البارت الثالث

2.3K 55 10
                                    


في المدرسة :
جلس يامن أثناء الفرصة مع صديقه عاصم متجنباً الجميع من حوله فهو يعلم بكره الأغلبية له بسبب نجاحه وحب أساتذته له فهو مجتهد ويحترم الجميع ليقترب طالب يُدعى سام منهم ويبدأ باستفزاز يامن ليحاول عاصم جعل سام يبتعد عنهم وخاصة بملاحظته عصبية يامن التي بدأت تظهر إلا أن حقد الآخر وغيرته تجاه يامن جعله يزيد من استفزازه
بينما يامن يحاول أن يتمالك أعصابه لأنه يعرف أن الآخر يريده أن يتشاجر معه فعمه مدير هذه المدرسة أما هو ليس لديه أحد ولكن سرعان مافقد يامن أعصابه عندما هتف سام بسخرية : عارف ي يامن أنا بحياتي م شوفت أب بيكره ابنه زي أبوك واد ييامن ليه بيكرهك امم خليني قلك حاجة أنت مش عارف حاجة عن مامتك مش كده ولا ايه فبقولك أنا أمك خانت أبوك وهربت فأكيد أبوك بيكرهك عشان أمك وحدة بلا شرف و بتكون وحدة سيئ..
ليقطع كلماته حالما لكمه يامن بوجهه ولم يتوقف هنا بل هجم على سام يبرحه ضرباً بجنون يضربه على كل مرة تألم من كلامه ولم يستطع الرد عليه يضربه على إهانته له وكل مشاكله التي حدثت في حياته
وكلام سام الآن كان القشة التي قصمت ظهر البعير فهو لم يعش مع والدته إلا أنه يعرف أنها توفت أثناء ولادتها وسمع من الخدم في منزله أنها كانت ذات أخلاق عالية وطيبة القلب فلم يستطع أن يقف ساكناً والآخر يتكلم هكذا لو أهانه هو لكان سكت ومرقها له إلا أنه أهان أعز إنسانة لديه وهيا في قبرها
بدأ عاصم يحاول ابعاد صديقه التي تشكلت لديه قوة عجيبة فيما صراخ سام يزداد ليجتمع الطلاب محاولين ابعاد يامن عن سام ويأتي حراس أمن المدرسة ينهون المشكلة ثم أخذهم حارس الأمن إلى المدير .
وصل حارس الأمن مع يامن وسام إلى غرفة المدير الذي شهق بفزع عندما رأى مظهر سام فثيابه ممزقة ووجهه يملاؤه الجروح والكدمات ليصرخ بحدة : في أيه مين عامل كده بيك ي سام ؟
ليشير سام نحو يامن قائلاً بألم : يامن ياعمو الي عمل كده مش عارف ليه هجم فجاة عليا
سرعان ماقام المدير بمهاتفة والد يامن مطالباً له بالحضور
فيما يامن يقف أمام المدير بجمود صامت وداخله مرتعب بشدة من والده عالرغم أنه لم يخطئ إلا أن والده لايهتم سوى بضربه واهانته والمشكلة أن المدير يكون عم الطالب(سام) الذي تخانق معه فهو لم يحاول التبرير لأنه يعلم أن المدير يكرهه وسيقف بصف ابن أخيه
ليهتف المدير بصراخ :أيه يايامن بيه فاكر نفسك أيه انطق ساكت ليه عشان غلطان مش كده هيجي أبوك وهنشوف هيعمل أيه مع قلة أدبك دي
ليدخل ثائر في هذه اللحظة ليجد ابنه يقف بجمود ظاهري ولكن استطاع بمهارة رؤية الخوف بعينيه قائلاً : وأنا جيت أهو خير حصل أيه
ليتبادل السلام ثائر والمدير .
ليجيب سام ببكاء ليس كاذب فهو فعلاً يتألم لكن قال بكذب وبراءة مصطنعتين : م مش عارف حضرتك هو هجم عليا مش عارف ليه صدقني م معملتلهوش حاجة
ليتخلى يامن عن جموده الظاهري هاتفاً بغضب: كذاب وربنا كذب مش دا الي حصل هوو الي بدا
ليقاطعه المدير بحدة :اخرس مهما حصل مش تمد ايدك كدة كأنك عديم تربية وهتتعاقب بقرار فصل عشان تعرف تعمل كده
ليزداد غضب يامن هاتفاً بصراخ أول مرة بوجود والده يعلي صوته لكن الآن لايستطيع أن يصمت : أنت ليه كارهني كده ومش هتصدقني ولا ايه عشان هو بيقربك أما أنا مش ليا حد
قاطع كلامه صراخ والده باسمه يرمقه بنظرات قاسية مشيراً له بالصمت
لينظر يامن نحو أبيه لعله ينقذه من ظلم المدير لكن تفاجئ وخاب أمله عندما هتف والده بهدوء :أوعدك ياحضرة المدير مش هيكرر تصرفاته دي حقك عليا
ثم وجه نظره لابنه هاتفاً بهدوء :اعتذر ي يامن من زميلك وحضرة المدير
نظر يامن لوالده بصدمة ممزوجة بكسرة لينفي برأسه بدموع هاتفاً : ه هو الي غلط م مش أنا
ليصرخ ثائر بحدة :اخلص ي يامن واعتذر حالاً
كاد يامن أن ينفذ أمر والده إلا أنه عندما نظر ل سام ووجده يرمقه بانتصار وشماتة غير رايه ليرفض
مما أشعل غضب والده لعناد ابنه أول مرة له ليرفع يده صافعاً يامن بقسوة غير مراعي كسرة ولده أمام الآخرين ثم صرخ ثائر :اعتذر حالاً ي يامن وكفاية عناد أحسن ليك
لينزل يامن رأسه محاولاً عدم اظهار عينه المتألمة أمامهم ويقول بخفوت فليس لديه خيار : أنا آسف
ليهتف المدير :خلص سماح المرة دي بكرا تداوم ومش عاوزين مشاكل وشكراً ليك ياسيادة العقيد
هز ثائر رأسه وودعهم ساحباً ابنه الذي مازال رأسه منزلاً للأسفل غير مصدق كيف أهانه والده هكذا فهو يعرف أن والده يكرهه ولكن لم يسبق أن أهانه أمام أحد هكذا خرجا الأب وابنه خارج المدرسة ليرفع يامن رأسه ناحية والده ليهوّله منظر والده الذي احتدت عينيه وملامحه أصبحت قاسية أكثر مما عليه سابقاً ليعلم يامن أن هذا الأمر لم يننهي هنا
🙁🙁🙁🙁🙁🙁🙁🙁🙁🙁🙁
في فيلا الجارحي مساءاً :
يجلس الجميع حول طاولة الطعام والصمت يستحوذ على المكان فاليوم كان صعب على الجميع ليحاول حازم كسر هذا الجو المشحون بالتوتر قائلاً بمزاح : أيه يادكتورة طمنيني عن المرضى بتاعك مش لما يشوفكي بيتعالجو بسرعة كده من جمالك وحلاوتك ولا بيموتو بسرعة
لتضحك تالا قائلة بمزاح هي الأخرى :زي المجرمين عندك مش بيعترفو بسرعة لما يشوفك أكيد يابني مش من جمالك ياحرام من خوفهم مش كده
ليث بسخرية :آه أنتي وهو طول عمري حاسس حالي عايش مع بومة وبوم حصل ايه عشان تصيرو سبب حل المشاكل
ليرمقاه الآخرين بغيظ ويضحك الأب على مشاكستهم
لتهتف تالا بحزن مصطنع :شايف ي بابا ابنك بيعاملني ازي سبب ليا الحزن والوجع بهون عليك يابابا
الاب بحدة مصطنعة :واد ي ليث ليه عملت كده كنت لازم تضربها مش تحكيها كده
ليضحك الجميع على ملامح تالا المغتاظة
ثم يضمها والدها مقبلاً جبينها هاتفاً بحنان: قليلي يا حبيبتي حد بيضايقك بشغلك ولا ايه
تالا بنفي :لا يابابا شغلي كله تمام الحمدلله ومافيش حدبيضايقني
الأب بحب : الحمدلله يابنتي ماتنسيش لو حصل حاجة خبريني
حازم بغيظ مصطنع :ايه يابابا حضرتك مش مخلف غير تالا ولا ايه
الأب بمزاح : مش ممكن دلل واحد شحط زيك واترك القمر دا
ليضحك الجميع
ليوجه مجد حديثه لليث بجدية :أخبار الصفقة الجدبدة ايه ي ليث
ليث بجدية هو الآخر :تمام أوي ي بابا هنروح بكرا ع مطعم( ....) مع فريق عمل شركة ... ونوقع العقد وان شاء الله زي كل مرة هنربح
مجد بفخر وثقة :ان شاء الله ياحبيبي أنا واثق فيك وعارف أنك بتستاهل النجاح عشان تعبت جداً
ليرن هاتف حازم قاطعاً حديثه ليرد حازم على المكالمة قائلاً : السلام عليكم مين معايا ؟
رد الطرف الآخر ببكاء وشهقات متقطعة :ع عمو ا أنا يامن أرجوك الحقني ب بابا معصب أوي ومستحلفلي ص صدقني معملتهوش حاجة أنا بس دافعت ع عن ماما أرجوك اسرع ه هو بيكفي الي عمله بيا أرجوك ه هو م مش (ليتابع بكلام غير مفهوم بسبب شهقاته .)
ترك حازم مائدة الطعام سريعاً ليذهب حيث صديقه وابنه
حازم :يامن حبيبي اهدا أنا هيجي لعندك خليك معايا واحكيلي حصل ايه
قص له يامن ماحدث بالمدرسة ثم قال له :بعد م اجينا من المدرسة
فلاش باك:
وصل الأب وابنه إلى الفيلا الخاصة بهم لينزل يامن من السيارة وكاد أن يدخل إلى غرفته إلا أنه تفاجا عندما منعه والده ممسكاً يده صارخاً به :مش كفاية قلة أدبك ووقاحتك في المدرسة تقوم تكسر كلامي كده أنت ايه بسبب واحد وسخ زيك المدير اتكلم عليا وعتربيتي ليك بس أنا هعرفك ازي تتجرأ وتعمل كده اسبقني عالأوضة ياحيوان وبنصحك ما تشوفنيش وجهك الي مش طايقه
ليحاول يامن الكلام والدفاع عن نفسه أمام والده إلا أن والده صرخ بقسوة :انقلع ع أوضتك ومش تسمعني صوتك أحسن ليك
ليذهب يامن سريعاً هارباً من والده ثم يطلب من أحد الخادمات أن يستعير هاتفها ويعيده لها وافقت بعد أن أصر يامن عليهت فاشفقت عليه ثم اتصل على حازم
باك
حازم بحزن :خلاص ياحبيبي أنا هوصل
كاد يامن أن يرد إلا أنه تفاجأ بدخول والده بملامحه الهادئة ولكن يامن يعلم أن هذا الهدوء قبل العاصفة
ليهتف بتوتر ممزوج برعب:ب بابا أنا
قاطعه صراخ ثائر الذي جعل رعبه يتضاعف : أنت ايه أنت اخرس وجاوب
من فين جبت الهاتف اتكلم حالاً وبتكلم مين؟
يامن بخوف و تبرير كي لاتتاذى الخادمة بعملها :ه هي الخدامة ع عطيتني هاتفها ب بس أنا اصرت عليها أوي لانها ماكن ماكنتش م موافقة و وب بكلم ع عمو حازم
اقترب ثائر سريعاً يجذب الهاتف من ابنه ليسمع صراخ حازم قائلاً:ثائر اهدا ابنك ملهوش ذنب بحاجة
ثائر :حازم لو سمحت ماتدخلش أنا عارف هربي الزفت دا ازي
ثم قام باغلاق المكالمة بوجه حازم الذي ازداد غضبه وخوفه على يامن فهو يعلم بكره ثائر لولده
فيما نظر ثائر لابنه الذي شحب وجهه تماماً وعينيه توسعت بخوف حالما نزع ثائر حزام بنطاله ليهتف يامن بخوف :ب بابا صدقني هو الي بدا فيا وغلط
قاطعه ثائر : اخرس مش أنا نبهت عليك أي ملاحظة عليك هتشوف حاجة مش هتعجبك
يامن ببكاء : ك كلامك صح ب بس وربنا ب كنت هتجنبو وابعد عنه ب بس هو هو تكلم ع ماما كلام مش كويس ب بابا هو أهان أمي ازي قلي ازي هبقى ساكت م مش ممكن
اقتنع ثائر أن يامن فعل الصحيح ولكن كرهه له لن يجعله يعترف بذلك فهتف :تقوم تكسر كلامي قدامهم مش كده ولا ايه أوعك تفكر نفسك هتكبر عليا
ثم بدأ يضربه بجنون وقسوة وكانه يعامل مجرم وليس ابنه بينما يامن يزداد صراخه وبكاءه صارخاً مع بكائه :ا أرجوك ي بابا آخر مرة م مش هكسر كلامك مرة تانية بس كفاية وجعتني أوي
إلا أن الآخر لم يتوقف واستمر بضربه بقوة غير مهتم بصراخ الآخر وترجياته
إلى أن جاء حازم لاكماً ثائر بحقد على معاملته لولده هكذا ثم ابعده عن يامن وذهب ليتفقد الآخر الذي كاد أن يفقد وعيه .
😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥

قراءة ممتعة
انتهى

أمل من رحم الألم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن