أردت أن أكون محبوبة حينها، لم يكن يوما مميزا، كان ذابلا كبقية أزهاري، لكني أتذكر أنه كان باردا، برودةً نشرت حيز اللاشيء في جوانب جسدي، وذكّرتني بتلك البقعة التي لا يزورها شعور، ظننت أن ما ينقصها كان حبا، فحشوتها، حبا، اهتماما، رغبةً، شيئًا ما، شيءٌ تمسّكت به لأني ظننته نورا سيزيح ظلمة ليلي، لكني دسست السم دون أن أعرف، نشرتُ بذرات متعفنة وقد أعمت رغبة الامتلاء بصيرتي، تلك البقعة الصغيرة، توسّعت حتّى صارت فجوةً داخلي، وها أنا، وقد اقترب الشتاء، خائفةً من أن يتذكّرها جسدي مجددا، فتزداد هوةً لا تمتلأ.
أخشى أني مع هذا الشتاء، سأشعر بالوحدة مجددا تطرق باب صدري، وأن تزداد رغبتي في أن أكون محبوبةً، فأصير فراغًا يضم فراغا.
أنت تقرأ
حيث تُتلَى الخيبة
Non-Fiction-أين تُرتَّل المواجع؟ -في كنائس صدري. [كتاب نصوص قصيرة] محتوى حزين ويتضمن ألفاظ جريئة. جميع النصوص من كتابتي، يمنع النسخ أو السرقة.