البارت التاسع

1.7K 56 8
                                    

صباحاً:
في مدرسة يامن كان يجلس وحيداً فوق إحدى المقاعد ليقترب صديقه عاصم يرمقه بحزن عليه فيامن أخبره ماحدث معه ولماذ اغاب وكيف عاقبه والده ليتنهد عاصم هاتفاً : قوم ي يامن نخرج ونأكل حاجة أنت قلتلي مش أكل حاجة خالص
يامن : مش عاوز لو طلعت كله هيتريق عليا اطلع أنت لو عاوز وبعدين ثائر بيه معطنيش فلوس
عاصم بصدمة : ايه ثائر بيه دي هو والدك ي يامن أنت مش من عادتك تقول عنه غير بابا
يامن : هو اللي وصلني لهنا أنا كنت متمسك فيه أوي بس هو مش عاوزني بس عارف معاه حق
عاصم باستغراب : ازي معاه حق أنت بتحكي ايه ييامن
يامن بحزن مخفي ويأس من كل شيء : حتى أنت مش لازم ترافقني ولازم تنهي صداقتنا ا أنا سيء أوي عشان كده متعذب
عاصم بحدة : يامن فيك ايه بتحكي كده ليه
يامن بانهيار: عشان اللي زي مش بيستحق يعيش عشان أنا السبب بموت ماما عشان مش لازم ترافق حد قاتل زيي ياعاصم
ليبدأ يامن البكاء بقوة وهذه أول مرة يبكي بالمدرسة مهما بلغت أحزانه ليفزع عاصم عليه ويخاف أن يراه احد ويشمت به فيزيد حزن يامن احتضنه بقوة خافياً وجهه داخل صدره فالصديق الحقيقي هو من يحجب دموعك عن الآخرين ويمسحهم .
بينما يامن يدفن نفسه في أحضان صديقه بقوة ليهتف بصوت مكتوم : اللي زي مش لازم يعيش ياريت متت أنا ومش هيي بس والله مش زنبي ياعاصم ثم تابع برجاء : مفيش حد غيرك أنت وعمو حازم بيحبوني متتركنيش ياعاصم أرجوك اي حاجة عاوزها هعملها ليك بس متتركنيش
لتنزل دموع عاصم على صديقه ليهتف بحنان : بوعدك ي يامن مهما حصل مش هتركك اللي زيك مش بيتعوض وحط دائما هالجملة ببالك ربنا مش بينسى حد وعوضه جميل جداً وكل مصبرتش أكتر هتلاقي حاجةأجمل نصيحة ابقى ع طول متامل وخلي ببالك جملة لايأس مع الحياة
ليتنهد يامن براحة بعدما بكي وارتاح قليلاً شاكراً ربه على صديق مثل عاصم فمهما فعل لم يجد مثله ويقتنع بكلامه ليقرر الصبر مهما حصل ليهتف بمزاح حتى يغير هذا الجو المشحون بالحزن : ايه البخل اللي فيك يالا
عاصم والذي فرح عندما مزح صديقه هتف : بخل ايه
يامن بطفولة : ليه مش بتجبلي شوكولا وعصير
عاصم بغيظ مصطنع : متوخذتيش خلفتك ونسيتك
ضحك يامن
ليهتف عاصم بحنان : حاضر ياحبيبي هجبلك أي حاجة عاوزها
ليعانقه يامن بسعادة هاتفاً : ربنا يخليك ليا يا أحلى عص عص
عاصم بغيظ : ايه عص عص دي يابني
يامن بعناد : عاجبني ومش هغيره
ليصمت عاصم فهو يعرف عناد الآخر ثم ذهب ليحضر له مايريد .
😎😎😎😎😎😎😎😎😎😎😎😎😎😎
في منزل ثائر :
كان يجلس ثائر في مكتبه ليطرق الباب دقات مترددة ليهتف ثائر:ادخل يا يامن
دخل يامن الغرفة وأصبح ينظر بتعجب وخوف إلى أنحاء الغرف
ليستغرب ثائر ويهتف : في ايه ياغبي ليه متبص للغرفة كده
رمق يامن والده بتوتر هاتفاً : حضرتك يابابا مخاوي ولا ايه
رمقه ثائر بسخرية : لا مش مخاوي أنا معداوي
يامن بغباء : يعني مش عندك جن وخبروك أني طرقت الباب لا لا قلتلي معداوي يعني عندك جن عارف في ايه بمعدتي مش كده
رمقه ثائر بغيظ من غبائه عالرغم من ان يامن ذكي ثم تحولت نظراته للقسوة وهتف بنبرة مخيفة : شكلك نسيت بتكلم مين يايامن بيه
تنبه يامن أنه يكلم والده ليهتف بخوف وتوتر : آسف مش قصدي حاجة حضرتك
ثائر بحدة : اخلص عاوز ايه ليه جاي دلوقتي لعندي
يامن بتوتر : عشان بكرا في اجتماع لأهالي الطلاب ولازم حضرتك تروح
ثائر : آه ماشي روح ع غرفتك وهشوف نيلت ايه
هز يامن رأسه بخوف فالمدرسة لم تخبره سبب استدعاء والده ثم ذهب لغرفته بينما ثائر بقي يعمل لوقت طويل
ثم ذهب للنوم
😴😴😴😴😴😴😴😴😴😴😴😴😴😴😴
استيقظ ثائر ثم ذهب لايقاظ يامن ليذهب الاثنان للمدرسة وصل إلى غرفته ليناديه لكن يامن نومه ثقيل قليلاً بينما نفذ صبر ثائر وذهب وهزه بقوة ثم سكب كأس ماء كان موضوع على طاولة على يامن الذي استيقظ بفزع عندما وجد والده لينهض سريعاً من السرير ليهتف ثائر به أن يغسل ويأتي لكي يذهبا للمدرسة معاً
تناولا الاثنان طعامهما ثم ذهبا للمدرسة وكان جميع الطلبة يقفون في الباحة لان الحصة الاولى لم تبدأ بعد وقف يامن في الباحة بينما ثائر ذهب إلى المدير ليرى ماذا يريد تفاجأ عندما طلب منه المدير أن ياتي معه للباحة ويتكلم أمام الطلاب وقف الطلاب جميعاً والمدرسي أمامهم على المنصة ليهتف مدرس مادة الرياضيات بصوت قوي : النهاردة قررنا نكرم الطلاب اللي مهتمين بمادتي وناجحين فيها وبعد الاختبار اللي عملته أنا من اسبوع في طالب واحد حصل على العلامة التامة وهو يامن ضياء تفضل لهنا يا يامن أنت ووالدك
بدأ الطلاب بالتصفيق بينما ثائر شعر بالفخر داخله لكن لم يظهر شيء لينتيه على يامن الذي ينظر له أشار له أن ياتي إليه ثم صعد الاثنان إلى المنصة ليقفان جانب بعض ويتلاقى يامن هدية رمزية ولكن فرحته لم تكتمل بسبب والده الذي لم يبارك له ولم يشجعه .
مدح المدرسين يامن وثائر بينما هناك عيون تكاد تنفجر من الغيرة
🙄🙄🙄🙄🙄🙄🙄🙄🙄🙄🙄🙄🙄
مرت عدة أيام
ذهب فيها قصي إلى شركة ليث الذي أحبه كثيراً وقصي أيضاً أحب ليث ويامن يحاول تجنب ثائر قدر المستطاع فيما ثائر يتابع القضية الجديدة مع حازم وفريقه فيما الجمود بين حازم وثائر يزداد وتالا تتابع عملها بجد بينما حازم وليث مازالا يسعيان لمعرفة الحقيقة وراء مقتل والدتهما ومراد لاجديد في حياته أما قيس فعرف أن قصي أصبح يعمل بشركة وفرح كثيراً من أجله بعدما لاحظ ارتياح قصي ولكنه أصبح يهمل دراسته كثيراً
😌😌😌😌😌😌😌😌😌😌😌😔😌😌
دخل مراد إلى غرفة قيس ليجده جالس على السرير بملل ليهتف قيس بسعادة عندما رأى مراد : حبيب الملايين أخيراً أجيت اقعد سلني عشان مالل أوي
مراد بسخرية :حسستني أني جاي من آخر الدنيا و اكيد هتكون مالل طول الوقت عشانك مبتدرس ولا بتعمل حاجة غير انك قاعد ماسك هاتفك
قيس بمزاح : لا نسيت حاجة تانية مهمة جداً
مراد بتعجب : ايه هيا
قيس : أني طول الوقت بدعيلك للسبب دا وصلت حضرتك لهنا
مراد بضحك : رضاك ياشيخ قيس ثم هتف بحنان : ليه ياحبيبي مش بتدرس انتبه ياحبيبي تتعب شوية وتنجح أحسن متتعبش وتعيد السنة مرة تانية
قيس : متخافيش أخوك قدها وهيبض وجهك
مراد بضحك : ربنا يساعدنا والله أنا حاسس وجهي هيسود أوي
رمقه قيس بغيظ وحزن مصطنع هاتفاً : ربنا يسامحك ع كسرة خاطري دي عارف يامراد حرام أوي تكسر خاطر حد فما بالك باخوك الغلبان دا تاركني عايش وحدي بعاني
مراد : اخلص يابني تاركك ايه وبتعاني من ايه
قيس بنظرات رجاء : مراد عاوز منك طلب
مراد بحنان : اطلب ياحبيبي
قيس : مش أنت صارلك متزوج ستة شهور تقريباً
مراد بتعجب : صح بس عاوز ايه
قيس : عاوزك ترجع زي زمان
مراد بنفاذ صبر : اخلص يازفت وقلي عاوز ايه
قيس بطفولة : عاوزك تنيمني بحضنك زي زمان وكل يوم عشان من يوم متجوزتش ومعدش نمت عندي
مراد : ايه يالا عاوز مراتي تقول أنها متجوزة سوسن
قيس ببلاهة : سوسن مين ايه أنت عارف مراتات ع مراتك
مراد : مر ايه ياخويا
قيس : مراتات يامراد يعني جمع مراتك ايه ياحبيبي مش عارف باللغة العربية إذا مش عارف قلي صح أني أصغر منك بس عقلي اكبر منك وأنت عارف أن لاحياء في العلم
مش كده
مراد بغيظ: اه ذكي اوي أنت ثم تابع مراد مخرجاً من جيبه كيس يحوي علبة : خد افتح دي
أسرع قيس يسحب العلبة فاي هدية من مراد تُعجبه مهما كانت ليشهق بسعادة وفرح عندما وجد الهاتف الذي أعجبه قد احضره له مراد ليهتف : حبيبي ياناس هالراجل دا خلص روح لعند مراتك هسمحلك عشانك شخص جيد
مراد بغيظ: عيل كلب مصلحجي
ثم احتضن قيس مراد بقوة هاتفاً : ربنا يخليك ليا
مراد بحنان : ويخليك ليا يلا ابعد عني دلوقتي عشان روح
قيس بغناء : أنا مقدرش ابعد ثانية أنا مليش بعدك بالدنيا
مراد بغيظ : رجعنا ع السخافة فيك ايه يالا
قيس بسخافة : مش عم اقدر افهم احساسي
ليتركه مراد ويكاد ينفجر غيظاً من قيس بينما قيس بدأ يجرب الهاتف ويكتشف ميزاته .
😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂
عاد قصي من عمله بشركة ليث ليجد والده بغرفة داخلية يجلس مع أحد أصدقائه الذي يشبه والده بطباعه كثيراً ليتنهد ويدخل غرفته سريعاً فهو لايرغب برؤيته أبداًثم تذكر أمر هام يخص أخته منال ليذهب إلى غرفتها ليجدها جالسة على السرير وبيدها صورة تتأملها بشرود
ليقترب منها ويرى في هذه الصورة صور اخته مع خطيبها جاسر التي كانت تعشقه بجنون يعلم أنه لم تتجاوزه فمن الصعب على الإنسان نسيان شخص يحبه بجنون ليتنهد لترفع منال رأسها وتمسح دموعها سريعاً ثم وقفت هاتفة بحدة : ازي تدخل كده مين سمحلك تدخل عغرفتي
قصي بطفولة وحزن : كنت جاي قلك متطلعيش برا عشان رفيق أبوكي الوحش برا وأنا بصراحة بخاف من نظراته ليكي ايه دا راجل غتت أوي
ضحكت منال داخلها على ملامح قصي الطفولية المغتاظة لكنها بقيت صامتة ليتشجع ويبتسم قصي بفرح عندما لم تهينه كعادتها عندما يتكلم معها هكذا
ليهتف بحنان : من ايمتى الأخت بتسأل أخوها حبيبها ليه داخل وليه خارج لعندي دي حاجة طبيعية
لتتغير نظراتها للحقد هاتفة بحدة : قوم انقلع من أوضتي مش عاوزها تتوسخ بواحد قذر زيك وبعدين ملكش فيا دعوة شوف مين ويشوفيني مين انا حرة
لتلمع عيون قصي بدموع هاتفاً بقوة : ليا يامنال وليا أوي عشان أنا راجل ومش هسمح لحد يجيب سيرتك مش أنا اللي بستمتع بنظرات الرجالة لأختي يامنال ليهتف بعدها بوجع : بس نفسي اعرف جواب ل للسؤال دا
أخفت منال مشاعر إعجابها وفخرها بصغيرها التي ربته وكبرته لكنها هتفت بجمود : عاوز تسال ايه
قصي بوجع : ليه بتعامليني كده
منال بغضب : عشانك السبب بترك خطيبي ليا
قصي بحدة حزن : متكذبيش عليا عشان أنتي من لما بقي عمري ١٢ سنة بتعامليني بكره وجمود عارفة يامنال انا مقدرتش اكرهك رغم كل حاجة عملتيها ليا وأذتيني عشانك انتي اللي ربيتني من لما كنت عيل صغير وماما ماتت انتي اللي تحملتي مسؤوليتي وكنتي قدها وعوضتني بصغري عن حنانها ومسبتنيش محتاج حاجة مهما كانت صغيرة
لتتنهد منال بحيرة ووجع ولكن هتفت بقسوة
منال : عشان كنت وحدة غبية وانت واحد قذر مش بتستاهل تتعامل غير كده وتأكد فين مرحتش هتتعذب عشانك واحد حيوان وكرهتك أكتر عشانك السبب انه خطيبي يتركني ثم أكملت بحقد : حضرتك رحت لعند مراد وطلبت منه يبعد جاسر عني والبيه مراد التاني استخدم واسطته ولزق فيه تهمة كاذبة
قصي بوجع ودموعه بدأت تنزل على وجنتيه: أنتي ايه ليه كده مبتصدقنيش ياغبية جاسر اللي متدفعيش عنه شفته بعينيا ازي خانك هو كان ميلعب بمشاعرك ومش بيحبك ولاحاجة اقسم بالله مش بكذب عليكي بكلمة وبيوم من الايام واجهته بخيانته ليكي قلي اختك مش هتصدقك هيي بتكرهك وقتها اتوجعت أوي يامنال مكنتش متخيل الإنسانة اللي طول عمري بعتبرها امي تعمل كده وتتكلم عني للناس وتقول أنها كارهتني متعرفيش كنت عامل ايه وهو بيقلي الكلام دا تركته مشيت من عند جاسر ودموعي ع خدي وكالعادة لما اتوجع بروح لمراد وقيس رحت لعند مراد وقيس دول الشخصين اللي بحياتهن مزعلونيش وعطول يعملوني كاني أخ ليهم لما شافني مراد ارتعب وركض ضمني وسألني فيني ايه وأنا برضو ساكت وعم ابكي
صمت قصي ليجد أخته تتابعه بتركيز وعندما صمت هتفت بلهفة :كمل
قصي بحزن : حاضر ... أما قيس حاجة تانية خالص عارفة انه بدا يبكي معايا ويصرخ خاف عليا أوي ولما هديت خبرته لمراد عن جاسر بتعرفي مصدقنيش ووقتها بهدلني أوي واتهمني أني غيران منه عشان كده اتهمتو بالخيانة أنا انصدمت بمراد ازي يفكر فيا كده طلعت من بيته وكنت سامع قيس ازي ميصرخ عشان ابقى معدتش اهتمت بموضوع جاسر وتركت كل حاجة وصرت اهتم بدراستي بس بعد كم يوم أجا مراد عالكلية لعندي اعتذر مني وخبرني أني معايا حق عشان جاسر وفي صديقه لمراد اسمه ليث عنده أخ بيشتغل مقدم اسمه حازم قبض على جاسر وهو كان بيشتغل بالمخدرات ومش بس كده وفي بنات أوي اشتكت عجاسر أنهم كذب عليهم وفي منهم سرقهم وقتها اصرت ع مراد ياخدني القسم وأخدني لهناك ومراد نادى لمقدم اسمه حازم وبيكون أخ صديقه ليث أنا اصريت ع المقدم يدخلني ليه ودخلت بلشت ضرب بجاسر وبعدين جبرته يبعد عنك
ليرفع نظره حيث منال التي تستمع بصدمة وكسرة على مافعله جاسر لتنظر إلى قصي وتندفع إليه دون وعي فوجعها أنساها كل شيء تدفن نفسها داخل أحضانه ليتفاجأ قصي بها ويضمها إليه بقوة مقبلاً رأسها هاتفاً بحنان : اهدي ياحبيبتي صدقني هو مش بيستحق دمعة من عيونك الحلوة دي متبكيش
ليستلقي قصي على السرير وهي مازالت بأحضانه ليتركها قصي تفرغ بكائها وحزنها لعلها تستريح فهو أدرك أنه سيبقى يحبها مهما فعلت لأن السعادة والراحة التي جعلته يشعر بها بطفولته كفيلة ليحبها مهما فعلت
بعد عدة دقائق انتهت نوبة البكاء لمنال وكادت أن تنهض إلا أن قصي شدد من احتضانها هاتفاً بحب : أرجوكي نامي بحضني فاكرة لما كنت صغير ومنامش غير بحضنك
لتتنهد منال بحنان لطفولة قصي وكم تمنت ألا تكبر لتبقى سعيدة مع قصي ثم بقيت داخل أحضانه فليس لديها القوة على الجدال الآن ليفرح قصي كثيراً عندما بقيت منال معه متاملاً أن أخته عادت إليه كما كانت بطفولته
وبعد مدة غفيا الاثنان متجاهلين أوجاعهم وآلامهم .
😔😔😔😔😔😔😔😔😔😔😔😔
قراءة ممتعة
انتهى

أمل من رحم الألم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن