إنتهت المباراة بفوز الثور البري..لتبدأ الإحتفالات خارج الملعب الكبير..كان أبي مسرورا جدا لفوزنا اليوم..و بدأ يغني رفقة الجمهور المحتشد في الخارج..قال بروك لي بعد فترة من الصمت كانت طول الطريق:((مبروك عليكم)).
إبتسمت له ثم قلت:((شكرا..لقد لعبتم بجدارة أيضا)).
قال بجفاء:((نعم نعم لهذا خسرنا بعشرين هدف مقابل خمسين)).
كتمت إبتسامتي أمامه..فقد كان على حق..و أظن الأمر صعبا بعض الشيئ..بعد لحظات قال لي أبي:((سنفترق الأن سأذهب رفقة المشجعين لحانة"ألفا خمسون" و بروك لي سيبقى معك)).
أجبته و أنا أحاول رفع صوتي أمام غناء الجماهير:((حسنا..حظا موفقا في شرب النبيذ)).
ضحك بصوت مرتفع قبل أن يذهب..كانت هذه من أقل اللحظات التي أرى فيها أبي مسرورا إلى هذه الدرجة...توجهنا أنا و بروك لي نتحرك وسط أصوات الطبول و الأقدام..لنلتقي فجأة بفريق المشجعات..سمعت صوت فلاور وسطهن وهي تقول:((لقد نجحنا في تشكيل المثلت بكل إحترافية)).
لتقول فتاة ما:((نعم و الفضل كله يعود على ثبات مولي في القمة)).
أحسست للحظة بالخجل و دقات قلبي تبدأ في التسارع..قالت مولي:((شكرا لكن..لقد كنتن رائعات أيضا)).
قال بروك لي:((هيا لنذهب إليهن)).
أحسست أن أنفاسي تختفي تدريجيا داخل صدري..قلت له بحلق جاف:((حسنا)).
كنت متوترا بعض الشيئ للحديث معها..مثل كل مرة ألتقي بها..بدأنا نتحرك نحوهم..وكانت مولي كالنور وسط الظلام الذي أعيش فيه..أحسست بوجودها بجانبي،قالت عندما وقفنا أمامهن:((مرحبا لوك و بروك لي)).
قال بروك لي:((مرحبا مولي فلاور و..كريسي)).
لقد نسيت أمر كريسي..كيف رحلت سابقا في الرحلة عندما سمعت بمرض بروك لي..و عن إعجابها به،لم أعلم ماذا حدث بعد..لكنها أجابت بطريقة عادية:((مرحبا)).
لكن لم أعلم رأي بروك لي بعد فيها..هل هو أيضا معجب بها..قلت بعدها:((لقد كان عرضكم رائعا اليوم)).
لتقول نفس الفتاة التي سمعت سابقا:((كيف رأيته؟؟!!)).
لقد نسيت للحظة أني أعمى..لكن قامت هذه الفتاة بتذكيري..لم أستطع أن أجيبها..لكن بروك لي قال:((لقد أخبرته..لكن لم يكن متشوقا إلى لمعرفة رقص شخص معين،و أنت لست منهم..فرغم كل شيئ كان رقصك رديئا)).
كانت إجابة مباشرة..بدأ جو من الإنعكاس السلبي يملئ المكان بيننا..لتقول مولي فجأة:((إذن نلتقي بعض قليل سنذهب لتغيير ملابسنا)).
و هكذا رحلوا و ذهبنا لنحجز مكانا لنا في الساحة الكبيرة وراء الملعب حيث سيتم إطلاق الألعاب النارية...لحسن حظنا وجدنا مكانا رائعا للجلوس فيه..كان الجو باردا في الليل..و إحساس جميل يجعلك تريد النوم و رؤية النجوم فوقك..كان الجميع متحمسا لإنطلاق الألعاب النارية..لم أكن متحمسا جدا للأمر. فلن أرى شيئا على كل حال..قال بروك لي بضجر:((إنه ديريك قادم نحونا..)).
قال بعد أن أطلق نخيرا مرتفعا:((إنه يفتخر بنفسه لأنه قد فاز)).
حاولت أن أكتم ضحكتي..لكن هذه المرة لم أستطع..لذلك أخذت أضحك بصوت مرتفع..قال ديريك عند وصوله:((مرحبا لوك..أراك مبسوطا اليوم)).
أجبته:((نعم فقد فاز فريقي المفضل)).
ليقول لبروك لي:((إذن مارأيك في فريقنا)).
قال بروك لي:((ياااااع)).
لقد كانوا يتشاجرون كالأطفال،لكن رغم ذلك جعلني الأمر أحس بالفرح و المتعة..شكرا لكم..و بعد ساعة بدأت أصوات الألعاب النارية تنفجر في السماء و الناس تطلق تعابير الإنبهار..جلست حينها مولي بجانبي وهي تصف لي الألوان الظاهرة في السماء..كاللون الأحمر و الأزرق و الأخضر وغيرها..وقالت لي حينها كلاما لن أنساه في حياتي أبدا:((أتعلم...الجمال الدائم و الوحيد هو جمال القلب)).
وقد كانت على حق..فقلبها كان من أجمل القلوب بالنسبة لي..و أنا متشوق كي أخبرها بالكلمة التي تملئ قلبي منذ سنوات..مولي..أنا أحبك...إنتهى الإحتفال و الكل يعود أدراجه..كان اليوم مميز جدا..قال لي بروك لي:((إنتظر هنا،سأذهب لإحضار بعض الدجاج المقلي)).
أجبته:((حسنا سأقف هنا)).
ثم رحل..وقفت في مكان خال..لا أسمع صوت أقدام الناس تتحرك أو تشجيعهم المستمر..كان المكان باردا بعض الشيئ..لأسمع شخص يتحرك ورائي..قلت بشكل غريزي:((من هناك؟؟..)).
أجاب:((مرحبا لوك)).
لايعقل!!!..إنه هو!!..هذا الصوت..لونارد..قال:((لقد جئت للحديث معك فقط)).
لم أستطع أن أجيبه..لقد إختفت الكلمات من فمي..لم أستطع أن أتخلص منه بشكل كلي بعد..قال دون أن أجيبه:((هل تذكر سابقا عندما أخبرتك أنك ستعلم الحقيقة قريبا)).
قلت بتوتر:((نعم..لكن ماهي هذه الحقيقة؟؟)).
قال:((فلتسمع بنفسك)).
ليشغل صوتا مسجلا في هاتفه:((لا أحب ذلك الأبله،لقد كان عقبة في طريقي،لكن ماذا سأفعل لا أستطيع أن أنفك منه،فأنا من حدثته أولا..أه لقد كان أعمى بمعنى الكلمة..لم أعد أحبه،لكن رغم ذلك فما زال أبله رغم كل ماحدث...)).
ثم إنقطع الصوت..قال لونارد:((هل تعرف صوت من هذا..)).
نعم..لكن..لاأصدق..كل هذا الوقت..كان الأمر مجرد تمثيل..مجرد خدعة..قال لونارد:((أسف لوك..لكن أتعلم ستصير وحيدا من جديد..ولن أعود إليك بسبب نكرنك لي..)).
أتمم كلامه عندما وضع يده فوق كتفي:((أنا أشفق عليك..و نعم أنت مثل الرضيع بالنسبة لي الأن..ولن أكون خادمتك..)).
ثم رحل...تركني في حيرة من أمري..في دوامة غير منتهية..إختفت المتعة التي أحسست بها..وصرت شارد الذهن و مصدوما...جاء بروك لي بعدها:((مرحبا..أه ماذا حدث؟؟..)).
قلت غير مصدق:((لقد كنت مجرد أحمق..لقد أقنعني بتمثيله المتقن..لقد كنت غبيا..)).
قال بروك لي بتوتر:((من؟؟..)).
قلت بحلق جاف جدا:((ديريك...لقد قام بخيانتي..)).عدت إلى المنزل دون قول أي كلمة..لم أصدق بعد ماسمعت..ديريك..لماذا!!..إذن طوال هذه السنة لم يكن كل شيئ إلى تمثيل..صداقة مزيفة..لقد نجح في الأمر..رغم كل مافعلته من أجله لم يتغير أبدا..دخلت مسرعا وصعدت إلى غرفتي..و إرتميت مباشرة فوق السرير..و تركت كل مشاعري أن تخرج..و بدأت في البكاء وحيدا متألما بخيانة صديق..فقد صنعت معه الذكريات الجميلة مثلما حدث لي مع لونارد..و التي تستمر معك طول حياتك دون أن تنساها
أنت تقرأ
أعمى
Romanceكم هو صعب أن تكون شخصا عاديا يستمتع بحياته و شبابه..و في لحظة يختفي كل شيئ و تجد نفسك وسط ظلام كاحل..لترى بعدها حقيقة من تحب و حقيقة من كنت تكره..ومن سينتصر في النهاية..النور المليئ بالحب و الصداقة..أم الظلام المشبع بالكره و الخيانة..أو كليهما.. "أ...