البارت الثاني عشر

1.9K 56 14
                                    

ذهب ليث برفقة قصي إلى احد الأسواق الكبيرة المتنوعة بالأغراض فهي تحوي على الملابس والأحذية والأدوات المنزلية والخضار و ......
عندما وصلو إلى هناك تصنم قصي مكانه يرمق المكان باعجاب ودهشة فهو لم يأتي إلى هذه الأماكن بحياته مشى برفقة ليث إلى الداخل وكل خطوة يزداد اعجابه تنبه على ليث يناديه ليرفع رأسه هاتفاً : حاضر ياليث بيه
ليث بغيظ : بلاش بيه دي اعتبرنا صديقك أخوك اللي عاوزه نحنا برا الشغل شيل الألقاب وناديلي باسمي
قصي بحب : وأنا بعتبرك زي أخويا بس ميصحش نشيل الألقاب
رمقه ليث ببرود ليهتف قصي : احم ليه جايبني هنا ياليث
فرح ليث عندما ازال قصي الالقاب بينهما ليهتف : عشان هنختار من هنا هدوم واحذية واللي عاوزينه
خجل قصي كثيراً من هذا الموقف فكيف سوف يشتري وهو ليس معه مال لينتبه على ليث الذي أخذ يتجول ويشتري الملابس انتبه ليث أن قصي لم يشتري شيء ليهتف : فيك ايه ياقصي اشتري اللي عاوزه
نفى قصي برأسه هاتفاً : مش محتاج حاجة عندي اللي عاوزه
تأفف ليث ولم يرد عليه فيما قصي يتابع مشيه وداخله مقهور متألم فالكثير من الأشياء أعجبته ولم يستطع احضارها ابتسم بسخرية عندما تذكر قوله لليث انه لديه كل شيء.
انتهوا من التجول وخرج ليث وقصي من السوق ليطلب ليث من احدى العاملين أن يوصل الأكياس والتي كانت كثيرة فليث اشترى لكل فرد من عائلته بينما قصي لم يقدر أن يشتري شيء وكان ليث يشاوره بين الحين والآخر برأيه بالأشياء التي يشتريها.
ليهتف قصي بمزاح : أنا عارف أن البنات بيطولوا بالتسوق مش الشباب بس أنت أخدت دور ملايين البنات يابني
ضحك ليث هاتفاً: أنا عملت كده عشان العدالة الاجتماعية احسن م يبقوا البنات حاسين نفسهم مظلومين مجتمعياً
قصي بضحك : آه ماشاء الله وانت راعيت مشاعرهم أوي الله يكتر من أمثالك يابشمهندس
ضحك ليث بغرور مصطنع هاتفاً :ايوه كده تعلم مش هبقى عايش علمك ازي تتواضع ثم هتف بجدية : أنا جعت تعال نأكل حاجة في المطعم ومترفضش العزومة مش كفاية موقفك بالسوق وبصراحة حابب تحكيلي عنك واححيلك عني يعني لو حابب أنت

أوما قصي بالموافقة وهو يفكر ماذا سيخبره عن حياته ليقرر أنه لن يخبر عن عذابه وأن يعيش حياة طبيعية ك البشر
وصلوا إلى المطعم جالسين في إحدى الطاولات ليطلب ليث الطعام والمشروبات تناول قصي الطعام ولكن بخجل
انتهوا من طعامهم مع حديث ليث عن عائلته وكم احب قصي علاقة عائلة ليث مع بعضها وحبهم لبعضهم ولكن شعر بالحزن عندما علم بوفاة والدته وأنه يخطط لانتقام من أحد وشعر بالحزن والشفقة على نفسه فكان بصغره يعيش مع أخته منال وكانت تعني له كل شيء وهو كان مكتفي بها بكل شيء أما الآن فبمجرد رؤيتها يتعب ويخاف من والده وإذا حاول التحدث معها تهينه وتعامله بقسوة
أيقظه من تفكيره وشروده صوت ليث يهتف بتعجب : ايه ياقصي رحت فين
نفض قصي ذكرياته من رأسه هاتفا : مفيش سامعك
ليث : طب احكيلي عنك وحياتك عاملة ازي
قصي بسعادة مصطنعة : مفيش ماما ماتت من وقت كنت صغير وأختي أكبر مني بخمس سنين هي ربيتني واهتمت بكل حاجة بتخصني وبحياتي محستش بالنقص بوجودها او أني فقدت ماما عشان هي كانت معوضتني احساس الأمومة وكل حاجة وفي بابا كمان بيحبني اوي وعندي صديق واحد كمان أغلى حاجة عندي هو وأخوه
وهي قصتي
ليث : اه حلو ربنا يخليكن لبعض يلا عشان نروح عالنادي كمان نلعب رياضة ونسبح
قصي بحمحمة : شكراً بس أنا مبعرفش أسبح بحياتي مجربتش
ليث : ولايهمك أنا ه علمك كل حاجة ثم تابع بمزاح : بس مش كل يوم هأخدك كده عشان هفلس
ضحك قصي ثم دفع ليث حساب المطعم وذهبوا إلى النادي وتمارنوا بالأجهزة الرياضية التي جربها قصي لأول مرة بينما ليث متعاود عليها ثم علمه السباحة واخذه إلي قسم لسباق السيارات وأيضاً جرب قصي قيادة السيارات والدرجات .
وأخيراً انتهوا وقرروا أن يعود كل منهم لمنزله وكانت ملامح الفرح والسعادة واضحة على قصي التي عادت له بعد وقت طويل وأيضاً ليث فرح كثيراً فقد شعر مع قصي أنه مع ولده فشخصية قصي الاولى وتجربته بأغلب الأشياء كانت كطفل يبدأ بالتعلم .
أصر ليث ان يوصل قصي إلى منزله مع خجل وتوتر قصي فظن أنه عندما يرى ليث مكان سكنه ومنزله أن يبتعد عنه لكن ليث أثبت له العكس وأوضح له انه لايتطلع للمظاهر ولاتهمه كل هذه الأشياء وأنه يهتم بأخلاق الإنسان وعند نزوله أعطاه ليث الكثير من الاكياس هاتفاً: يلا خد دي
قصي باحراج وقوة : لا ياليث أنا مش بقبل بكده خالص
شكراً ليك
ليث : قصي لوسمحت متخجلنيش كده مش أنت قلتلي انك اعتبرتني زي أخوك فأرجوك خدهم عشان هدية وانت عارف محدش يرفض الهدية وأقسم بالله لو مقبلتش تاخدهم هاعتبر أنك مش بتحبني ولا حاجة وإشارة منك عشان بعد عنك
وافق قصي ان ياخذهم بعد كلام ليث
وشكره كثيراً على قضاءه هذا اليوم الممتع واعطاءه هذه الأشياء وذهب كل منهما إلى منزله .
😊😊😊😊😊😊😊😊😊😊😊😊😊😊😊
دخل ليث إلى منزله حاملاً الكثير من الأكياس ليجد والده جالس مع أخته يحكي كل واحد للآخر كيف مضى يوماه ليهتف بمزاح : ايه الخيانة دي جالسين كده مش عيب عليك ياحج بعد العمر دا تحب وحدة زي أحفادك
وأنتي ياهانم يامحترمة مش عيب عليكي جالسة مع واحد زي جدك
تالا بغيظ : ايه زي أحفادك دي شايفني طفلة بص حضرتك عالمراية بتخاف من شكلك
مجد : ياولا أنا زي جدها مش شايف كل الشباب دا اللي انا فيه أصلاً لما امشي بيفكروني أخوكم مش أبوكم مش كده يابت ياتالا
تالا بضحك : مش كده كتير ياحج ولا ايه
مجد بغيظ : بت مكذب يعني
ضحكت تالا نافية وانتبهت إلى ليث الذي يرمقهما بضحك وحب لترى أنه يحمل الكثير من الأكياس لتقف ناهضة تقترب منه هاتفة بفرحة طفلة : ابيه ليث ياجميل ياعسل ياللي مفيش زيك بالحياة دي
رمقها ليث بطرف عينيه هاتفاً بحزن مصطنع : مش من شوية كنت بخاف لو بصيت عالمراية
تالا بجدية مصطنعة: ايه ياليث معقول تاخد بحكي وحدة هبلة زيي ولا مش واثق من نفسك وجمالك ياعسل انت
ليث : أنا العسل ولا الحاجات اللي جايبهم خلوني عسل
تالا بمزاح : هي هو ابيه ليث اللي بعرفه
ثم أخذت الاكياس لتجد أن ليث احضرا لها ثياب واحذبة الكثير من الحلويا التي تحبها وأيضاً أعطى لوالده الذي كل مرة يزداد فخراً بأبنه واهتمامه بهم فيما اغراض حازم وضعوها في غرفته إلى أن يأتي لأنه لايزال بعمله .
🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂🙂
وصل ثائر برفقة يامن إلى منزلهم ومازال ثائر صامت لم يتكلم أبداً بينما يامن يفكر لماذا والده صامت هكذا
لكنه أطمئن عندما نزل والده من السيارة ودخل إلى غرفته دون أن يتكلم فقد ظن أن ثائر كذّب المدير
ليتنهد براحة وسعادة متأملاً أن والده سيتغير ويصبح يصدقه يعامله جيداً دون قسوته معه
دخل إلى غرفته وبدل ملابسه ليقرر النوم قليلاً وهو يفكر بسر تغير والده بنظره وأيضاً خطر على باله كلام حازم القاسي له ليتنهد بوجع على خسارته لحازم ولكن قرر انه سيحاول نسيانه ولكن يعرف داخله جيداً أنه لم ولن ينساه فكيف ينسى الإنسان من كان سبباً لسعادته دوماً تنهد بحزن ليتمدد على السرير وسرعان ما فزع على دخول والده الهادئ وبيده حبل وعصاة ليفزع يامن ويقف بسرعة إلا أن والده فأجاه عندما سحب كرسي وجلس مقابل السرير قائلاً بهدوء مرعب : اهدا متخفش هنتكلم شوية
يامن برعب وارتجاف : ل ليه حض حضرتك ع عايز نتكلم ب بايه
ثائر : أنت عارف أني مش بحب تتكلم بالطريقة دي فياريت تتكلم بثبات مش زي الجبانين
يامن بمحاولة للثبات : حاضر تفضل
ثائر : أنت قلتلي وقت عاوز بطلك من المدرسة أنك حابب تكمل دراستك ومش هتعمل مشاكل وأنك شاطر أوي وبتحب دراستك أنا سمحتلك ترجع للدراسة وقلت هعطيه الفرصة دي بس أنت ايه احكيي
يامن بخوف من صراخ والده فكان يتكلم بهدوء ثم تحول إلى صراخ : صدقني مليش دعوة هو المستر حط سؤال صعب أوي حتى أسال أي حد من الطلاب والمدير كارهني عشان ابن أخوه كارهني وغاير مني
ثائر بسخرية وقسوة : ياحرام مظلوم أوي ياحبيبي مفيش حد بيكره وبيغار من واحد زفت ووسخ زيك هيكرهك ايه ع فشلك ولا لأنك واحد قذر ولا ايه
يامن الذي هبطت دموعه من قسوة كلام والده واهانته هكذا ليفزع على صراخ ثائر : متبكيش كده
حاول يامن مسح دموعه حتى لايغضب والده أكثر لكن يمسحها لتعود وتنزل بغزارة هتف يامن بشهقات : ا انا مش كده
ثائر بحقد : لا كده وأكثر عارف لو أنك عامل بس الموقف دا كنت هسكت ومش ههحكي حاجة بس أنت واحد كذاب وعدتني بحاجة ومنفذتهش عشان كده همدك وهعلمك ازي تتجرأ تستغفلني كده
يامن بعدم فهم وعدم وعي لكلامه : عملت ايه ياثائر بيه
قام ثائر بصدمة من الكرسي وهتف بجنون : ثائر بيه ياحيوان ياقليل الأدب ناسي أني أبوك ولا ايه
قاطعه يامن بصراخ وعدم معرفة ماذا يفعل ومع من وكيف يتحدث لكنه اكتفى من كل شيء اكتفى قسوة اكتفى ظلم اكتفى خوف وكتمان : آه ثائر بيه آه عشان اللي زيك مستحيل يكون أب أنت ايه قلي أول مرة بشوف أب يعامل ابنه كده لو أني مجرم مكنتش عاملتني كده أنت اب على أيه بس تسمع عني حاجة سيئة بسرعة تصدق وكأنك عاوز حاجة حتى تضربني طول عمرك بتكرهني وبتكذبني اه وأنا من زمان كارهك بحياتك سمعتني بناديلك بابا لا دائماً بقول حضرتك عارف بسببك صرت واحد بيحقد ع أي حد علاقته كويسة مع أبوه الأب اللي بيهتم بولاده وبيكون مصدر أمان ليهم بيكونوا أولاده عطول مطمنين مهما عملوا وراءهم حد بيحميهم وبيحللهم مشاكلهم مش زيي أنا عطول خايف من كل حاجة أنت ناسي إني انسان والإنسان دائماً معرض للغلط وانت بدل متعلمني الصح بتضربني ع أي حاجة

انتهى يامن من كلامه ووقف يتنفس بسرعة بعدما قال هذا الكلام دفعة واحدة ليستوعب ماقاله ويزداد خوفه عالرغم من انه قال الحق ومايشعر به تجاه والده ولكن والده لايهمه كل هذا نظر إلى حيث والده الذي يرمقه بغضب شديد وقسوة لكن ملامحه مصدومة وشاردة هتف ثائر بضحكة سخرية وقسوة : الأب بيعامل ابنه كويس عشان ابنه بيكون مستاهل مش بيكون قذر زيك وازي تتجرأ ترفع صوتك وتصرخ كده بوجودي وعاوزني عاملك كويس بعد كل وقاحتك وكذبك
يامن بخوف : مكذبتش بحاجة
ثائر بجنون : برضو بترد عكلامي لا يااستاذ كذبت عشانك اتكلمت مع حازم وانا حذرتك متتكلمش معاه وانت وعدتني
يامن ببكاء : أنا وعدتك مذكر سيرته قدامك مش وعدك أني مش هكلمه خالص
ليضحك ثائر هاتفاً : صح نسيت العفو منك يا يامن بيه
نفى يامن برأسه لينخلع قلبه حينما دفعه والده بقوة ليسقط على السرير ثم رأى والده يتقدم ليحاول النهوض والهرب من الباب المفتوح لكن ثائر كان له بالمرصاد
بدأ ثائر يربط يد يامن وقدمه مع مقاومة يامن له إلا أن قوته معدومة تماماً امام ثائر فأقوى الرجال والمجرمين يخافونه فماذا سيفعل شاب بالسابعة عشر أمامه
ابتعد عندما انتهى من ربطه وأمسك العصاة هاتفاً : هعمل اللي ماعملتوش من زمان وهربيك من اول وجديد
ازداد رعب يامن بينما والده رفع العصاة وهبط بأقوى مالديه على قدم الآخر الذي صرخ صرخةً هزت أرجاء الفيلا وقدمه تؤلمه بجنون وقوة فهو عالرغم من أن يضرب كثير من والده إلا أنه في كل مرة يُضرَب يشعر أنه أقوى وأقسى من المرات السابقة بيننا ثائر يستمر بالضرب بحقد وجنون كأن كل مشاكل الحياة اجتمعت بيامن.
زاد صراخ يامن ووجعه لدرجعة أنه تورمت واصبح الدماء تخرج منها
بقي هكذا مدة ليست قصيرة ثم تركه والآخر قد بح صوته من صراخه وبكائه ووجهه احمر بشدة وكأنه سيختنق أما ثائر نظره إليه هاتفاً : هي آخر فرصة ليك ييامن استغلها كويس أحسن هتشوف حاجة أكتر من كده بكتير ومفيش خروج ليك الأسبوع دا وكلمة ثائر بيه مش عاوز اسمعها تاني اسمي بابا فاهم
هز يامن راسه سريعاً هاتفاً : حاضر حاضر بس أرجوك لو سمحت حضر بقصد بابا شيل الرباط عن ايدي ورجلي
تنهد ثائر براحة وفرحة داخلية بعد سماع كلمة بابا من يامن فكيف لم ينتبه على ذلك تقدم ثائر لينزع الرباط من قدم ويد يامن قام بنزعه ثم هتف بيامن : يلا قوم واقف
يامن برجاء : بابا وربنا بتوجعني أوي لو وقفت خليني قاعد كده لو سمحت
رمقه ثائر بتهديد ليقف يامن ببطء نتيجة وجعه وعندما دعس على قدميه صرخ بأعلى صوت من شدة ألمه
ليتنهد ثائر ويهتف : اقعد ومتعملش حاجة مش عاوز اسمع صوتك وبالنسبة لحازم عاوزك تنساه خالص
هتف يامن بخفوت وطاعة : حاضر اللي يتامر بيه
هز ثائر رأسه برضا وخرج أما يامن لم يعرف ماذا يفعل وكيف ينهي ألمه الشديد فبدأ بالبكاء لعله يبرد ألمه قليلاً .
💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔
قراءة ممتعة
انتهى

أمل من رحم الألم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن