بعد ليلةٍ كانت صاخبة للبعض، وكانت هادئة بالكامل بالنسبة لدورف وجيني، خرج جيني من منزل الشجرة قائلاً لدورف: هل قررتَ لوجهةٍ ما؟
دورف: هدفنا هو الإطاحة بأيّ عدوٍّ نواجهه، فالقوانين تنصّ على أنّ السور الثاني سيُفتح بعدَ أن يستبعد نصف المتسابقين.
جيني: ألا ترى بأنّ هذا الأولمبياد جنوني أكثر من اللازم؟
دورف: بالتأكيد.
لكنني متفهم للأمر، سيحصل المرء على سيف دمار، من البديهي أن يكون الأولمبياد بهذا الحجم الهائل.
يستند جيني على حافّة الأرضيّة العليا قائلاً: ترى مالذي يفعله الباقين؟
دورف: لا أظنّ أنّ أحداً منهم قد تشابك مع عدو ما.
مازلنا بيومنا الثاني داخل هذا الأولمبياد.
جيني: معك حق.
وإذ بجيني ودورف يعقدان حاجبيهما.
دورف: هل شعرت بهم؟
جيني: بالتأكيد.
كان هناك حوالي مئة رجلٍ متخفّين يحيطون بجانتي ويلحقون به.
دورف: أيّ تقنيةٍ هذه؟
رغم أنّ نظري قوي حقاً إلا أنني لا أستطيع رؤيتهم بتاتاً.
جيني: إنهم مختفيين بالكامل بطريقة أو بأخرى، على كلّ حال، دعنا نكمل طريقنا وكأننا لم نلحظ وجودهم.
دورف: حسناً، هل لديك خطّة ما؟
جيني: وهل تحسبني ڤوزاد لأفكّر بخطّة وقد بدأ التوتّر ينتابني بسبب كثرة عددهم، إنّهم ليسوا ضعفاء البتّة.
دورف: حسناً، سأنشئ أنا الخطّة، لكن دعني أفكّر أولاً بكيفية معرفة أماكنهم بالضبط حتّى لا تخطئ هجماتنا.
جيني: نطليهم مثلاً؟
دورف بانزعاج: هل هذا هو وقت مزاحك؟
ثمّ يُصدم دورف قائلاً: أنت ذكيّ يا جيني.
جيني باستغراب: أنا أعرف هذا ولكن لماذا؟
دورف بابتسامة شيطانيّة: بما أنّ هدفنا هو طلاءهم بطريقة أو بأخرى، لذلك يتوجّب على عضونا الثالث فقط أن يرمي بفاكهة التوت بكلّ مكان حولنا.
جيني: لكنّ جانتي شجرة غير مثمرة، وخاصةً كيف سيخرج التوت؟
دورف: إنّ جانتي شجرة تفّاح بالأساس، كما أظن، لكنّه بعد أن ابتلع حجر الهومكلوس الذي جعله خالداً، استطاع أيضاً التحول للكثير والكثير من أنواع الأشجار، ليس هذا وحسب، بل صار أقوى بكثير.
وإذ بجانتي يتوقّف ليدوي بصوته الغليظ والمرعب، فيتوقّف الأعداء معه متلبّكين من توقّف جانتي المفاجئ ومستعدّين لكل قتال.
ليقول أحدهم: تأهبوا، إنّهم أعضاء أكبر المنظمات بالعالم، والذين أطاحوا بأحد الأسطوريين الخمسة.
وإذ بجانتي يبدأ برمي التوت بكلّ مكان حوله عبر القذف بأغصانه العالية ليتمّ صبغ المكان برمّته باللون الأحمر الفاقع.
-ابتعدوا، إنهم يهجمون.
وهكذا ابتعد الجميع عن جانتي.
إلا أنهم شعروا بحماقتهم بعد أن اكتشفوا أنه مجرد توت.
يقترب أحدهم قائلاً: ما بكم، إنّ هدفهم فقط معرفة أماكننا عبر صبغنا بلون التوت، دعونا نهجم عليهما.
وإذ بالجميع يقفز بقوّة مدمّرين الأرض أصفلهم من قوّة القفزات.
ويهبطون على الأرضيّة العليا.
كان جيني جالساً على عرشٍ خشبي من صنع جانتي ودورف قد تحوّل لذئب ضخم ملتف حول ظهر جيني ليعطيان كاريزما خاصّة بهما للأعداء.
-ما بكم، إنهما أضعف من في المنظمة.
اهجموا جميعاً.
كانت الإبتسامة على وجهي دورف وجيني، لكن بعد جملة ذاك الرجل قد تحولت ابتسامتيهما لعبوس ليختفيا من مكانهما فيلقه دورف أرضاً بسهولةٍ تامّة بسبب ضخامة حجمه ثمّ يضربه جيني أعلى رأسه بقوته الكهربائية فيفقد وعيه مباشرةً.
جيني: إن كان هذا قائدكم، فيستحسن بكم الهروب.
وإذ برجل أضخم من الجميع بكثير يزيحهم يمنةً ويسرى فيفسحون له الطريق ليقول: أنا هو القائد.
جيني: هممم، أرى كمية عضلات فقط.
أعلم كل العلم أنّك وحدك والباقين مجرّد مزيّفين.
دورف: مالذي تقصده؟
جيني: أحد القوانين ينص بعدم إنشاء فريق مكون أكثر من 3 أشخاص.
دورف: أوه، هذا صحيح لقد نسيت حقاً.
وإذ بالباقين يختفون ليزداد حجم ذاك الرجل أكثر وأكثر.
وإذ بأغصان جانتي تمسكه وترميه خارجاً.
جيني: هذا ممتاز، إنها فرصتنا لإبعاده عن منزل الشجرة.
وإذ بهما يلحقان به بسرعة، لكنّه كان قد أمسك بشجرةٍ عملاقة وخلعها من مكانها ثمّ ضرب بها بشكل أفقي حوله نحو جيني ودورف، كان دورف قد قفز من فوقها ليكمل طريقه عليها نحو العملاق ذاك، وبالنسبة لجيني كان قد تحوّل لكهرباء ليلتفّ حول جذع الشجرة ثمّ يقف فوقها ويكمل ركضه مباشرةً نحو العملاق أيضاً.
ما إن وصلا إليه خرجت من أجساده أجساد بشرية أخرى فيضطران جيني ودورف للابتعاد عنهم.
العملاق: همم، هممم.
أنتما سريعان حقاً، لم يسبق أن استطاع أحد ما الهروب من جثثي اللطيفة.
دورف: لا يمكنني الآن مجاراة سرعتك تماماً لأنّ الليل لم يحن بعد.
جيني: سرعتك هذه كافية، دعنا نهجم بشكل متتالي.
وهكذا بدأ جيني بالهجوم لكنّ هجومه لم يفلح لأنّ الجثث قد خرجت مباشرةً محاولةً الإمساك به، لكن الجثث مازالت ملتصقة بجسد ذاك العملاق.
مما جعله يتراجع ويتناوب مع دورف بالهجوم عليه.
وإذ بالعيون السحرية الطائرة تظهر بكل مكان عارضة للمشاهدين القتال، ليصيح جوني الأشقر من غرفة تعليقه الخاص: اوووه، هنا يوجد قتال رائع بين بِيْن العملاق بيين و عضوين من أعضاء البينغر، البرق الأسود، وذئب الليل.
العيون السحرية عبارة عن عيون بحجم كرة القدم بيضاء اللون مخططة باللون الذهبي ولها أجنحة تطير بها، وهي عبارة عن آلات تصوير سحرية من إنشاء جوني الأشقر.
يضحك العملاق بين قائلاً: لقد أكلت عائلتي، أكلتُ أصدقائي، حتّى أنني أكلت قريةً كاملة لملئ مجموعتي اللطيفة.
دورف: ما خطب هذا المجنون.
جيني: دعنا منه، ابتعد، سأهاجمه من مسافة بعيدة.
ما إن ابتعد دورف عنه كانت الصواعق الكهربائية السوداء تهطل على ذاك العملاق واحدةً تلو الأخرى.
مما جعله يترنّح، إللا أنّه ضحك قائلاً: ما بال هذه الدغدغة؟
لقد اعتدت على المكوث بين أسماك ثعبان البحر الكهربائي العملاق.
هذا لا شيئ مقارنةٍ به.
يبتسم جيني فقد حلّ الليل قريباً ليقول: رغم أنّني قادر على مضاعفة قوة صواعقي الكهربائيّة، إللا أنني لستُ محتاجاً لاستخدام الكثير من طاقتي عليك.
كان بين قد استغرب من كلامه، لماذا هو غير محتاج لقتاله بجديّة ليقول: مالذي قلته أيها النذل؟
إللا أنّ جيني قد أشّر نحو دورف الذي قد ضخُمَ حجمه.
بين العملاق بابتسامة: لا أحد يتخطى حجمي، والكلاب تبقى كلاباً.
وإذ بجيني يتحول لكهرباء ويطير مباشرةً نحو عنق بين العملاق من الخلف ليلتفّ ويشحن ساقه بطاقةٍ كهربائيّة ويضربه مباشرةً على بصلته السيسائيّة مما جعله يفقد وعيه لبضعة ثوانٍ، وهذه الثوان كانت كافيّة لوصول دورف فوقه، ليرمه أرضاً وينقضّ على وجهه إللا أنّه صاح: أنا أنسحب أنا أنسحب.
وإذ بالأرض تبصق عدة أشخاص ملثمين بملابس بيضاء يمسكون بصولجانات كبيرة ثم يقترب أحدهم قائلاً: بما أنّه قد استسلم فيتوجّب عليكم تركه حتّى يخرج من هنا بسلام، ونحن مسؤولون عن حمايته.
فيتركانه جيني ودورف ويبتعدان قليلاً، إللا أنه ضحك وقال: لن أغفر لكم فعلتكم أيها الأنذاال.
ثم استدار نحوهما ليلقي بقبضته العملاقة عليهما، إللا أنّ أولائك الملثّمين قد وضع كلّ منهم كفيه على بعضهما البعض مما جعل الأرض تخرج حجارة لتحاوط به وتربطه عليها ليستلقي دون حراك.
وإذ بالأرض تبتلعه بجزء من الثانية، ثمّ يقول أحد الملثّمين: نحن نعتذر عن الإزعاج.
ثم يغوصون تحت الأرض أيضاً.
دورف: من يكونون بالضبط؟
جيني: وما أدراني، لكن لا بدّ أنّهم من مؤسسي هذا الأولمبياد الغريب.
ولماذا كان تحولك هذا أضعف من الذي قاتلت به البيغاسوس؟
دورف: طاقتي تستمد من القمر بشكل كامل، وبسبب أن القمر ليس بدراً الآن، فأنا لستُ بتحولي الكامل.
جيني: هممم، هكذا إذاً.
أنت تقرأ
BINGUR
Adventureبَعْدَ رحلةٍ طويلة خاضها قائد منظّمة البينغر لِجَمعِ فريق مكوّن من مقاتلين أشدّاء لإنقاذِ إمبراطوريّته من حاكمها الذي قد قتل والده منذ ست سنوات، ثم احتكر كل ما بتلك الإمبواطوريّة لنفسه. يتابع ياتسومي ترحاله لنشر الخير في أرجاء الكوكب.
