الفصل 222 "واين"

29 4 0
                                    

بينما كان الجميع يواجه جييزاتا وحدها، كان ياشيرا يقف أمام أحدهم قاطباً حاجبيه باستغراب.
-ألست خمر؟
-ماذا؟ اسمي واين أيها الطفل ياشيرا، اعرف منزلتك.
-على اي حال، كيف قدمت لهذا العالم؟
- تباً لمجيئي إلى هنا.
نعود لنقطة بداية مجيء فريق السلالة وخروجهم من فوّهة البهموت.
كانت مصادفة سيئة وغريبة أن سحر تاميدا الزمكاني أخرجهم بهذا العالم داخل حرب.
لكنها لم تكن مفزعة مثل ما شعر بها واين.
كان واين قد لحق بهم بنفس السحر الزمكاني.
لم يلحظوا وجوده قط.
قُذِفَ الجميع من فوّهة البهموت، أمّا واين، فقد كان ممسكاً بفوّهة البهموت كي لا يطير عالياً.
وقف بعد أن هدأ البهموت لينظر حوله، وإذ به يرى جندياً متجه نحوه يحمل سيفاً نية القتل.
تقارعا حتّى تعبا. لم يستطع أحدهما هزيمة الآخر.
يقف واين ويبدي ملامح الإنتصار: هل تظنني ضعيف؟
-أنتَ فعلاً ضعيف.
واين بانزعاج: ماذا؟
-أنا واحد من جنود إمبراطورية البيغاسوس.
واين: لابد أنك نائب قائد على الأقل، أليس كذلك؟
-ماذا؟، أنا مجرد جندي لست قريباً من اسم ضابط حتى.
-ماذا؟
وإذ بأحدهم من بعيد يصيح: هناك أحد الدخلاء هنا، بسرعة.
ليركض عشرات الجنود متجهين نحو واين.
فيكمل الجندي الذي تقارع مع واين: جميعهم مثل قوتي تقريباً.
واين بصدمة: تباً لكم.
ليتجه صوب نهاية الإمبراطورية، ألا وهو فم البهموت. ثم يقفز كالمجنون.
يصل باقي الجنود ليقول أحدهم للآخر: هل رمى نفسه حقاً؟
لابد أنه قد مات.
لكن واين كان غارساً فأس بذقن البهموت متعلقاً بها كي لا يسقط.
ينظر لأسفل فيرى الإرتفاع الشاهق ليصيح: ما الذي أفعله هنااا.
يمضي الوقت متسلّقاً حتّى استطاع الصعود.
تارةً يهرب من جنودٍ وتارةً أخرى يختبئ بمنازل العامّة.
في خزانات المطابخ، فوق الأشجار، تحت عربات النقل وهكذا.
تمضي الأيام ويمضي الوقت ومايزال واين يهرب من هنا وهناك.
إلى أن حان اليوم الأخير من الحرب، كان واين مختبئاً عند سلسلة جبال إمبراطورية البيغاسوس.
كان ياشيرا مستلقياً مستنداً على إحدى الصخور وأمامه البيغاسوس ناويةً إنهاء روحه.
أما من الجهة الأخرى من الصخرة فقد كان واين مختبئاً مبللاً سرواله من شدة ضغط الطاقة الموجود.
لا يمكنه الحركة، يشعر بارتفاع الطاقة، التي ستتجه نحوه، فيصل ياتسومي وقتها بشكله الجديد منقذاً كل من ياشيرا وواين.
يتنفس واين الصعداء، لكن رغم ذلك لم يملك ذرة قوة للحركة.
يلحق ياتسومي بالبيغاسوس ليبدأ قتالهما الذي حدث بالسماء.
يرتعد واين خوفاً ويبدأ بالهرب أخيراً.
انتهت حرب البيغاسوس ووصل البهموت لمملكة الغيوم لينزل لها مختبئًا هنا وهناك، ثم يقرر الرحيل.
لكن وللأسف، يلحظ أنه في السماء ولا يمكنه الخروج من هذه المملكة وحده.
يلاحظه جنود من مملكة الغيوم ليلحقوا به حتى أمسكوه، ليس وكأن له ذرة طاقة.
تم سجنه لمدة اسبوع مع التعذيب والجلد والهدف أن يعترف واين لمن هو تابع، لكنه حقاً ليس تابعاً لأحد هنا.
لكن بينما هو مسجون، غطّ حارس من حرّاس السجن بنوم عميق بجانب القضبان.
يقترب واين له ليسحب المفاتيح خلسةً، لقد نجح الأمر، إلا أنا الحراس لاحظوه وبدأت المطاردة.
لاحظ واين منزل الشجرة ليختبئ داخل عجلةٍ من عجلاتها الأربع.
كان يلهث بصعوبة حقاً، وكانت منظمة البينغر مع السلالة ينوون الرحيل آنذاك.
للأسف، كانت المرتفعات أكبر فوبيا لدى واين.
وهنا طار منزل الشجرة جاعلاً من واين يتدلى نحو الأرض ليبدأ بالصياح من الفزع، لكنه يخرس حتى لا يلحظه أحد.
وصل الفريق لشبه جزيرة المستذئبين.
هرب واين آنذاك من منزل الشجرة ليحاوطه المستذئبين.
بينما كان الجميع مستمتعين كانت مجموعة من المستذئبين تعذب واين آنذاك حتى رمى بنفسه بالبحر بعد مدة.
وإذ بشيء يخرج من أسفل يرفعه عالياً جداً ليتوقع أنت قد تم كشف أمره.
لكن المفاجأة كانت أن لا أحد انتبه له أساساً وهذا ما خيب أمله أكثر وأكثر.
كان الشيء الذي رفعه هو إنشاء غينجو لصالة حفل الزفاف.
لكن المضحك بالأمر أنّ واين كان يمكنه رؤية كل شيء عبر فتحة زجاجية من سقف الصالة.
ليلعن وجود كل هؤلاء الأقوياء، يمر الوقت والأيام وهو يأكل بقايا الطعام بالصالة فقد أصبحت فارغة.
لكن بيوم من الايام بدأت الصالة بالاختفاء ثم يركض رامياً نفسه بالبحر.
وهنا أبحر جانتي ليصطدم واين به وتعلق ملابسه بمجاذف جانتي السفلية ليبدأ بالدوران.
تارةً ينزل تحت الماء وتارةً أخرى فوقها، غير قادر على قول كلمة واحدة كي لا يسمعه أحد.
ظل مختبئاً حتى دخل لأولمبياد الحروب.
وبقي يهرب من هنا وهناك حتى صادف ياشيرا.
-سألقنك درساً لن تنساه يا ياشيرا.
بسبب عانيتُ معاناة الكلاب في هذا العالم المجنون
ثم يستل فأسه من غمده الذي على ظهره ويتجهز للقتال.
يركض واين موجهاً الفأس على رأس ياشيرا ليقتلعه لكن ياشيرا يكمل ركضه نحوه موجهًا لكمةً نحو الفأس كاسراً إياه ثم تصل اللكمة على وجه واين ليطير متشقلباً بالهواء ويسقط أرضاً بعد عدة مترات.
ياشيرا: لم أفهم كيف كنا نخاف منك، صعلوك.
كان واين مغمياً عليه يخرج من فمه شيئاً أبيض.
ليصيح ياشيرا بانزعاج: تباً، ليس لدي وقت لك.
ثم يكمل ركضه.

BINGURحيث تعيش القصص. اكتشف الآن