Part 11

8.2K 420 7
                                    

عـــاد إسلام إلي منزله والحزن يملأ قلبه ، دخل غرفته وجلس علي حافة الفراش لبعض الوقت ، لم يكن يتوقع هذا الرد القاسي من فاروق ، كان يعتقد انه سيجد الحل عنده ، كان يتوقع ان يستطيع فاروق ان يريح قلبه ويساعده علي التخلص من مرارة الذنب التي تلاحقه ولكن حدث العكس تماما ، بل ان حزنه إزداد أكثر وأكثر .نهض من فراشه محاولا تغيير حالته ، ذهب إلي الحاسب الخاص به وقام بفتح حسابه علي موقع الفيس بوك ، وجد العديد من رسائل ومنشورات التعزيه ، ووجد أيضا 37 رسالة من ســـارهلم يستطع أن يقرأهم لأن حالته لم تكن تسمح بذلك ، ولكن بعث لها رسالة لتطمئن عليه :
- ازيك يا ساره ؟ معلش مكنتش بفتح الأيام اللي فاتت دي علشان صديق عمري توفي ونفسيتي تعبانه ومش قادر أكلم حد ، انا قولت أطمنك بس ، متقلقيش عليا وإدعيلي كـانت سارة تجلس علي حاسبها في هذا الوقت ، وعندما وجدت رسالة من إسلام كادت ان تقفز من الفرحه وقالت بلهفه :
- أخيييرا يا إسلام رديت ، قلقتني عليك اوووي ، ربنا يرحم صاحبك ، شد حيلك وطمني عليك
- انا الحمد لله كويس ..
- طيب صاحبك ده مات إزاي وحصل إيه طمني ؟
- معلش مش قادر أتكلم دلوقتي خالص ، انا قولت بس أطمنك عليا ، مع السلامه
وقبل ان تتحدث مره آخري وجدته قد أغلق الموقع ، تنهدت بغضب وأغلقت حاسبها أيضا
____________________________
وفي صباح اليوم التالي دخلت والدة إسلام لإيقاظه من النوم فوجدته مستيقظا ، تبسمت بحنان وقالت :
- مش ناوي تروح الجامعه برضو يا إسلام ؟
تنهد بعدم إهتمام :
- مش مهم !
جذبته والدته من قميصه بشده وقالت بحزم :
- لأ هتروح
ثم أخذت تصرخ في وجهه قائله :
- فــوق لنفسك كده وقوم يلـــا شوف مستقبلك الإمتحانات قربت ، هتضيع نفسك بإيديك وفي الآخر صاحبك مش هيستفاد حاجه برضو
ضحك إسلام بسخريه وقال :
- مستقبلي !! طيب ماهو محمد مستقبله ضاع برضو ؟!
تنهدت وقالت بصوت حاد :
- صاحبك مستقبله مضاعش ولا حاجه ، ده قدره ومكتوب عند ربنا ، وانا قولتلك قبل كده لو عايز تساعده بجد تعمل إيه وانت مسمعتش الكلام ، يبقي بلاش بقي تعيش دور الحزين وتناملي في السرير بالإيام زي الولايا
شعر إسلام بالغضب الشديد ولكنه حاول انتقاء كلماته لانه يتحدث مع والدته فقال :
- يعني إنتي شايفه اني بعيش الدور ؟ شايفه ان فرحان في موته وعامل نفسي زعلان يعني ؟ ماشي يا امي شكرا
تنفست بعمق وهدأت قليلا وقالت :
- انا عارفه انك زعلان عليه فعلا وان محمد مكانش أي صاحب ، محمد كان زي ابني برضو ، كان يعتبر اخوك وانا عارفه ده كله ، بس اللي انت بتعمله فـ نفسك ده مش هيرجع حاجه
ثم نظرت له بإبتسامه وقالت :
- طول عمركم كنتوا بتتمنوا تكونوا مهندسين أد الدنيــا صح ؟ صاحبك مات بس انت لسه عايش يبقي المفروض تحققله حلمه وتبقي انت المهندس اللي بيشتغل بضمير ويخدم بلده فعلا زي ما كنتوا بتتمنوا
ظهرت ملامح الحزن علي وجهه وقال بتأثر :
- وصاحبي برضو كان بيتمني اننا نكون أحسن من كده ، كان بيتمني اننا نقرب من ربنا شويه ونعيش عدل بدل الإستهتار اللي كنا فيه ده ، ومات قبل ما يلحق يعمل حاجه
ثم قال بإستنكار :
- أحققله حلمه ده كمان إزاي بقي ؟!!
ابتسمت قائله :
- تحققله حلمه إنك تكون أنسان بجد بيتقي ربنا ، تعمل بنصايحه اللي كان دايما بيقولهالك علشان الثواب يوصله ، تدعيله ، تطلع صدقه عنه ، تعمله أي حاجه تنفعه وهو ميت , فهمت ؟
حاول الإبتسام ولكنه لم يستطلع فقال :
- فهمت
أمسكته من كفيه وقالت بحماس :
- طيب يلـــا
نظر لها متعجبا وقال :
- يلا فين ؟!!
قالت بإصرار :
- هتروح الجامعه دلوقتي
أفلت يديه منها بهدوء وقال :
- مش دلوقتي ، بعدين
إزداد إصرارها وصرخت به :
- انا قولت هتروح دلوقتي يعني هتروح دلوقتي ، مش هسمحلك تضيع تعبي وتعب أبوك كل السنين دي ، هتيجي علي أخر سنتين وتضيع ؟ لأ يا بابا إنســـــي ،، يلـــا قوم فز
- يا أمي خلاص سيبيني في حالي دلوقتي طيب وانا هروح الإسبوع الجاي
- لأ دلوقتي ، إخلص
- لا حول ولا قوة إلا بالله ، يا امي طيب بكره طيب ، انا مش طايق نفسي والله
- قولت هتقوم دلوقتي
تنهد بضيق وقال مستسلما :
- طيب
إرتدي ملابسه وذهب إلي الجامعه ، كانت الساعه الواحده ظهرا ولم يكن يعرف هل مازالت المحاضرات مستمره ام انتهت في ذلك اليوم ، أخذ يتجول في كليته حتي وجد بعض من أصدقائه يأتون إليه ويأخذونه بالأحضان ويقومون بمواساته ، أخذ يحدث نفسه بـ قرف :
- ال وفاكرينك أعز صديق ليه وجايين يواسوك كمان ؟!! والله إنت ما تستاهل تكون صاحب أصلا
أخذ شادي يربت علي كتفه بحنان ويقول :
- طبعا إنت عارف ان الإمتحانات قربت ، والإسبوع اللي فات ده أخدنا المقرر والملغي ، فأنا بإذن الله هقعد معاك في الوقت اللي يعجبك ونعلم سوا علي اللي هييجي في الإمتحانات ، وشد حيلك يا بطل وخليك قوي كده ، ربنا يريح قلبك
نظر له بإمتنان وقال :
- ربنا يخليك يا شادي ، ماشي بإذن الله بس بعدين علشان دلوقتي مش قادر
- اللي يريحك ، انا موجود وفي الخدمه دايما
- هو في محاضرات النهارده تاني ؟
- لأ أخر محاضره لسه خارجين منها حـــالا ، تعالي بكره بقي علي السكشن بتاع 9 الصبح علشان بعده هنطلع علي المكتبه نجيب منها شويه مذكرات مهمين كده
- ماشي يا شادي بإذن الله ، بعد إذنك
غادر إسلام الكلية وعاد للمنزل ، سألته والدته عما فعل فقص عليها ماحدث وذهب لغرفته لينام ثانيه
______________________________
وفي كلية التربيه خرجت سلمي مع صديقاتيها من أخر محاضرة لهن في ذلك اليوم ، جلست تتحدث معهما قليلا بخصوص ماحدث هذا الإسبوع ومايجب أن يفعلونه للخروج بأفضل نتيجه من إمتحانات آخر العام .
تنهدت سلمي قائله :
- وبكده يا حلوه إنتي وهي عرفنا كل المقرر علينا والمفروض بقي نذاكر ،، السؤال هنا بقي :
هنذاكر الحاجات الغريبه دي إزاي ؟
إبتسمت هند بمرح وقالت :
- زي ما عملنا السنه اللي فاتت بالظبط ،، هنقعد نقرأ فـ الحاجات الغريبه دي ونحفظهم صم ونروح نكبهم فـ الإمتحان وخلاص
فقالت سلمي بضيق :
- بس انا مش مقتنعه بالحكايه دي يا هند ، يعني إحنا كده مش بنستفيد حاجه من كل اللي بناخده ده
هند :
- هو ده نظام التعليم في بلدنا يا سلمي ومفيش عندنا حل تاني
رفعت سلمي حاجبها وقالت بحماس :
- لأ أكييد في حل ، وانا بإذن الله هوصله
ثم جذبتهما من ذراعيهما وقالت :
- يلا نروح بقي يا عيال كده هنتأخر
___________________________
قرر إسلام مواصله الدراسه في الجامعه كي يجتاز فترة الإمتحانات بسلام ، كان كالآله يذهب ويعود بلا روح ، يستيقظ في الصباح الباكر ويذهب إلي الجامعه لحضور المحاضرات ويجلس مابين المحاضرات وحيدا لا يريد التحدث مع أحد ولا يريد ان يراه أحد ، يجلس في مكان لم يجمعه بمحمد كي لا تزيد جراحه ، يعود لمنزلة فيذهب للنوم .يستيقظ ويظل جالسا أمام كتبه ومذكراته يذاكر بعض الوقت ويتذكر محمد وذكرياته في الوقت الآخر وظل هكذا حتي نهاية فترة الإمتحانات
أما عن سلمي فهي أيضا قد إنشغلت بمذاكرتها وإمتحاناتها وحفصه أيضا ولم يتحدثا مع بعضهما البعض إلا قليلا
______________________
وإنتهت الإمتحانات وعاد كل إلي حياته ، أخذت سلمي تستعد لخطوتها القادمه في التغيير ، بينما إسلام كان يقضي معظم يومه في النوم هروبا من واقعه المؤلم وذكرياته مع محمد التي تلاحقه دائما وتجعله يكره ذاته ويكره كل يوم كان يقابل فيه إحسان محمد بإساءة حتي ضاع منه .
جلست سلمي تحدث حفصه ولأول مره بعد إنتهاء الإمتحانات فقالت بحماس وسعاده :
- هيييييح بقي خلصت إمتحانات وفضيتلك يا حجه ، خلاص مبقاش في أي حاجه تشغلني من مواصله طريقي
إبتسمت حفصه وأجابت بنفس الطريقه :
- هييييح بقي وانا خلصت إمتحانات واتشغلتلك
تعجبت سلمي وقالت :
- يعني إيه ؟
- مش انا قولتلك يا بنتي إن فرحي بعد الإمتحانات ؟
- هو إتحدد خلاص ؟
طيب انتي كنت بتقولي حصل مشاكل مع خطيبك ، قوليلي وصلتوا لإيه ؟
إبتسمت حفصه بسعاده وقالت :
- اه يا ستي اتحدد ، بعد 3 أسابيع إن شاء الله
ثم تنهدت بحزن قائله :
- إضطريت اوافق اني أسافر مع خطيبي الإمارات ، انا مكنتش عاوزه أقولك علشان متزعليش وقلت أستني لما تخلصي إمتحانات بقى
شعرت سلمي بالسعاده البالغه وقالت بحماس :
- الف مليووووون مبرووووووك يا حفصه ، فرحت اوووووي والله ، وبعدين عادي يا ستي هبقي أكلمك وإنتي هناك ، ربنا يسعدك
لم تكن تريد ان تكسر فرحتها ولكن لابد ان تخبرها ولا يوجد حل آخر ، ترددت للحظات ثم كتبت :
- سلمي ... انا مش هيكون عندي نت هناك
انتفضت سلمي من مكانها وقالت بخوف :
- ليـــه يا حفصه ؟ يعني إيه ؟ انا كده مش هكلمك تاني ؟
- للأسف يا سلمي مش هينفع يكون عندنا نت في الاول كده لظروف ما عند خطيبي ، بس انا برضو واثقه فيكي وعارفه انك هتعرفي تكملي طريقك لوحدك
كادت ان تسقط دمعه من عين سلمي وقالت بحزن :
- يا حفصه انا إتعودت عليكي خلاص ، وانتي السبب في كل الخطوات اللي انا اخدتها في حياتي دي .. أعمل إيه من غيرك بس ؟
- بصي يا سلمي .. إسمعي الكلمتين اللي هقولهوملك دول وحطيهم حلقه فـ ودنك واوعي تنسيهم أبدا" اللي معاه القرآن والدعاء مش هيكون محتاج لأي إنسان ، هما دول سلاحك اللي هتقوي بيهم نفسك "
تنهدت سلمي بحزن وكتبت :
- مش فاهمه ؟
- من خلال معرفتي بيكي الفتره دي لقيت إنك أنسانه بسم الله ما شاء الله قويه وقادره علي نفسك ، بس كنتي محتاجه حد يشجعك تكوني افضل وإنتي بالفعل بدأتي فـ الطريق ده ،، لكن مهما حصل ومهما كانت العواقب اوعي تقفي او توقفي تقدمك ده علي شخص ، يعني انا هروح .. لكن سلمي هتفضل موجوده ولازم تكمل طريقها .. إبدأي إقرأي في الجروب من جديد وحددي خطواتك بنفسك ، لما تحسي انك تعبتي ومش قادره تكملي طريقك إستخدمي سلاحك .. معاكي الدعاء والقرآن إفتحي المصحف وانتي بتقولي لـ ربنا يـــارب إبعتلي رسالة ،، إبدأي دوري كل يوم علي رسالة من ربنا ليكي لحد ما توصليلها ،، إدعي كتير اوووي ربنا يقويكي ويثبتك ،، اوعي يا سلمي تستسلمي للشيطان اووعي حد يضايقك بكلمتين ويخليكي ترجعي عن هدفكمعاكي قرآنك ودعاءك يا سلمي فاهماني ؟ معاكي سلاحك يا سلمي اوعي تتخلي عنه .
تسللت الدموع من عيني سلمي دون ان تشعر بهم ، كتبت كلمات الوداع لـ حفصه :
- حــاضر يا حفصه هحاول ، هتوحشيني
- يا بنتي انا معاكي أهو ، لسه فاضل 3 أسابيع متقلقيش إدعيلي بس ربنا يصلح حالي وييسرلي أموري .
وبإذن الله اول ما الظروف تتظبط هفتح الفيس وأكلمك بس الله أعلم ده هيكون بعد أد إيه !
- بدعيلك دايما والله من غير ما تقولي
- آخر حاجه بقي يا بطـــــل زي ما كنتي بتبعتيلي كل خطواتك وانا موجوده ، إفضلي إعملي كده برضو حتي وانا مش موجوده .. ممكن ؟
- كنت هعمل كده أصلا من غير ما تقولي ، لأن حتي لو انتي مشيتي روحك هتفضل معايا .. ربنا يسعدك
- إمسحي دموعك يا بت .. هتضربي
وضعت سلمي يدها علي وجنتيها فوجدت نفسها تبكي بالفعل ، مسحت دموعها متعجبه وقالت :
- إنتي عرفتي منين ؟!!
- حسيت
- ربنا يخليكي ليــا يـــارب
- ربنا يقربك منه أكتر ويجمعنا فـ الفردوس الأعلي اللهم آمين . معلش بقي هقوم دلوقتي علشان بجهز شويه حاجات كده ^^ أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه
- مع السلامه يا حفصه
______________________
ظل إسلام علي هذه الحاله التي لا تتغير ، يستيقظ من النوم لينام مره آخري ، لا يعرف ماذا يفعل ، لا يجد طعم للحياه بدون رفيق دربه ، لا يعرف ماذا يفعل محمد الآن في قبره ، هل هو سعيد ام حزين ؟ هل قبره روضه من رياض الجنه ام حفره من حفر النار ؟ هل طيبة قلبه وحبه لكل الناس سيكون سببا في دخوله الجنه ؟ ام ان الجنه أعدت لاناس يخافون الله بحق ويعيشون ويموتون علي طاعته ؟تكاد رأسه تنفجر من كثره التفكير فيضطر للنوم ليخرج من هذا العالم الملئ بالألم إلي عالم آخر لا يشعر فيه بشئ .ولكن والدته لا تتركه ..
فهي تدخل عليه بين الحين والآخر وقلبها يعتصر ألما عليه ولكن ماذا تفعل ؟ لا يريد أن يفعل شيئا سوي النوم ..
قررت ان تحاول معه مره آخري وهي تدعو الله ان يستجيب هذه المره طرقت علي الباب طرقات خفيفه ودخلت ..
وجدته مستيقظا وينظر إلي سقف الغرفه كعادته ..
نظرت إليه بحنان وقالت :
- إنت صاحي يا إسلام ؟
إعتدل في جلسته وقال بإبتسامه خفيفه :
- اه صاحي
مسحت علي وجهه بحنان وقالت :
- عامل إيه يا حبيبي
رد بنفس الإبتسامه :
- الحمد لله
صوبت عينيها في عينيه وقالت :
- طيب ومحمد عامل إيه ؟
إزدادت ضربات قلبه عندنا سمع إسمه ونظر لها متعجبا ولم يتحدث أعادت عليه السؤال مره آخري وقالت :
- بقولك محمد عامل إيه ؟
أجابها بنفس الدهشه :
- عامل إيه إزاي يعني ؟
قالت موضحه :
- تفتكر هو عامل إيه دلوقتي ؟
مط شفتاه بحزن وقال :
- مش عارف !
مسحت علي شعره بحنان وقالت :
- هو ممكن يكون محتاجلك دلوقتي يا إسلام .. لو عايز تساعده بجد يبقي حاول تغير من نفسك وتكون الإنسان اللي محمد كان عاوزه
- منـا روحت لفــ..
ثم قطع كلامه فجأة وقال :
- منا مش عارف أعمل إيه ولا أبدأ منين وكمان مش لاقي حد يساعدني .. انا فعلا ندمت اني مسمعتش كلامه من الأول ، وخوفت اووي كنت أموت وانا علي الحاله دي .. كمان خايف يكون دلوقتي بيتعذب ومش لاقي حد يساعده ولا يعمل له حاجه ،، وكل شويه أتخيل لو كنت انا مكانه كنت هعمل إيه ؟!! مجرد التخيل نفسه صعب اوووي
ربتت علي كتفه وقالت بإبتسامه :
- يمكن كانت غلطتي اني محاولتش أغرس فيكم الدين من وانتوا صغيرين ، كان كل همي تكونوا مبسوطين ومتفوقين وأفتخر بيكم قدام الناس , يمكن انا غلطت يابني بس مش لازم انت كمان تكرر غلطي ، دور علي الصحبه الصالحه اللي تعينك وشوف طريقك وأمشي فيه صح ،، بلاش تبقي عايش كده وخلاص .. انا لما شوفت خوفك علي صاحبك وإحساسك بالمسئوليه إتجاهه قلت لازم أجي أكلمك ولازم انت تعمل أي حاجه تساعده وتساعد نفسك بيها
إبتسم لها بسعاده قائلا :
- انا اول مره أشوفك بتتكلمي كده يا امي
تحسست وجهه بحنان وقالت :
- لما شوفت موت محمد خفت انت كمان تضيع مني وربنا ميكونش راضي عنك ، لازم تلحق نفسك يا إسلام محدش ضامن عمره يابني
- طيب أبدأ منين يا أمي ؟ جايز لما أبدأ أحسن من نفسي شويه أحس اني ارتحت وبدأت أحقق وصيه محمد
عادت للخلف ونظرت إليه بتعجب وكأنها تذكرت شيئا :
- صحيح يا إسلام مش إنت كنت بتقول ان محمد عنده واحد صاحبه كده متدين ؟ ماتشوفه يابني يمكن ياخد بإيديك
شرد إسلام قليلا وهو يتذكر توبيخ فاروق له ، وتذكر أيضا عندما ذهب لمنزل فاروق ولكنه لم يعره أي إهتمام ..
إنتشلته من شروده وهي تكرر كلامها فقال:
- لأ مش هينفع يا أمي .. قوليلي حل تاني
اخذت تفكر لثوان ومن ثم قفزت من مكانها بحماس قائله :
- انا إزاااي مجتش في بالي الفكره دي ، يابني الشباب الكويسين هتلاقيهم مواظبين علي الصلاة في الجامع ، حاول إنت كمان تصلي كل الصلوات في الجامع وبإذن الله أكيييد هتلاقي الصحبه الصالحه هناك
ثم نظرت إليه بعمق وقالت بصرامه :
- لأ مش حــاول ده انت،لازم تعمل كده
اعجب إسلام بالفكره وقال بحماس :
- عندك حق .. أكييد هلاقي حد زي فاروق هناك
_________________________
غادرت والدته الغرفه وقد اطمئن قلبه قليلا بعد حواره معها وأخذ يفكر في خطوته القادمه ولكن سرعان ما أحس بالملل فذهب لإحضار الحاسب الخاص به ووضعه علي الفراش ،
فتح حسابه علي موقع الفيس بوك ونظر نظره سريعه علي قائمه أصدقاءه فوجد ساره متصله الآن وجد نفسه سريعا يغلق الحاسب مره آخرى ، لا يعرف لماذا ؟ هل هو أصبح لا يحبها ؟ ام إنه لا يرغب في مزيد من الذنوب ؟ والأرجح هو الحل الثاني ..
أخذ يفكر قليلا هل سيفتحه مره آخري ام لا ولكن قطع تفكيره صوت طرقات الباب ..أخد ينادي علي والدته وهند لكي تفتح إحداهما الباب ولكنهما لم يسمعانه فقرر أن يذهب ليفتح هو .. فتح بإبتسامته المعتاده ولكن سرعان ما تحولت هذه الإبتسامه إلي حاله من الذهول وقال بصوت مختنق :
- مــــحـــــمــــــــد !! -----------------------------------------------------------
هو محمد رجع تــــــاني ولا إيه ؟ ولا هو مماتش أصلا ؟!! طيب سلمي هتقدر تكمل طريقها إزاي من غير حفصه ؟ ولا حفصه هتلاقي طريقه تتواصل بيها معاها حتي بعد الجواز ؟

في الحلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن