إنصدمت لما سمعته...من كان يتخيل أن شابا قويا مثله..يضايق الجميع و يكرهه الكل..يعيش في وحدة عارمة...ظهرت تعابير مختلفة على وجهي،كنت حزينا جدا..لا أعلم لماذا..إنه صعب أن تفقد أمك و أخاك الأصغر...صعب جدا...قال ديريك:((أظن أننا سنأخذ فترة راحة لتناول الغذاء)).
بعدها ساعدني على الصعود مع البقية،و جلست بعدها على كرسي و بدأت أكل الطبق الذي أعطاني إياه،كان مكونا من اللحم و القليل من الخضروات،كان لذيذا،قلت بفضول:((هل أنت من حضر الغذاء؟؟)).
أجابني:((نعم...هل هو لذيذ؟؟)).
قلت:((نعم)).
فقد كان طيبا جدا...ليقول هاري:((إذن لوك..ماذا حدث بينك و بين صديقك لونارد..لقد إنتشرت شائعة القول الذي قاله لك في المدرسة)).
لم أعلم أن شيئا مثل هذا قد حدث،لكن لا أهتم فلن أعود إليها مرة أخرى،أجبته:((لقد إفترقنا..واجهته و إنتهيت)).
قالت سارة:((هذا جيد)).
ليقول هاري سؤالا أخر محرج..و في محله:((هل كنت تنضر إلينا أننا مجموعة من الحمقى؟؟)).
أجبته بخجل:((نعم كنت كذلك..و أظن أن المدرسة كلها تقول ذلك...إنكم تضايقوننا دون سبب..)).
صمت الجميع،أظن أن جميع نظراتهم موجهة إلي الأن،قال مارس قاطعا الصمت:((نحن نعلم ذلك..لكن لدينا أسبابنا لفعل ذلك)).
أنا متلهف لأعرف السبب،و أظن أن بيل قرأ أفكاري،حيث قال:((لأننا منبوذون...نريد أن نظهر أنفسنا بأي شكل كان)).
كيف!!!...أجبته بغضب:((لكن لماذا..من أخبركم أنكم منبوذون...لو تحدثتم معي لكنت صديقكم..فلا أهتم بالأشكال و الأعراق...المهم هو الحب و المشاعر المتبادلة...)).
تحدث ديريك:((ليس الجميع يفكر هكذا..فقط على سبيل المثال لونارد)).
لم أصدق أن ديريك أيضا كان يفكر بنفس الطريقة،قلت له:((لكنك أنت..ديريك..جميع الفتيات مغرمات بك..فأنت شخص وسيم و قوي..و طيب أيضا)).
إبتسمت سارة و قالت:((تبا..هل رأيتم الخجل على وجه ديريك)).
كيف!!..أحسست أيضا بدوري بالخجل،سمعته يقول:((إصمتي..)).
و الأخرون يضحكون معه بلطف و بشاشة،أظنهم مجموعة جيدة،للحظة ترددت...لكن هذه هي الفرصة،قلت لديريك:((ديريك...أرجوك..فل..تخبرني من أنت..حياتك..كيف تعيش مع هذه الأزمات القوية..وكره الناس لك..)).
تحدث بعد صمت:((حسنا..أظنه صعب جدا ماحدث..فالمنزل صار مثل مكان للأشباح..فقط أنا و أبي..لذلك بدأت أنفرد وحدي و أكتب الأغاني..هناك إكتشفت موهبتي..بعدها عندما ذهبت لثانوية إلتقيت ببيل و سارة..ثم بعدها هاري و مارس..كانوا أصدقائي..ساعدوني على نسيان حزني و وحدتي..كنت سعيدا..لذلك بدأنا بمضايقة الأخرين لنكرانهم لنا سابقا...لكن أتعلم..لم يكن الأمر ممتعا..)).
قلت بعد أن حاولت و بكل قوتي أن أكبح دموعي و حزني:((لو كنت أعلم حينها لكنت صديقا لك)).
وقد قلتها من أعماق قلبي..لكن مازال هناك سؤال أخير أريد معرفته..وهو مخجل بعض الشيئ..لكنني سأقوله:((لماذا أنت..لا تكرهني؟؟...)).
ياله من سؤال غبي قلته،لكنه أجابني:((حقيقة..لقد كنت أكره الجميع في تلك المدرسة..لكن عندما علمت بما حدث لك..و أنك فقدت بصرك..لم أعد أستطيع كرهك..فقد ذكرتني بأخي الصغير..و لا أريد أن أفقد شخصا أخر مثله من جديد.. أريد الإعتناء به أكثر)).
إذن هكذا الأمر...فقط مثل الجميع..قلت كلاما أخر:((إذن..لو عاد لي بصري ستذهب و تتركني مثلما فعل لونارد..سأكون مجرد عتبة أمامك..)).
كم أتمنى أن يعود إلي بصري..لكن الجزء الأخر لا أريد حصوله..أجاب بعد أن أطلق ضحكة لطيفة:((لا أظن ذلك..فأنا أعرف معنى الشعور بالوحدة..)).
بعدها سمعت صوت دخول السيد تشارلي،الأب..قال عند دخوله:((أه..مرحبا بالشاب)).
أجبته دون النظر إليه..فلا أعرف مكانه:((مرحبا سيد تشارلي..)).
قال الأب:((أظن أنك عرفت كل شيئ عن إبني ديريك)).
نعم..لقد عرفت كل شيئ عنه..شاب لطيف..يحب أصدقائه..يعاني في صمت..يكتب كلمات أغانيه لوحده..ضحكته لطيفة...حنون مع الغير..و شخص رائع...
عندما إنتهيت من سماع الأغنية مرة أخرى أوصلني السيد تشارلي إلى المنزل،لكن هذه المرة بسيارته،و عندما صرت أمام باب المنزل قلت له:((سيدي..أرجوك فل تخبر ديريك أن صوته جميل جدا..فقد نسيت ذلك..)).
ثم تركته عندما فتحت أمي باب المنزل..و أسرعت لنوم فغدا ستأتي العجوز لنتمم باقي الخطوة الثانية...
أنت تقرأ
أعمى
Romanceكم هو صعب أن تكون شخصا عاديا يستمتع بحياته و شبابه..و في لحظة يختفي كل شيئ و تجد نفسك وسط ظلام كاحل..لترى بعدها حقيقة من تحب و حقيقة من كنت تكره..ومن سينتصر في النهاية..النور المليئ بالحب و الصداقة..أم الظلام المشبع بالكره و الخيانة..أو كليهما.. "أ...