Part 10

8.7K 468 9
                                    

نزل درجات السلم بحزن ووقف امام المنزل وهو يقول بضيق :
- حتي دي كمان عملتها يا فاروق ، أكتر وقت كانوا محتاجيني فيه لاقوك إنت بدالي ، حقيقي انا مستحقش اني أكون " صديق " أصلا نظر أمامه فإذا به يراه مره آخري ، ألتفت للجانب الآخر سريعا وأخذ يفكر ماذا يفعل ؟ هل يذهب ويحدثه ام يرحل بهدوء ؟ولكنه سرعان ما شعر بالحزن عندما تذكر كلمات فاروق الآخيره :
" ممكن بقي مشوفش وشك قدامي تــــاني ؟ ولا دي كمان صعبه ؟ وعلي فكره عمري ما هسامحك ولا هعفيك من المسئولية "
تنهد بحزن وألقي علي فاروق نظره آخيره قبل الرحيل ولكن من سوء حظه ان فاروق شاهده ولكنه نظر إليه بعدم إهتمام وذهب بعيدا ..
شعر إسلام بالإحراج وأسرع الخطي كي يختفي من هذا الشارع حتي لا يراه ثانيه ..
عـــاد إلي منزله في صمت ودخل غرفته وإستلقي علي فراشه ونظر للسقف كــالعاده وأخذ يتذكر أيامه مع محمد
_____________
وفي صباح اليوم التالي ذهبت سلمي للجامعه وهي ترتدي الجيب كما وعدت حفصه وأيضا كانت علي وضوء لكي تصلي الظهر هناك كما اتفقا تقدمت سلمي من صديقاتيها
وقالت بفرحه :
- يا عيــال إيه رأيكم فـ الطقم ده حلو ؟
اومأت هند برأسها موافقه وقالت بإبتسامه :
- حـلو يا سلمي الف مبروووك عليكي
ثم تابعت فاطمه :
- حلو أسلمي ،، بس الجيبه دي مش بتشنكلك ؟!
نظرت إليهما سلمي بسعاده وقالت :
- لأ ده مش طقم جديد ،، هو كان عندي بس مكنتش بلبسه يعني
ثم نظرت لفاطمه وقالت بمزاح :
- لأ مش بتشنكلني ياختي
وكادت أن تخرج لسانها لولا انها تذكرت انها في الجامعه ومن الممكن أن يلحظها أحد
جلسن يتحدثن قليلا حتي أذن الظهر ،
نهضت سلمي من مكانها وقالت بحماس :
- يا بنات أنا رايحه أصلي ، هتيجوا معايا ؟
قالت هند بإحراج وتردد :
- مش هينفع علشان مش متوضيه ، هصليه لما أروح بقي إن شاء الله
لم تنظر سلمي لـ فاطمه لأنها كانت متوقعه إجابتها ، فلم تهتم وذهبت بمفردها لأداء الصلاة وقبل أن تغادر قالت بسعاده :
- هصلي وأجي علطووول يا عيـــال ، اوعي تتحركوا من هنا
أومأن برأسهن موافقتان ، ذهبت سلمي وجلسا للتحدث فقالت فاطمه بتعجب :
- مش حاسه إن سلمي متغيره شويه اليومين دول ؟!
نظرت لها بعدم إهتمام وقالت :
- عادي
شعرت فاطمه بالإنزعاج من الرد الغير مبالي فقالت بغضب :
- يعني إيه عادي يا هند ؟!! هي مش صحبتك برضو ولا إيه ؟ يعني لازم تهتمي لأمورها
تعجبت هند قائله :
- طيب وهو انا عملت إيه يدل علي إني مش مهتمه بيها ؟! البنت حبت تحسن من نفسها شويه إيه المشكله ؟ ربنا يهديها
تنفست فاطمه مرارا وقالت بضيق :
- يعني إنتي مش حاسه انها بقت غريبه اليومين دول ومش قريبه مننا زي الاول ؟
أومأت رأسها نفيا وقالت موضحه :
- كل الحكاية يا ستي إنها بقي ليها إهتمامات تانيه ، وكل ما تكلمنا في الحاجات بتاعتها دي إحنا ناخد الموضوع بهزار وتريقه ، فبقت تعمل اللي هي عاوزاه حتي لو إحنا مش موافقين
قالت فاطمه بعدم إقتناع :
- يعني إنتي شايفه أن ده عادي ؟
هند بإبتسامه :
- اه طبعــا عادي ، دي حياتها وهي حره فيها ، زي ما إحنا بنعمل اللي إحنا عاوزينه هي كمان من حقها تعيش حياتها براحتها ، وسواء انا مع التغيير ده او لأ برضو ميحقليش اني اتدخل في حياتها الشخصية
كادت فاطمه ان تتحدث لولا ان قاطعتها هند وتابعت :
- كمان يا ستي متقلقيش سلمي بتحبنا جـــدا ومستحيل تتغير علينا
تنهدت فاطمه بعدم رضا وقالت :
- جــايز !
وبعد 10 دقائق تقريبا عادت سلمي وعلي وجهها ملامح السعاده
فقالت لهما بحماس :
- جيـــت
أطلقت هند ضحكة عاليه وقالت ساخره :
- أراجـــــل ! جيتي والله ؟ مش معقوووله
ضربتها سلمي علي كتفها وقالت بمزاح :
- بس يا به
إبتسمت فاطمه لهذا المشهد وقالت :
- إيه سر السعاده دي كلها يا حجه سلمي ، فرحينا معاكي
تنهدت سلمي بـ راحه وقالت بسعاده :
- حاسه اني مرتاحه وانا مصليه الفرض اللي عليا فـ وقته ، دلوقتي بقي هعمل كل اللي انا عاوزاه فـ الجامعه من غير تأنيب ضمير
ابتسمت هند ولم تتحدث وكذلك فاطمه
__________________________
مر إسبوع كـــامل وإسلام على نفس الحاله ، لا يخرج من غرفته إلا إذا ذهب لشراء طلبات المنزل ويدخل مره آخرى ويغلق الباب خلفه ، لم يذهب إلي الجامعه منذ وفاة صديقه محمد لانه لا يستطيع ان يذهب هناك بدونه ، لا يستطيع تحمل مشاهدة كل الأماكن الذي كان يجلس بها محمد معه ، لا يستطيع رؤية الطاولة التي كان يفضلها محمد منذ أول يوم في الجامعه وكان يجلس بها كل يوم بلا إستثناء ، لا يستطيع رؤية صديق آخر يجلس بجواره في المدرج ، لا يستطيع تخيل أي شئ بدون محمد لذلك إكتفي بوجوده فـ المنزل مع أحلامه
كادت والدته ان ينفطر قلبها علي ولدها الوحيد وعلي الحاله التي تراه عليها منذ وفاة صديقه ولكنها لم تكن تستطع التحدث إليه لأنها تعلم مكانه محمد في قلبه ،
قررت ان تستجمع شجاعتها وطرقت عليه الباب بخفه فسمعته يقول بصوت خفيض :
- نعم ، عاوزه حاجه يا هند ؟
فتحت باب الغرفه وأطلت برأسها مبتسمه وقالت :
- دي انا يا حبيبي ، ينفع ادخل
نهض إسلام من فراشه وجلس علي حافته وقال محاولا تصنع الإبتسامه :
- طبعا يا أمي اتفضلي
جلست بجواره علي حافة الفراش ومسحت علي شعره بحنان ونظرت له بعينين لامعتين وقالت :
- هتفضل علي الحال ده كتير يا إسلام ؟
تنهد بحزن وقال في تأثر :
- مكنتش أعرف إني بحبه اووووي كده يا امي ، عمري ما كنت اتخيل انه ممكن يختفي من حياتي فجأة كده ، ده انا كنت حاسس انه كل حــاجه ليـــا في الدنيا ، كان الأب والاخ والصديق وكل حــاجه ، لحد دلوقتي مش مصدق اني مش هشوفه تاني ، خلاص مبقيتش حاسس إن حياتي ليها معني وبقيت كاره كـــل حـــــــاجه
ثم تنهد مره آخرى قائلا :
- الحمد لله
تحركت دمعة في عينها ولكنها حاولت الإحتفاظ بها كي لا تزيد من ألم ابنها وربتت علي كتفه قائله :
- لو الحزن ده يابني هيرجع اللي راح كنت هقولك احزن وعيط وكسر الدنيــــا كلهـــا ، بس خلاص ده قدر ربنا وإحنا لازم نرضي بيه
ثم نظرت إليه بإبتسامه رضا وقالت :
- فاكر يا إسلام لما أبوك مات ؟ كنت إنت ساعتها في 2 ثانوي وهند في 3 إعدادي ، ساعتها انا حسيت اني اتكسرت بمعني الكلمة ومبقاش ليا ظهر ولا سند خلاص ، حسيت اني خايفه من مسئوليتكم واني مش هقدر أشيلها لوحدي ..بس لما قعدت أفكر مع نفسي لقيت ان ربنا رحيم اوووي ومفيش حاجه بتحصلنا غير لما يكون لينا الخير فيها وكمان طالما ربنا كتب الحاجه دي يبقي إحنا لازم نرضي ونصبر ، ماهي الجنه مش ببلاش برضو
ثم مسحت علي شعره مره آخري وقالت بسعاده :
- وأديك أهو كبرت وبقيت مهندس اد الدنيـــا وأختك الحمد لله دخلت تربيه إنجليزي وعرفت اربيكم لوحدي اهو ، قصدي ربنا ساعدني واعطاني القوه والصبر واتحملت كل حاجه علشان أشوفكم كده وعلشان أحقق اللي ابوك كان بيحلم بيه دايماعلشان كده يابني الحياه مبتقفش علي حد ، ولو الميت ده غالي علينا فعلــا يبقي نعمل اللي يفيده فـ قبره مش نقعد نزعل ونعيط وخلاص
نهضت الأم من مكانها وهمت بالخروج لكي تفسح له المجال للتفكير في كل ماقيل وإعاده ترتيب حياته مره آخرى
جلس إسلام يفكر في كلام والدته وكلماتها الأخيره تتردد علي اذنيه مره تلو الآخري :
" لو الميت ده غالي علينا فعلــا يبقي نعمل اللي يفيده فـ قبره مش نقعد نزعل ونعيط وخلاص "
أخذ نفس عميق وهو يسمح علي شعره عده مرات وتنهد قائلا للفراغ :
- يعني إنت ممكن تكون محتاجلي دلوقتي يا محمد ؟ حاضر يا محمد هحاول أعمل كل اللي انت نفسك فيه بس إنت إدعيلي
انتبه لما يقول فضحك بسخريه قائلا :
- قصدي انا اللي هدعيلك !
____________________
مر الإسبوع علي سلمي وقد صلت الظهر في مسجد الجامعه في كل يوم من أيام هذا الإسبوع كما انها لم ترتدي البنطال في أي يوم من أيام هذا الاسبوع أيضا كما وعدت حفصه
وحان الوقت المنتظر ، تقرير نهاية الإسبوع ..
جلست سلمي علي حاسبها وبعثت برسالة لحفصه :
- إنتي موجوده ؟
- أيــون بس عامله اوف لاين كالعاده
- هههههههه اه منا إتعودت علي كده ، المهم جيبالك التقرير بتاع الإسبوع
- ههههههههههههههه ماشي قولي
أرسلت سلمي وجه ضاحك بأسنان ناصعه البياض وتابعته بكلمه :
- لبست وصليت
تعجبت حفصه وقالت :
- ده اللي هو إزاي يعني ؟!
- إيــــه يا بنتي إنتي نسيتي ولا إيه ؟
- معلش يا بنتي العيال وأبوهم مطلعين عيني
إتسعت عينا سلمي وقالت بتعجب :
- إيــــه ده هو إنتي متجوزة وعندك عيال كمان ؟ صحيح انا إزاي متعرفتش عليكي ده كله
أطلقت حفصه ضحكه عاليــه وقالت :
- بهزر معاكي يا بنتي ، انا لسه مخطوبه ، المهم بقي إيه حكاية لبست وصليت دي ؟
معلش نسيت انا اسفه مطت سلمي شفتاها وقالت بلوم :
- مش إنتي قولتيلي من إسبوع اني ألبس جيبات وأصلي الظهر فـ مسجد الكلية وانا وعدتك اني هحاول أعمل كده ؟ اهو جيت أقولك الأخبار بس باين عليكي نسيتي
أحست حفصه بالإحراج فقالت محاوله إمتصاص حزن سلمي :
- اااه صحيح ، قوليلي بقي عملتي إيه ؟ معلش والله مشغوله شويه اليومين دول فنسيت ، معلث معلث
- كنت بقولك يا ستي إني طول الإسبوع التزمت بالصلاة فـ مسجد الكلية وكمان ملبستش بنطلون خــالص ، أقولك كمان علي سر خطيــــر ؟
قالت حفصه بحماس :
- قولي قولي
تنهدت سلمي بسعاده وقالت :
- انا قررت اني مش هسيب أي صلاة في الجامعه تاني وكمان قررت أبطل بنطلونات خـــالص بقي واللي يحصل يحصل ، وبإذن الله أكون أد القرار ده .. عموما هو كده كده الإمتحانات قربت وبعدين السنه هتخلص وعلي السنه الجديده هجيب لبس جديد إن شاء الله ،، فهحاول بقي أقضي الكام إسبوع دول بالجيبتين اللي عندي لحد ما اجيب جديد بإذن الله
ثم نظرت للسماء عبر نافذة غرفتها المفتوحه وقالت بحماس :
- مش مهم أي حـــاجه ، المهم إنك ترضي عني يا ربي
كادت حفصه ان تقفز من الفرحه وقالت بسعاده بالغه :
- الف مبرووووك يا سلمي ، قرار في محله وفي وقته المناسب , فرحتيني واللــــه وشيلتني عني شويه من همومي ، ربنا يثبتك يا حبيبتي ويرضي عنك
- هموم إيه خير ؟ وكمان انا متعرفتش عليكي فعلا ومعرفش إنتي أد إيه لحد دلوقتي تصوري ؟
- ههههههههههه بس انا عارفه انتي اد إيه بقي عموما يا ستي انا في سنه رابعه كلية سياسه وإقتصاد ومخطوبه وبإذن الله فرحي بعد الإمتحانات علطول ، هـــــانت ^^
- ماشاء الله والف الف مبروووووك ربنا يسعدك ، اومال مهمومه ليه بس ؟
- مفيش يا ستي خطيبي مُصر اننا نسافر نشتغل برا وانا مش عايزه وفي شويه مشاكل كده ، ربنا يلهمنا الصواب ويفعل لنا الصالح ، متشغليش بالك إنتي وخدي بالك من نفسك بس
- يـــارب يفك كربك يا حفصه ويتمملك علي خير بإذن الله
- آمين يـــارب
___________________
أنهت سلمي المحادثه مع حفصه وأغلقت حاسبها ، ذهبت لدولابها وقامت بفتحه وإنتقاء بعض الملابس منه لإعاده ترتيبها وإخراج الغير مناسب منها فأخذت تفكر بصوت مرتفع :
- امممم إنت مش هينفع تتلبس برا تاني ، أخرك في البيت ياحــلو ، في بنطلون محترم يرضي علي نفسه إنه يكون ضيق كده ؟ هــــــــاه ؟!!
وألقت به علي الفراش ونظرت لأخيه القابع في الدولاب وأخرجته :
- أما إنت بقي بصراحه خساره أبوظك في البيت ، خليك بقي ما اتجوز أهو تنفع برضو
ثم أطلقت ضحكه عاليه وهي تخرج الثالت وقالت :
- ههههههههاي بس إنت بقي حكايتك حكاية ، بقولك إيه إنت اخرك تبقي قماشه للمطبخ أصلا ، انا أعرف يا اخويا كنت بلبسك إزاي ؟!! تعالى جبت اخواتك يا حلــــو
وأخذت تنظر إلي بعض البديهات والفيستات وتلقي بهم علي الفراش أيضا ،
ثم نظرت للدولاب فجأة قائله :
- هههههههههه يا حلاوه ، ده الدولاب بقي أبيض تنهدت بعمق وقالت في حسم :
- سلمي وبعديــــن ، إحنا قولنا رضا ربنا أهم يعني رضا ربنا اهم ، هلبس اللي هينفع عندي ويرضي ربنا وبعد الإمتحانات أجيب جديد إن شاء الله ، فهمتي يا أنا ؟
دخلت ولاء الغرفه فجأة فصدمت من هذه الفوضي فقالت بصراخ :
- أيـــــــه يا سلمي ده حرام عليكي بهدلتي الاوضه وانا لسه مرتباها ، رجعي كل حاجه مكانها بقي اوووف
إبتسمت سلمي بهدوء وقالت :
- ماشي يا حجة حـــاضر ،
إصبري عليا بس ولاء :
- طلعتي الهدوم دي كلها ليه كده ؟
سلمي ببراءة مصطنعه :
- هرميهم رفعت ولاء حاجبها وقالت في حنق :
- إزاي يعني ؟!
- يعني خلاص قررت مش هلبس ضيق تاني ، والهدوم دي كلها مترضيش ربنا وانا مش هلبسها تاني
قالت ولاء بتأفف :
- وهو اللي يرضي ربنا يعني إنك ترمي الهدوم دي وإحنا دافعين فيها فلوس
- متخافيش يا ولاء مش هرميهم في الزباله أكيد !! أنا بس هلبسهم في مكانهم المناسب وبعدين بقي انا اخدت قرار ومش عاوزه أرجع فيه ، يأما تساعديني يأما متعترضيش علي الحاجات الصح اللي بعملها
ثم ارتمت علي الفراش وقالت بضجر :
- مش كل ما أعمل حاجه صح تقعدوا تأنبوا فيا وتتريقوا عليــــا ،، انا زهقــــــــــــــت
شعرت ولاء بالغضب من كلماتها فقالت وهي تغادر الغرفه :
- إنتي حره !
تنهدت سلمي بحزن وقالت بهمس :
- حتي إنتي يا ولاء ! يلــا إمري لله هكمل طريقي لوحدي ، ربنا يخليكي ليــــا يا حفصه وتفضلي تشجعيني دايما
_______________________
جلس إسلام يفكر في كلام والدته لساعات حتي أخذ قرار مـــا ، بدل ملابسه ونزل من منزله متجها إلي منزل فاروق ، إقترب من باب شقة فاروق ولكنه لم يستطع الطرق علي الباب بسهوله ،أخذت يده تقترب من الباب وتبتعد مره آخري وتكرر هذا الوضع اكثر من مره حتي إستجمع شجاعته وقام بطرق الباب طرقات خفيفه ، سمع فاروق يقترب من الباب شيئا فشيئا وهو يقول :
- ميــــن ؟
تنحنح إسلام وإستجمع قواه وقال بصوت خفيض :
- أنا إسلام يا فاروق ثم نزل من علي السلم بضع درجات ، قام فاروق بفتح باب منزله ونظر لإسلام متعجبا ولم يتحدث
إبتلع إسلام ريقه وقال بصوت متقطع :
- إزيك يا فاروق ؟
لم يلتفت له فاروق ورد بسرعه :
- الحمد لله
ساد الصمت للحظات حتي قطعه إسلام مره آخري
- كنت عاوز منك طلب يا فاروق
لم ينظر له فاروق ولم يتحدث فأكمل إسلام بتوتر :
- فاروق ممكن تساعدني أكون زي ما محمد كان عاوز ؟ عاوز اقرب من ربنا وأبقي عايش صح زي ما كان دايما بيقولي بس مش عارف أعمل إيه وأبدأ منين ؟
لم يتأثر فاروق ورد بصلابه :
- إسلام هو انا مش هقولتلك إني مش عاوز أشوفك تاني ؟صُدم إسلام من هذا الرد القاسي وشعر وكأن شخص ما سكب عليه أكوابا من المياه المثلجه في ليالي الشتاء البارده فما كان منه إلا ان ينظر إلى فاروق بتعجب ولا يتحدث احس فاروق بصعوبه كلماته فقال مفسرا :
- بص يا إسلام انا مش قادر انسي المنظر اللي انا شوفته يوم وفاة محمد ومش قادر أسامحك ولا انسي انك كنت السبب الأساسي في بعده عن ربنا وموته علي الحاله دي علشان كده مش عايز أشوفك تاني وده أفضل ليا وليك
وقال مؤكدا :
- بجد
كانت كلمات فاروق حاده للغايه مما جعل إسلام يرجع للخلف بضع خطوات مستعدا للنزول وهو يقول بحزن عميق :
- ماشي يا فاروق شكرا
وتنهد قائلا بحزن اكبر :
- بس ما تنساش اني جيت في يوم وطلبت منك انك تاخد بإيدي للجنه وانت رفضت تساعدني ، يعني إنت دلوقتي عملت زي ما انا عملت مع محمد بالظبط ، مش فارقه كتير
ألتف بوجهه إلي درجات السلم وأخذ ينزلها ببطء وهو يقول :
- بعد إذنك يا صاحب صاحبي
كــــان يتوقع ان يعود إليه فاروق ويعتذر ولكنه وجده دخل إلي منزلة وأغلق الباب وراءة وكأن شيئا لم يكن ! -----------------------------------------------------
هل فاروق علي حق ؟ هل حزنه علي محمد يكون سبب مقنع يخليه يعمل كده ؟طيب وبعد الصدمه اللي إسلام أخدها دي هل هيقدر يكمل طريقه ؟ ولا هيجيله حاله إحباط ؟طيب وسلمي هتقدر تكمل طريقها فعلا ؟ ولا الصعوبات هتكون أقوي منها ؟

في الحلالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن