أزاح الباب بعصبية ودخل مسرعاً وإرتمى على أول كرسي أمامه وظل يتنفس بسرعة شديدة والشرر يتطاير من عينيه ، نظرت سلمى لهند وصرخت قائلة :
- هنـــد هاتي بسرعه علبة الإسعافات الأولية من جوه
ثم نظرت لإسلام برعب وأمسكت يده وظلت تتحسسها بخوف وقالت :
- إسلام إنت كويس ؟ فهمني طيب حصل إيه وايه اللي بهدلك كده ؟
ضغط على أسنانه بغضب وظل يقبض على يديه حتى كاد أن يعتصرها وأخذ يتنفس بصعوبة وهو مغمض العينين بينما أحضرت هند صندوق الإسعافات الأولية وهي تنظر لأخيها بذهول وحاولت أن تطهر له الجروح ولكنه أشاح بيده غاضباً وصرخ بهما قائلا :
- سيبونــــي في حــــالـي دلوقتي ومحدش يقرب مني خـــــالص فاهميـــــن ؟ !!
عادت هند للخلف بخوف بينما جلست سلمى بجواره وظلت تستغفر الله وتستعيذ بالله من الشيطان حتى يهدأ قليلا ، ظل يتنفس بكثرة لعدة دقائق ثم إنتفض من مكانه فجأة وأخذ يضرب الكرسي بقبضته عدة مرات وهو يصرخ بأعلى صــــوتـه :
- حـقـیــــر حـقـیـــر حـقـيـــر حسبي الله ونعم الوكيل فيه وفي أمثاله
حاولت سلمى إيقافه وأمسكت بيده وصرخت قائلة :
- يـــا إسلام حرام عليك إيــــدك بتنزف إسكت بقــى ، إستعيذ بالله من الشيطان يا إسلام إستعيذ بالله ، أستغفر الله العظيم يـــارب ، أستغفر الله العظيم يـــارب ، أستغفر الله العظيم يـــارب ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
أغمض عينيه مرة أخرى وظل يتحسس وجهه عدة مرات وهو يقول بتعب :
- أستغفر الله العظيم يــــارب ، أستغفر الله العظيم يـــارب ، أنا مش متخيل إن لسه في كائنات بالقذارة دي !! بجد مش متخيـــل ، مش متخيل إن اختي اللي أنا مربيها على إيدي يتقال عليها الكلام ده ومن ميـــــن ؟!! مــــن كائن زي ده ؟!! أستغفر الله العظيـــــم يــــــارب وحسبي الله ونعم الوكيل
ظلت تربت على كتفه بخفه وتقول :
- طب الله يخليك إهدى وما تعملش في نفسك کده
ثم دفعته للخلف بخفة وقالت :
- إسترخي وغمض عينيك واستعيذ بالله من الشيطان علشان يبعد عننا إحنا مش ناقصينه دلوقتي عاد للخلف كما أمرته سلمى وصوب نظره تجاه هند وظل ينظر لها لفترة طويلة وهو يستعيذ بالله من الشيطان حتى شعرت أنه سيلتهمها بعد قليل ، ظلت تفرك في يديها بخوف بينما نهض هو من مكانه
على الفور وأمسكها من ذراعها وقال بغضب :
- إنـــــتِ إزاي مأخدتيش بالك الفترة دي كلها إنه قذر اوي كده ؟!!
تراجعت للخلف قليلا وظلت ترتجف وهي تنظر له بخوف وتكاد تبكي ولا تعرف ماذا يجب أن تقول ، تنهد بضيق وإستغفر ربه مره أخرى وإرتمى على كرسيه وهو يقول بتعب :
- وإنتِ هتعرفي منين إنتِ كمان ماهو كل كلامكم كان قدامي
ثم إنتبه فجأة ونهض من مكانه مرة أخرى ونظر لها بحدة وقال :
- وممكن برضو متكونش كل حاجة كانت قدامي !!
أخذ يتحسس ذقنه بتفكير ثم نظر لها وهو رافعاً لحاجبه وقال بصرامة :
- قوليلي بسرعة الواد ده حاول قبل كده يقولك حاجة وحشة علشان كده قررتي تسيبيه ؟ ولا إيه اللي حصل بالضبط ؟ ماهو أكيد مقالش كده من فراغ !!
توترت هند أكثر وأخذت حبات العرق تأخذ مسارها الطبيعي على وجهها بينما صرخ بها هو وقال :
- إنطقــــــي يا هند ، الواد ده كان عاوز منك إيه علشان كده كرهتيه فجأة كده ؟ وإيه اللي هيخليه يقول عليكي كلام زي ده إلا لو كان هو فعلا إنسان ..
ثم قطع حديثه فجأة وأغلق عينيه وقال بعمق :
- أستغفر الله العظيــــم يـــــــارب ، إمسك لسانك يا إسلام مش عاوزين ناخد ذنوب على واحد زي ده
ظلت هند ترتجف أكثر بينما أمسكته سلمي وحاولت تهدئته وسارت به باتجاه الأريكة وقالت :
- أقعد طيب يا إسلام واهدى كده وهتعرف كل حاجة إن شاء الله ، وبعدين إنت عارف هند كويس ومربيها على إيدك وأكيد عمرك ما هتصدق عليها حاجة وحشة ، فهمنا بس إيه اللي حصل ؟
زفر بضيق وقال :
- طبعا عمري ما هصدق عليها حاجة لأني عارف أختي كويس بس اللي مجنني إن الواد أول ما سمع إنها عاوزة تفسخ الخطوبة لقيته عمال يخبط في الكلام ويقول كلام أنا شخصياً أستحي أقوله قدام نفسي وماحسيتش بنفسي بعدها إلا والناس بيجروني لورا وهو واقع على الأرض وبينزف من بوؤه وانا بقى معرفش إيه اللي عمل فيا كده ..
بس أحسن يستاهل علشان يبقي يتكلم كويس على بنات
الناس ، ربنا يريحنا منه ومن أمثاله ويبعدهم عن بناتنا !
قالت سلمى بخوف :
- ضربته يا إسلام ؟
نظر لها بحدة وصرخ قائلا :
- أومــــال عاوزاني أعمل إيه يعني إن شاء الله ؟ عاوزاه يتكلم عن عرضي وأسكت ؟ ولا أقوله يا خالد یا وحش متقولش كلام زي ده على أختي علشان هي کيوت ومؤدبة ؟ متهيألي دي أبسط حاجة ولو كان زود كمان كنت ممكن أموته فيها
ثم أمسك بلحيته وقال بعصبيه :
- شايفين دي ؟ أقسم بالله أنا عامل إحترام ليها بس ومرديتش أعمل فيه أكتر من كده ، واحد زيه كان المفروض يتقتل أصلا علشان يبقى يفكر مليـــــون مره قبل ما يقذف بنات الناس بكلام زي ده
نظرت له سلمى بحزن وقالت :
- طب خلاص يا إسلام الله يخليك إهدى ومش كل شويه تقول كلمة قتل دي حرام عليك بقى متخوفنيش
نهض من مكانه مرة أخرى ووقف أمام هند وقال بصراخ :
- إنطقــــي دلوقتي حالاً وقولي قال عليكي كده ليــــه ؟!! أنا متأكد إن الموضوع أكبر من مجرد إنه زعل علشان هتسيبيه فحب يشوه سمعتك أو يستفزني أو كده
أمسكها من ذراعها وظل يحركه بعصبيه وقال :
- يــــاهند إنطقي ومش هعملك حاجة مهما كان اللي هتقوليه بـــس لازم أفهم ، لااازم أعرف إزاي إتجرأ يتكلم عليكي كده وكمان الله أعلم كان ناوي يقول إيه تاني لولا العلقة اللي عطيتهاله !! قــــولي يــــلا
إرتفع صوت بكاء هند وظلت تشهق وهي تقول :
- إســــلام كفاية بقي حـــرام عليك ، أنا مش عاوزة أسمع سيرته تـــاني وعاوزاه يخرج من حيــاتي تماما علشان كرهته وكرهت نفسي وتعبت ، إسـكت بقـى يا إسلام الله يخليك كفـــاية قرف بقــى كفـــــاية
إنتزعت سلمى يده الممسكة بهند ووقفت أمامه وقالت بجدية :
- خلاص يا إسلام سيبها بقى ، أكيد هو قالها حاجه مش محترمه وعلشان كده هي كرهته وقررت تسيبه وطبعا يعني مش هتقدر تقولك قالها إيه ، خلاص بقى اللي حصل حصل والحمد لله إن الموضوع خلص لحد كده
نظر لهند مرة أخرى وقال بهدوء :
- اللي سلمى بتقوله ده صح ؟ يعني فعلا إكتشفتي إنه مش كويس ؟ قولي اه او لأ ومش عاوز أسمع تفاصيل طالما مش هتقدري تتكلمي
نظرت له بخوف وأومأت برأسها إيجابا بينما قال هو بفضول :
- من إمتى الكلام ده ؟
نظرت للأرض ولم تتحدث فصرخ قائلا :
- بقـــولك قــولي من إمتى
لم تستطع هند تحمل الضغط عليها أكثر من ذلك وسقطت على الأرض مغشيا عليها ..
__________________________________________
أنت تقرأ
في الحلال
Non-Fictionالروايه بتتكلم عن حياتنا كلنا ، متهيألي مفيش شخص هيقرأها إلا لما يلاقي نفسه جواها ، كل واحد فيكم هيلاقي حد شبهه في الروايه ، هيلاقي مواقف هو فعلا بيعيشها ، هيلاقي الزقه اللي كان محتاجها من زمان علشان يبدأ حملة التغيير علي نفسه بإذن الله بإذن الله كل...