آمين الثالث والسبعون بعد المئة

423 72 8
                                    

تركت عنوةً تفاصيلَ كثيرة، أردت ولأول مرة أن يلاحظ أحدهم هذه الفوضى، كنت أنسحب بتمهل، أُعلّق ثياب الرحيل على خزانتك، أُغلق الحقائب بتريّثٍ مفرط، أترك الستائر مفتوحةً على غير عادتي، أكسر الأثاث، جميع كل تلك الخطوات تركتها مكشوفة، انتظرت يد تمنعني، شخصًا يخبرني ألا أرحل، لكن الواقع صفعني، لا أحد ينتظرني، رحيلي بمثابة بقائي، وحقائبي المتناثرة، لملمتها وبعينيّ انكسار لا أظنه سيجبر يوما.
كانت رغبتي في الرحيل واضحة، لكن اشاحة النظر كانت الاجابة، الاجابة التي طرقت على قلبي وألجمت رغبتي في الوداع.

رحلت كما تفعل النجوم حين تشعر أن نورها لم يعد متوهجا كفايةً، أمثالي، الذين يغادرون وفي أفواههم محيطٌ من كلم، وأعينهم محشوةٌ بالشجن.

حيث تُتلَى الخيبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن