آمين الثاني والتسعون بعد المئة

446 66 4
                                    

اندلعت رغبة الكتابة داخل أحدهم في اليوم الذي قرر فيه انهاء حياته، هكذا بدأ يقتل كل خلية حيّة تعيش بين طيّات جسده، يكتب كي يُنهِي وجعه، أفكاره، ضجيجه، وحين ينتهي الورق، يبدأ بغرز الحروف على بشرته العارية، المهم ألّا يتوقف أبدًا عن اخراج ما يقف عالقًا في حلقه.

رأسه بؤرة الهام تفجّرت حتّى أغلقت كل ثقوب رغباته الأخرى في العيش، حين يستيقظ فهو يفعل لأن أفكارًا أخرى تولدّت في منامه، فينهض ناويًا قتلها، وحين يستلقي على سريره حجةَ النوم، يُمسك بيده اليمنى ورقة واليسرى قلم موهمًا نفسه بأنه يكتب، هكذا كان يموت يوميا، على الصحف، بكلِ رقةٍ.

وجدَ نفسه عاش سنينا طويلا، والالهام لا ينضب، والقلم لا يجف، وورقه حتى وإن نفد، فلديه الكثير من الأسطح والأوجه التي تفي بالغرض، خيطٌ رقيق يفصله عن الموت كل ليلة، وهو يتمسّك بهذه الحياة بأصابعَ جبانة مرتعشة.

حيث تُتلَى الخيبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن