أمسكت بيدي و على وجهها إبتسامة جميلة...قالت وهي تحاول جري نحوها:((هيا لا بأس فقط أريد أن أريك شيئ سيعجبك)).
أجبتها بخجل:((لكنني لا أستطيع أن أدخل معك و أبواك في الخارج)).
قالت وقد تورد وجهها:((ماذا!!!...نحن مجرد أطفال)).
شعرت بالحمق بسبب ما قلته...غيرت كلامي مسرعا:((لكن كريسي هنا...أنا أخاف منها...)).
ضحكت يومي بصوت مكتوم:((حقا!!...إنها في غرفتها رفقة صديقتيها)).
قلت و قد إستسلمت للوضع:((مجددا رفقة مولي و أنجيليكا؟؟..)).
قالت و قد أغلقت الباب من ورائها:((نعم...لماذا؟؟)).
قلت و أنا منبهر لشدة جمال منزلها:((في المدرسة يلقبن بفتيات القوة)).
قالت يومي:((أتمنى لو كنت أدرس في نفس مدرستكم)).
قلت:((نعم حقا!!..لماذا لم تأتي إلى الدراسة هناك؟؟..)).
قالت:((بسبب كريسي...فنحن توأم سيكون من الصعب الدراسة في مكان مشترك...لذلك قام أبي بأخذي إلى مدرسة أخرى...)).
قلت و قد فهمت السبب:((حسنا...أتمنى لو كنت هناك مكان كريسي)).
ضحكت ثم أخذت تركض قائلاتا:((هيا إتبعني...)).
كانت جميلة الحلة اليوم...ترتدي تنورة بيضاء تتراقص مع خطواتها...أحسست بشعور دافئ داخل قلبي...هل حقا هذا هو ما يسمي بالحب؟؟؟...أخذت أتبعها...دخلت إلى الصالة حيث تتواجد أرقى الأثات...كلها من أثواب ملونة و رقية جدا...رفعت رأسي و قد تعلقت ثرية كبيرة مرصعة بالجواهر البيضاء من فوقي...و صور مرسومة باليد لكل فرد من عائلتها...و الأرض مغطاة بزرابي مزركشة غريبة...إلى جانب النافذة الضخمة تتواجد مجموعة من المشروبات الغريبة...أظنها كحول فاخرة...قالت يومي و قد وقفت أمام باب خشبي يدل شكله على أنه قابل للطي عند فتحه:((هل أنت مستعد؟؟..)).
أجبت:((أظن أنني كذلك...)).
قامت بجر الباب الخشبي لينطوي على مجموعة متفرقة لتظهر غرفة بيضاء بأكملها...الجدران و الأثات و حتى الستائر...و في الوسط إستقر بيانو أسود ضخم...قلت و قد إندهشت لما رأيته:((هل هذا بيانو فرنسي؟؟..)).
قالت بسرور:((نعم)).
فأبي يحب السماع إليه و قد أخبرني أن النوع المصنوع في فرنسا و خاصة باريس هو الأفضل...قالت وقد أمسكت بيدي:((إنه لي...أحضره أبي في عيد ميلادي فقد كنت أتعلم العزف عليه منذ أن كنت صغيرة...و أحضرتك اليوم إلى هنا كي تسمعني و أنا أعزف عليه...)).
قلت و قد شعرت بالخجل:((حقا!!..)).
قالت:((نعم)).
ثم أخذتني أجلس على كرسي من خشب الدردار...ثم جلست قبالة البيانو و أخذت نفسا عميقا قبل أن تبدأ أصابعها بمداعبة المفاتيح البيضاء...ليستقر عزف سمفوني هادئ في الهواء...يجعل النفس تريد الرقص بدورها مع هذه الألحان و النغمات المتناسقة...لتبدأ في الغناء بصوتها الطفولي الجميل.....هيا يا صغيري
لا تخف من الظلام أبدا
لأنني معك دائماأنا تائه يا أمي
ماذا أفعل وسط هذه الأبواب
كلها مغطاة بالرعب و الذعرلماذا...لماذا أشعر هكذا
لأنني نسيت من أنا
أصوات تصرخ داخل عقلي
فقدت الطريق الذي رسمته
هل هذا لأنني أعمى
لأنني خائف
أنت تقرأ
أعمى
Romanceكم هو صعب أن تكون شخصا عاديا يستمتع بحياته و شبابه..و في لحظة يختفي كل شيئ و تجد نفسك وسط ظلام كاحل..لترى بعدها حقيقة من تحب و حقيقة من كنت تكره..ومن سينتصر في النهاية..النور المليئ بالحب و الصداقة..أم الظلام المشبع بالكره و الخيانة..أو كليهما.. "أ...