ليلتها لم أستطع النوم،فكل ما أراه على كل حال هو الظلام...الظلام ثم الظلام...لا أعرف الليل عن النهار،فقط صوت العصافير التي تغني في الصباح وصوت الحشرات التي تطن ليلا.
جائت أمي في الصباح الباكر فلم ينم أحد معي في المستشفى اليوم،فتحت عيناي ولم أرى سوى الأسود،قالت لي أمي بصوت قتله التعب:((كيف حالك عزيزي!!!)).
قلت:((بخير أمي)).
قالت بصوت فرح بعض الشيئ:((اليوم سوف تعود للمنزل)).
كانت فكرة العودة لم تعجبني،فكيف لي أن أرى غرفتي مجددا،حتى أني لا أستطيع الخروج مع لونارد مثل الأول،لكنه صديقي المفضل و لن يتركني.
جاء والدي بسيارته التي سمعت صوت محركها من داخل الغرفة،وجاء الطبيب و أخذ يأمرني بالجلوس في الكرسي المتحرك حتى أصل إلى الخارج،قال لي قبل أن أذهب:((فلتعتني بنفسك)).
أجبته دون أن أعرف شكله:((شكرا جزيلا)).
وهكذا لم أسمع أحدا يكلمني بعدها،فقط إحساس الرياح الذي يمر بين خصلات شعري وأصوات العصافير المزقزقة،و إحساس الدفئ المنبعث من الشمس،فقط...إحساس بالحياة.ثم حملي إلى غرفتي،حسب ماقالته لي أمي،إستلقيت على السرير بمساعدتها،وقامت بنزع حذائي و قامت بتغطيتي،تاركتا قبلة على رأسي قبل خروجها من الغرفة.
لم يقم أحد بزيارتي اليوم،حتى صديقي لونارد،كان أمرا غريبا عدم مجيئه،ماجعلني أقلق عليه،هل حصل له مكروه ما؟؟؟.. بعدها سمعت صوت الباب يتحرك،شخص ما دخل:((لونارد؟؟؟..هل هذا أنت؟؟)).
لم يجب حينها،ليقول بعدها:((لا..لست لونارد..)).
كنت على حق،لم يكن هو،ليس صوته أو حتى نبرته،لكن من هو ياترى؟؟..قلت بقلق:((إذن...فمن أنت؟؟..)).
كان صوته غير مألوف لدي،لكنني لم أكن أريد أن يكون الشخص الذي أفكر به،لكن لحسن الحظ كان هو.
((أنا ديريك)).
لم أصدق بعد كيف إستطاع المجيئ...ليس صديقي أو حتى شخص قريب،بل من أشد أعدائي،و أوقح شخص رأيته في حياتي،أكرهه كثيرا،كيف تجرأ و جاء إلى هنا.قلت له:((لماذا أتيت؟؟)).
أجاب:((فقط أردت الإطمئنان على حالتك)).
جعلني أضحك للحظة،:((لكن من تكون بالنسبة لي؟؟..أنا لا أحبك و أنت لاتحبني..و كلانا يعرف ذلك..)).
لم يجب حينها،بعدها تكلم:((من قال هذا..ليس فقط لو كنت أزعجك أنت و أصدقائك يعني أني أكرهك)).
لم أعد أفهم مايقول،كل شيئ صار مزعجا،:((لاتلعب بي...لا أفهم شيئا في كلامك)).
ليقول:((أقصد..أنني..أعتبرك صديقا لي)).
صعقت حينها،لكن الضحكة الهستيرية أذهبت كل شيئ:((كيف لشخص مثلك أن يكون صداقتا مع شخص مثلي..أنت شاب وسيم ذو عضلات في جسمك..تحبك الفتيات ويكرهك أمثالي..أشخاص ضعفاء،أقل شعبية منك..فقط أملك صديقا واحدا وهو لونارد..حتى الفتاة التي أحب تحاول أخذها مني..)).
قال:((أنا أسف..سوف تتأكد من كلامي عما قريب)).
لأسمع الباب يغلق،لقد رحل،تركني حائرا و منزعجا من كلامه...ماذا يعني هذا كله..ماهدفه...فقط ماذا يحدث بحق. لكن..للأسف لا أستطيع المعرفة..لأنني..لأنني.. أعمى...
أنت تقرأ
أعمى
Romanceكم هو صعب أن تكون شخصا عاديا يستمتع بحياته و شبابه..و في لحظة يختفي كل شيئ و تجد نفسك وسط ظلام كاحل..لترى بعدها حقيقة من تحب و حقيقة من كنت تكره..ومن سينتصر في النهاية..النور المليئ بالحب و الصداقة..أم الظلام المشبع بالكره و الخيانة..أو كليهما.. "أ...