يوم جديد...إختفت الأمطار و عاد الجو دافئا..أشعر بالحماس و الإثارة...فقد كانت المحادثة السابقة بيني و بين مولي رائعة جدا..و أريد أن أتحدث معها أكثر و أكثر...أخذت أنادي على بابي ليقفز و يجلس إلى جانبي..و بدأت أداعب فروه الناعم بلطف..بعدها توجهت نزولا إلى الأسفل..نفس الشيئ كل يوم..أجلس في المائدة و أبدأ أكل ماتضعه أمي في الصحن..قالت أمي عند جلوسي:((لقد صار لنا جران جدد)).
أجبت و أنا غير مهتم:((جيد..فلتقدمي لهم كعكا أو شيئا ما كترحيب لهم..)).
أجابت:((إنني أحضرها..)).
إكتفيت أن أظهرت إبتسامة و عدت للأكل..فقط..إنها لاتفارق مخيلتي..صورة مولي...أريد أن أراها من جديد..و هكذا كل يوم..عندما أنهيت فطوري سمعت أبي يعود إلى المنزل..قال مسرعا:((لقد نسيت ملفي الأخضر..)).
أسرع ثم عاد بعد لحظة..قال لي وهو يضع يدي فوق كتفي:((لوك..أتعلم ستخبرك أمك..إلى اللقاء..)).
ثم خرج و أغلق الباب..ماذا كان يريد قوله؟؟..وجهت كلامي إلى أمي:((أمي. ماذا كان أبي يريد مني؟؟..)).
أجابت وهي تجلس أمامي:((لقد..جائنا طلب من صديقك ديريك..وهو..)).
قاطعتها متوترا:((هل حدث شيئ لديريك؟؟..)).
قالت أمي:((لا لا..هو بخير..فقط..لقد طلب منك أن ترافقه هو و أصدقائه إلى رحلة مدرسية.. تنظمها مدرستك السابقة..)).
كيف!!..لقد كان طلبا فجائيا..قلت بتوتر:((و متى هذا..)).أجابت:((بعد أسبوع..)).
ليس بعيد جدا..قلت لها بشك:((لكن..أنا لم أعد أدرس هناك)).
قالت أمي:((لقد إهتم كل من ديريك و والدك بالأمر...إضافتا أنك مازلت طالبا هناك..فقط..)).
لم تستطع أن تقول تلك الكلمة.. أعمى..لكن لابأس أمي..فقد تعودت على الأمر..
لكن فجأة سقط لونارد في ذهني..قلت مسرعا:((لكن لونارد سيكون هناك!!..)).
قالت أمي:((على الأغلب..فهو في نفس السنة مثلك..)).
شعرت بقليل من الخوف في التواجد معه..لكن لقد إفترقنا..و لم أعد أهتم بوجوده..لذلك لن أخاف منه..قلت:((و فكرة من كانت.. ذهابي إلى الرحلة؟؟..)).
أجابت أمي:((ديريك)).
إذن فقد كان هو..إذن سأذهب أيضا من أجله..فقد تعبت من المنزل..قلت مبتسما:((حسنا..لقد وافقت)).
وقد كنت متحمسا متى سينتهي الأسبوع...فأنا مستعد أهب الإستعداد...في الزوال جائت العجوز ميرتيل،فاليوم سنبدأ الخطوة الرابعة...قالت عندما صعدت إلى غرفتي:((مرحبا لوك)).
أجبتها:((مرحبا)).
قالت وهي تزيح الستائر على النافذة:((لقد وصلت الأن إلى الخطوة الرابعة..وقد كنت أسرع من من علمتهم)).
أحسست بقليل من الفرح لما قالت..أجبتها:((أعلم هذا..فأنا قوي على كل حال..)).
أتممت بعد أن نزلت من على السرير:((إذن ماهي هذه الخطوة الرابعة؟؟..)).
قالت بعد أن جلست هي على سريري:((ستكون هذه الخطوة سهلة عن البقية..وهي التجربة)).
قلت:((التجربة؟؟!!..كيف؟؟..)).
قالت:((لقد أخبرتني والدتك على أنك ذاهب إلى رحلة..و أظن أنها ستكون بمثابة تجربة لك..)).
حاولت التفكير..لكن لم أفهم بعد..قلت:((لم أفهم بعد ما دور الرحلة في هذا؟؟..)).
قالت:((هذه الرحلة ستجعلك خارجا من المجال الذي تعرفه..أظن أن المكان الذي ستذهب له سيكون جبال الربيع الأخضر..لقد سألت المدرسة..)).
جبال الربيع الأخضر...إنه مكان جميل و مشهور جدا..مليئ بالزهور و الأشجار الشاهقة..وكذلك الشلال الضخم الذي يسبح فيه الجميع..لكن لن أستطيع ذلك بعد الأن..أنا أحسدهم..
أتممت العجوز:((و هناك ستعتمد أكثر على نفسك..فكما تعلم فبابي لن يذهب معك...)).
قلت و أنا أجلس من جديد:((كيف؟؟!..لماذا؟؟..)).
قالت:((الكلاب ممنوعة..)).
قلت:((لكنه مازال جرو..)).
أجابت ببرود:((لكنه مازال كلبا)).
لقد غضبت..سأسقط لامحالة من فوق الجبل..أتممت ميرتيل تقول:((لاتخف..سيكون أصدقائك رفقتك..)).
وهكذا توجهت نحو الباب و قالت قبل أن تغلقه:((هذه الخطوة الرابعة..حظا موفقا..)).
ثم رحلت...لقد عاد التوتر من جديد...لكن هناك ديريك..و مجموعته أيضا ...لذلك..مازالت الحماسة تملئني...
أنت تقرأ
أعمى
Romanceكم هو صعب أن تكون شخصا عاديا يستمتع بحياته و شبابه..و في لحظة يختفي كل شيئ و تجد نفسك وسط ظلام كاحل..لترى بعدها حقيقة من تحب و حقيقة من كنت تكره..ومن سينتصر في النهاية..النور المليئ بالحب و الصداقة..أم الظلام المشبع بالكره و الخيانة..أو كليهما.. "أ...