أين أنا؟؟؟....مكان غريب؟؟..أسود...كئيب...مخيف....
مخيف جدا...وقفت وسط حفرة مظلمة..لا هواء..أه..
أحس نفسي سأختنق..حلقي يؤلمني...ماذا!!..إنها بقعة ضوء...صغيرة جدا..لكنها أملي الوحيد...لكن!!..من هذا الشخص..رجل يرتدي لباسا أبيض..وشعره أيضا قد إبيض شيبا..توجهت نحوه بخطوات بطيئة..كان خيطي الوحيد لتشبت به..كان يتكلم..لكن صوته منخفض..فجأة أسمع صوت فتاة تقول:((حلم..صدق..
تجرأ..إفعل..)).
عندما أدرت وجهي وجدت مولي من تحدثت...كانت جميلة جدا...بعدها و قف الرجل أمامي ثم قال لي:((تقول قصة قديمة أنها كانت وحيدة و سجينة،ولكن هذا لم يكن صحيحا تماما..هذا لأنها كان لديها أمل،فعندما يكون لديك الأمل..لا تصبح سجينا لأي شخص..مهما كان...)).
فجأة وجدت ديريك أمامي..يبتسم كطفل صغير..قال بدوره:((لا يستطيع أحدا أن يأخذ منك ألمك..لذلك لا تسمح لأحد أن يأخذ منك سعادتك)).
ماذا تقصدون جميعا؟؟..لكنهم إختفوا جميعا في لحظة..و بدأت أسقط في دوامة سوداء..أصرخ طلبا المساعدة..لكن لم يجب أي أحد...فتحت عيناي خائفا..لكن لا أرى شيئا من جديد..فقط الظلام..إذن....
لقد عدت..و مازلت أعمى...بعد ساعات من رجوعي إلى الوعي،جائت أمي و أبي إلى الغرفة،قالت أمي وهي تبكي:((حمدا لله على سلامتك..لقد كنت خائفتا من فقدانك..)).
لم أتذكر ماذا حدث..فقد كان رأسي يؤلمني..ثم فقدت الوعي..لذلك سألت:((ماذا حدث لي؟؟..)).
كان أبي من أجاب:((لقد فقدت الوعي في الغرفة..و عندما جئنا بك إلى هنا..أجرو لك عملية على مستوى عينك اليمنى..)).
إذن لقد تدهورت حالتي من جديد..كنت خائفا من معرفة السبب..لكنني سألت:((و ماذا..كان السبب..)).
أجاب بعد صمت:((لقد وجدو العديد من المياه في عروق عينك اليمنى..و كانت السبب في ألم الرأس..لذلك قامو بتفريغ ذلك الماء..)).
قاطعته:((إذن..)).
قال:((لانعرف سبب تلك المياه بعد..مازال الجميع يبحث..)).
إذن لا أمل أتمسك به..فهذا غير ممكن..نظري لن يعود أبدا...الجميع..أنا أسف...عندما بدأت أشعر بالملل جاء أخي الصغير مايكي رفقة جدتي..قال فور دخوله:((لوك!!..)).
سررت كثيرا عندما قدم..قلت له و أنا أداعب شعره الطويل:((هاي مايكي لقد إشتقت إليك..كيف حالك)).
قال:((أنا جيد لقد بدأت أحب منزل جدتي كثيرا)).
إبتسمت له ثم وجهت كلامي إلى جدتي:((جدتي..هل درجات مايكي منخفضة في المدرسة)).
أجابت:((لا..لقد بدأت ترتفع بطريقة رائعة..فما زال مجدا)).
سررت لسماعي ذلك..قال مايكي:((لوك..هل ستكون بخير..لقد إشتقت إليك كثيرا)).
لقد كان صوته قريبا إلى البكاء..أجبته و أنا أحاول عناقه:((نعم..أنا بخير..لا تقلق..كل شيئ على مايرام..)).
فجأة لتقاطع أمي الجو الحزين:((اليوم يوم مميز لوك)).
لماذا؟؟..هل سأحصل على هدية لنجاح العملية..لكنها قالت:((اليوم هو عيد ميلادك)).
كيف!!..لقد نسيت هذا..إذن لقد صار عمري ثمانية عشر...و أنا مازلت أعمى..لم تكن فرحة عيد ميلادي كباقي الأيام..جائت أمي بعد فترة الغذاء و أمسكت بيدي و أجلستني فوق كرسي متحرك..قلت متوترا:((إلى أين نذهب؟؟)).
أجابت:((إلى الخارج)).
بعدها أخذتني إلى خارج المشفى،حيث يجلس المرضى لتنفس الهواء النقي..كان المكان منعشا جدا..لكن..رغم هذا كله مازلت أشعر بالحزن..لكن فجأة سمعت صوت موسيقى تبدأ..ليبدأ شخص ما في الغناء..أعرف هذا الصوت!!..جميل و رقيق جدا..إنه ديريك!!!....أرى العالم من مكان بعيد جدا.
و عالمك في مكان ما على الأرض.
أنت الشخص الوحيد الذي يمكنه الركض دون هم.
و أنا أسقط أرضا و أترك وحيدا.
يمكنك الكلام و أصابعك تغطي أذنيك.
و أنا أجمع الحطام الذي تركه الإعصار القاتل.لتبدأ سارة في الغناء معه..صوتها أيضا كان مذهلا.
يمكنك أن تسمع بكائي أينما و قفت.
و الهدوء يجعلك تشعر بالبرد لمدة أطول.
أوه أوه لا أستطيع التنفس.
يمكنك العودة للمنزل و تشعر بالتحسن.
فالشمس تنتظر دخولك.ليبدأ الغناء منفردا من جديد.
دخلت قلبي و كنت السبب الوحيد لتكسيره.
تركت الكل يتحدث و يصرخ.
ياه ياه أواه أواه أواه ياه ياه.
إبتسمت أوه أوه أوه صدقت أوه أوه أوه شكرا.ليصير صوته منخفضا.
أستطيع العيش الأن دون سبب.
أشعر بالحرية الأن دون سبب.
فقد بكيت كثيرا و أنا أحلم عندما وقفت.
فقد عبرت الحاجز المحطم إلي.عيد ميلاد سعيد..لوك.
و إنتهت الأغنية..كانت رائعة جدا..جعلتني أبكي..و أفرح في الوقت نفسه..فقد كانت تتحدث عني..شكرا لك ديريك...فبهذه الأغنية..جعلت عيد ميلادي أجمل من البقية..شكرا لك...
أنت تقرأ
أعمى
Romanceكم هو صعب أن تكون شخصا عاديا يستمتع بحياته و شبابه..و في لحظة يختفي كل شيئ و تجد نفسك وسط ظلام كاحل..لترى بعدها حقيقة من تحب و حقيقة من كنت تكره..ومن سينتصر في النهاية..النور المليئ بالحب و الصداقة..أم الظلام المشبع بالكره و الخيانة..أو كليهما.. "أ...