Part 38

5.5K 322 18
                                    


إنتهى فاروق من وضع لمساته الأخيرة على شقته وإتفق مع نهى على كل شيء بخصوص الزفاف وأيضاً قام بحجز تذاكر السفر للعمرة على أن تكون بعد شهر من زواجهما .

بينما جلست هند تفكر كثيرا في كلام إسلام وإقتنعت بأنه ضغط عليها أكثر من اللازم لذلك قررت أن تتحدث دائما مع خالد ولكن بكلام "عادي" كما يقال ...

__________________________________

وبعد ثلاثة أيام عاد إسلام من المسجد بعد أداء صلاة العشاء مباشرة ، دخل منزله بهدوء ولكنه سرعان ما سمع صوت شهقات سلمى فحضر إليها على الفور وقال بخوف :

- سلمــــى في إيه ؟؟!!

نظرت إليه وقد إحمرت عيناها من كثرة الدموع وأشارت إلى التلفاز قائلة بألم :

شوف يا إسلام 

وعلى الفور إلتفت إلى التلفاز ولكنه سرعان ما أشاح بوجهه جانبا وصرخ بألم :

- اااااااخ إزاي حصلها كده ؟!!

أغمضت عينيها بوجع وقالت بمنتهى التأثر :

- عارف يعني إيه طفلة يحصلها كده وهي لسه عندها سنتين يا إسلام ؟ عارف يعني إيه جسمها كله وحتى وشها يتحرق بالطريقة دي ؟ عارف يعني إيه تتألم وجلدها يتسلخ بالطريقة البشعة دي وهي لسه بتنطق كلمة ماما بالعافية ؟

طب عارف الأصعب إيه ؟

الأصعب إن الأم تشوف بنتها بالشكل ده ومش قادره تعملها حاجة ! كل ده علشان إيه هاه ؟ علشان 15 ألف جنية ! تلف على كل المستشفيات وكل البرامج وتذل نفسها لكل الناس علشان حد يرأف بحالها ويعالج لها بنتها ؟ ليه كده يا إسلام ؟ ليه محدش بيحس بحد كده ؟

كام واحد في مصر معاه مليـــــون 15 ألف جنيه ؟ كام واحد بيضيع ألاف على كلام فاضي ؟

ثم نظرت له بضيق وقالت :

- حتى إحنا يا إسلام ، فين حق الناس دي علينا ؟ اه مش معانا فلوس كتير زي ناس تانية بس برضو ممكن نساعد بأي حاجة ، أكيد مش هنموت من الجوع لو خصصنا كل شهر مبلغ معين للمحتاجين ، بالعكس ده ربنا هيبارك لنا في فلوسنا وبرضو هتكفي بإذن الله 

صمتت قليلا ثم تنفست بعمق وقالت :

- حتى وإحنا في الجامعة يا إسلام ، كان ممكن عادي جدااا نجيب شيكولاته وشيبسات وحاجات  ساقعة كتير جدااااا وعصاير وبتاع ، لكن ليه مفكرناش حتى نخصص ولو 10 جنيه من مصروفنا للمحتاجين ؟!!

أغمضت عينيها مرة أخرى بألم وقالت بكل صدق :

- إسلام .... هو إحنا ليه وحشين اوووي كده ؟!!!

نظر لها إسلام بألم وإرتمى على الأريكة ولم يتحدث بينما نهضت هي من مكانها وقالت بكل إصرار :

في الحلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن