Part 44

2.8K 252 2
                                    

خرج الطبيب من غرفة والد سلمى وهرول الجميع بإتجاهه وسألوه بلهفة :
-خير يا دكتور طمنا ؟
إبتسم قائلاً :
- متقلقوش يا جماعة الضغط علي عليه شوية ودلوقتي هيقوم يروح معاكم على طول ان شاء الله
تنهدت الأم بأريحية وأخذت سلمى تحمد الله على سلامة والدها بينما إصطحب إسلام الطبيب وذهب معه لإدارة المشفى لينهي الحساب ..
______________________________________
- مبسوط فوق ما تتخيلي
قالها خالد أثناء جلوسه مع هند بعدما قدم لها هديتها وأخذ كوب العصير الخاص به وجلس يرتشفه وهو يحدثها ، إبتسمت هند بطيبة وقالت :
- يـــــارب اشوفك مبسوط دايماً يا خالد
ظلت الأم تطرق بأصابعها على المنضدة بتوتر وتنظر للساعة بين الحين والآخر ، جلس خالد يضحك ويمرح مع هند مايقرب من الساعة والنصف ثم إستئذن في الذهاب وغادر ..
نظرت الأم لهند والشرر يتطاير من عينيها وقالت بحدة :
- إيــــه اللي قعده ده كله وهو عارف إن اخوكي مش موجود هاه ؟ مصدق لزق مكانه ومعرفش يتحرك وإلا إيه ؟
زفرت هند بضيق وقالت :
- ما تتكلميش عليه كده يا ماما بعد إذنك ، وبعدين هو عمل إيه يعني ماهو قعد زي ما بيقعد مع إسلام عادي
صرخت بها قائلة :
- وإنتِ عايزة يعمل إيه كمان يا ست هند ؟ ماهو أكيد هيقعد عادي بس برضو ميصحش يخش البيت ومفيش راجل كده
قالت وهي تغادر المكان :
- خلاص يا ماما حصل خير بقى ، وبعدين دي مرة وعدت يعني !!
نادت عليها بصرامة وقالت :
- متقوليش لأخوكي إن خطيبك جه وهو مش موجود علشان منعملش مشاكل ماشي؟
أومأت برأسها موافقة ودخلت غرفتها ..
__________________________________
-حمداً لله على سلامتك يا بابا
قالها إسلام وهو يضع والد سلمى على الفراش ويربت على كتفه بحنان ، ابتسم الأب قائلاً :
- الله يسلمك يا إسلام ، معلش تعبتك معايا
تنهد بحزن وقال :
- ده كلام يا بابا ؟ هو مش انا زي ابنك برضو ولا ايه ؟
نظر له بإمتنان وقال :
- لو كان عندي ابن مكنش هيعمل معايا زي ما انت بتعمل كده
ثم نظر لسلمى بفخر وقال :
- حقيقي بنتي عرفت تختار
إبتسمت سلمى وأمسكت بالغطاء وأخذت تحيط به جسد والدها وهي تقول :
- حمدا لله على سلامتك يا بابا ، هنسيب حضرتك تستريح بقى ونقعد برا
أومأ برأسه نفياً وقال بتعب :
- لأ يا بنتي روحوا انتو علشان عندكم شغل الصبح ، انا هبقى كويس ان شاء الله
___________________________________________
- خلاص يا خالد الفجر قرب ، يلا نقوم نجهز بقى
قالتها هند أثناء حديثها مع خالد فأجاب على الفور :
- ماشي يا باشا لما يأذن نبقى نقفل
تنهدت بسعادة وقالت :
- حـــــاضر
نظر للمرآة بفرحة وقال :
- بس إيه رأيك في اليوم النهاردة ؟ مش كان حلو من غير أخوكي وعرفنا نتكلم براحتنا
- كان حلو آه بس انســـــى إنه يتكرر تاني
تنهد بحزن وقال :
- ليه بس يا هنود ؟ إنتِ لسه بتخافي مني برضو ؟
أومأت برأسها نفياً وقالت مؤكدة :
- يا خالد وانا إيه اللي هيخوفني منك ، بس برضو ميصحش تيجي ومفيش راجل في البيت
- طيب ما انا راجلك يا هند
- معلش يا خالد برضو لازم إسلام يكون موجود
إبتسم قائلاً :
-طيب بصي تعالي نفكر بالعقل ، دلوقتي إنتِ بتثقي فيا وكمان احنا بنحب بعض وكمان مامتك بتكون موجودة معانا يبقى إيه المشكلة بقى لما آجي من غير ما اشوف أخوكي يعني ؟!! هيحصل إيه فهميني ؟ وبعدين كلام الناس والحاجات دي مش هيهمنا لأننا مش بنعمل حاجة غلط
ثم قال بحزن :
- ولا إنتِ عاوزاني أفضل زهقان كده كل أما آجي عندكم ؟
تنهدت بحيرة وقالت :
- لو فكرنا بالعقل هنلاقي إن مفيهاش حاجة بس برضو دي الأصول يا خالد
رفع حاجبه قائلاً بصرامة :
- خلاص يبقى نخرج سوا ، مش قدامك غير كده يا هند علشان انا مستحملك كتير وبصراحة زهقت ، متهيألي دي ابسط حقوقي يعني إني أتكلم مع خطيبتي وأشوفها براحتي ، ولا إنتِ شايفة حاجة تانية ؟
زفرت بضيق وقالت :
- عارفة إن ده من حقك بس برضو مش عاوزة أعمل حاجة من ورا أهلي
صمت قليلاً ثم قال هامساً :
- يعني ده جزاتي علشان بحبك يا هند ؟ تعذبيني كده علشان بس عاوز أشوفك ؟ ماشي يا هند براحتك ، يــــلا سلام
- يا خالد استنـــ....
لم ينتظر حتى تكمل الجملة وأغلق هاتفه ، همت أن تتصل به مرة اخرى ولكنها سمعت آذان الفجر فنهضت من مكانها وهي تقول بألم :
- يـــــاربي بقى ، بجد مابقيتش عارفة ارضي مين ولا مين ؟!!
____________________________________________
- مس سلمى
قالها أحد الأطفال أثناء رؤيته لسلمى وهي تعبر الممر لتصل الى الدرج وتهبط ، إلتفتت له وإبتسمت قائلة :
- أيوه يا أنس
نظر لها ببراءة وقال :
- ينفع أقولك بحبك يا مس ؟
إتسعت عيناها وتحسست وجهه بيديها بحنان وقالت مبتسمة :
- ينفع طبعـــا يا حبيبي ، وأنا كمان بحبك أوووي على فكرة علشان إنت شطور خالص وبتذاكر كويس
ابتهج وجهه وتحمس أكثر وقال :
- ينفع أقولك حاجة كمان ؟
نظر لها ببراءة وقال :
- أنا قولت لنفسي كده ، علشان ماما اللي بحبها راحت وكمان تيته راحت يبقى كل الناس الحلوين بيروحوا عند ربنا لما أبقى حلو زيهم حروح أنا كمان
ثم أمسكها من يدها وقال باسماً :
- وإنتِ كمان هتروحي معانا يا مس
إبتسمت رغماً عنها وهي تتحسس شعره وقالت :
- ان شاء الله يا أنس ، إنت دلوقتي بقى لازم تكون كويس أووي وشطور علشان الأمهات بيحبوا دايماً ولادهم يكونوا حلوين وشاطرين في المدرسة وبيسمعوا الكلام كده زي أنس
ثم ضغطت على كتفيه وقالت مؤكدة :
- توعدني يا أنس إنك هتبقى كويس على طول وتسمع كلام الكبار ؟
أومأ برأسه إيجاباً وقال :
- ماشي يا مس
أخذت تتحسس وجنتيه بشوق وقالت هامسة :
- عارف يا أنس ؟ أنا شوية كده وهجيب نونه صغيرة وهبقى أصور هالك وأخليك تشوفها ولما تكبر شوية كمان هبقى أجيبها علشان تلعب معاها ان شاء الله
قفز من مكانه بسعادة وقال :
- هتجيبيها كل يوم يا مس ؟
أومأت برأسها نفياً وقالت مبتسمه :
- لأ طبعاً يا أنس مش كل يوم ، هجييهالك مرة واحدة بس أو مرتين علشان عمو المدير ميزعلش من مس سلمى ، وبعدين مش هنبقى أختك وإنت هتخاف عليها لحسن تعيط لما تشوف صحابك وتخاف منهم ؟
قال بصوت طفولي ممزوج بالسعادة :
- وهي مش هتخاف مني يا مس ؟
أومأت برأسها نفياً وقالت :
- لأ مش هتخاف منك ، مش إنت هتبقى أخوها ؟
تنهد بحماس وقال :
- أيوه صح هبقى أخوها
صمت قليلاً ثم أخذ يقفز ويهرول بإتجاه فصله حتى إختفى من أمام سلمى ، نهضت من مكانها بذهول وجففت دمعتها الحائرة وهبطت على الدرج بخفة ..
___________________________________
- surpriseeeeee
قالتها سلمى فور وصول إسلام للمنزل وأثناء غلقه لباب الشقة ، إلتفت لها وإنتفض من مكانه وهو يلتصق بالباب وينظر لها بذهول ويقول :
- إنتِ مين يا حجة ؟!!
ثم اشاح بيده عدة مرات وهو يقول بمرح :
- إنصرفي إنصرفي !!
إقتربت منه سلمى وأخذت ترمش بعينيها بطفولة وقالت ضاحكة :
- أنا ثلمى يا إثلام مالك ؟ إيه رأيك في النيولوك ده بقى ؟
عاد للخلف عدة خطوات ورفع حاجبه وهو ينظر لها بإشمئزاز وقال وهو يحاول كتم ضحكاته :
- انتِ مين الي حرق شعرك كده ؟ وإيه اللي في وشك ده ؟ وجايبة الفستان العجيب ده منين ؟
عادت لترمش مرة أخرى وهي تبتسم بجنون وتقول :
- حطيت ميقب ولبست فستان معفن جميل وعملت قطتين بقى ، شكلي كيوت صح؟
ضحك رغماً عنه وقال بإستهزاء :
- ميقب وفستان معفن جميل ؟ وماله !! روحي يا سلمى يابنتي حطيلي الأكل الله يرضى عنك
تنهدت بطفولة وقالت :
- حسناً يا سيدي
ذهبت للمطبخ وأحضرت الطعام بينما ظل هو يضحك طوال فترة تبديل ملابسه ، إنتهى من تبديل ملابسه فذهب للصالة ليأكل طعامه ، جلست سلمى أمامه وقالت بسعادة :
- كُل فرخة جميــــلة
رفع حاجبه قائلاً بتعجب :
- إنت بتتكلمي كده ليه ؟ ومين اللي كهرب شعرك كده ؟ وليه حطه توكتين غير بعض ؟ ومين حرق رجل الفرخة كده ؟ وإنت إيه اللي جابك هنا أصلاً ؟
ثم ضحك وهو يقول :
- ردي بسرعة بدال ما اطلبلك السريا الصفرا
قالت بخوف مصطنع :
- حاضر حاضر أفندم ..
سؤال رقم واحد علشان أنا مبسوطة ، سؤال رقم إتنين علشان أنا نعسانة ، سؤال رقم تلاتة علشان شكلي كده حلو أكتر ، سؤال رقم أربعة علشان أنا كان نفسي ألسوع حد وملقيتش غير دي قدامي فلسوعتها بقى ، سؤال رقم خمسة بيقولوا باين انتِ تجوزتي واحد مجنون كده وإتعلمت منه الجنان بقى وجيت أعيش معاه هنا بقى وبس كده أسيدي بقى ، حـــول حـــول حـــــول ..
ضحك بمرح وقال :
- إني أسمعك جيداً يا سيدي ، كم عدد الضحايا معك ؟
- خمسمائة سبعة وتسعون وتلتاشر وخمسين كمان زائد تلاتة وعشرين وحط عليهم سبعتاشر كمان كده
ثم غمزت له قائلة :
- حل بقى يا هندسة
ضحك وهو يمسك الملعقة بإحراج وقال محاولاً تغيير الموضوع :
- الــلـــه الاكل ده جميـــل اووي ، تسلم إيدك يا سلمى
- بقى كده ؟ ماشـــي يا عم الباشمهندس ، كُل يا أخويا كُل بالهنا والشفا
صمت قليلاً وظل يأكل ما يقرب من العشر دقائق حتى وجدها تقول بسعادة :
- إسلام عاوزه أقولك على موقف حصل معايا النهاردة
إنتبه لها وقال :
- ليه علاقة بشكلك التحفة ده برضو؟
أومأت برأسها نفياً وقالت :
- لا يا إسلا والله بتكلم بجد ، إسمعني بقى
رفع حاجبيه محاولاً استفزازها وقال :
- طيب هتتكلمي جد إزاي وإنتِ بالمنظر ده بقى ؟ مش مهم مش مهم
ألقت ملعقتها على الصينية وقالت بإصرار :
- لأ هتسمع بقى مليش دعوة ، وأصلاً بسبب الموقف بتاع النهاردة ده أنا مكنتش هعمل اللي إنت شايفه ده بس غيرت رأيي في آخر لحظة وقولت طالما نويت أعمل حاجة من إمبارح يبقى أعملها
نظر لها بعدم فهم وقال :
- حاجة ومش حاجة وإمبارح والنهاردة ومين راح فين ؟ قولي يا ستي
تنهدت تنهيدة قوية وأخذت تقص عليه ما حدث مع الطالب أنس ، ظل إسلام يستمع لها بإنصات وما إن إنتهت حتى قالت :
- شوفت بقى يا إسلام ؟ أنا لحد دلوقتي مش مصدقة أصلا إنه قالي يا ماما !! معقولة أكون قريبة لقلبه أووي كده ؟
أومأ برأسه إيجاباً وإبتسم قائلاً :
- إنتِ حنينة أووي يا سلمى والاطفال أكيد بيحسوا بحنيتك دي ، يــــاريت كل المدرسين بيعاملوهم بما يرضي الله زي ما إنتِ بتعملي كده ، أكيد منهم اللي اهله ميتين ومنهم اللي اهله مش حنينين عليه ومنهم أصلاً اللي بيكره الدراسة والمدرسة بسبب المدرسيين والضرب والواجبات الكتيرة اللي بيعاقبوهم بدل ما يعلموهم بيها !!
حقيقي لو كل مدرس حط في باله إنه هيتحاسب على كل طفل قدامه وإنه ممكن ببساطة جداً يستغل وجوده مع الأطفال دول ويغرس فيهم القيم والمبادئ ويحببهم في دينهم ويعرّفهم عنه أكتر ، حتى لو هيخصص ٥ دقايق بس في نهاية كل حصة يحكيلهم فيها حدوتة او يشجعهم على حاجة او يعمل بينهم مسابقة او كده ، بجد كان زمان بلدنا بقت حاجة تانية خــــالص ، حقيقي انا فخور بيكي يا سلمى وفخور بكل مدرس بيعمل زيك كده رغم قلتكم إلا إنكم موجودين الحمدلله وبإذن الله مع الوقت تكتروا اووي وأهدافكم وأفكاركم تنتشر في كل مكان ونتقدم شوية بقى بدل الجهل والتخلف اللي إحنا عايشين فيه ده !!
تنهدت بألم وقالت :
- نفسي أووي في كده يا إسلام ، نفسي التعليم يكون فيه إهتمام أكتر من كده ، نفسي كل مدرس يتعب شوية ويشوف أساليب جديدة للتدريس ويجربها مع طلابه ، والله هيستمتع جدااا بدل ما هو بيبقى ملان من الحصة هو والطلاب ، بجــــد نفســـــي في كده اوووي
نظر لها بتفكير وقال :
- طيب ليه متجربيش تقولي لصحابك على الأفكار بتاعتك دي ؟
ضحكت بسخرية ممزوجة بالحزن وقالت :
- جربت كتير يا إسلام ، منهم الي كان بيتريق عليا ومنهم اللي يقول بلاش وجع دماغ انا بشتغل على أد مرتب الحكومة ومنهم اللي بيقول انتِ علشان مش عندك عيال ورايقة وحاجات كتير بقى من دي ، بس برضو في إتنين بدأوا يجربوا اللي أنا بقوله وبإذن الله مش هستسلم وهحاول أنشر فيروس الإيجابية في المدرسة كلها
- بإذن الله يا سلمى
إنتهى من طعامه ونهض من مكانه وهو يقول بإرهاق :
- معلش يا سلمى هقوم أريح شوية لحد المغرب وإبقي صحيني علشان جسمي كله مكسر النهاردة
إبتسمت قائلة :
- سلامتك ، ماشي روح بس خذ طبقين بإيدك دخلهم جوا
- ماشي يستي هاتي ، حكم القوي ع الضعيف بقى
أمسك منها الأطباق وأدخلها المطبخ وأثناء دخوله غرفته ضحك وقال :
- متحاوليش تعملي مجنونة تاني علشان مش هتعرفي هاه ، الجنان ده ليه ناسه يا بطة
إبتسمت قائلة :
- منا لقيتك بقى متجننتش من زمان قولت أجرب حظي وأشوف
نظر لها بتأمل وقال :
- عندك حق أنا حاسس إني عقلت جامد الفترة دي والموضوع ده قالقني بصراحة وبفكر مروحش لدكتور يجنني تاني ، معلش بقى يا بنتي  ضغوط الحياة بس ولايهمك هرجع أجنن من الأول بإذن الله
ثم دخل غرفته ونــــام بينما إنتهت سلمى من مطبخها ودخلت غرفتها ونظرت للمرآة وقالت بذعر ممزوج بالضحك :
- يـــــا ماما ؟!! مين دي
ثم نظرت لإسلام الغارق في النوم وقالت بحنان :
- كله يهون علشان خاطرك يا إسلام ، ربنا يريح قلبك ويروق بــالك
_______________________________

في الحلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن