أمل من رحم الألم

الثالث والثلاثين

استيقظ ثائر صباحاً ليجد نفسه بغرفة ابنه تذكر ماحدث البارحة لينهض سريعاً حتى يرى منال دخل إلى غرفته وجد منال مستغرقة بالنوم تنهد بحيرة ثم اقترب من خزانة ملابسه لكن تفاجأ من مظهر الثياب وكأن قنبلة انفجرت فيهم فهو يعشق شيء اسمه ترتيب وتنظيم وخزانته كانت دائماً مرتبة ومنتظمة فماذا حدث لتنتشر كل قطعة بمكان وغير الثياب الواقعة على الأرض اشتعل الغضب داخله عندما عرف أن منال من فعلت ذلك هتف بصراخ : منااال
استيقظت سريعاً فنومها خفيف هاتفة بنعاس : في اييه ليه بتصرخ من الصبح
اقترب منها هاتفاً بحدة : ليه هدومي كده
منال بعد فهم مصطنع : وانا ايه دخلني مش اختيارك
ثائر بغضب أفزعها : متتغابيش ليه خربتيهم كده
منال بتوتر : عشان أهنتني اوي مبارح
ثائر بتعجب : اهنتك محصلش
منال بحدة : لما تتكلم ع العشا اللي عملته مش اهانة
جز ثائر على اسنانه يرمقها بغضب من تبريرها السخيف
هتف بصرامة : آخر مرة بسمح للمهزلة تصير أنتي ايه المفروض تهتمي بالترتيب
منال بتوتر من غضبه : وأنا مهتمة اوي
رمقها ثائر بحدة هاتفاً : قومي حالاً اعمليهم دلوقتي
منال بصدمة : دلوقتي لسا مفقتش كويس وعازني رتب
ثائر بصرامة : بسببك حصل دا وانا اكره حاجة عندي شوف هدومي كده
تاففت منال ليتابع : بتعمليهم حالاً واول م تخلصي بتعملي فطور ليا وليامن
توسعت عيني منال هاتفة : بتهزر مش كده
نفى ثائر برأسه لتهتف وهي على وشك البكاء : مفيش تراجع
نفى ثائر برأسه مرة أخرى لتهتف لعله يتراجع عن قراره : آخر جواب
أوما ثائر برأسه لتهتف بمزاح : طب اتصال بصديق
ثائر ببرود : ضيعي وقتك عشان يزيد عليكي
رمقته منال بغيظ ثم ذهبت حيث الحمام ليتجاهلها جالساً على السرير يلتفت حوله ولكن توقفت عينيه عندما وجد قميصه على الطاولة وبجانبه مكواة تمنى داخله ألا يكون الذي يفكر به صحيح
نهض من جلسته واقترب حيث القميص ليمسكه ويجده قد احترق من المكواة هتف وهو يجز على أسنانه : ايه اللي حصل
هتفت منال بعدما خرجت من الحمام وقد ابدلت ملابسها : في ايه بتكلم نفسك
ثائر بغضب وهو يشير للقميص : ايه دا
منال بتوتر : قميص
ثائر بحدة : عارف زفت بس ليه كده مين خبرك انه عاوز كوي
منال بتوتر : أنا شفت كل الهدوم وعجبني دا بس كان مجعلك قلت بكويه
ثائر بحسرة : دا أفضل قميص عندي عاوز افهم خربتي الدولاب ليه ل تخربي القميص
لم ترد منال وبدات بالترتيب ليهتف ثائر وهو يرمق القميص بحسرة : بستاهل أنا اللي تزوجت وجبته لنفسي
منال بحيرة : بتقصد ايه
ثائر بحدة : اشتغلي واخرسي من اول يوم راح قميص ونمت دون عشا هيصير ايه تاني
تحمحمت منال باحراج ليهتف ثائر بسخرية : محترمة
استمرت منال بالترتيب بصمت وهي تتنهد بوجع متذكرة قصي فاصبحت تشتاق له كثيراً وندمت اشد الندم
انتهت من الترتيب لتذهب وتعد الفطور
استيقظ يامن ثم نهض متوجهاً للحمام وبعد عدة دقائق خرج مرتدياً ثيابه وكاد أن يخرج لكن لمعت فكرة شيطانية برأسه وبدأ بتخريب غرفته وأصبح يرمي الثياب وكتبه وضعها بعشوائية وكل مافعله من أجل ان يعذب منال بالترتيب هتف بغيظ طفولي : معلش يامنال هكرهك عيشتك
خرج ليجد والده يجلس على طاولة الطعام أما منال تضع ابريق الشاي رمق الفطور ليعجبه مظهره لكن ادعى اللامبالاة اقترب هاتفاً : صباح الخير
رد منال وثائر عليه ليجلس جانب والده اما منال تركتهما وقد شعرت بالاحراج أن تأكل معهما
هتف ثائر بيامن : نمت كويس يا يامن
يامن بابتسامة : اه
رمقه ثائر بحنان ثم هتف : كويس
لكن لاحظ أن يامن متوتر هتف : في حاجة يا يامن ليه متوتر
يامن بتوتر : مفيش يابابا ب بس عندي النهاردة تسميع
رمقه ثائر بعدم تصديق فيامن لايقلقه التسميع هكذا
ليتركه على راحته هاتفاً بحنان : لا متخفش أنا واثق أنك زي العادة دارس كويس
أوما يامن وتابع طعامه بصمت
انتهى يامن ثم نهض سريعاً مودعاً والده الذي يرمقه بحيرة من سرعته
انتهى من طعامه ليبحث عن منال وجدها بالمطبخ هتف بتردد : متبقيش بلا أكل
رمقته منال بدهشة ولكن أومأت برأسها ولم ترد ليتنهد تاركاً اياها مشى عدة خطوات ثم دخل غرفة يامن لينصدم من منظرها وكأن قنبلة انفجرت بهاضحك على تصرف ابنه هاتفاً : هي بتخربلي دولاب هدومي وهو بيخرب غرفته وأنا محدش حاسب حياتي وسط هالخراب
ثم خرج يضرب كفاً بكف وذهب حيث عمله
أما منال دخلت غرفة يامن لتتوسع عينها من منظرها هتفت بحسرة وغيظ : إذا مش رتبتها ثائر هيشمت بيا أني مش بعرف رتب مش كفاية زعلان عشان العشا والقميص والتياب متوقعتهوش بخيل كده ويزعل عشانهم
ثم بدات بترتيب الغرفة وهي تتأفف من خرابها بهذا الشكل هتفت بحنق : ولد ولا قرد اللي ساكن بالغرفة دي
😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂😂
صباحاً
اجتمعت عائلة ليث على طاولة الطعام ولكن كانت السعادة واضحة على الجميع
هتفت تالا بفضول : ابيه مبارح كنت فين تاخرت اول مرة كده
ليث بغضب مصطنع : بتحققي معايا ياتالا
تالا بخوف مصطنع : لاياباشا عشان وحشتني
ليث بغرور مصطنع : سامع ياقصي عشان تعرف محدش بيقدر يستغني عني
مجد بمزاح : وحشك برص يابعيد
ارتفعت ضحكات الجميع بينما تحمحم ليث باحراج هاتفاً : مدوا ايديكم ياجماعة متخجلوش البيت بيتكن
بدأ الجميع بتناول الطعام مع ضحكات صافية وأحاديث دافئة وقد سعد الجميع بسبب حديث ليث مع قصي ومصالحتهما مع بعض
انتهى الجميع من الطعام
ذهب مجد يرتاح بينما تالا ذهبت إلى المشفى أما قصي صعد إلى غرفته ليحضر كتبه بينما ليث ينتظره بالأسفل حتى يوصله إلى الجامعة
أحضر قصي كتبه وكاد أن يخرج لكن تفاجا بدخول حازم للغرفة
قصي بتعجب : حازم فيي ايه
تحمحم حازم هاتفاً : احم أنت لسا زعلان مني
نفى قصي برأسه ليهتف حازم بصراخ وفرح : بجد
دخل ليث سريعاً هاتفاً بقلق : في ايه ليه بتزعق ياحازم
حازم بسعادة : الحق قصي سامحني
ليث بغيظ : تقوم تزعق كده أوف
حازم بفرح : من الفرح معرفتش اعمل ايه قمت زعقت
ليث : يلا ياقصي عشان نروح احسن متتأخرش
حازم : لا استووووب
ليث : في ايه ياحازم
اقترب حازم يضم قصي بقوة هاتفاً بحب : متزعلش مني
ضمه قصي بسعادة هاتفاً : مش زعلان وانا آسف عشان زودتها عليكن كده
تنهد ليث بارتياح بينما حازم ابتعد عن قصي هاتفاً بحماس : يلا هروح معكن
ليث بتعجب : تروح فين يابني أخده ع الجامعة مش هأخده فسحه
ضحك قصي ليهتف حازم بحزن مصطنع : ربنا يسامحك يا اخويا يعني لما لقيت حد يطلع معك ويسليك تنساني مكنش العشم ياليث فعلاً الدنيا ملهش أمان
ليث بملل : اخلص ياض بلاش غباء من الصبح وبعدين أنا عشان شغلك
حازم : وفيها ايه اتاخر شوية عن شغلي ولا عشانك أنت المدير تتأخر براحتك والباقي لازم يلتزم من ايمتا انت مبتقدرش قيمة العمل والعاملين والعاملات ياليث
قصي باستعجال : ياشباب بعدين بتتقاتلوا وصلوني ع الجامعة وبعدين موتو بعض محدش سائل
رمقاه الاثنان برفعة حاجب ليهتف قصي بتوتر : في اييه دا مجرد رأي من آراء عامة الشعب مش الحكومة ياحازم بتسمح للشعب يعطي آراءه وانا منفذ اوامرها واعطي رأيي