استيقظت من نومها على صوت هاتفها ، نظرت فيه بنعاس فوجدت إسم فاطمة صديقتها فأجابت على الفور :
- السلام عليكم
إبتسمت قائلة :
- وعليكم السلام ياهند ، إزيك عاملة إيه؟
تنهدت وقالت :
- الحمدلله ، انت أخبارك ايه ؟
- كويسة الحمدلله ، المهم انا مش عارفة اتصلت بيكي ليه دلوقتي بالذات بس في حاجة جوايا عاوزه أقولها علشان أرتاح
قالت بلهفة :
- قولي
تنهدت بضيق وقالت :
- عاوزه أقولك لو خطيبك مش محترم إلحقي نفسك وإفسخي الخطوبة بسرعة وروحي إتخطبي لواحد من اللي كنت بقول عليهم معقدين دول على الأقل هيحافظ عليكي ومش هياخذ منك اللي هو عاوزه ويرميكي رمية الكلاب زي ما حصل معايا
إتسعت عيناها وقالت بذهول :
- رمية كلاب إيه ؟ انتِ إيه اللي حصل معاكي يا فاطمة إنطقــي بسرعة
زفرت بملل وقالت :
- محصلش حاجة ياهند ، المهم أنا نصحتك وخلاص انتِ حره ، وكمان هحاول دايماً ادعي لسندس ترجع لخطيبها علشان يكون ضميري مرتاح وكفاية اللي حصل بقى
قالت بخوف :
- يا بنتي حصلك إيه قولي ؟!!
إبتسمت قائلة :
- متخافيش يا هند ربنا سترها معايا المرادي والحمدلله إنها جات على أد كده ، يلا معلش هقفل بقى علشان هنام ، مع السلامة
أغلقت فاطمة الهاتف على الفور بينما ظلت هند تنظر لهاتفها بتعجب وتقول :
- هـــو إيه الحكاية بقى ؟ يعني أنا وفاطمة في يوم واحد ؟ هما كل المخطوبين بيحصل معاهم كده ولا إيه ؟ طب شمعنى إسلام وسلمى ؟!!
ألقت هاتفها ونظرت لسقف الغرفة وقالت :
- أعمل إيه بس يـاربي ؟ أنا مش مصدقة اللي خالد قاله ده أصلا ! معقولة علشان إتعصبت شوية وقولت كلام وانا مش دريانه يطلع شايل جواه كل الحقد والقرف ده ؟ معقولة هو وحش أووي كده ؟ طب إزاي انا مكنتش واخده بالي من ده كله ؟ معقولة عرف يضحك عليا بكلامه ويخبي نواياه السيئة عني وانا زي الغبية صدقته ؟ يـــــاربي هقول لإسلام إيه ولا هعمل إيــــــه بس ؟ يـــــارب دبرني انا مليــــش غيرك
______________________
- بس يا ستي وبكده يبقي رصينا كل الهدوم مكانها ، في حاجه تاني بقي ؟
قالها إسلام في صباح اليوم التالي أثناء ترتيب ملابس إبنته حياء التي ستنير الدنيا بعد عدة أيام بإذن الله ، إبتسمت سلمي بسعاده وقالت :
- لا تمام اووي كده ، بجد مش مصدقه إني خلاص كام يوم و هولد بقي وأشوف بنتي اللي مستنياها من زمان ، ربنا يخليك ليا يا إسلام بجد مش عارفه كنت هظبط ده كله لوحدي إزاي
جلس علي طرف الفراش وقال بسعاده :
- ويخليكي يا سلمي ، وبعدين انتِ تعبانه وجايبه أخرك أصلا وده واجبي ، يارب بقي تطلع شبهي کده
ضربته علي يده يمرح وقالت :
- شبهك إيه يا إسلام حرام عليك ، إنت عاوزها تعنس جنينا
رفع حاجبه قائلا باستنكار :
- إنتي أد الكلمتين اللي قولتيهم دول يا سلمي ؟ !!
ضحكت بخوف مصطنع وقالت :
- لأ يا باشا والله ما أقصد ، وبعدين هو حد لاقي عيال رخمين اليومين دول !
- خلاص وربنا ما أقصد ، روح هاتلنا الفطار بقي
نظر لها بتعجب وقال :
- فطار إيه ما إحنا لسه واكلين ؟ !!
ضحكت قائله :
- ياعم ده لبنتك مش ليا ، عموما خلاص مش مهم خليها جعانه
إبتسم مؤكدا :
- أيوه خليها جعانه ، مش عاوزها تقلبظ أنا
- ماشي شكرا ، روح بقي شوف حالك علشان شطبنا
نهض من مكانه وقال ضاحكاً :
- ماشي ياختي سلام ، متجيش تقولي عاوزه مساعده تاني هاه
___________________________
خرج إلى الصاله وجلس علي الأريكه وأمسك هاتفه متصلا بفاروق وقال بشوق :
- السلام عليكم يا غالي
إبتسم فاروق قائلا :
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، إزيك يا إسلام عامل إيه ؟ واحشني والله
إبتسم بإحراج وقال :
- معلش يا فاروق لو إتصلت عليك بدري كده بس بصراحه وحشتني وقولت أتصل أشوف أخبارك إيه
قال علي الفور :
- يابني بدري إيه الساعه 10 الصبح وبعدين مانت عارف إني بصحي بدري أصلا وبفضل قاعد
والنهارده بقي أجازه والواحد مأنتخ علي الآخر ، يادوب هنزل في الجمعة وأوقات الصلاة وأجي أكمل راحه ، ربنا يقوينا على الشغل ده بقي لحسن الواحد خلاص الحمد لله يعني
- أيون صحیح قولي الأخبار عندك إيه ؟ يعني الشغل عامل إيه وعارف توفق بينه وبين البيت وطلبات مراتك وكده ولا إيه ؟
أومأ برأسه إيجابا وقال :
- أيوه الحمد لله ربنا بيقوي ، الشغل المرادي مش مرهق زي السفريه اللي فاتت الحمد لله ونهي لما بتحتاج كتب ولا حاجه بنزل أجيبها من الجامعه وأجي تاني علطول وأديني بحاول بقدر الإمكان أساعدها وأذاكرلها لما تكون تعبانه ومتضايقه وكده ، والله يا إسلام ربنا بيقوي الحمد لله ، أنا مكنتش فاكر إني هقدر أسد على ده كله بس ربنا كرمني بقي وبنعافر أهو
إبتسم بأريحية وقال :
- الحمد لله يا فاروق ، ربنا معاك ويوفقك بإذن الله ، أنا كمان كلها كام يوم وبنتي تشرف للدنيا بإذن الله وهكون أب بقي ، ربنا يقدرني على تربيتها على الدين والأخلاق وبإذن الله تكون خير ذریه وتكون سبب في دخولي الجنه أنا وسلمي
- يـــــارب يا إسلام ويقوم نهى بالسلامه وأكون أب أنا كمــان بقي
- إن شاء الله يا فاروق ، أنا متأكد إنك هتكون قدوه لأولادك ، ربنا يجمعنا سوا في الجنه يــــارب
- آمين يــــارب
_________________________________
إنتهى إسلام من محادثة فاروق وذهب علي الفور إلي المطبخ وأحضر بعض الطعام ودخل به إلي غرفته ، إبتسم لسلمي بحنان وقال :
- إتفضلي يا ستي الأكل أهو ، أمري لله قلبي طيب وصعبتي عليـــا
أمسكت منه الصينيه وأخدت تقلب في الأطباق الموجوده عليها وصرخت به قائله :
- فين العيش يا إسلام ؟!!
رفع حاجبه قائلا :
- إنتِ بتصوتي كمـــان ؟!! طب قومي بقي هاتي لنفسك أنا الغلطان
نظرت إليه بتوسل کالأطفال وقالت :
- الله يخليك يا إسلام عاوزه عيش عاوزه عيش عاوزه عیش عاوزه ..
قاطعها بصراخ :
- خـــلاص ، إيــــه بلعتي راديو ، هجيبلك عيش وكلي براحتك وغذي حياء كويس هـــاه ، كله بثوابه يا إسلام يابني معلش
ثم أحضر لها الخبز وجلس بجوارها وتنهد بعمق وقال مبتسما :
- إفتكرت حاجه دلوقتي فرحتني اوووي
نظرت له بلهفه وقالت :
- إيه ؟
تنهد بيهجه وقال :
- فاكره أول مره أخدت الولاد فيها الجامع علشان يصلوا معايا ؟ فاكره ساعتها لما قعدت أدعي ربنا كتير يعلق قلبهم بالمساجد ويكون ده في ميزان حسناتي ؟
أومأت برأسها إيجابا وقالت :
- فاكره طبعـــا ، وهي دي حاجه تتنسي !
إتسعت إبتسامته وهو يقول :
- طيب فاكره لما روحت تاني يوم ولقيتهم مستنينني في الجامع علشان أديهم بلالين ؟ ولا فاكره يوم ما نسيت أجيب معايا حاجه وكانوا ناقصين يموتوني ، ولا فاكره لما قولتلهم إن الجوایز بقت على صلوات اليوم كلها وبرضو لقيت شويه منهم بدأوا يواظبوا مع إن أغلبهم إتشغل ومبقاش ييجي ؟ ولا فاكره لما أحمد بذات نفسه بقي ييجي كل يوم وحب الصلاة في الجامع وبقي هو اللي بيقول لأصحابه ويشجعهم علشان يروحوا ؟
تنهدت بسعاده وقالت :
- وفاكره كمان لما الحاج أبو أحمد إتصل بيك وقالك إنت عملت إيه في إبني ، وفاكره كمان لما جابلنا علبة الحلويات وشكرنا علشان الولد بقي بيعامله أحسن من الأول وبطل لماضه شويه ، وفاكره لما إنت مروحتش مره الجامع وأحمد جه زعل عليك وقالك بتقولنا علي الصلاة وإنت مبتصليش ؟ !! وساعتها عرف إنك كنت في مشوار وصليت هناك
صمتت قليلا ثم قالت بحماس :
- أكتر حاجه فاكراها أووي بقي إنك ثوابك عند ربنا هيكون كتير جدا بإذن الله ، وإن شاء الله أحمد ده لما يكبر يفتكرك ويدعيلك علشان إنت اللي علمته الصلاة وحببته في المسجد ، وكمان ممكن تدخل الجنة بسبب الموضوع ده يا إسلام
أمسك يدها وربت عليها بحنان وقال :
- وأنا أكتر حاجه فاكرها اووي بقي لما لقيتك واقفه جنبي وبتشجعيني علي أي حاجه فيها ثواب ، واحده تانيه غيرك كانت هتقعد تقولي مرتبك صغير أصلا ومش مستحمل وهتروح ترميه لشويه عيال !! لكن إنتِ غير كل البنات يا سلمي ، إنتِ واحده عاوزه تدخل الجنه وبتعمل كل اللي تقدر عليه علشان تنول رضا ربنا وبجد أنا فخور بيكي فوق ما تتخيلي
إبتسمت بتأثر وقالت :
- الأكل الغالي ولا اللبس الماركات یا اسلام مش هيدخلنا الجنه !! لكن الحاجات الصغيره اللي بنعملها دي وخصوصا لما مرتبنا يكون صغير دي أكيد ثوابها كبير أووي عند ربنا ، يعني عارف زي واحد مثلا يكون فقير ويطلع صدقه ، ده أكيد ثوابه كبير جداااا بإذن الله لأنه ممكن يقول أنا أحق بالفلوس دي وخلي الأغنياء هما اللي يتصدقوا .. الجنه جميله اووي يا إسلام وتستاهل نتعب شويه علشان ننولها ، وفي الآخر برضو مهما عملنا هيكون قليل جدا بالنسبة لنعم ربنا علينا ودخولنا للجنه هيكون من رحمة ربنا بينا مش من عملنا
- يــــارب ننولها يــــا سلمى يــــــارب
____________________________________________
أنت تقرأ
في الحلال
Non-Fictionالروايه بتتكلم عن حياتنا كلنا ، متهيألي مفيش شخص هيقرأها إلا لما يلاقي نفسه جواها ، كل واحد فيكم هيلاقي حد شبهه في الروايه ، هيلاقي مواقف هو فعلا بيعيشها ، هيلاقي الزقه اللي كان محتاجها من زمان علشان يبدأ حملة التغيير علي نفسه بإذن الله بإذن الله كل...