بعد نصف ساعه تقريبـــاً ..
كانت هند ملقاه على الفراش وقد إستفاقت بينما جلس إسلام على طرف الفراش من الجانب الآخر
ووقفت سلمى أمامهما وقالت بمرح :
- على فكرة إنتوا بتهرجوا بقى ، يعني أنا خلاص قربت أولد وإنتوا اللي المفروض تخدموني ودلوقتي واحد جايلي متخرشم وعماله أعالج فيه والتانية مغمي عليها ، إنتوا بتستعبطوا يا جدعان ولا إيه ؟ أنا مش فيا حيل للهريه دي كلها أصلا
ضحك إسلام رغما عنه وقال :
- واللـــــه إنتِ رايقه يا سلمى الله يسامحك الموضوع مش مستحملك أصلا
ضحكت بمرح وقالت :
- يا راجل فكها كده وخليك حلو ، وإحنا هناخد إيه من الزعل يعني ، وبعدين كنت هتموت البت برا ومرتحتش إلا لما أغمي عليها ، إستنى بقى ناخد رست و نستريح شوية وبعدين نبقى نكمل خناق
نظرت هند الإسلام بحزن وقالت :
- أنا أسفه يا إسلام إني كنت السبب في ده كله
إقترب منها ونظر لها بحنان وقال :
- أنا اللي ضغطت عليكي أوي كده لحد ما أغمي عليكي ، بجد يا هند كنت هتجنن من الواد ده وفي نفس الوقت مش عارف إنتي ماقولتيليش ليه
نظرت له سلمى بتأكيد وقالت :
- أكيد إتكسفت تقولك يا إسلام طالما بتقول إنه وحش كده وقال كلام مش محترم ، إقفلوا الموضوع بقى بالله عليكم كفايه كده علشان تعبنا وبجد الحمدلله إننا عرفنا حقيقته دلوقتي بدل ما كانت الفاس تقع في الراس وبعدين تندم
أومأ برأسه إيجابا وقال :
- عندك حق وهي كانت هتقولي إيه يعني ؟!! ده أنا نفسي أتكسف أقول الكلام اللي قاله ده ، يلا الحمدلله ربنا يبعد عننا الناس اللي زي دي ويحفظ بناتنا
ثم نظر لهند بحب وقال :
- بإذن الله يا هند المره الجاية هاخد بالي من إختياراتي ، أنا اللي غلطان من الأول إني وثقت في واحد زي ده ودخلته بيتي ، لأ وكمان كان باين أصلا بس بسذاجتي صدقته وكنت فاكر إن كل الناس زيي أنا وفاروق وفرحت لما لقيته بيصلي في الجامع وقلت أكيد كويس ومحترم
ثم ضحك بسخريه وقال :
- صلاة في الجامع إيه بقي ماهو تقریبا تمثيل ، مش عارف إزاي كنت ساذج كده ولما لقيته قالي يلا نصلي صدقته رغم إنه أصلا قبلها مفكرش يقوم !! ولا يوم الخطوبة لما قالي كنت بختبرها برضو بغبائي صدقته وافتكرت إنه عمل زيي !! ولا لما سألت عليه في الشغل وواحد من زمايله نصحني أبعد عنه مفكرتش حتـــى أعرف منه السبب ومشيت علطول علشان صحابه كلهم شكروا فيه ومحطيتش في بالي إنهم بيشكروا فيه علشان لسانه حلو وبيعرف يذوق كلامه
صمت قليلا ثم قال بندم :- إزاي مفكرتش أروح أسأل عليه في الجامع اللي عند بيته ؟ !! إزاي مفكرتش أشوف أخلاق أصحابه المقربين ؟!! إزاي مفكرتش أختبره كويس وأطلع عينه علشان أشوفه على حقيقته ؟!! إزاي كنت بريء کده ونيتي صافية وكنت بصدقه في كل حاجة ؟!! حقيقي أنـــا أسف إني عرضتك لحاجة زي كده
يا هند بس خلاص أنا فهمت الدرس كــويس ومش هتنازل بعد كده عن حد ملتزم بــجد ، وإنتي كمان يا هند لازم تبدأي تتغيري وتكوني أقوى من كده علشان تستاهلي بجد واحد كويس
إبتسمت قائله :
- أنا بدأت بالفعل يا إسلام وبإذن الله أي حاجه بعد كده هتقولي عليها إنت أو سلمى هعملها فوراً ، خلاص مبقاش في وقت أضيعه أكتر من كده
نظر لها بفخر وقال :
- ربنا يرضى عنك يا هند ويرزقك بالزوج الصالح
أقتربت منه سلمى فجأة وعقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت مازحه :
- وأنا بقى ياخويا مليش دعوتين حلوين كده زي هند ؟
أومأ برأسه نفيـاً وقال بمرح :
- لأ مفيـــش
رفعت حاجبها قائله بتذمر :
- خلاص بقى رجعلي الشاش والقطن بتاعي يا عم ، أنا الغلطانه أصلاً
ثم أشارت لهند وقالت بغضب مصطنع :
- وإنتي يا ست الميتة إنتِ قومي من على سريري يلا وروحي هاتيلي برفيوم بدل اللي خلصتيه ده
ضحكت هند بمرح وقالت :
- برفیوم مین یا ست إنتِ ، تلاقيكي ياختي فوقتيني ببصل ، هبقي أجيبلك بصلتين من عند ماما حاضر
مطت شفتيها للأمام وأخذت تحول نظرها بين إسلام وهند وهي تقول بمرح :
- مش هترجعلي شاشي يعني ؟ وإنتِ مش هتجيبلي برفيوم جديد ؟ ومحدش فيكم هيدعيلي أقوم بالسلامه كمان ؟ حسنــا أنا حزينة وزعلانة وسيبوني لوحدي بقي يارخمين
غمز إسلام لهند وقال ساخراً :
- دي منظر واحده هتكون أم بعد كام يوم إن شاء الله ؟ طب هتربي عيالي إزاي بقى ؟ ولا أنا هربيهم هما الإثنين ولا إيــــــه
رفعت حاجبها قائلة بمرح :
- تربي مين ياعم الحاج إنت ؟!! أصير بس على سلمى دي لما تولد ، إن ما شعلقتش بنتك دي على التعب اللي تعبنه فيها مبقاش أنا سلمى ، والله لوريها
أمسكها من يدها وأجلسها بجواره واقتربت منه هند أيضا من الجانب الأخر وأحاطهما بذراعيه وقال
باريحية :
- يــارب قوم سلمى بالسلامة وأرزق هند بالزوج الصالح وقدرني على مسؤوليتهم وإحفظنا وإبعد عننا كل شر ...
_____________________________
-متجمعين في الجنه إن شاء الله قالها إسلام عندما دخل مكتبه ووجد مروان وفوزي يجلسان معاً ويضحكان بشدة ، إقترب منهما وقال بمرح :
-بتعملوا إيــــه يا بشوات ؟
ثم نظر ليد مروان وقال بفرحه :
-يــــا موبايلاتك ياعم ، الـــف مبرووك وعقبالنا بقى ، لأ وجايب من أحدث نوع ماشاء الله عليك
إبتسم مروان ببراءه وقال :
- لأ ده بتاع فوزي ، وكمان لقيه يا عم شوفت الحظ
وكزه فوزي بضيق بينما نظر له إسلام بتعجب وقال :
-لقيه إزاي ؟
نظر مروان لفوزي بإحراج وقال مستسلما :
- لقيه في الشارع وهو جاي
نظر لهما إسلام بحزن وقال :
- ياعيني ده تلقاه صاحبه هيموت عليه وخصوصاً لأنه غالي ، طيب يلا بسرعة دور في الأسماء وشوف حد من قرايبه وكلمه علشان تديهوله
أمسك فوزي الهاتف جيدا ولم يتحدث بينما نظر له إسلام بتعجب وقال :
- إيـــه ؟ معقوله تكون مش ناوي ترجعه ؟
تنهد بتوتر وقال :
- بصراحة كنت ناوي بس الموبايل حلي في عيني وهاخده بقى
نظر له إسلام بذهول وقال :
- لأ يا فوزي ما ينفعش حرام عليـــك ، إنت بتهرج ولا إيه ؟!!
تنهد بضيق وقال :
- خلاص يا إسلام بقي متحسسنيش بالذنب وتطفي فرحتي ، وبعدين عادي يعني واحد ولقي حاجه
وأخدها إيه المشكلة ؟!!
جلس إسلام أمامه وقال مفسراً :
- على فكرة إنت لو أخدته هتأثم يا فوزي وكمان لا يجوز إنك تبقى عارف صاحبه وتاخده ليـــك ، الموضوع مش سهل زي ما إنت متخيل
أشاح بيده غاضبا وقال :
- خلاص بقى يا إسلام متكبرش الموضوع
تنهد بحزن وقال :
-والله يابو مريم بكلمك بجد ، بص كان في حديث كده عن النبي صلي الله عليه وسلم بخصوص الموضوع ده بس أنا مش فاكره أوي ، هو فيما معناه يعني إن اللي يلاقي حاجه وهو مايعرفش صاحبها لازم يلف على كل الأماكن اللي متوقع إنه ممكن يلاقي صاحبها فيها زي الأسواق والمساجد والمدارس والصحف والحاجات دي ويقولهم على صفاتها وأول ما ييجي صاحبها يديهاله علطول ، ولو عدت عليها سنة وصاحبها مجاش ممكن ينتفع بيها عادي على إنه يكون عارف صفاتها وأول ما
يظهر صاحبها يديهاله او يديله قيمتها مثلا حتى لو بعد سنين ، وشوف الكلام ده كله لو متعرفش صاحبها أما بقى لو عارف صاحبها زي حكايتك كده وأخدتها لنفسك هيكون وضعك إيه ؟!!
زفر فوزي بملل وقال :
-خلاص يا إسلام مش للدرجادي يعني ..
أومأ برأسه نفيا وقال مؤكدا :
- لا للدرجادي ، إستنى طيب أنا هدخل على النت وأجيبلك الحديث بنفسي
ثم أمسك هاتفه وبحث سريعا عن الحديث وقال :
- بص يا سيدي الحديث أهو " روی زید بن خالد الجهني قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لقطة الذهب والورق والفضة فقال : أعرف وكائها وعفاصها ثم عرفها سنة ، فإن لم تعرف فاستنفقها ولتكن وديعة عندك ، فإن جاء طالبها يوما من الدهر فادفعها إليه " متفق عليه
ثم أردف قائلا :
- والكلام ده برضو ينطبق على الموبايل ، يعني ماينفعش تاخده ليك كده لأنك هتأثم ، وبعدين يا فوزي تخيل نفسك مكان صاحبه يا عم وشوف شعورك هيكون إيــــه ؟ بالاضافة الى أن فرحتك بالموبايل دايماً هتكون مكسورة ومصحوبة بتأنيب الضمير طــول عمـرك يبقى على إيـــه بقى ؟!!
نظر له بخوف ممزوج بالحزن وقال :
- يعني إنت شايف إني أرجعه أحسن يعني ؟ أصلا بصراحة العده جامده و عجباني أووي ومكنتش
مصدق إنها حقيقيه أصلا
أومأ برأسه إيجابا وقال :
- أيـوه طبعـا لازم ترجعها وإحتسب الأجر عند ربنا ، وبعدين فرحتك براحة ضميرك وبفرحة صاحبها هتكون أحسن منها وربنا ياعم يرزقك بالحلال وتعرف تجيب واحده زيها إن شاء الله
- منين بس يا إسلام ما إنت عارف مصاريف العيال ، وبعدين الحاجة المجانية دي ليها طعم تــاني
إبتسم قائلا :
- معلش بقى كله بثوابه ، يــــلا هات الموبايل ندور على حد من قرايب صاحبه ونكلمه
أعطاه فوزي لإسلام وهو يضحك ويقول :
- خد ، بس أنا رميت الشريحة خلاص ، يبقى كده من نصيبي بقى صح ؟
زفر بضيق وقال :
- رميتها ليه بس يا فوزي ، طيب قول رميتها فين وندور عليها
قال بحزن :
- رميتها في الشارع يا إسلام ، يعني حلال عليا بقىأمسكه إسلام من يده وقال بحماس :
- طيب تعالى ندور عليها
- يا إسلام طب والشغل ؟
ضحك إسلام وقال :
- الساعه 9 إلا ربع يابو مريم باشا ، يعني لسه مفيش شغل دلوقتي ، يلا نلحق بسرعة بقـــى
وبالفعل هبطا معا وأخذا يبحثا في المكان الذي ألقاها فيه فوزي حتى وجدها إسلام فقال بسعادة :
- لقيتها يا فوزي تعالى خلاص
....
أنت تقرأ
في الحلال
Non-Fictionالروايه بتتكلم عن حياتنا كلنا ، متهيألي مفيش شخص هيقرأها إلا لما يلاقي نفسه جواها ، كل واحد فيكم هيلاقي حد شبهه في الروايه ، هيلاقي مواقف هو فعلا بيعيشها ، هيلاقي الزقه اللي كان محتاجها من زمان علشان يبدأ حملة التغيير علي نفسه بإذن الله بإذن الله كل...