الرابع والثلاثين

1.5K 51 30
                                    

دخل ثائر لمنزله ليجد منال تجلس وكأنها تنتظره هتفت بتوتر عندما رأته : مساء الخير
تجاهلها ثائر واكمل الذهاب لغرفته بينما هي دخلت خلفه هاتفة بغيظ : على فكرة مش من الصفات الحميدة حد يلقي التحية عليك متردش
رفع ثائر حاجبه ولم يرد هتفت بغيظ : يعني ايه معنى التجاهل دا يعني مش عاوز تكلمني ليه عملت ايه ولا مش عاجبتك يكون بعلمك أنا مش بيهمني رأي حد بيا بيكفي اني عاجبة نفسي وخلص ههتم ب
ثائر بغيظ : ايه بالعة راديو يعني خلص مش عاوز كلمك
منال : ليه مش عاوز تكلمني عشان ابنك
ثائر بجدية : لا عشان كسرتي كلامي يامنال أنا حذرتك تكلمي يامن بحاجة ولو ضايقك انا باخدلك حقك بس أنتي مردتيش وحطيتي عقلك بعقله كان فيكي تسيبه وبس ارجع تشكيلي يمكن لو مكنتش اجيت كنتي هتضربيه
منال بحزن : أنا مكنتش عاوزة كده
صمتت ولم تعرف ماذا تريد فهي تذكرت عندما كانت تتضايق قصي قصداً وتسبب له الضرب والوجع والذل من والدها
رمقها ثائر بمشاعر مختلطة بين الحزن والغضب
هتف بجدية : اقعدي يامنال هتكلم معك
جلست منال بحيرة على السرير ليجلس على كرسي مقابل لها هتف بحزم : أنا وأنتي غلطنا بس انتي غلطتي بالأول وأنا غلطت عششان أجبرتك ع الزواج بالطريقة دي وكنت عاوز انتقم منك بس بعدين عرفت أنه دا غلط وحرام أوي انتقم من مراتي أنتي امانة عندي وربنا هيحاسبني ع معاملتي السيئة معاكي عشان كده أنا مش هضايقك تاني وهعاملك كويس
رمقته منال باعجاب كبير كانت تتوقع أنه شخص مغرور رغم أنها هي التي أخطات أولاً ولكن الآن يريد أن يزيح فكرة الانتقام انتبهت عليه يكمل : اسمعي يامنال هنبدأ صفحة جديدة الاحترام هيكون متواجد بيني وبينك هنعيش بدون عناد وكره وقلة احترام هنعيش بصدق واحترام واهم حاجة يامن أنا هتصرف معاه ومش هخليه يضايقك بحاجة وانتي مضايقيهش بحاجة أنا هتصرف لو ضايقك لو غلط تعالي قولي ليا وبوعدك مش هتساهل معاه هنضل فترة مع بعض لو مش عجبك ومقدرتيش تتحملي الحياة معايا انا ويامن هطلقك ومش هجبرك ع الحياة معايا بس ليكي عليا وعد أني هحافظ عليكي ومش هخلي حاجة تئذيك والأهم من دا هخاف الله بيكي
كانت منال تسمع كلامه باهتمام وكم أعجبها كلامه وشعرت بمشاعر جديدة عليها من كلامه لكن شعرت بالوجع عندما سمعت كلمة طلاق هتفت بخوف : طب هتبقى حابسني كده ومش هتسيني روح مكان ومش بتخليني اخرج خالص
ثائر : أكيد هتخرجي مش همنعك تاني بس بتخبريني مش من رأسك يامنال
منال بفرحة : حاضر
ثائر بغموض : بس أخوكي قصي كانه مش بتتكلمي معاه أنا عارف انه مش عايش بالبيت معاكي بس مش بشوفكن بتتكلمو وحتى يوم زواجنا مش المفروض كان يجي ويشوفك ولا ايه
توترت منال ولم تعرف بماذا تجيب فماذا ساتقول له هل تخبره عن أفعالها القاسية مع اخيها وكم أهانته وكيف كانت تسبب الأذى له ودائماً تحرض والدها عليه هتفت بكذب : لا مفيش حاجة بس يمكن كان مشغول
رمقها ثائر وهو يعرف أنها تكذب لكن لم يقل شيء لتهتف بتهرب : حابب تتعشى
ثائر بمزاح : اي الحمدلله اللي سألتي كل مرة أنا بطلب منك أكل صرت اخجل قلك احسن متقوليش دا مبيعرفش الا الأكل
ضحكت منال هاتفة باندفاع : لا بالعكس نظام حياتك حلوو أوي
ابتسم ثائر
خجلت منال هاتفة بسرعة : هروح احط العشاء
أوما ثائر لتخرج وهو يرمق مكانها بشرود وكلام حازم يدور ببالها
اخرجه من شروده طرق على الباب عرف الطارق ليتجاهله ولم يرد لكن فتح الباب ودخل يامن يرمقه بحزن ووجع
شعر ثائر بالحزن من مظهر صغيره لكن لم يظهر شيء
هتف يامن بحزن : بابا
لم يرد ثائر ليقترب يامن إلى الكرسي الذي يجلس عليه والده وكاد أن يتكلم لكن استمعا لطرق باب المنزل نهض ثائر ليفتح الباب وهو يعلم أن هذا حازم
فتح الباب ليجد حازم يقف ومعه باقة ورد وعلبة شوكولا
وهو يبتسم هتف ثائر بغيظ : جاي تخطب حضرتك جايب ورد وشوكولا
حازم باحراج : مش كده كنت عاوز جبلك هدية عشان زواجك قلت بجيب كده
توسعت عيني ثائر بغيظ هاتفاً : تقوم جايبلي ورد وشوكولا
ضحك حازم هاتفاً : مش عارف خلص خدهم
أخذهم ثائر بغيظ ليدخل حازم وكاد أن يتكلم لكن تراجع للوراء عندما اندفع يامن يحتضنه بقوة
رفعه حازم بين يديه بحنان كبير واشتياق ليهتف ثائر بغيظ : نزله هو كبر ولسا بترفعه كده
حازم باستفزاز : ملكش دعوة هبقى ارفعه حتى لو تزوج
ضحك ثائر متخيل منظر حازم يرفع ابنه هكذا وهو متزوج
رمقه يامن باحراج هاتفاً : صح يازوما نزلني معدتش صغير
أنزله حازم وأمسك وجنتي يامن يشدهما هاتفاً باستفزاز : متتكسفيش يابيضة
حرك يامن راسه بغيظ شديد ليتركه حازم وهو يضحك عليه
خرجت منال من المطبخ هاتفة بابتسامة : اهلا تفضل
حازم يدعي عدم المعرفة : مين حضرتك
رمقه ثائر بغيظ مخفي لكن هتف بابتسامة مصطنعة : بعرفك مراتي منال
هتف حازم بذهول مصطنع : تزوجت ياثائر ومخبرتنيش بيصير كده وانت يا يامن خبيت عليا
رمقه ثائر بتوعد هاتفاً بابتسامة لمنال : ودا حازم صاحبي يامنال
مدت منال يدها لتصافح حاحزم الذي صافحها هاتفاً بابتسامة : اتشرفت
منال بابتسامة هي الآخرى : وانا بالأكتر
هتف يامن بحذر : عمو
حازم بحزن مصطنع : متكلمنيش يايامن كدا بتخبي عليا
يامن بحزن : بس مكنتش بعرف وبابا اتزوج بدون م يخبرني
كتم حازم ضحكته هاتفاً بذهول مصطنع : كده ياثائر مش عيب عليك تخبي كده ملكش حق تخبي عن ابنك
يامن بسعادة : قله ياعمو هو خبى عليا
حازم ومازال يكتم ضحكته : لا ياثائر مش بيصير كده خالص
تحمحم ثائر بغيظ لكن هتف بخبث : بس أنت كنت عارف أني متزوج وانت اللي شجعتني
يامن بحزن : شجعته ياعمو وخبيت عليا
حازم بغيظ لان ثائر يريد أن يردها له : لا هشجعه ليه لامكنتش عارف ياحبيبي بس أبوك بيهزر
ثائر بخبث : لامبهزرش شوف جايب شوكولا وورد وجاي يباركلي لو مش عارف مكنش جابهم
رمق يامن حازم بعتاب ليهتف حازم سريعاً : لامكنتش عارف اصلاً أنا جبت الشوكولا ليك يايامن عشانك بتحبها عشان كده جبته وبعدين في حد جاي يبارك لحد بالزواج بيجبله كده
رمقه يامن باقتناع لكن هتف بتساؤل : والورد
ضحك ثائر بشماتة على حازم الذي نظر له بغيظ كيف اخرج نفسه وجعله هو بالمواجهة مع يامن هتف حازم بخبث : جبته عشان ابوك بيحب الورد من لما كنا عيال صغيرة
هتف يامن وكأنه يحقق ويجمع الادلة مع بعضها : بس بابا أكبر منك
حازم بتهرب : وإذا أكبر مني يعني مش برافقه
يامن : لا مش كده شغل عقلك يازوما
توسعت عيني حازم يرمق ثائر الذي ينظر ليامن باعجاب
أكمل يامن : قصدي انت مبتعرفش بابا لما كان صغير
حازم بتوتر : ابوك كلمني عن طفولته وخبرني أنه بيحب الورد وكان ع طول يسرق من الحدائق ورد
ثائر بصدمة : الله يخربيتك ياحازم الكلب شوهتلي تاريخي قدام الواد
يامن بشك : بابا مستحيل يسرق
رمقه ثائر باعجاب ليهتف حازم بغيظ : اه مستحيل
خرجت منال من المطيخ هاتفة بابتسامة : العشا جاهز تفضلوا
رمقها يامن بكره وتمتم : عاملة حالها زوجة صالحة بتهتم بضيوف زوجها نننننننننني يارب يطلع الأكل مش لذيذ
سمعه حازم وانفجر بالضحك ليهتف ثائر بحيرة : في ايه ياحازم مفيش حاجة تضحك
حازم بين ضحكاته : لا بس اتذكرت حاجة ضحكتني
ثم حول نظراته ليامن الذي يرمقه بتوتر وقد عرف أن حازم سمعه
هتف ثائر : احكيلنا وضحكنا معك
تحمحم حازم وهو يتذكر شي مضحك ليقوله هتف بما خطر بباله رغم سخافته : مرة واحد أكل عارفين ليه
توسعت عيني منال وثائرمن سخافته ليهتف يامن حتى لاينكشف ان حازم ضحك بسببه : ليه يازوما
حازم بضحك : عشان جعان
جز ثائر على اسنانه بينما منال ابتسمت بذهول أما يامن ضحك بقوة هاتفاً بتشجيع : الله عليك يازوما بجد لو يجيبو مهرج مش هيبقى بظرافتك
حازم بغرور مصطنع : بلاش تخبر حد عن ظرافتي يا يامن أحسن كده هتقطع أرزاق المهرجين
اوما يامن ليهتف ثائر بسخرية : ربنا يقدرك ع فعل الخير ياشيخنا
حازم بوقار : تسلم يابني ربنا يرضى عليك
ضحكت منال وشاركها يامن لكن عندما نظرت منال له أخرج لسانه لها لتضحك منال اكثر
هتف ثائر بغيظ : شكلي مش هتعشى
حازم بلامبالاة : ع راحتك نحنا هتعشى بس تجوع سخن الأكل وكل البيت بيتك
رمقه ثائر بغيظ ثم ذهب حيث طاولة العشاء هاتفاً بغيظ : ياحازم الكلب
ضحك حازم لاحقاً به وجلس على الكرسي بجانبه يرمقه بابتسامة وكانه اول مرة يراه أما ثائر يأكل بغيظ من تصرفات صديقه
جلس الجميع حول طاولة الطعام ويامن يهز رجله بغيظ من منال
أما منال تسكب الطعام وهي تشعر بالسعادة لأنها اول مرة تعيش هكذا فبمنزل والدها كل شخص يأكل بمفرده تنهدت بحزن لانه كانت تفوت الطعام مع قصي رغم أنه كل مرة يحضر له ولها ويتراجها ان تشاركه إلا انها كانت تهينه وترفض لينتهي الامر بنظرات قصي المكسورة والمقهورة
هتف ثائر موجهاً حديثه لحازم : طمني عن ليث عاوز شوفه
حازم بسخافة : دقيقة هشوفيك ياه
رمقه الجميع بحيرة ليهتف يامن بتعجب : ليه عمو ليث فين
أخرج حازم هاتفه من جيبه ومده حيث ثائر الذي يتابعه بحيرة هاتفاً : ادخل ع الصور عندي وشوفه
توسعت عيني ثائر بغيظ من حازم الذي يستظرف كثيراً اليوم رمقه بتوعد وتابع طعامه بصمت
ليهتف حازم بحيرة مصطنعة: في ايه ياثائر مكنتش عاوز تشوفه فوق محققتلك طلبك تتجاهلني كده مكنش العشم
تجاهله الجميع وتابعو طعامهم ليهتف بمزاح : لا لازم اكل احسن مش هيسيبولي حاجة
بعد الطعام
يجلس يامن بغرفته وحيداً ولكن داخله مغتاظ من منال رغم انه لم تفعل له شيء هتف بغيظ يحدث نفسه : أنا مش هنخدع بيها اكيد عاوزة بالاول تعمل حالها ملاك وبعد كده تعذبني عارف كل مخططاتها ومش هستسلم ليها
دخل حازم هاتفاً بابتسامة : طمني جنيت
رمقه يامن بغيظ ولم يرد ليجلس حازم هاتفاً بحنية : في اييه يايامن
يامن بعصبية : ايه السؤال دا ياعمو كل اللي حصل وبتسألني في اييه
حازم بهدوء : محصلش حاجة
يامن بعصبية وصوت مرتفع قليلاً : لاا حصل ولا عشان تبرر لبابا بتعمل حالك مش فهمان في اييه
حازم بصرامة وحدة : يامن عدلي طريقة كلامك وصوتك
رمقه يامن ثم تنهد هاتفاً بحزن : مش قصدي بس أنت ياعمو عارف وبتسألني
حازم بهدوء : عارف انه تزوج فيها ايه
يامن بقهر : فيها كتير ليه ليه ليتزوج
توسعت عيني حازم هاتفاً : من حقه يايامن يعيش حياته وهو مش بيقصر معك ومهملكش ومش سابك مش هيتغير عليك حاجة هو معك من لما كنت عيل وهو اهتم بكل حاجة بتخصك فيها ايه لو اتزوج
نهض يامن من جلسته هاتفاً بعصبية : انت اكتر حد عارف ازي كان يعاملني بصغري وكان يكرهني وملاقيش اي اهتمام وحب منه من فترة صغيرة اتغير وصار يعاملني كويس ودلوقتي لما اتحسنت علاقتنا وصار يحبني ويعاملني كويس أجت عاوزة تأخده أنا عارف كويس انها بتمثل قدامه أنها بتهتم بيا وأنها كويسة بس بعرف أنها هتصير تحرضه عليا حتى يكرهني ويعاملني زي زمان او يمكن يطردني من البيت
نهض حازم هو الآخر هاتفاً بحدة : أنت لسا شايل من أبوك يا يامن أنت لسا بتكرهه مش كده
توسعت عيني يامن هاتفاً بسرعة وصدق : لا وربنا أنا مش بكرهه وسامحته ب بس خايف بسببها يكرهني
حازم بصرامة : يامن أبوك مش صغير وناطر حد يقله اكره دا وحب دا واعمل كده أنا وانت عارفين أبوك قراره من رأسه ولو هو شاف منال مش مناسبة مكنش دخلها ع البيت
تنهد يامن باقناع ولكن هتف بحزن : انا مش بحبها
حازم بابتسامة : بلاش تحبها بس احترمها ومتزعلش ابوك بتصرفاتك هو بس يشوفك بتقلل أدب وبتبجح بالكلام معها هيزعل أوي وهيضايق عشان هو مش بيربيك كده
يامن بحزن : ب بس هو زعلان مني دلوقتي ومش بيكلمني خالص ومش سمحلي روح ع النادي
حازم بصرامة : يعني عمل كده ظلم يا يامن ولا مراته حرضته عليك وهو خاصمك بدون ميسمع منك حاجة
يامن بخفوت وحزن وهو يتكلم بصدق فحازم لايخبئ عنه شي يامن : لا مش ظلم ولاعشان مراته حرضته أنا غلطت من اول لما تزوجها أنا بغلط معاه ومعاها وهو بيسامحني وبيمرقها ليا بس غلطت لما كسرت كلامه وقللت من احترام مراته بالرغم من انه هيا معملتيش حاجة وبس ساليتني بس أنا محترمتهاش
حازم بحدة : انت تعمل كده يا يامن متوقعتش كده غلطت اوي وحقه أبوك يخاصمك
دمعت عيني يامن بحزن ليمسحها حازم متنهداً يريد ايجاد طريقة يجعل يامن لايتصرف هذه التصرفات هتف بحنان ممزوج لعتاب : يامن اللي عملته غلط وأكيد بس تعتذر من أبوك وتوعده متتصرفش كده هيسامحك بس اهم حاجة متكسرش وعدك
يامن بأمل : يعني هيسامحني
أوما حازم بحنان : اه بس كون قد كلامك يايامن
احتضن يامن حازم بقوة هاتفاً بحب : شكراً يا احلى زوما
ضحك حازم هاتفاً بحب : العفو ياحبيبي
دخل ثائر الغرفة وهو يتحاهل يامن هتف : حازم تعال عاوزك
اقترب يامن من والده هاتفاً بحزن : بابا
رمقهةثائر ثم اشاح بوجهه هاتفاً : يلا ياحازم
أمسك يامن يد والده سريعاًهاتفاً بترجي وحزن : أرجوك يابابا أنا آسف وربنا مش بحب اكسر كلامك أنا عرفت غلطي أرجوك سامحني مش هعيدها
ثائر بجمود : هي مش اول مرة يا يامن من لما أجت منال ع البيت أنت عليت صوتك عليا وقللت احترامك وسامحتك وحذرتك متقللش ادب بس أنت مردتيش غرفتك خربتها غير حركاتك وطريقة كلامك ونظراتك ليها وهي تسكت وتمرق وأنا اسكت ومرقها ليك وقول هيتعدل ويرجع يامن اللي بيحترم غيره ومش بيعمل كده كلمتك ع الغدا وخبرتك مش عاوزك تحبها بس احترمها أنت عملت ايه انت كسرت كلامي وسمعتها كلام زي السم وبموقفك دا اكتشفت أنك مش هتتغير وهتبقى كده متحترمهاش و تعاملها بالطريقة دي
يامن بحزن : عارف أني غلطت اوي وزعلتك اوي بتصرفاتي آسف يابابا
تنهد ثائر ولم يرد لينظر يامن لحازم يترجاه أن يتدخل هتف حازم بهدوء : سامحه ياثائر
ثائر بهدوء : سامحته أوي ياحازم وشكله مش بيحبني عشانه بيكسر كلامي
يامن بسرعة : لا يابابا أنا بحبك أوي اوي
لم يرد ثائر لينظر يامن لحازم بحزن تنهد حازم هاتفاً : اعطيه الفرصة دي ياثائر وانا واثق بيامن
تنهد ثائر ليهتف يامن سريعاً : وعد يابابا آخر مرة مش هقلل أدبي معاها ودا قدام عمو حازم ب بس عاوز حاجة لو سمحت
ثائر وأيضاً لايريد أن يبعد ابنه عنه حتى لايفكر يامن أنه يحب منال أكثر بحزم : ماشي يامن هسامحك المرة دي بس آخر مرة ثم تابع بحنان : عاوز ايه ياحبيبي
يامن بتوتر : قلها متكلمنيش خالص يابابا أنا مش حابب كلمها أبداً
تنهد ثائر بحيرة هاتفاً : يعني عاوز قلها متتكلميش مع يامن
يامن : اه
ثائر بحزم : مش هقدر امنعها يا يامن تتكلم معك
يامن بحزن : ليه
ثائر : عشان مش بيصح امنعها تتكلم مش كده ياحازم
حازم بتأكيد : صح
رمقهما يامن بحزن ليتنهد ثائر ثم اقترب يضمه بقوة ليبادله يامن الحضن رغم حزنه لكن يحتاج لوالده ولحنانه فيما حازم يراقبهما بسعادة.
😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍
رفع مراد رأسه لينصدم من هذا الشخص الذي رأه شخص رغم غيابه عنه لسنوات عديدة بقي بذاكرته هتف بعدم تصديق : آدم
رمقه آدم بحقد كبير هاتفاً بسخرية : ماشاء الله الذاكرة فل
مراد بابتسامة : اه الحمدلله ... طمني عنك ازيك
آدم بكره وحقد : بلاش تعمل حالك مهتم يامراد أنا اكتر حد عارفك وعارف قذارتك
مراد بحدة : آدم ايه الكلام دا
اقترب آدم هاتفاً بسخرية : ليه زعجك يامراد بيه صدقني هتندم
مراد بصرامة : كفاية غباء وعامي نفسك ع الحقيقة أنا معملتلكش حاجة ليه بتكرهني
آدم بحقد شديد : أخويا اللي قتلته بتسميه ايه دا
تراجع مراد رغماً عنه للوراء يرمق آدم بصدمة كبيرة هتف بتقطع وعدم تصديق : ب بتقول ايه
آدم بغضب : بقول اللي عملته عامل حالك مفيش أحسن منك ب بس محدش عارف قذارتك
أمسكه مراد من ملابسه هاتفاً بغضب اكثر منه : بتقول ايه يامجنون
أنزل آدم يد مراد ثم نفضها بقوة هاتفاً بمكر : بس عارف طلع أخوك بيحبك أوي
مراد بحدة : وأنت بتعرف قيس
ضحك آدم هاتفاً بخبث : في حد مبيعرفش ابن عمته
مراد بغضب : اتكلم عدل بلاش اسلوبك دا
آدم بخبث : تؤ تؤ ياحرام أخوك كسر كلامك مكنتش حضرتك م وصيه أنه يبعد عني ومكنتش عاوزه يعرفنا ب بس هو مكنش الأخ المطيع اللي مستعد ينفذ أي حاجة بيقولها اخوه
هز مراد رأسه هاتفاً بصدمة : كذب مش صح قيس مستحيل يعمل كده مستحيل يكسر كلامي ويستغفلني
ضحك آدم وبدا كأنه مجنون يرمق معالم صدمة مراد باستمتاع ليزداد غضب مراد ويلكم آدم لكمة قاسية أخرجت الدم
مسح آدم الدم هاتفاً ببرود ولكن داخله يشعر نار تحرقه هتف : عارف لما كلمته أنك مش كويس عصب اوي بس بجد باين بريء اوي معقول انت قاسي عليه ومش بيوثق بيك عشان ميحترمش قرارك ويكسر كلامك وييجي يقابلني
احتدت عيني مراد هاتفاً وهو يشعر بالخوف فكلام آدم بهذه الثقة تقلقه : كفاية كلام أهبل زيك أنا لسا عامل حساب لحياتنا مع بعض
آدم بحدة : متعملش مش عاوز حاجة منك مش مصدقني مش كده
ثم أخرج هاتفه هاتفاً بسخرية : شوف أخوك تصور معايا
أخذ مراد الهاتف بعينين حادتين ولكن عندما نظر للصور شعر وكأن توقف الزمن هل كان قيس يفعل ذلك ويكذب عليه ويذهب للقاء من حذره منه هل استغفله بهذه الطريقة شعر داخله بنار تندلع شعر بوجع كوجعه عند فقد لوالده
أكمل آدم وهو يلاحظ ملامح مراد هاتفاًبشماتة :ومكتفش بدا أخوك
رمقه مراد بصمت ولم يتكلم فيشعر كأنه عاد طفلاً صغيراً لايعرف الكلام هتف آدم بشماتة : مش شايف قيس ياحرام طول الوقت متوتر وخايف وفي فترة صار عصبي أوي وخلافه مع قصي مش شايفه ازي بيكلمك وكأنه خايف يفقدك لا لازم تعرف انه خايف تكشفه وتكشف انه غدر بيك
أغمض مراد عينيه متذكراً حالة قيس تذكر عصبيته وتمسكه الشديد به وعندما يتكلم مراد عن البعد يكاد يبكي قيس وهو يستغرب و الآن عرف مابه
فتحه عينه على وسعهما عندما أكمل آدم بخبث : بجد هزعل اوي لما يدخل السجن واسمك هيصير بح ولاياحرام سمعة أبوك بعد موته هتكون ازي وسمعتك أنت الراجل الشريف النزيه هيطلع أخوه تاجر مخدرات وصحي مامتك هتموت بسرعة ولا هتنجلط ولاايه طب أخوك هيأخد اعدام أو يمكن مؤبد وممكن يخرج بس لما يخرج من السجن هيشتغل ايه
ارتجف جسد مراد من الصدمة هتف بضياع : بتقول ايه انت انت شكلك جنيت ابعد عني كفاية مش عاوز اسمع حاجة ابعد من طريقي
ضحك آدم بتشفي وهو يرى حالة مراد هذه هتف بشماتة : مش لازم تشوف أخوك حبيبك اللي ربيته وكبرته ودائماً كنت تسنده حتى انك بضحي عشانه فاكر ازي تعبت عشان تدخله ع الجامعة ومتنقصش عنه حاجة فاكر سهرك الليالي عليه وهو عمل ايه هو طلع ندل استغفلك وكذب عليك فاكر شغلك اللي تعبت عليه وكبرته كله هينمحي وبسبب مين شوف بعينك شوف تربيتك شوفه وهو بمكان قذر شوفه عشان متنصدمش لما تشوفه بالجرايد
صرخ مراد بارتجاف من غضبه : كفاية أنت ايه كفااية مش عاوز اسمعك
آدم بحقد وصراخ : لا هتسمع أنا اللي حرمته من أغلى شخص بحياته
مراد بعصبية وهجم على آدم يمسكه من ملابسه : متتغابش أنا مش حرمتك من حد وليه لأحرمك
دفعه آدم بغضب كبير هاتفاً بحقد: كفاية تمثيل وكذب أنا شفتك بعيني وأنت بتقتله
رمقه مراد بصدمة وهو ينفي برأسه لكن الآخر فكرة ان مراد قتل أخاه مرسخة بدماغه هتف بحقد كبير : شوف عمايل البيه عندك
ومد له الهاتف أمسك مراد الموبايل وكلام آدم يتردد بداخله فيشعره بوجع عميق وخوف أكبر
انها صور أخيه وليتها صور عادية كم كان سيفرح ولكن صوره بمكان سيؤدي لموته أو بالأحرى موتهم جميعاً موت على قيد الحياة هل كل شيء انتهى هل كل مابناه خلال السنوات الماضية وكل تعبه ومعافرته سيذهب هكذا بسبب موقف سخيف من شخص أقرب له من روحه
هل يستحق منه هذا العذاب ماذا فعل له حتى يورثه هذه الخيبة والألم كيف لمن أهداه الحب والحنان أن يهديه الوجع والالم كيف لمن أهداه الامان والاهتمام أن يهديه الخوف والخيبة وياليتها خيبة من شخص غريب أنها خيبة من أخيه بل ابنه وما اصعبها من خيبة كيف سيعيش بعد الآن بل كيف سيعيشون جميعاً عمله سينهار وربما يحجزون أملاكه منزله وسيارته واخيه سيجن ويمكن هو أن يسجن ويتهم أنه متورط بالمخدرات ووالدتهم كيف ستتحمل رؤية أبنائها واحد تلو الآخر يتدمر وماذا عن زوجته كيف سيجعلها تعاني معه كيف سيرى أخيه و صغيره يبتعد عنه رغم ألمه منه كيف سيرى مستقبله يتدمر وهو لايستطيع فعل شيء له كيف سيعيش وأخيه بالسجن لايعرف ماذا يحدث معه كيف وهو الذي لايتحمل رؤية خدش صغير يصيبه كيف سيتحمل غيابه هكذا
طال شروده كثيراً بالصور وأفكاره بدأت تغزو رأسه وكم ألمته فأكبر عدو للإنسان هي أفكاره
رفع رأسه ليرى آدم يرمقه بحقد كبير وتشفي هتف بصوت مخذول مكسور : ليه
آدم بقسوة : دم أخويا مش هيروح كده هدمرك يامراد متحلمش تعيش غير بوجع وخوف صدقني النار اللي بداخلي هتحرقلك حياتك
ثم سحب الهاتف سريعاً وترك مراد قبل ان يسمع منه شيء راكباً سيارته مغادراً المكان
أما مراد رمق المكان بشرود ثم رويداً رويداً شعر بغضب كبير داخله غضب سيحرق العالم لو ارخاه
مشى بخطوات سريعة تلتهم الأرض من شدة غضبها وركب سيارته يقودها سريعاً على غير العادة ولولا لطف الله به لكان بالمشفى أو لكان غادر الحياة
وصل بدقائق معدودة
نزل من السيارة تاركاً الباب مفتوح دخل سريعاً للمنزل ليجده فارغ تذكر أن أمه وزوجته بمنزل عائلة زوجته صرخ باسم قيس ثم صعد حيث غرفة أخيه
قبل مدة
يجلس قيس ويتكلم مع قصي على الهاتف وهو يقول بتردد : خلص اليوم هنهي كل حاجة ياقصي وخبر مراد
قصي بسعادة : كان لازم من زمان ياقيس صدقني يعرف منك أحسن ميعرفش من غيرك
قيس بمزاح : لو طردني احجزلي مكان للنومة عندك
قصي بضحك : متحلمش
قيس بحب : مش عاوزك أنا عارف مراد مش هيتخلى عني هضل زعلان عشان كنت كذب عليه واستغفله بس ان شاء الله هصلح كل حاجة
ثم أكمل بتوتر : سكر سكر سامع صوت مراد سيبني اعمل بروفا قبل مخبره
قصي بضحك : اعمل اعمل ثم تابع بحنان : سلام ياحبيبي خبرني اللي بيصير معك وانتبه ع نفسك
قيس بسرعة وحب : حاضر مع السلامة
ثم أغلق الهاتف ليقف أمام المرآة هاتفاً بتوتر كبير وهو يعطي لنفسه التعليمات : يلا ياقيسو عاوزين قلب جامد يلا يابطل أول م يدخل مش هخبره بحاجة بتكلم مواضيع عامة وبعد كده بقول احم وبخبره
ابتعد قليلاً عن المرأة لينتبه ل اعصار دخل غرفته متجسد بمراد هتف بابتسامة : مراد
رمقه مراد بوجه غاضب عينين حادتين أول مرة يكون مظهره هكذا أمام قيس الذي رغماً عنه رجف قلبه من مظهر أخيه المرعب هتف مراد بهمس : ليه
قيس بتوتر وكأنه عرف أنه انكشف : ليه أيه
رفع مراد يده ولكم قيس لكمة قاسية أسقطته ارضاً
أما قيس شعر بالصدمة والرعب وقد عرف أن مراد اكتشف ماكان يخفيه هتف بارتجاف : م مراد آسف
أما مراد رمقه بغضب هل بعد كل الذي فعله يقول كلمة آسف ماذا ستفعل هذه الكلمة
انحنى يجذب أخيه من ملابسه حتى أنهضه ليقف قيس بارتجاف وهو يرى هيئة مراد هتف بتقطع : م مراد
خلع مراد حزامه وهو يشعر بغضب يكاد يحرق الجميع صرخ : اخرس متجيبش اسمي ع لسانك
تراجع قيس هاتفاً وقد بدأت عينه تدمع : هتعمل ايه
لم يرد مراد وانما دفع قيس حتى سقط على الأرض ثم رفع حزامه عالياً وأسقطه على جسد قيس الذي صرخ بألم من هذا الوجع الذي يجربه اول مرة
بدأ مراد يضرب بجنون وقسوة غير مهتم بشيء هتف بغضب : ليه ليه انا عملتلك ايه حتى تعمل بيا كده أنت ايه
أما قيس صرخ بوجع وبكاء : آسف آسف
مراد ومازال يضربه بجنون : آسف على ايه آسف على كذبك عليا آسف ع استغفالك ليا ولا آسف ع كسرك كلامي وثقتي ولا آسف ع أنك ضيعت كل حاجة بعملتك دي
قيس بصراخ ورجاء وبكاء : أرجوك يامراد كفاية أرجوك بتوجعني
بدأت دموع مراد تنزل وهو يضربه هاتفاً بوجع : وأنت موجعتنيش لما اعرف أنك بتكذب عليا وبتستغلني ليه ليه أنا طول عمري بعتبرك كل حاجة ليا كل عمري واثق بيك ليه تكسرني كده مبستاهلش منك مبستاهلش ليه يااخويا ليه يابني ليه ياحبيبي أنا مبستحقش منك كده موجعتنيش لما اعرف أنه كلنا هنضيع ليه ليه أه منك هعمل ايه بيك شايف ازي خليتني اضربك وانا بحياتي معملتهاش
بكى قيس من وجعه من الضربات وكلام أخيه ولكن لن يشفع لأخيه الذي بدأ يضربه ودموعه تنزل
أرخى الحزام أخيراً ثم أنهض قيس رغماً عنه
خرج من الغرفة وهو يمسك ذراع قيس ويسحبه وراءه أما قيس هتف ببكاء : مراد أخدني فين
لم يرد مراد وتابع نزوله وصل إلى الصالة ليفتح باب المنزل تمسك به قيس بشدة هاتفاً ببكاء : ارجوك يامراد متعملش كده انا عارف اني غلطت
مراد بغضب : اخرس اخرس مش عاوز شوفك البيت دا تنساه فااهم اعتبر أنه معندكش عيلة اعتبرني متت
قيس ببكاء : لا لا يامراد ارجوك مش هقدر اعيش بدونكن
دفعه مراد ثم أغلق باب المنزل وجلس على الارضية يسند رأسه على الباب وهو يشعر بجمود غريب داخله
أما قيس بدأ يطرق الباب هاتفاً ببكاء : ارجوك يامراد متبعدنيش عنكن كده متبعدتبش اعمل اللي عاوزه بس بلاش تتخلى عني
هتف مراد بصراخ : وانت اللي عملته هدمت كل حاجة بيناتنا روح ياقيس روح مش عاوز ائذيك أكتر
قيس يضرب الباب بقوة وبدأت يده تؤلمه هتف : اعمل اللي عاوزه ائذيني بس متبعدنيش عنك مراد أرجوك آسف
نهض مراد ولم يرد ومشى بترنح ودخل حيث غرفة أخيه يرمقها بوجع وشرود جلس على سريره لينتبه على هاتف أخيه الذي يرن باستمرار
أمسك الهاتف ووجد اسم قصي فتح الخط ليسمع لقصي الذي هتف سريعاً بخوف : قيس ساعة لترد قلي صار ايه اعترفت لأبيه مراد وصار معك ايه
تجمد جسد مراد ولم يرد هل أيضاً قصي استغفله وكذب عليه هل كان يعلم بفعلة أخيه وسكت
أرخى الهاتف من يده وترك قصي يكلم نفسه ليخرج سريعاً من الغرفة وصل إلى الصالة وبدأ بتكسير كل شيء تطاله يده يدفع الكراسي لتقع والطاولة دفعها بقوة نظر لصوره هو وقيس المعلقة على الحائط ليمسك واحدة ويرميها على الأرض فتنكسر ويتناثر الزجاج
نظر للآرجاء ليجد الصالة التي كانت دائماً مرتبة وجدها دمار ترك كل شيء يمشي يترنح ودخل مكتبه جلس على ارضيته وهو يرمق كل شيء بسكون غريب وجمود بعد الدمار الذي أحدثه بالصالة والعاصفة التي هبت ودمرت علاقته بأخيه كأنها قامت حرب بينهما وعندما انتهت خلقت وراءها الكثير من الدمار والخراب ولايوجد ضحايا سواه هو وأخيه لايعلم من انتصر ولكن يعلم أن رابحها خاسر واثنيانهما خسرا
😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭
قطع قيس الأمل من مراد ليترك البيت ويبتعد عنه ودموعه تنزل على خده بندم ووجع كبير وجع على ماسببه لأخيه فاليوم بسببه نزلت دموع اخيه أول مرة لقد خيب أمل اخيه به وكسره بدأ يسير بشرود غير مهتم بالسيارات التي تمر والبعض منها يصرخ عليه أن ينتبه
كيف ينتبه بعدما خسر كل شيء كيف ينتبه بعدما دمر وتدمر ماذا يفعل كان لديه فرص كثيرة ليخبر أخيه وبعترف له بغلطه ولكن لم يستغلها كيف سيعيش هكذا بلا عائلته كيف سيعيش بلا مراد اين يذهب
جلس على الرصيف وهو لايرتدي سوى ثياب خفيفة نظر إلى الآرجاء ليشعر ببرودة الجو ضم جسده بيده وقد توقع أنه ستأتي عاصفة لايعتقد أنها ستكون قاسية كالعاصفة التي دخلت حياته
بدأ يفكر وداخله وجع كبير وألم ينظر لوجوه المارة لعل احد منهم مراد يأتي ويعيده إلى البيت فهو يعرف أنه لايهون عند اخيه ولكن هل يحق له أن ينتظره بعدما فعله به هل يحق له أن يلوم مراد بعدما بسببه نزلت دموعه مراد لاول مرة هل يحق له أن ينتظر من مراد ان يمسح دموعه و يقويه ويدعمه كعادته بعدما كسره واستغفله وكذب عليه وهدم كل شي
مرت ساعة كاملة وبدأ المطر يسقط والرياح القوية تنخر بعظامه لتشعره ببرودة تسري بجسده فيضم نفسه اكثر لكن لافائدة هو فقط يتأمل عبور الناس وأمله أن يأتي أخيه وبينتشله كعادته والناس تحدق به بدهشة والبعض بشفقة بدأ أمله يقل تدريجياً عندما مر هذا الوقت ولم يأتي مراد
نهض ببطء وبدأ يمشي والمطر يسقط عليه ليبلل جسده كامل وشعره ووجهه وتأتي الرياح تلفح بوجهه لتزيد من عذابه الذي لايقارن بعذابه ووجعه الداخلي وحسرته
سار ولايعرف إلى اين أصبح مبللاً بالكامل و بالآخر قرر الذهاب إلى منزل ليث حيث صديقه
سار بشرود وضياع وهو يخفض راسه ودموعه تنزل مع حبات المطر فلا احد يميز هل هذه دموعه أم المطر
وقف بمنتصف الطريق رفع رأسه للسماء هاتفاً ببكاء : يارب أنت وحدك عارف أنه مكنش عندي نية أئذي مراد يارب
ابتعد يمشي جانباً على الرصيف ليشعر بدوار في رأسه نتيجة بكائه ووجعه من ضربات أخيه وبقاءه طول هذه الفترة في هذا الجو البارد أمسك رأسه يضغط عليه لعل الدوار يفارقه ولكن كان الدوار أعند منه وأوقعه أرضاً فاقداً للوعي
ولحسن حظه كانت سيارة تسير ليهتف الشخص المرافق ويدعى حسام لصاحب السيارة بصراخ ولهفة : وقف في حد واقع بص
توقف صاحب السيارة سريعاً ويدعى باسل هاتفاً : هنزل شوفه
حسام بقلق : تشوف ايه لا خلص سيبه كده افرض طلع شخص مش كويس أو تورطنا بحاجة من وراءه
باسل بحزم : لو مهما كان مش هسيبه كده حرام لازم نساعده
نزل باسل سريعاً واقترب من مكان تواجد قيس ثم حمله ومشى به حيث السيارة ليضعه بالمقعد الخلفي بعدما طلب من حسام أن يجلس عنده ويسنده
ركب بمقعد القيادة وانطلق سريعاً أما حسام فأمسك قيس ليهتف بباسل : كان لازم تأخده يا باسل افرض سببلنا مشاكل ازي تركب حد مش عارفه بسيارتك
باسل بعتاب : كده تفكيرك ياحسام ينفع نسيبه كده افرض سبناه واخده حد مش كويس هيعمل بيه ايه كده نحنا هنأخد ذنبه ومتنسش احتمال أي حد فينا يصير معاه كده لازم نساعد عشان بس نتعرض لزي الموقف دا نلاقي حد يساعدنا و م يسيبنا كده صدقني الخير اللي م نعمله مهما كان صغير مبيضعش عند ربنا
تنهد حسام باقتناع هاتفاً بخجل : آسف يا باسل كنت خايف مش قصدي حاجة
باسل بابتسامة : ميهمكش ياحسام أنا عارف دا
وصل حيث منزله ليركن السيارة وينزل سريعاً ثم خلع سترته الشتوية الثقيلة وفتح الباب الخلفي للسيارة ناول السترة لحسام هاتفاً : غطيه واعطيني ياه أحسن ميبردش
فعل حسام ماقاله باسل وهو يشعر بالفخر بباسل ليدخل باسل حاملاً قيس ثم وضعه بغرفة كبيرة فخمة وجميلة جداً أحضر علبة عطر ثم قربه من انف قيس ليوقظه
استيقظ قيس بنظرات تائهة ضائعة
هتف باسل بلهفة وابتسامة : اصحى كويس
ثم قرب كأس ماء منه واشربه اياه ليشرب قيس وصحى كاملاً هاتفاً بخوف : انت مين وانا فين بعمل ايه هنا
باسل : اهدأ أنت كنت واقع برا والجو بارد اوي ومكنش معك حد عشان كده جبتك معايا متخفش قلي انت مين وفين أهلك وليه كنت بوقت زي دا برا
وكأنه فتح جرحه من جديده وذكره ماحدث معه انفجر بالبكاء وهو يتكلم كلام غير مفهوم
توسعت عيني باسل من بكائه اقترب منه بتردد ثم ضمه بقوة لعله يهدأ تمسك به قيس سريعاً رغم أنه لايعرفه ولكان يحتاج لأحد يسنده ويطمئنه ان كل شيء سيكون على مايرام حتى لو كان هذا الشخص غريب
هتف قيس من بين بكاؤه : خ خلص أنا خ خسرته أنا أنا م مش قصدي خ خلص سابني أ انا مش عاوز كده ه هو أنا هنت عليه ب بس بالله عليك قوله أني بحبه ومش قصدي أ أنا مش هقدر بعد عنه والله مش ع عارف هيحصلي ايه لو بقي زعلان م مني ه هو حقه أ انا غب غبي ب بستاهل والله آ آسف
لم يفهم باسل شيء لكن ضمه بقوة وتركه يتكلم مايريد
وعى قيس على نفسه وابتعد سريعاً بخجل واحراج كيف بكى هكذا هتف باسل بحنية : متخجلش الانسان مش عيب ولا حرام يبكي احكيلي حصل معك ايه وأنت مين
نهض قيس سريعاً هاتفاً بحزم: هروحله لو هيقتلني مش هبعد عنه
نهض باسل هو الآخر هاتفاً : تروح فين الوقت اتاخر وبرا الدنيا مطر اوي افرض أغمى عليك زي لما لقيتك خلص استنى للصبح وانا هوديك
جلس قيس بندم كبير ولم يرد ليهتف باسل : اسمك ايه
قيس بحزن : قيس
تنهد باسل هاتفاً : أنا باسل
أوما قيس ولم يرد ليهتف باسل بحزم : قوم ياقيس معايا هتتعشى ومترفضش ارجوك شكلك باين تعبان اوي وأكيد محتاج اكل قوم ادخل ع الغرفة الجوانية اللي عندك وطلع هدوم ليك عشان اخويا من عمرك وهدومه هتناسبك بص هدومك كلها مبللة
قيس بنفي وخجل : لا مفيش داعي مش كفاية استقبلتني ببيتك وتقلت عليك
باسل بحزم : قوم وبلاش غباء ايه تقلت عليك دي قاعد ع ضهري يعني
ضحك قيس بحزن ليبتسم باسل هاتفاً : هطلع وانت بدل هدومك
أوما قيس بصمت ليخرج باسل تاركاً الحرية لقيس
نهض قيس ودخل الغرفة ليفتح فمه من كمية الملابس المتواجدة ملابس تشعر بنفسك أنك داخل محل من أفخم المحلات اقترب يحدق بالملابس وكأنه اول مرة يرى ثياب فكل قطعة تجد لها جميع الالوان أخذ بيجامة سوداء رائعة ثم خرج وهو يكاد يموت وجعاً وندماً اقترب من السرير وتمدد عليه ليدخل باسل ويتفاجأ به هتف : قوم ياقيس كُل حاجة مش بيصح كده
قيس بحزن : ارجوك سيبني وحدي أرجوك
باسل بحزن : طب كُل أي حاجة
قيس ببكاء : أرجوك سيبني ارجوك م مش عاوز سيبني لوحدي بالله عليك تتركني لوحدي
باسل بلهفة : خ خلص اهدأ هطلع خلص
خرج باسل ليدفن قيس نفسه بالأغطية الموجودة على السرير ويبدأ بالبكاء وهو يهتف باسم أخيه ويعتذر منه .
😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥
استيقظت منال تعد الفطور من أجل يامن وثائر ليدخل يامن ويجلس دون أن يوجه لها أي كلمة
لتهتف بابتسامة : صباح الخير
لم يرد يامن لتتنهد بحزن ثم تجلس هاتفة بحزن : يامن أنت ليه بتعاملني كده أنا مش بكرهك
رمقها يامن بجمود ولم يرد لتهتف منال بعدم وعي وحزن : قصي أنا آسفة اسمعني عارفة أني غلطت أوي
قاطعها يامن بجمود رغم تعجبه : أنا مش قصي ياريت متتكلميش خالص معايا
تنهدت منال بوجع كبير نست نفسها أنها تتحدث مع يامن وليس مع قصي
نهضت بحزن ليدخل ثائر هاتفاً : صباح الخير
رد الاثنان التحية ليهتف ثائر باستعجال : يلا يامن هوصلك بطريقي شكلك متأخر النهاردة
منال بلهفة : بس لسا م أكلش حاجة
رمقها الاثنان بدهشة ولكن هتف ثائر
ثائر : مش مشكلة بيأكل اي حاجة بالمدرسة
نهض يامن لتهتف منال وهي تمد يدها : خد يا يامن دي سندويشة وعصير خدهم معك
رمقها يامن بجمود ثم التفت لوالده هاتفاً : يلا يابابا أنا جاهز
أما منال شعرت بوجع وخيبة أمل كبيرة همست داخلها : حقك م يرجعلك ياقصي اللي عملته بيك م ينعمل بيا
أما ثائر رمقهما بصمت ثم هتف : يلا يا يامن
ليذهبا الاثنان أما منال فور خروجهما انفجرت ببكاء مرير هانفة بندم : قصي آسفة ارجعلي
في السيارة
يجلس يامن بصمت وثائر يقود السيارة
هتف ثائر : يامن
يامن بهدوء : حاضر يابابا
ثائر بعتاب : ايه اللي عملته مع منال
شعر يامن بالغضب لكن هتف بهدوء : معملتش حاجة مقللتش أدب معها ومقللتش احترام
تنهد ثائر هاتفاً : كنت متخجلهش كده خد منها وخلص بالعكس لازم تشكرها
رمقه يامن بصمت وأشاح وجهه هاتفاً : آسف
توسعت عيني ثائر هاتفاً : يامن
يامن بحزن : حاضر يابابا أمرني
رمقه ثائر بحزن كبير وأوقف السيارة هاتفاً بهدوء : أنا عاوز راحتك يا يامن مش عاوز تكون زعلان كده مش عاوز تخبي عني حاجة
يامن بلهفة : بابا كده هنتأخر ع المدرسة
ثائر بحدة : مش مهم ثم هتف بحنان : اتكلم يايامن اتكلم ع كل حاجة زاعجتك ياحبيبي
يامن بقهر : بابا انا مش عاوز منها حاجة أنا بكرهها مش م اقدر اتقبلها حاولت يابابا بس مقدرتش أنا مبطيقش بص بوجهها بابا متزعلش مني بس أنا مخبرك اللي بحسه مش أنت عاوز الحقيقة ليه حضرتك اتزوجتها انا مش بقدر اتقبلها ليه يابابا كنا عايشين أنا وأنت مع بعضينا ومش ناقصنا حاجة ليه أنا مش بحبها
بينما ثائر كان يستمع بصمت ليامن وقد شعر بالوجع من كلام يامن هو لايريد أن يفكر يامن هكذا يريده أن يتقبلها دون أن يعرف السبب ولايستطيع أن يجبره على محبتها وأيضاً لايستطيع أن يحاسبه على مشاعره
هتف بهدوء : طب يا يامن هي ضايقتك بحاجة
يامن : لا
ثائر بهدوء : بص يا يامن أنا بوعدك هتبقى معنا فترة لو مش اتقبلتها أو حبيتها هطلقها
يامن بسعادة : بجد يابابا
أغمض ثائر عينيه بوجع لايعرف سببه لكن سعادة يامن بابتعاد منال أوجعته أوربما عرف السبب ولكن تجاهله لايريد أن يبقى ابنه حزين هكذا ابنه الذي تغير منذ أن أتت منال أصبح لايتكلم معه كثيراً وأيضاً يشعر أنه سيبتعد عنه و سيصبح حاقد بسبب منال وهو لايريد ذلك صعب التخلي عن منال ولكن التخلي عن يامن مميت
هتف بحزن : وعد يا يامن وعد
احتضنه يامن بسعادة كبيرة هاتفاً بحب : أنا بحبك اوي يابابا اري ربنا يخليك ليا
ثائر بابتسامة حزينة : وأنا بحبك أوي
ثم ابتعد يامن عن ثائر وأصبح يثرثر معه كعادته قبل مجيء منال وذلك أسعد ثائر ولكن بقي شيء داخله حزين
قاد سيارته بهدوء وبما ان يامن تأخر على المدرسة أخذه إلى مطعم وقضيا الوقت معاً.
🙁🙁🙁🙁🙁🙁🙁🙁🙁🙁🙁🙁🙁🙁🙁
حازم وكلامه مع يامن ؟
وثائر هيعمل ايه بعلاقته مع منال هيطلقها أولا ورأيكن بكلامه معها ؟
ومنال هتقدر تستمر مع ثائر ومعاملة يامن ليها ؟
يامن هيتقبل منال ولا هيبقى يعاملها كده ؟
آدم واللي عمله بمراد ؟
وكلام آدم عن أنه شاف مراد  قتل اخوه صح ولا ايه؟
مراد حقه يضرب قيس كده ويطرده ؟
وقيس وحزنه ؟

رأيكن 😍
قراءة ممتعة 😍😍
انتهى ❤❤












أمل من رحم الألم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن