الخطب بي أنا، هذه جملةٌ رددتها كثيرًا حتّى ما عدت أؤمن بجملةٍ غيرها، هذه حقيقتي، وحقيقة الجريمة أكملها. الخطأ يتسلّق أكتافي، والذنب ذنبي أنا، عشت حياتي أضع الأصفاد حول يدي بنفسي، أخنق نفسي بسلسلةٍ من ندم قاسي كما الحديد، ولا زالت هذه السلسلة تخنقني، تقتل أفكاري، تمنع وصول الهواء إلى عقلي الذي قد تحجّر من الألم والفراغ. العلاقات... أهي لعنةٌ تسللت من رحم والدتي إلى جسدي فعاشت تأكله؟ أم أنها ذنبٌ وجبّ عليّ تكفيره مدى الحياة! لا أعلم، إنني أصرخ بأني لا أعرف، وما عدت أعرف، ولا أريد أن أعرف، عقلي ملطّخ بألوانٍ حارّة، وبصيرتي قد أغلقتها شياطين نفسي والندم. أكره نفسي أحيانًا كثيرة، وأكره عجزي المتواصل، لا يفهمني شخص ولا شيء، حتّى أنا ما عدت أفهم نفسي، في متاهة من آهات وُضعِتُ، وطُلِب منّي الخروج دون خريطة، متى سأخرج؟ وكيف؟ هل سأخرج أصلًا! ماذا إن كانت متاهتي بلا باب خروج، فأظل عالقةً حتّى يقتلني اليأس فأموت. أفكّر كثيرًا، تعيش قططٌ جائعة في دماغي، تأكل منه كلما قرصها الجوع، ولا تشبع! أنا متعبٌ كثيرًا، والطريق طويلة، ساقايّ منهكتان، وجسدي قد تعرّق سمومًا ودموعًا. أكره كتابة الكثير من الأسطر، وهذا شيءٌ لا تفعله أصابعي إلا حين تريد خيانتي، حين تريد أن تكشف الستار عن الكلمات التي تموت في سبيل الخروج من جسدي.
أنت تقرأ
حيث تُتلَى الخيبة
Non-Fiction-أين تُرتَّل المواجع؟ -في كنائس صدري. [كتاب نصوص قصيرة] محتوى حزين ويتضمن ألفاظ جريئة. جميع النصوص من كتابتي، يمنع النسخ أو السرقة.