آمين الثامن والثلاثون بعد المئة

503 97 13
                                    

لا أعرف عن لوني المفضل شيئا، أو كم أبلغ من العمر، ما رأيك سيدي بليلةٍ نتشارك فيها الأحاديث دون صوت؟

دعنا نتحدث صمتًا بليغًا، نظراتُ عتاب!
دعنا نتشارك الهم تنهيدةً يائسة، ورعشة باردة.

أيها الرجل ذو القبعة،
هل تركتك حبيبتك لتبدو بهذا البؤس؟
تجاعيدك تحتضن الذكريات،
تحتضن دموع قديمة، وحب مكسور.

أنا امرأةٌ مبهرجة، وحيدة.
تتسلّق الليالي الموحشة، وفي صدرها جرحٌ عريق.
من ثوبها العاري تصنع نجوم،
ومن عنقها المخنوق تروي حكايا لأطفال الأرق.

إن كانت هذه الليلة الأخيرة لكلينا،
فلمَ لا نحب بعضنا البعض؟
دعك من أشخاصٍ قدامى، لا أُحب التكرار!
لا أُحب أن أتعلّق بشخص ما.
الحياة الرتيبة هذه،
ستناسب شخصًا آخر،
امرأة أخرى،
أنت،
لكنها لا تناسبني أنا.

ماذا يقبع تحت قبعتك؟
وصيتك؟
صوتٌ كتمه العالم أجمع؟
شَعر؟
ماذا عن الشِعر!
أين تُجمِّع القصائد؟
أتضعها تحت وسادتك مثلي؟

ما لونك المفضل؟
لا أمتلك لونًا مفضل.
أكذب، ماذا عن كذبات حبك؟
أأخبرتها أنك ستظل معها حتّى تلفظ أنفاسها الأخيرة؟
هل أخبرتها أنك ستنتظر، ثم رحلت؟

يا صاحب القبعة،
إنك تشبهني،
روحك قبيحة،
تتجمع دناءة أفكارك أسفل قبعتك.
سأحبك الليلة.
سأحبك كثيرًا.

حيث تُتلَى الخيبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن