الفصل 200 "شبه جزيرة المستذئبين"

96 22 2
                                    

يهبط جانتي أمام غابةٍ كبيرة جداً لدرجة أن الضوء لا يصل لداخلها بسبب كثافة الأشجار وأوراقها.
إلا أن أعين مخيفة تلمع من بين الظلام.
تانوي بخوف: يارفاق...
وإذ بدورف يصبح ذئباً ويقف على حافة الأرضيّة السفلى مخرجاً عواء عالٍ وهو ينظر لأعلى.
فتتّضح أن أصحاب تلك الأعين ذئاباً أخرى ليخرجون متحولين لبشر وهم سعيدين ليقولون: دورف؟
أهذا أنت حقاً؟
يقفز دورف لأسفل بعد أن رجع لشكله البشري فتقفز فتاة بأحضانه مسقطةً إيّاه أرضاً فيضرِبُ سهمٌ قلب تانوي وهي تنظر لهما.
ثم تبدأ تلك المستذئبة بلعق خد دورف وهو يضحك محاولاً إبعادها.
ليضرب سهماً آخر قلب تانوي وتصيح كالمجنونة متوتّرة.
ثم تسقط لأسفل.
فتنظر لها تلك الفتاة المستذئبة لتقول: مَن تكون؟
دورف وهو يقف: إنّها صديقتي، تدعى تانوي.
يخرج كل من سيريانا وغاتوك آنذاك من منزل الشجرة ليقول غاتوك: لقد وصلنا أخيراً.
يقفز كورامي لجانب دورف ليقول: أليس مرحب بنا؟
فيخرج آنذاك رجل كبير بالعمر، يناهزُ السبعين، يملِكُ عصا خشبية يستنِدُ عليها ليقول: أهذا أنتَ حقّاً يا دورف؟
يبتسم دورف وهو يقول: لقد عدت بعد انضمامي لمنظمة البينغر.
فينظر الجميع للفريق منصدمين.
-البينغر؟
-هذا صحيح، إنّهم يتنقلون بشجرة عملاقة.
-رااائع.
وهنا قال ذاك الرجل الكبير: بصفتي زعيم عشيرة المستذئبين، فنرحب بكم كضيوفٍ بكل سرور.
وهنا بدأ الجميع يتعرّفون على بعضهم البعض إلا أنّ ياشيرا الذي بدأ بالعطاس بشكلٍ غريب.
تاميدا: هل أصبتَ بنزلة برد أم ماذا؟
يعطس ياشيرا آنذاك ثم يقول: أظنّ أنّه بسبب الوبر.
يونا بعيون لامعة: إنّها عشيرة مستذئبين رائعين، متى ستهجم عشيرة مصاصي الدماء؟
وإذ بجميع المستذئبين ينظرون لها بغضب شديد محملقين بها.
إلا أنّ دورف كان قد صاح: يارفاق، إنّها من عالم آخر ولا تدري شيئاً عننا.
كان الكثير من الذئاب قد صعدوا على متن جانتي وهو متّجه لمكان ما داخل تلك الغابة العملاقة.
يقترب غاتوك بجانب زعيم العشيرة ليقول: ما قصّة المستذئبين ومصاصي الدماء؟
يتنهد الزعيم ثم يقول: إنّها قصة طويلة جدّاً.
يوجد عداوة كبيرة بيننا.
يصبح على يسار جانتي جبل حجري عملاق جداً منحدره عمودي على الأرض، ويكمل جانتي طريقه إلا أنّ الغابة بدأت أشجارها تقل إلى أن وصلوا على شاطئٍ ذهبي أمام مياه البحر الجميلة.
يتوقّف جانتي لينزل الجميع منه موجّهاً الزعيم أنظار الجميع نحوه ليقول: اعتبروا نفسكم بأرضكم.
ثمّ يؤشّر على ذاك الجبر قائلاً: وسيكون مسكنكم هناك تماماً.
تستطيعون الراحة متى تشاؤون.
كورامي موجّهاً كلامه للفريق مع فريق السلالة: يارفاق، بغياب القائد أقول لكم.
ثم يصيح رافعاً يديه: استمتعوا.
كانت سيريانا مع يوني ويونا قد اتّجهوا مباشرةً للبحر للإستمتاع بمياهه الجميلة تلك أمّا دورف فذهب مع أصدِقاءه القدامى للجهة الأخرى من الغابة أي على يسار الجبل العملاق، مكان سكن الستذئبين بين كل تلك الأشجار العملاقة، كانت الكثير من المنازل القشيّة الخفيفة مشيّدة.
وصل دورف لوسط المكان ثم يصيح أحد أصدقاءه قائلاً، ياارفاق، إنّ دورف قد عاد.
وإذ بهم يخرجون من المنازل القشية واحداً تلو الآخر.
لكن خلف إحدى الشجرات الكبيرة، كانت تانوي تنظر لهم.
وإذ بطفلين صغيرين يصيحان من خلف تانوي لتقفز مفزوعة فقد كانت بكامل تركيزها على دورف.
يضحكان الطفلين الصغيرين ليقول أحدهم: مالذي تفعلينه هنا يا....
تانوي بعد تنهيدة: لقد أفزعتماني.
باستغراب: لكن كيف استطعتما ملاحظتي؟
فيبتسمان باستهزاء فيقول أحدهما: رائحتكِ.
تانوي باستغراب: ماذا؟
فيقول لها: لدينا حاسة شم قوية جداً، خاصةً أن موطننا لا يوجد فيه إلا من بني جنسنا، أي أننا نشعر بكِ بسرعة كبيرة.
تانوي: إذاً، لماذا ما يشعر بي أي أحد غيركما؟
فيرّد الآخر عليها: لقد قال لنا دورف ألّا نحرجك.
فيحمر وجه تانوي لتنظر بالأرض ثمّ تستدير نحوه فتراه ينظر لها بابتسامة ويومي بيده بمعنى تعالي.
اقتربت نحو جماعة المستذئبين الكبيرة تلك ببطئ شديد، وإذ يدفعاها الطفلين الذين كانا معها نحوه لتقترب بسرعة بينهم، ليقول دورف بابتسامة: وهذه تكون أكثر شخص متفاهم معه بمنظمتنا.
فتبدأ أصوات الإندهاش ليكمل دورف: بالمناسبة هي زومبي أيضاً، وتستطيع إخراج الكثير من الزومبي من تحت الأرض.
اجتمع الكثير حولها وهم يسألونها الكثير من الأسئلة وهي محرجة تنظر للأرض.
أمّا باقي الشباب فقد اتّجه كورامي ليبدأ بالشواء على شاطئ البحر.
أمّا ڤوزاد فكان بغرفته جالساً يناقش نفسه أمام خارطة غريبة الشكل وبيده بوصلة لها أكثر من خمسة مؤشّرات متجهة باتجاهات مختلفة كل ثانية، وهو يكتب الكثير على ورق أصفر اللون.
أمّا كلاً من ياشيرا وتاميدا فقد ذهبا للمشي مع كل من روز وجيني على غير العادة.
أمّا غاتوك فقد عاد لمكانه المفضّل ألا وهو أغصان جانتي العالية.
وعند الأرضية السفلى كانا مينجا وغينجو أمام بعضهما البعض على كرسيان وبينهما منضدة.
غينجو: أنْتَ تريد سيفاً قوي أليس كذلك؟
لكن ماهيته؟
مينجا: ولهذا أريدكَ أنت، أريدك أن تنشئ لي واحداً.
وهنا كان غاتوك قد رمى بنفسه نحوهما ليضع يده على المنضدة قائلاً: حَلُّكَ عِندي.

BINGURحيث تعيش القصص. اكتشف الآن