كان البكاء مزعج، والعويل مزعج، والنحيب مزعج، والمواساة مزعجة، والتربيتات مزعجة. في يوم وفاتي، كان كل شيء حولي مزعج عدا رأسي، بؤرة روائح الموت العَفِنة. كان كل شيء يشبهني، السماء تشبهني، الغيم يشبهني، المقابر تشبهني، النجوم تشبهني، وبكاء الأمهات يشبهني. كان كل شيء يشبهني إلا الرجل داخل المرآة. لم أشتر باقة أزهار أُزيّن بها قبري، لم يُزهر داخلي فما الفائدة من أزهار تغطّي تربة جسدي.
مُت وحيدةً، كانت حكاية الروائي مجرد قصّة ما قبل النوم لطفلة بائسة، مُواسية لا حقيقية، كذبة تلوّنت بالأبيض المقيت.
خذلتني آمالي وأحزاني، وأجزم أنها انتقلت مع شخص آخر غيري. لا يُدفن الألم مع صاحبه، لكنه سيظل يلاحقه، ستشتم رائحته حتّى مدفونًا تحت التربة.في يوم وفاتي... احتفلت، غنيّت، وضعت زينةً أخفي فيها جثث التعب عن وجهي، ارتديت ثوبًا غاليًا، ووضعت قلادةً جميلة. كانت روحي ترقص، تغنّي، في يوم وفاتي، شعرتُ أنني أكثر البشر تحررًا، أن روحي تركضُ في غابةٍ رطبة والرياح تعانق شعري.
في يوم وفاتي، لم أبك، لم أفعل.-
12.5.2021
أنت تقرأ
حيث تُتلَى الخيبة
Non-Fiction-أين تُرتَّل المواجع؟ -في كنائس صدري. [كتاب نصوص قصيرة] محتوى حزين ويتضمن ألفاظ جريئة. جميع النصوص من كتابتي، يمنع النسخ أو السرقة.