شعاع أصفر

145 14 7
                                    

أسبوع مليئ بالحزن و القلق...كنت أنام لقليل من الوقت ثم أظل جالسا في السرير أفكر دون توقف...فمنذ الحادث الذي وقع لكارل...و عقلي مشوش...هل فشلت في عملي حقا...أم أنني لم أكن قادرا على فعلها...كان اليوم ممطرا...أخذت رائحة التراب تلوح في الهواء تجعلني أشعر بالراحة في قلبي...إستيقظت اليوم باكرا...فلم أستطع أن أنام من جديد...لذلك قررت أن أذهب لذلك المكان مرة أخرى...لعلني أفكر قليلا...عند وصولي كانت الأرض رطبة و العشب الأخضر بدأ في النمو...أظنها ستكون مسرورة لهذا الجو البارد و المنعش في الأن نفسه...لكن المكان موحش جدا...ماهو إحساسك في هذه اللحظة ميرتيل...وقفت أمام قبرها و وضعت يدي فوق الحجر الرطب بسبب الأمطار...قلت و أنا أتحسسه:((ماهو الشعور الذي تشعرين به...هل هو الوحدة و الحزن...أو الفرح و السرور أنك لم تعودي تهتمين بالأخرين...هل همومك قد زالت في لمح البصر أم مازالت ترافقك حتى في موتك...)).
لم تعد قدماي تستطيعان الوقوف...سقطت على الأرض الموحلة و الدموع الباردة تلامس و جنتاي...قلت بشق الأنفس:((لقد...لقد فشلت...ميرتيل...لقد فشلت في كوني معلما...لم أستطع أن أوصل الشعلة التي مررتها لي سابقا...إنطفئت و هي في طريقها إليه...و أنا كنت السبب في ذلك...ماذا سأفعل ميرتيل...لم أعد أستطيع التحمل...أرجوك ساعديني ميرتيل...)).
أحسست بالرعب و أنا أحس بيد رطبة فوق كتفي...لتقول بصوت رقيق:((أنا سأساعدك...)).
لقد كانت مولي تقف ورائي...بدأت بعض القطرات تتساقط من جديد...قالت بإبتسامة حزينة:((لقد كنت أعلم أنك ستأتي إلى هنا...فلم تكن على سجيتك هذه الأيام...كنت على علم أنك تخبئ شيئا ما...لكن لماذا؟؟؟...ماهو دوري أنا...أجبني لوك...)).
لقد تركتها وحيدة...كانت أمامي ولم أستشعر وجودها...ماذا حدث لي...قلت:((أنا...فقط لم أعد أعرف نفسي...لقد تغيرت كثيرا...أكثر من اللازم..)).
قالت:((أنظر نحوي لوك)).
أخذت أودير وجهي نحوها و أنا أشعر بالخجل...كانت تبتسم إلي و شعرها ملتصق  بجبينها بسبب المطر...قالت و دموعها تختلط مع القطرات الباردة:((أنا دائما بجانبك مهما حدث...فأنت الشخص الذي أحببته دائما...و لن يتغير حبي لك مهما تغيرت...لهذا لا تكرر هذا الكلام مرة أخرى...فهي الأخرى لن تريد رؤيتك على ما أنت عليه الأن...أنا متأكدة أنها ستكون مسرورة جدا لما وصلت إليه....الشعلة لم تنطفئ بعد لوك..)).
لقد جعلتني كلماتها أشعر بالدفئ...إنها مولي التي أحببتها أيضا...في ماذا كنت أفكر سابقا...وقفت من على الأرض و أخذتها إلى حضني و صوت دقات قلبها تجعل قلبي يتحرك من جديد مزيلا عليه الحزن الذي كان يغطيه سابقا...همست لها في أذنها:((أحبك كثيرا مولي)).
قالت بدورها:((أحبك أيضا لوك)).
قالت وهي تمسح دموعها:((هيا بنا لقد صار المطر أكثر قسوة...و أيضا عليك سماع شيئ قد يجعلك تبتسم)).
قلت و أنا أفكر ما هذا الشيئ:((أوه و ماهو؟؟)).
قالت وهي تمسك بيدي:((أغنية جديدة)).
إبتسمت و قد تذكرت الأمر:((حسنا سأكون مسرورا لسماعها)).

أعمىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن