أنا أعمى...لست معاقا

130 5 4
                                    

خرجت من المستشفى بعد أن قمت بمجموعة من التحاليل المخبرية...حيث أخبرني الدكتور غاري أن الأمر ليس بالخطير...فقط بعض التقلبات التي تحدث داخل العين بسبب الزرع...لكن الحقيقة التي أعيشها جعلتها سرا بيني و بين مولي...عندما ذهبت مولي لتحضر السيارة إلتقيت بالسيدة ميلبورن رفقة إبنها كارل...قالت عندما وصلت إليهم:((حمد لله على سلامتك سيد لوك)).
أجبتها:((شكرا لك سيدة ميلبورن)).
قالت مبتسمة:((لقد أراد كارل رؤيتك عندما تغادر المستشفى)).
قلت و قد شعرت بقليل من الفرح:((حقا!!!...هأنا ذا بصحة و عافية...)).
تحدث كارل بعدها:((أمي هل يمكنك تركي مع سيد لوك؟؟)).
قالت:((حسنا عزيزي)).
قال بعد رحيلها:((كيف حالك بعد أن زرعت عينا جديدة؟؟)).
أجبته:((بخير...أظن أن الرؤية بعين واحدة أفضل من لاشيئ)).
قال دون أن يبتسم:((نعم أنت على حق)).
قلت و قد شعرت بقليل من الذنب:((أسف كارل...لكن لماذا لم تخبرني أنك على علم بهذه العين؟؟...لقد أخبرتني أمي كل شيئ...)).
أجاب:((لا بأس...لقد كان الأمر صعبا حقا عندما علمت أنني لن أستطيع زرعها...لكنني مسرور أنك زرعتها...تستحق ذلك...فهذا هو قدري و أنا متقبله)).
كلام صريح من فم شاب صغير...
قلت له:((أعلم ذلك...فقط أنا أسف)).
لم أكن أعرف كيف أواسيه...قلت بعدها:((و أسف أيضا أننا لم نخرج في رحلة مثلما أخبرتك سابقا...لكن في القريب العاجل سنفعل ذلك)).
أجاب:((حسنا...هل تعلم سيد لوك أن أختي دالا تكرهك...لقد أخبرتني أنك سرقت العين التي كانت ستؤول إلي...فقط هي لم تتقبل الأمر الواقع)).
قلت:((حقا!!...يا إلهي لا أصدق هذا...و أنت؟؟...هل تكرهني أيضا؟؟...)).
صمت للحظة...ثم قال:((لا لا أكرهك...فأنت معلمي و قد ساعدتني كثيراً...و بفضلك صرت أحسن من السابق....لذا أظن أنني أحبك...)).
إبتسمت لا شعوريا...فقد أحسست بالسرور و الفخر في الوقت نفسه...
قلت:((و أنا أيضا أحبك كارل...فأنت تلميذي الوحيد و أنا فخورا بك جداً جداً)).
قال بعد لحظة صمت مخجل:((سيد لوك...هل يمكنني تحسس وجهك؟؟؟...أريد أن أعرف تفاصيل شكله...)).
قلت له:((نعم لابأس)).
جلست على ركبتي...ثم أغلقت عيناي...وضع يديه يتحسس كل جزء من وجهي...أنفي...عيناي...فمي...أذناي و شعري أيضا...يتلمس كل جزء بكل دقة و لطف...ثم قال بعدها:((شكرا لك...أظنك رجلا و سيما)).
قلت له:((حقا!!!...واو شكرآ لك ستكون مولي مسرورة جدا)).
ليبتسم بدوره...أظنها من المرات القلائل التي يبتسم فيها...قلت بعدها:((أتعلم كارل...أتمنى لو أستطيع فعل الأمر نفسه مثلك تماماً...فقد تعلمت كل شيئ تقريباً...القراءة و الإحساس بكل شيئ عن طريق الحواس الأخرى...لكنني لم أكن قادرا على تحسس الأجسام مثلك...فلم تكن معلمتي تعرف كيف بدورها...فقد إستطعنا الرؤية بعد فترة معينة...و أتمنى لو فعلت ذلك حينها كي أعلم تفاصيل وجوههم قبل أن يرحلو)).
قال كارل:((لكنك رأيت الصور عندما عاد بصرك)).
قلت:((نعم...لكن الأمر مختلف)).
قال:((فقط تقبل قدرك سيد لوك...ذلك سيساعد في تخفيف حدة الألم كيف ما كان)).
أجبته:((نعم سأفعل)).
ثم قمت بتقبيل جبهته لتأتي مولي بالسيارة...أخذته السيدة ميلبورن....ثم أخذنا نغادر المستشفى...

أعمىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن