آمين الخامس عشر بعد المئة

611 103 31
                                    

أشعر بحزن الشخصيات التي لم تمتلك سوى نص واحد لتقوله ثم تعود إلى منزلها. شعور أن تكون عقدة القصّة، فُتحَل ويسعَد الآخرين. ألّا تكون الشخصية الرئيسية، أو حتّى الشخصية الثانوية، أن تكون اللاشيء، شجرةٌ وُضِعت كي تبرز العوالم الخارجية للمشهد، أو شعورًا أحمقًا جعلَ الأميرة تقرر الهرب من خلال النافذة.

هذا يعني أن تكون الشيء واللاشيء في الآن نفسه، أن تكون المجرم والضحية، القصيدة والحروف. أشعر بحزن الأسماء التي لم تُذكَر في الإهداءات، والأطفال الذين لم يحضر آباؤهم حفلات تخرجهم. بحزن امرأةٍ مجنونة تعود إلى منزلها الموحش متأخرًا، وحزن مريض سرطان وهو يرى شعره يتساقط شعرةً وراء أخرى. ماذا عن الأصوات التي لا تُسمَع؟ صوتي، صوتك، وصوتها.

إني أرغب في الكثير من الأشياء، أرغب في السعادة ولا أجدها، أرغب في التحرر ولا أجده، أرغب في العيش ولا أجده، أرغب في الحب ولا أجده، أرغب بك فلا أجدك. هذا معنى أن تفقد الحياة طعمها في فمي، وأن تكون المرارة هي الطعم المستساغ الوحيد لديّ.

لا يتقبّل قلبي السعادة بعد الآن، لا يتقبّل الاهتمام، أو فكرة العطف القادمة من الآخرين. هذا ما حرّمته حياتي عليّ، صار الاهتمام يؤذيني، والحب يؤذيني، وأنت تؤذيني. لم يعد وجهي يُصدِر ردّات الفعل الطبيعية، أن يبكي الانسان حين يحزن، ويبتسم حين يشعر بالسعادة، صرت أتجمد حين أحزن، وأتجمد حين أشعر بالسعادة.

أخشى أن أظهر بملامحَ الفرح، فتسِرقُ الحياة ملامحي، وفرحي، وفساتيني. صرت أطوي خجلي، وكلماتي، ونصوصي المتآكلة في وجهي، بين ملامحي. إن دققت، ستجد حزنًا قديمًا، وجرحًا مفتوحًا، وقصيدةً مثخنة بين أهدابي.

هذه رسائلٌ قديمة قد غَرِقت في الحب، وهذه كلمات ما زالت في فمي.

حيث تُتلَى الخيبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن