية :"يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ "
أمسكت الام المصحف يخوف و قالت بلهفه :
- حاسبي يا بنتي هتوقعي المصحف من ايدك
ثم ربتت على كتفها بخوف وقالت :
-انتِ دوختي وإلا إيه ؟
نهضت من مكانها وسارت بإتجاه غرفتها وهي تقول مؤكدة :
- الظاهر كده ، انا هروح استريح شوية
وصلت لغرفتها وارتمت على كرسيها بتعب وظلت تردد :"يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ "
"يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ "
"يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ "
ثم نظرت للأرض وقالت بألم :
- أيوه ياهند انتِ بتعملي كده ، إنتِ بتخافي من إسلام وبتخافي من مامتك بس ليه مش بتخافي من ربنا ؟!!
ثم نظرت للجانب الاخر وقالت بخوف :
- مش بتخافي من ربنا ؟!! لااا ياهند أوعي تقولي كده تاني ، أوعي ياهند توصلي نفسك للمرحلة دي ، أوعي ياهند تنسي ان ربنا شايفك ومراقبك دايماً ، أوعي ياهند تنسي يوم الحساب ، أوعي تنسي اللحظة اللي هتكوني واقفة فيها قدام ربنا بتتحاسبي ومش عارفة تقولي ايه !!
نظرت للمرآة بغضب وقالت :
- حب إيه ده اللي يخليكي تقولي الكلام اللي انت بتقوليه ده ؟!! حب ايه اللي يخليكي عمالة توطي في صوتك وخايفة حد يسمعك زي الحرامية ، حب ايه ده اللي يخليكي تتكلمي مع خطيبك كلام تستحوا حتى تقولوه قدام عيل صغير ، حب ايه ده اللي يخليكي تخوني امك بعد ما تعبت فيكي السنين دي كلها وتخوني اخوكي اللي واثق فيكي دايما وفاكرك ماشية على وصاياه !!
ظلت تحرك رأسها يميناً ويساراً وقالت بخوف :
- لا ياهند لا ، انتِ عمرك ماكنتي كده ، ولا هينفع تكوني كده ، كفاية بقى ياهند كفاية ، كفاية ذنوب وكفاية قرف لحد كده ، انتِ محترمه ياهند ومينفعش تتنازلي عن احترامك ده ، انتِ لازم تتكلمي مع خالد وتبطلوا اللي بتعملوه ده ، لاااازم
قفزت من مكانها وأمسكت هاتفها بحماس وإتصلت على خالد وقالت :
- خــــالد .. إحنا لازم نتوب !
......
أنت تقرأ
في الحلال
Non-Fictionالروايه بتتكلم عن حياتنا كلنا ، متهيألي مفيش شخص هيقرأها إلا لما يلاقي نفسه جواها ، كل واحد فيكم هيلاقي حد شبهه في الروايه ، هيلاقي مواقف هو فعلا بيعيشها ، هيلاقي الزقه اللي كان محتاجها من زمان علشان يبدأ حملة التغيير علي نفسه بإذن الله بإذن الله كل...