الثامن والثلاثين

1.7K 55 43
                                    

انتظرت منال قصي نصف ساعة ولم يأتي هتفت بخيبة ووجع : للدرجة دي ياقصي قسيت قلبك عليا
طالت المدة وشعرت بخوف كبير يسكنها على يامن
لتقرر الذهاب وحدها دون انتظار أحد وهي تشعر بالحزن من أن قصي لم يأتي لها وأيضاً خائفة على يامن.
🙁🙁🙁🙁🙁🙁🙁🙁🙁🙁🙁
كان ثائر في مكتبه وأمامه عدد من الرجال وهو يقف بثقة وجدية واضعاً يده بجيبه يشرح لهم ماذا سيفعلون بالقضية الآخيرة رن هاتفه
ليفصله ولكن عاد الاتصال ليجد رقم غريب فتح الهاتف هاتفاً بجدية : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشخص بخبث : ازيك ياثائر وازي ابنك
قطب ثائر جبينه هاتفاً بحدة : أنت مين وعاوز ايه بابني
الشخص بحزن مصطنع : تؤ تؤ مش كده أنا كنت بساعدك عشان تعرف أنه ابنك بالمشفى
ثائر بخوف وصدمة :ايه مشفى
شعر حازم بالخوف الشديد ليقترب سريعاً بجوار ثائر يحاول معرفة أي شيء
هتف بضحك أغضب ثائر : ي يامن ابنك بمشفى ( ....)
ثائر بصدمة : ايه
ثم توقف كل شيء لم يعد يسمع شيء لم يعد يشعر بشيء لم ينتبه لهمسات الرجال ولا لحازم الذي يسأله بخوف مالذي حدث ولم ينتبه على كلام الشخص له ولم ينتبه على هاتفه الذي سحب منه واخذه حازم الذي سمع الشخص يقول بخبث وضحك : دي قرصة ودن ياسيادة العقيد عشان تعرف ازي تعصي أسيادك
حازم بغضب : انت مين ياجبان
الشخص بخبث : مش مهم بس لحق صاحبك وابنه
حازم بصدمة وخوف كبير : ي يامن ثم أكمل : م مشفى ايه
أعطاه الشخص عنوان المشفى وهو يضحك بخبث ليغلق الهاتف سريعاً ويلتفت حيث ثائر الذي يرمق الفراغ بشرود وتجمد وكأنها أول مشكلة تحدث معه نسي هيبته ونسى انه يجب ان يكون أمام رجاله مثالاً للصمود والتحدي ونسى مكانته وأنه واجه ورأى الكثير من المصاعب ولم يضعف هكذا بل دائماً كان يدعم ويقوي ويكون هو أول المتقدمين لأي شيء
حازم بصرامة وهو لايريد ان يرى احد ثائر بهذا الوضع :
كله يطلع برا حالاً
نفذ بعض الرجال أوامره على مضض رغم الفضول لمعرفة ماجعل قائدهم يتجمد هكذا
اقترب حازم من ثائر هاتفاً بصرامة : ثائر بلاش تضعف كده ان شاء الله مفيهوش حاجة
كان ثائر يسبح عقله بذكريات ماضيه مع ابنه وكيف كان يعامل رغم أنه تعافى وتعالج إلا ان ضميره لازال يؤنبه كان يفكر أنه لم يعوض ابنه ولم يجعله سعيد للحد الذي يريحه
أما حازم نظر إليه ولضعفه لم يتوقع ان يرى ثائر بحياته بهذ الضعف والسكون كان دائماً مثال للقوة أمامه
اقترب منه يهزه بقوة والآخر جامد ليصرخ حازم بخوف : ثائر فوق لنفسك
نظر له ثائر بجمود ليلكمه حازم بقوة لكمة أعادته لوعيه ثم هتف بحدة : يلا ع مشفى ( )
أسرع ثائر يركض خارجاً من الغرفة وقلبه ينتفض داخله برعب وخوف من خسارة ابنه
لحقه حازم سريعاً وركب مقعد القيادة منطلقاً مع ثائر الذي كلما اقترب من المشفى يزداد خوفه
😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭
يضمه آدم بقوة هاتفاً بحنان وبكاء : أخيراً لقيتك يا احمد كده تغيب عني
أحمد بحب : وحشتني يا آدم ب بس أنت ليه كده
آدم بحزن : كده ازي
ابتعد أحمد يمشي بعيداً هاتفاً بعتاب وحزن : اتغيرت اوي يا آدم أوي وأنا مش هرجعلك
ركض آدم هاتفاً ببكاء : أحمد تعال مش بعد ملقيتك تختفي كده تعال يا أحمد وحشتني ياحبيبي تعال وهعملك اللي عاوزه
استيقظ فجاة بفزع صارخاً : أحمد متروحش تعال
دخلت والدته سريعاً هاتفة بخوف : آدم حبيبي فيك ايه
آدم بجنون وصراخ : احمد فين هو كان هنا فينه ياماما
اقتربت والدته تبكي عليه فهو يعاني أحياناً من هذه الاحلام احياناً يستيقظ صارخاً باسم أخيه ضمته بقوة هاتفة ببكاء : ادعيله ياحبيبي ادعيله
آدم ببكاء : م ماما شفت لمسته بايديا ب بس هو كان زعلان مني ياماما وراح بعد عني ماما وحشني أوي وحشني ياماما
الأم ببكاء من حالة ابنها التي تحدث له كل عدة أيام هتفت بحنان وهي تلعب بخصلات شعره : خلص ياحبيبي اهدأ متوجعش قلبي عليك يا قلب ماما
ضمها آدم هاتفاً ببكاء : ماما مش قادر حاسس هموت أنا معدتش اقدر استحمل غيابه دمرني ياماما وحشني اوي مش عاوز حاجة من الدنيا غيره
كتمت الام بكائها تحاول دعم ابنها ومواساته رغم انها بحاجة لمن يواسيها هتفت بحنان : خلص ان شاء الله هو بمكان احسن من هنا ادعيله ياحبيبي
آدم ببكاء : بدعيله ياماما بدعيله ... بس كان باين زعلان مني بالحلم أنا تعبت يارب خدني من الدنيا وريحني يارب مليش غيرك
الأم بخوف : آدم متقولش كده أنا لو حصلك حاجة مش هستحمل
ابتعد عن والدته انهار باكياً لايعرف مابه أصبح يبكي وكأنه تلقى اليوم خبر وفاة أخيه وكأنه لم تمر ثلاث سنوات على وفاة أخيه يصرخ ويبكي بشدة ينادي لأخيه أحمد لتقترب والدته منه تضع رأسه بصدرها وتحتضنه بشدة وتمسح خصلات شعره بحنية وحزن ليستكين آدم داخل أحضانها هاتفاً بتعب وصوت مبحوح آثار صراخه وبكاؤه : ماما
ثم صمت لتبعده والدته قليلاً لتجد ملامح وجهه المحمرة وعينه المغمضتين لتعلم أنه نام بعد نوبة البكاء التي انهكته نظرت إليه و عدلت نومه دثرته بالأغطية لتقبل جبينه وتخرج ذاهبة إلى غرفتها تبكي ابنها الذي كسر ظهرهم بموته.
😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭
وصل بعد دقائق معدودة نتيجة قيادة حازم السريعة
ليدخل ثائر وبقي حازم يصف السيارة انتهى وصعد للمشفى و استعلم عن غرفة يامن ثم ذهب سريعاً ليجد ثائر يقف أمام باب الغرفة المغلقة يرمق من الزجاج الأطباء المجتمعين حول سرير ابنه ولكن لم يرى ابنه بسبب الاطباء
اقترب حازم يقف جانبه بخوف كبير على يامن يامن ابنه الذي لم ينجبه يامن الذي عرفه من صغره واهتم به يحاول أن يواسي ثائر ولكن داخله مرتعب وخائف ولو أنه يعرف أنه لو بكى لم ينهار ثائر سيبكي ولكن يحاول التماسك من أجل ثائر
هتف بحزن : ثائر ابعد شوية عن الغرفة
ابتعد ثائر ثم وقف مستنداً على الحائط وقف بجانبه حازم يرمقه بخوف من سكوته هذا يتمنى أن يتكلم ويفرغ ماداخله هتف بخوف : ثائر قول حاجة
رمقه ثائر ثم هتف بجمود : عارف ياحازم أنا بستاهل أخسر ابني
حازم بصدمة وغضب : بتقول ايه ياثائر ادعيله وبلاش الكلام دا
ثائر بشرود : ربنا بيعاقبني عشان أذيت يامن أوي عشان كنت ظالم استقويت ع حد ضعيف والحد دا ابني من صغره بعذبه وبهين بيه مكنتش الأب المناسب ليه عذبته أوي وجرحته دمرتله شخصيته من صغره ولما صحيت لنفسي واكتشفت كبر ذنبي اتجاهه معوضهوش أوي رحت فكرت بنفسي وتزوجت شايف ياحازم أنا ظالم أوي أنا معاملتش ابني كويس وربنا هيأخده مني عشان يعرفني أني النعمة اللي م نهملها ممنتعاقب بفقدها ويامن كان نعمة بحياتي وأنا محفظتش عليه عشان كده ربنا هيأخده مني
شعر حازم بوجع كبير بعد كلام ثائر اقترب يضم صديقه بقوة يحاول سحب حزنه ووجعه ليبادله ثائر الحضن باحتياج ووجع
ابتعد حازم عنه ثم هتف بقوة : مش كده ياثائر بلاش تفكيرك بالطريقة دي أنت مكنش بايدك تصرفاتك كنت بتعاني من أزمة نفسية لو كنت قاسي وظالم كنت عذبت ابنك لما اتعالجت بالعكس أنت عوضته عن كل حاجة حتى يامن سامحك وكان بالفترة الآخيرة ع طول فرحان ومبسوط وبالنسبة لزواجك أنت مغلطتش وأنت أحسن اب وصديق بلاش تفكر كده عارف بيقولو أفكارك تجذب أقدارك يعني لو تبقى تفكر أنه أنت متستاهلش يامن هيتحقق تفكيرك وهيروح يامن منك ادعيله ياثائر ادعيله واتفائل بالخير
رمقه ثائر بامتنان ثم أغمض عينيه هامساً بأمل : يارب متكسرنيش بابني يارب ردلي ياه ومتحرمنيش منه خد من عمري واعطيه يارب
جلس حازم على الكرسي ولسانه وقلبه لايكفى على الدعاء لشفاء يامن
تنبه على قدوم منال هتفت منال بخوف : يامن كويس ياحازم
حازم بحزن : ان شاء الله ادعيله
تقدمت منال اتجاه ثائر وهي تتذكر صباحاً كيف كان يامن اول مرة يبتسم لها وكيف استشعرت الخوف والحنان منههو وثائر أول مرة
وضعت يدها على كتف ثائر هاتفة بحزن : ثائر
التفت ثائر لها هاتفاً بوجع واحتياج : ابني يامنال ادعيله
شعرت منال بوجع كبير من منظر ثائر الذي لم تراه منذ لقائها به هكذا هتفت بصدق : يارب يرجع بخير
رمقها ثائر ثم هتف فجاة : ازي عرفتي أنتي يامنال
منال بحزن : كلموني وخبروني أنه يامن ضربته سيارة وبعدين كلمت قصي يجيبني ب بس هو ما أجاش
أما ثائر قطب جبينه بدهشة لماذا كلمو منال وماهدفهم غاص عقله بتفكير عميق يحاول معرفة من فعل ذلك ليهفف بنبرة مخيفة : وربنا مش هسيب اللي عمل بابني كده هندمه
رمقته منال بصمت ولم تعرف ماذا ترد أما هو تنهد بتعب وقلبه يشعره سوف يتوقف من الخوف على ابنه
أتى ليث سريعاً اقترب حيث الجميع ليجد ثائر برفقة منال وقد شعر بالوجع من مظهر ثائر الذي يراه أول مرة هكذا لطالما كان يراه شامخ وقوي ولكن الآن رأى خوفه ضعفه ضياعه
نقل نظراته حيث أخيه الذي يجلس وهو يغمض عينه اقترب منه سريعاً وجلس بجواره وضعه يده حول كتفه ليفتح حازم عينه ليرى من اقترب منه ليجد ليث رمق حازم ليث باحتياج هاتفاً بتقطع : ل ليث
شعر ليث بوجع من لهجة أخيه يعلم تعلق اخيه بيامن فحازم كان يعتبر يامن كابن له يعلم مقدار حبه له يعلم كيف عاش مشاعر الابوة مع يامن كان يقضي وقتاً كبيراً مع يامن واحياناً ينام عنده وأحياناً يحضره للمنزل إلى عندهم كان يساند ويدعم يامن كان يساعده بدروسه كان يلعب معه ويأخذه للتسوق ومدينة الملاهي وكل الأماكن التي يرغب يامن بالذهاب إليها وخصوصاً أن ثائر كان قاسي على يامن ليحاول حازم بأقصى جهد أن لايجعل يامن يشعر أنه ينقصه شيء وانه يتيم الابوين فيمارس دوره كأب ليامن وقد نجح به فليث سمع يامن مرة ينادي حازم بابا ولكن حازم لم يسمعه كان يرى سعادة يامن بوجود حازم يعلم أن وراء سكوت أخيه انهيار كبير وخوف كبير من خسارة يامن يعلم انه أخيه يحاول ان يبدو قوياً ولكن داخله هش ضعيف
ضمه ليث وهو يغمض عينيه حزناً وخوفاً على يامن يخسى خسارته يخشى من خسارة من يعتبره ابناً له من عاش مشاعر الابوة معه كان يعتبر يامن أبناً له ويحاول تجربة أي شيء يفعله الاب والابن لأنه يعلم انه سيحرم من ان يكون له ابن يعيش معه هذه المشاعر والتجارب
ابعد حازم عنه هاتفاً بقوة وحنان : ادعيله ياحازم متضعفش كده ثائر محتاجك
حازم بأمل : يارب ياليث مش هستحمل خسارته
ليث : ان شاء الله مش هنخسره

أمل من رحم الألم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن