Part 12

6.7K 398 1
                                    


سمع إسلام طرقات علي الباب فأخد ينادي علي والدته وهند لكي تفتح إحداهما الباب ولكنهما لم يسمعانه فقرر أن يذهب ليفتح هو .. فتح بإبتسامته المعتاده ولكن سرعان ما تحولت هذه الإبتسامه إلي حاله من الذهول وقال بصوت مختنق :...

- مــــحـــــمــــــــد !!

رأي محمد أمامه ينظر له بإبتسامته المعتاده ووجهه المشرق ، إقترب منه ليرتمي في أحضانه ويعتذر له عن كل ماحدث ، يطلب منه السماح ويعده بأن يكون الشخص الذي تمناه طيله حياته .

إقترب منه أكثر ليلمسه ولكنه لم يجده !! نعم إنه كان يتخيل ، كثرة التفكير في محمد جعلته يتخيل وجوده معه الآن ، جعلته يسمع نفس نقرة الباب التي كان يفعلها محمد ، جعلته يراه بنفس وجهه المشرق الباسم ، جعلته يشعر بروحه الطيبه ، جعلته يتألم ..

نعم يتألم .. فكيف لإنسان أن يكون له صديق مثل هذا ويذهب منه هكذا دون سابق إنذار ، هل من الممكن أن يجد صديقا آخر يحبه كحب محمد له ؟ صديق يحبه أكثر من نفسه ؟ في الغالب لا ، فشخص مثل محمد لا يتكرر كثيرا ..

أغلق الباب خلفه وذهب لغرفتة كالعاده ، ولكن هذه المره لن يجلس ويتذكر ذكرياته مع صديق عمره ويتألم ويشعر بالمراره ، لا .. بل سيعمل ..

نعم سيعمل علي نفسه ليصبح أفضل ، سيستثمر هذه الأجازه أفضل إستثمار ، لن تكون أجازة مثل باقي الأجازات .. لا .. بل سيخرج منها إسلاما جديدا ..

نظر إلي وجهه في المرآه وقال بصرامه :

- حــــاضر يا محمد ، هكون زي ما إنت عايز بإذن الله
_______________________

أخذت سلمي تفكر كثيرا في كلمات حفصه ، لا تعرف كيف ستعيش بدونها بعد أن إعتادت عليها ولكنها كانت تتذكر دائما كلماتها الآخيره :

" معاكي قرآنك ودعائك يا سلمي فاهماني ؟ معاكي سلاحك يا سلمي اوعي تتخلي عنه "

وأخدت تردد :

- معايا سلاحي صح ، اللي معاه ربنا مش هيحتاج مساعده من حد

ثم نظرت لنفسها في المرآه وقالت بقوه :

- إنتي قويه يا سلمي وهتقدري علي نفسك ، هتواجهي الناس كلها ومش هيهمك كلام حد طالما اللي بتعمليه ده يرضي ربنا ، انتي اللي هتتحاسبي لوحدك يا سلمي ومحدش هينفعك ، فوقي كده وواصلي طريقك بنفسك ، انتي قويه وهتعمليها بإذن الله

ثم نظرت إلي الارض وقالت هامسه :

- بس كل شويه يتريقوا والموضوع كده بقي متعب أوي

رفعت رأسها مره آخري وقالت بحماس :

- مايهمنيــــــش ، أنا اللي صح وهما اللي غلط ، يبقي المفروض مين يتكسف من مين بقي ؟!!

نظرت للسماء وقالت برجاء :

- يــــــارب قدرني علي مواجهتهم ، يـــارب ثبتني علي طاعتك ، يـــــارب قربني منك أكتر وإرضي عني وإجعلني من أهل الجنــه وأحشرني مع الأنبياء والصحابه يــــارب
ثم نظرت للمرآه مره أخري وحدثت نفسها مبتسمه :

في الحلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن