يطير جانتي بِتِلكَ السماء عن طريق التنين الأسود.
يَجْلِسُ ياتسومي عند رمح جارودا العملاق المغروس بمقدمة الأرضيّة السفلى … ماتزال يداه ملفوفتان بالجبس الأبيض لكنّه يبتسم وهو ينظر للأمام.
أمّا أعلى أغصان جانتي الشاهقة فكان مكان غاتوك المفضّل لأخذ وضعية الإستلقاء.
وعلى حافّة الأرضيّة العليا فكان ڤوزاد ممسكًا بخريطةٍ غريبة الشكل.
وكل من سيريانا وتانوي و يوني في المطبخ ينظفن ويعملن.
وعلى الأرضية السفلى خلف جانتي فكان مينجا ممسكاً بسيف ياشيرا الفضي أمّا لارا فكانت تمسك بسيف التباين خاصتها.
تبتسم لارا له قائلةً: أنْتَ تريد مبارزتي، وأنا جاهزة الآن.
مينجا: سأهزمكِ برمشةِ عين.
أمّا باقي فريق السلالةِ فكانوا يجلسون على حافّةِ الأرضية السفلى ويشاهدون هذه المبارزة.
تخرج سيريانا من منزل الشجرة لتلقي نظرة نحو كورامي الذي كان يجلس على حافة الأرضية العليا وكان يشاهد أيضاً بدء مبارزة لارا ومينجا لتقول: ماذا هنالك؟
كورامي: إنّ الشخص الذي يدّعي بأنّه من أحفاد مينجا يريد مبارزة لارا بالسيوف.
تقول سيريانا: سيد مينجا، أيمكنك تأجيل القتال حتّى ننتهي من الطعام؟
لكنّه لم يجب سيريانا بأي كلمة.
لارا بابتسامة: دعيه يا سيريانا، لن يطول الأمر.
مينجا: تتكلّمين وكأنّكِ تعرفين كم تبلغ قوتي.
ثم يهجم نحوها بضربات متتالية سريعة، كانت لارا تصدّها بالكامل رادعةً إيّاه.
مينجا بانزعاج بنفسه: إنّها سريعة.
أمّا هي فقد صفّرت قائلةً: أظنني حتّى لو قاتلت بسرعتي الكاملة ستقدر على مجاراتي.
غينجو: بحسب حركاتهما فأرى أنّ مينجا يستخدم الآن 10% من قوته فقط.
يونا بتكبر: من الطبيعي، فهو مينجا بعد كل شيئ.
ليبتسم ياشيرا بنفس التكبر أيضاً، أمّا تاميدا فقالت متسائلة: وماذا عن لارا؟
فيخرج من فم غينجو "هممم" بتفكير ثم يقول: أظنّها لَم تُخرِج جزءاً من الصفر من قوتها.
فينظران يونا وياشيرا له بصدمة ليقول ياشيرا: حقاً؟
غينجو: يمكنكما مُلاحظة حركاتها التي تصدّ ضربات مينجا، إنّها تضع سيفها مكان ضربة مينجا قبل مهاجمته حتّى، وكأنّها ترى المستقبل.
يونا: بذكرك للأمر...
فتضحك تاميدا ضحكةً خبيثة…فينظر لها الجميع باستغراب.
كان مينجا قد صار أسرع جداً بضرباته فصارت لارا تتفاداه بصعوبةٍ لتبدأ هي بالهجوم وكانت ردّة فعله سريعة جداً أيضاً.
فتبدأ لارا بالتعرق فقد كان مينجا قد صار قوياً بحق.
وإذ تصيح سيريانا و كان مينجا يهجم بضربةٍ قاضية على لارا جعلتها تتراجع عدة أمتار.
سيريانا: هيا إلى الغداء.
فتحكّ لارا رأسها قائلةً أظنني قَد خَسِرت.
لنذهب.
ثم تمشي لمقدمة الأرضيّة التي خرج منها طاولةً حجرية عن طريق قدرة حجر الهومنكلوس الذي يوجد داخل جانتي.
يقفز كورامي ليحتضن لارا وهو يمشي بجانبها قائلاً: لماذا جلعتيه يتفوق عليكِ؟
لارا بابتسامة: إنّه كضيفٍ عندنا.
وماعدا ذلك، سيطلب منّي مبارزةً جدّية بالمستقبل.
أمّا مينجا فقد وجّه السيف نحو تاميدا قائلاً: تدخّلي بقتالٍ لي ثانيةً وسأقتلع رأسكِ.
ياشيرا باستغراب: ماذا حصل؟
غينجو: أعتقد بأن تاميدا قد فعّلت سحراً لتقوية مينجا.
أمّا تانوي فكانت تطرق باب غرفةٍ مكتوب عليها اسم كارتا لتقول: إن الغداء جاهز يا كارتا.
كارتا بطريقة باردة: لستُ جائعة.
تانوي باستغراب: لكن منذ ساعتين كنتِ تقولين أنكِ تريدين أن تأكلي.
كارتا: ادخلي.
فتدخل تانوي لغرفة كارتا ذات اللون الذهبي تلك وتقول: ما بالكِ؟
كانت كارتا تملك وجهاً أحمق وتكاد أن تبكي لتمسكَ بثياب تانوي قائلةً: ما هو اليوم؟
تاوني: إنه الثلاثاء، لكن هذا لا يخص موضوعنا.
كارتا: بلا.
ثم تنظر للأرض قائلةً بخجل: أنتِ تعلمين أنه قد حان دوري في إطعام ياتسومي هذا اليوم.
فتبتسم تانوي ابتسامةً شريرة وتقول: إن لم تأتي فسأفضح سرّكِ له.
لم يمر دقيقتين وكانت كارتا قد صارت بجانب ياتسومي وخجلها يغمرها بالكامل.
نبضات قلبها تكاد تُسمَع نظراتها لم تقابل عيناه أبداً.
إلا أنّه ابتسم لها قائلاً: إنني أعتمدُ عليكِ يا كارتا.
كانَ الجميع ينظر لها ولخجلها.
تاميدا بحماقة وكأنها اكتشفت شيئاً: إنها تحبـ...
إلا أنّ ياشيرا ويونا قد قفزا نحوها لإغلاق فمها ويقولان بآن واحد وبصوت خافت: كلنا نعلم، لكن يبدو أنها لا تريد إخباره.
لتطعم كارتا ياتسومي أوّل لقمة بالملعقة ليتناولها بكل سرور ويقول: إنه لذيذ جداً شكراً لكِ.
فيضرب قلبها بقوة وتنظر لعينيه المبتسمتين لها، تنظر بكل خجل.
ليكمل: أرجوكِ المزيد.
فترتبك وتمسك الصحن وهي تقول: حسناً.
ثم تبدأ بإطعامه، كانت ابتسامتها قد ظهرت، تلك الإبتسامة الفرحة من الداخل.
رغم خجلها الذي لم يزول، لكنه كان أسعد يومٍ بحياتها حقاً.
أما فريق السلالة فكانوا يتناقشون فيما بينهم.
غينجو محدثاً يونا وياشيرا: صحيح لقد تذكرت، ما الشيء جعلكما تضحكان عندما وصلنا ورأينا الحرب؟
ينظر الجميع بصدمة لغينجو ويقولون: كانا يضحكان عند رؤية الحرب؟
تنظر يونا بغضب شديد نحو غينجو وتنهض من مكانها وهي تطقطق أصابعها ثم تقول: سأخبرك لماذا نضحك، ولكنه سيكون آخر ما تسمعه في حياتك.
ينظر لها غينجو بخوف ويجيبها: ما الأمر؟
يونا: ما الذي يميز الجدة الكبرى لعائلتك؟
غينجو يجيب بسرعة بدون تفكير: قبحها بالتأكيد،
ثم تخطر الفكرة بباله ويكمل كلامه: لا هذا مستحيل، لا تقولي أنكما من عائلة سامورازي.
تضربه يونا لكمة على وجهه ليطير لخارج السفينة ساقطاً من التنين فتذهب يومي مسرعة نحوه وتعيده للسفينة.
يونا: قلت لي قبحها أليس كذلك، ما في الأمر أني الأنثى الوحيدة المتبقية من العائلة فهذه الجدة هي أنا بدون شك، سأقضي عليك أيها الحفيد الأحمق.
غينجو: آسف ولكن هذا ما قرأته بالكتب.
فيضحك الجميع على هذا الموقف.
ياشيرا: صحيح، بالتفكير بالأمر لم تعد تاميدا أكبر مني.
تاميدا: لا مانع لدي أن أحب من هو بعمر جدي.
يحمر ياشيرا خجلاً ويقول: لم أقصد هذا.
ياتسومي: لا تخجل، أيها الأمير أنت الأكبر.
وبعد مدّة … كان الجميع قد انتهى مِنَ الطعام ومنهم ياتسومي.
تضع كارتا الإناء على المنضدة الخشبية وتقول بكل ابتسامة: كان الطعام لذيذ وتقف مساعدةً سيريانا وتانوي.
دورف بعد تنهيدة: إنّها لم تأكل أي شيء.
ياتسومي: كارتا.
تنظر كارتا خلفها ليقول لها بابتسامة: في المرّة القادمة، عندما تتعافى يداي، أنا من سيطعمك.
وإذ تتخيّل كارتا كيف سيطعمها وتقفز متحوّلةً لمياه لتطير بسرععة عملاقة نحو الأرضية العليى وهي تصيح كالمجنونة.
وبدأ الجميع يضحك عليها.
إلا أنّ وقوف جيني بجدّيّة مخرجاً ورقةً من جيبه قائلاً: آخر ما كتبته البيغاسوس.
فيعقد الجميع حاجبيه إلا ياتسومي الذي بدأ باللهو مع يومي، ترى ما هذا الذي يمكن أن تكتبه البيغاسوس وعن أيّ شيء.
يُتْبَع.أحبّائي المتابعين، السلام قبل الكلام.
أرجو لكل من يقرأ أن يضع إشارة للأشخاص الذين يقرأون الكتاب القديم حتّى لا يضيعوا.
أحِبُّكُمْ.
تحيّاتي.
أنت تقرأ
BINGUR
Aventuraبَعْدَ رحلةٍ طويلة خاضها قائد منظّمة البينغر لِجَمعِ فريق مكوّن من مقاتلين أشدّاء لإنقاذِ إمبراطوريّته من حاكمها الذي قد قتل والده منذ ست سنوات، ثم احتكر كل ما بتلك الإمبواطوريّة لنفسه. يتابع ياتسومي ترحاله لنشر الخير في أرجاء الكوكب.