يمسح مينجا عرق جبينه وهو ينظر للسماء المتلبّدة بالغيوم.
إلا أنّ غاتوك قد اقترب منه قائلاً حان وقتك.
ينظر مينجا له ليقول: لا تقل لي أنّك أتقنت سحر النارِ بهذه السرعة!!
يقترب شيرو وابتسامته المستفزّة على محياه تؤكّد الأمر ليقول: لقد أتقن ما كنت أفعله خلال سنوات عديدة.
مينجا بابتسامة تحدّي لن تهزماني.
غاتوك: لن نهزمك بالطبع، فأنا هنا لأجعل منك وحشاً.
أخرج طاقتك الشيطانيّة.
ينظر مينجا لشيرو ليكمل غاتوك: لا بأس، إنّه يستطيع معرفة ما بدخلك من طاقة بسبب سحره الكاشف، لن يتفاجئ.
وإذ تتحوّل عينا مينجا للون الأصفر ويخرج من ظهره جناحين من ريش أسود.
وإذ بيومي تطير حوله وعيناها تلمع ثم تقول أتسابقني نحو قمة الجبل؟
غاتوك بانزعاج: إنّها مثل خالها ياتسومي، الحماقة تسري بعروقها.
ثم يستدير نحو مينجا ليكمل: قدوم شيرو الأساسي ليس لأجل صناعة ذاك السيف فقط، بل لتختار شيئاً مهماً أكثر لبقيّة حياتك.
ينظر مينجا لغاتوك بكل جديّة.
غاتوك: الطاقة الشيطانية الخاصة بك تشبه لحدّ ما طاقة سيريانا الشيطانية.
لكن طاقتك أكثر تعقيداً وكأنّها مصنوعة من شيئ آخر.
وهنا تكمن القصة كاملةً.
يمكنك نقل طاقة الشيطان للسيف دائماً.
ينظر مينجا للسماء قائلاً: أعتقد أن انضمامي لفرسان السلالة لم يكن فكرة سيئة
سأثبت له أنّي أستحق حمل اسم مينجا، ودم أفضل سلالة سيافين.
غاتوك: عد إلى رشدك، فهنالك عقبة أكبر بكثير قبل قرارك هذا.
ينظر مينجا مستغرباً ليرى أن التنين يوليوس يخرج من المغارة تلك وأمامه كل من غاتوك وشيرو وبوسطهم يومي عاقدة ساعديها ببعضهما البعض بابتسامة مرحة؟
مينجا باستغراب: ماذا؟
يتنهد غاتوك قائلاً: عليك البقاء حيّاً لمدة يوم كامل.
مينجا: دون أكل أو شراب؟ سهل.
يضحك يوليوس ثم يقول: عليك حماية حياتك مننا يا صغير.
وإذ بيوليوس يقذف بحمم بركانية نحو مينجا الذي قفز متراجعاً مكلماً نفسه: هل سأقاتل ثلاثتهم؟ ثم ينظر ليومي التي بدأت برمي طاقتة الملاك الشيطاني نحوه فيكمل: ليس ثلاثتهم، بل أربعتهم.
يتراجع لتحتك أقدامه بالأرض محدثاً الكثير من الغبار.
-جذب.
قالها شيرو جاذباً جسد مينجا نحوه، مينجا: يمكنني توقع أي هجوم يمكنه فعله من هذه المسافة.
لكن ظهور غاتوك بجانبه قد غير كلامه ل"سحقاً"; يقذفه بلكمة من ذراعه الحجرية فيطير بعيداً. ما إن حط على الأرض شعر بخيال ضخم فوقه، لم يكن إلا ذيل يوليوس يهوي عليه فيقفز مبتعداً بأطرافه الأربعة ثم يضرب بجناحيه مبتعداً نحو السماء.
مينجا: قتال أربعة بنفس الوقت؟
أضعفهم يملك طاقة مرعبة.
كانت يومي تطير بسرعته بسهولة تامة، رغم أنه يبدو مرهق.
فتقول له: ماذا، هل ستستسلم؟
مينجا بصدمة: ما بالكم؟
وإذ بكل من غاتوك وشيرو ويوليوس يقذفون بنفسهم نحوه أيضاً.
غاتوك: لماذا تهرب؟
يفتح مينجا عيناه منصدماً.
-لماذا أهرب؟
أنا لستُ خائفاً، لماذا أهرب إذاً؟
لا يمكنني مجاراتهم؟
يبتسم بجنون ثم يقول بصياح: من قال أنني أريد مجاراتهم.
يتوقف مكانه ثم يتوجه نحو ثلاثتهم متشابكاً معهم كالمجنون.
ومن جهة أخرى، كان وبمكان ما تقف نوفا تنظر لساعة فترفع يدها عالياً فيسقط ريكو من السماء بجانبها قائلاً ثلاثة ملايين وسبعة آلاف وخمسمئةٍ وأربع وأربعين دورة.
كان يلهث بشدّة.
نوفا: هذه عدد دورات الإمبراطورية هذه بالكامل وبدقيقة واحدة.
ريكو: لا تنعتيها بالإمبراطورية، إنّها ساحة معركة لا غير، الأهم من هذا، أريد أنا أضاعف عدد الدورات بنصف الوقت المحدد.
نوفا: أعرف أنّك سريع جدّاً، لكن هذا العدد يعدّ أقصى حدودك.
ريكو: مرّةً أخرى.
نوفا: حسناً، واحد إثنان، ثلاثة.
ثمّ ينطلق ريكو حول السور ماشياً عليه أفقياً وهو يقول لنفسه: أسرع، أسرع، أسرع فيتعرقل ويسقط أرضاً متدحرجاً الكثير من المترات.
يقف وهو يزيح الغبار عن ملابسه قائلاً، سحقاً.
ينظر حوله فيرى نوفا من بعيد، يهرول نحوها حتّى وصل لها.
ليقول: لقد سقطتُ بالخطأ.
لكنّها لا تردّ عليه.
يقترب منها فيراها لا تتحرّك ولا تتنفّس حتّى.
وإذ به يكتشف أنّ العالم بالكامل قد توقّف عن الحركة.
العصفور ثابتاً بالهواء، ساعة نوفا لا تتحرّك.
لقد توقّف الزمن.
ريكو: لا أعتقد أنني قد فعلتُ شيئاً لأصاب بلعنةٍ ربّانيّة.
وإذ يلحظ أنّ عقرب الثواني الخاص بساعة نوفا قد تحرّك قليلاً.
ريكو: لقد فهمتُ الأمر، إنّني أسرع من الزمن نفسه.
لكن هل هذا ممكن؟
نعم ممكن.
وإذ بالمكان يحيطه ضباب أسود بسرعة.
ويظهر من ظهر ريكو جناحين بريش أسود قاتم، ثمّ تتحوّل عيناه للون الأصفر.
فيصاب بالدوار ويسقط أرضاً.
من جهة كارتا التي كانت تقاتل فريق نابليون بالكامل وحدها.
كانت هي ملقيةً أرضاً بعد تكسّر ساقيها.
نابليون: أجهزي عليها يا غوتي.
تقترب غوتي واضعةً يديها الإثنتين نحوها ثمّ تقول: نار القوة العظمى.
لتقذف بنيرانها، إلا أنّ زوبعتين من الماء تخرجان من أسفل ساقي كارتا لتحرّكانها بسرعة كبيرة راقصةً حول نفسها متفاديةً ضربة غوتي القاضية ثمّ تلغي إحدى الزوبعتين لتركل غوتي راميةً إيّاها على داس ثمّ تتراجع كارتا لتتملك رباطة جأشها وتعيد الزوبعة الثانية.
نابّليون: لديها ثقة كبيرة بقوتها وتحكمها بها.
كانت كارتا تطير عبر الزوبعتين الصغيرتين أسفل قدمها لتكبران قليلاً قاذفتين إيّاها نحو نابليون لتلتفّ بعد أن وصلت لها متشقلباً رامية بركلة على رأسه فيضع سيفه فوقه بكل هدوء، مع أنّ سيفه ما يزال مغموداً.
لكنّ كارتا عكست شقلبتها عكسياً عبر زوبعة بقدها الثانية لتصير شقلبتها خلفياً راكلةً إيّاه من الأسفل بساقها الأخرى راميةً إيّاه للأعلى لكنها لم تتوقف عند هذا الحد بل قذفت بنفسها نحوه لاكمةً وجهه مباشرةً راميةً إيّاه بعيداً، كان جارد قد بدأ بتعويذة موجّهاً صولجانه نحو كارتا، لكن كارتا قد فرقعت نفسها لعدّة قطرات مياه مختفيةً عن الأنظار مع كل تلك الأمطار، لتظهر خلفه واضعةً كفّها على جانب وجهه الأيسر قائلةً له: ما رأيك بالأمطار الحامضية؟
وإذ بها تخرج حمض الكبريت البنفسجي مفجّرةً إيّاه على وجه جارد مباشرةً حتّى لا تحميه مباركة نابليون.
كارتا: سقط اثنين وبقي خمسة.
ثم تقول لنفسها: لن أهرب وأدع ياتسومي هنا وحده، خاصة وإن كان ما يزال غير قادر على القتال.
يتحوّل داس لعدّة خفافيش طائراً نحوه نافثاً من من أفواه الخفافيس سمّاً من نوع ما.
كارتا بنفسها: لقد رحلت طاقة قائدهم، هذا جيد.
وإذ بها تحوّل جميع الأمطار المتساقطة لحمض الكبريت لتهتم بأمر خفافيش داس بسهولة كبيرة، وإذ به يعود لأصله لكنّه مملوء بالحروق ليسقط أرضاً دون كلام.
كان ذاك الهيكل العظمي مع الثعلب الأحمر قد توجّها نحوها مباشرةً إلا أنّها قد طارت مباشرةً نحوهما ليلكمانها بكل مالديهما، تبصق كارتا دماً وتطير عدة مترات.
تبتسم غوتي فقد بقت هي وصاحب قناع التنين المجنون ذاك.
تقف كارتا مبتسمةً لتضع الدم الذي على فمها ويسقطان كل من الثعلب الأحمر والهيكل العظمي.
تنصدم غوتي قائلةً: كيف؟
أحدهما قد اختنق من الماء والآخر قد ذابت عظامه.
فتطير كارتا مباشرةً نحو الإثنين المتبقين، فيقفز نحوها صاحب القناع موجهةً ركلة فيخرج من حوله شعاع بني اللون، لكنّها تتفادى ركلته وتمسكه من ملابسه، ثمّ تضرب بزوبعتيها متشقلبةً لترمه أرضاً بكلّ قوّة، فتكسر الأرض أسفله.
ثمّ تقف وهي تنظر لغوتي بكل شر: لا تستخفوا بأعضاء منظمة البينغر أبداً.
تقترب من غوتي بكل هدوء، فلم يبقى إلا هي.
إلا أنّها تلحظ وجود أحدهم خلفها، تلتف لتنظر خلفها، كان نابليون يصوّب على جانب رقبتها بسيفه المغمود، فتفقد توازنها وتسقط.
نابليون: بالطبع ستسقطين، لقد أوقفت شريانك عن تدفق الدم بداخله.
ستصابين بجلطة وتموتين، لكن قبل ذلك.
يجلس فوقها، يزيح شعرها من على وجهها ليقول: أميرةٌ مثلك لا بجب عليها أن تكون هنا أبداً.
هذا الوجه الناعم واللطيف لا يجب عليه أن يتشوّه، لكنني مجبر لإجبار قائدكِ.
وإذ به يبدأ بلكمها على وجهها مئات اللكمات المتتالية، لكمةً تلو الأخرى دون توقّف.
وإذ بجميع أعوان نابليون يقفون معافين بالكامل وكأنهم لم يتلقوا ذاك الأذى من كارتا أبداً.
يقف نابليون بعد أن بدأ بمسح قبضته من دم كارتا ليقول: الآن سيخرج.
وهنا تخرج ناوفي مدمرةً الأرض أسفلها لتقول بخوف: لن يأتوا لبضع دقائق.
نابليون: أحسنتِ عملاً يا ناوفي، افتح لنا البوّابةَ يا جارد.
وإذ بجارد يحرّك صولجانه ليفتح بوابة زمكانية.
ويتجه لها الجميع.
ومن جهة جوني الأشقر، فقد لاحظت أعينه السحرية نهاية القتال فقط، ليرسل بضع أعين أخرى ويصيح: اووووووه، ماهذا الذي يحدث هنا.
فرقة كاملة مكوّنة من ثمانية أشخاص يتعاملون مع بعضهم البعض.
ومن هناك أيضاً؟
إنّها أميرة المياه، كارتا أحد أعضاء منظمة البينغر، لكنها وحدها، لماذا؟
هل دخلت الأولمبياد وحدها أم مالذي قد حصل؟
التشويق يحصل أكثر وأكثر.
قبل أن يصل فريق نابليون نحو البوابة اقترب نابليون وغنس أسفل حذاءه بطين ثم توجه نحو جسد كارتا الهامد ليطبع علامة حذاءه على خدها الأيمن ثم يتوجه مع باقي رفاقه نحو البوابة
وهنا خرج ياتسومي من الأرض فرحاً وهو يلوّح بيديه قائلاً: أنظرا أستطيع تحريك يدي كما أريد.
يفتح عيناه مفجوعاً بالذي رآه أمامه.
نابليون: هذا ما سيحدث لجميع أصدقائك قريباً يا قائد البينغر.
وإذ بجارد بخرج زوبعةً ليسقط منها ڤوزاد، ثم يقف ڤوزاد بصعوبة.
نابليون: لك حرية التصرّف يا ياتسومي.
أيها القروي الأحمق.
يمكنك ملاقاتي عند الشرق، في مملكتي الخاصة، وبقصري أيضاً.
جوني الأشقر: مالللذيي يحدث هنا بحق الجحييم.
هل هو انتقام من نوع ما أم أن المسألة ليست شخصية؟
أمّا ياتسومي فقد خرج شعاع النجم السماوي الأسود حوله ثمّ يخرج منه بسرعة وقد استخدم طاقته الكاملة.
وكانت أعينه قد تحوّلت للون الأصفر وشعره البني قد طال حتى أسفل ظهره، وتخرج منه هالة النجم الأسود بشكل مرعب جداً ... حتّى أن النقوش قد غّطت طرفي وجهه الأيمن والأيسر على شكل مدبب ومنحنيات كثيرة، إلا أنا السواد لم يصل لوسط وجهه.
لكنّ الطاقة تخرج من الرأسه حتى أخمص قدميه نازلة بهدوء تام.
يفتح نابليون عينيه على أشدّهما من هول الذي يشعر به الآن، فيصيح بأعلى صوته: ادخلوا البوابة الآن.
فيركضون جميعاً نحو البوابة خائفين من ياتسومي الذي قد قفز نحوهم مباشرةً، لكنّهم استطاعوا الفرار باللحظة الأخيرة.
ياتسومي: احميها بكلّ مالديك.
ڤوزاد: لك ذلك.
ياتسومي: أعتمد عليك.
يحني ياتسومي ساقيه ليخرج من الإمبراطورية هذه طائرةً كالصاروخ بسرعة خارقة.
يخرج نابليون وفريقه من الجهة الأخرى ليستدير نحو جارد الذي قال: ماذا؟
نابليون: كم يحتاج من الوقت حتّى يصل إلينا؟
جارد: إهدأ يا سيدي، لن يصل قبل شهر على الأقل، إنّه بشري بالنهاية.
كانوا عند بوابة قصر كبير وخلفهم باحة كبيرة بها جل أنواع الأشجار والزخارف الحجرية.
فيتنهد نابليون قائلاً: حسناً، يجب علينا تجهيز أقوى جيوشنا له.
إنّه أحمق، إن قدم أساساً.
ثم يبتسم ويقول: أما الآن.
لتركض نحوه الكثير من الفتيات الجميلات وهن يقلن: أهلاً بك أيها الملك القديس، أهلاً أيها الوسيم.
وتعرضن أجزاء من أجسادهن لإغراءه.
نابليون: جهزن لي حماماً ساخناً.
فتصحن: حاضرة سيدي.
ويمشي نابليون للداخل.
إلّا أنّ جارد صاح مفزوعاً: سيدي نابليون!
ينظر نابليون نحوه منصدماً.
جارد: يوجد شيئ خاطئ حيال قائد البينغر.
نابليون بصياح: ماذا هناك يا جارد، تكلم.
جارد: إنّه قادم، إنّه قادم إلينا مباشرةً.
نابليون: ماذا؟
وإذ بقذيفة تسقط بباحة القصر مخرجةً غباراً بكل مكان مدمرةً الأرض وكل ما حولها.
يبدأ الجميع بالسعال من كثافة الغبار.
فيصيح داس: مالذي حصل؟
وهنا انزاح الغبار عن المكان ليتضح ياتسومي بوسط الباحة المدمرة وهو كان تلك القذيفة المدمرة.
طاقة النجم تخرج بكل مكان حوله وكأنّ نهاية العالم الآن قد حانت بالنسبة لنابليون وأعوانه.
نابليون بصدمة كبيرة: لقد جنينا على أنفسنا.
أنت تقرأ
BINGUR
Adventureبَعْدَ رحلةٍ طويلة خاضها قائد منظّمة البينغر لِجَمعِ فريق مكوّن من مقاتلين أشدّاء لإنقاذِ إمبراطوريّته من حاكمها الذي قد قتل والده منذ ست سنوات، ثم احتكر كل ما بتلك الإمبواطوريّة لنفسه. يتابع ياتسومي ترحاله لنشر الخير في أرجاء الكوكب.