البارت التاسع والعشرين

2.2K 62 37
                                    

في المكتب
الهدوء هو المسيطر على المكان لقد روى لهم مراد حياة قصي بل أنها لا تسمى حياة روى عذابه وقسوة ابيه عليه وقسوة منال روى طيبة قصي ومساعدته الناس رغم كل شيء قص لهم أنه رغم كل الظلم الذي تعرض له لم يظلم روى لهم أنه رغم كل الوجع الذي عانه إلا أنه لم يوجع أحد لقد كان حريصاّ على ألا يجرح أحد بشيء وكان يسعى دائماً لجبر خاطر غيره رغم أن خاطره مكسور
صمت ليث جالساً على الأرضية بعدما كان يقف ويستند على الحائط صمت بندم ووجع على أذيته لإنسان لاذنب له بشيء بل أنه متعذب أكثر منهم بكثير يكفيه انه مجروح من عائلته وهذه أصعب الجروح جروح وإن شفيت ستترك آثراً قاسياً في القلب
بينما حازم وقف من جلسته وقد شعر أن عقله مقفل يشعر أنه داخل مكان عميق والأصوات من حوله بعيدة رفع نظراته بشرود نحو ليث ليجد حالته عجيبة وجده ساكن وشاحب ليث الذي تولى أمر عائلته منذ صغره وواجهه كل شيء بقلب من حديد وبصبر الجبال يجلس الآن مكسور هكذا أخفض رأسه بحزن وندم يحرقه أما مراد يرمق الاثنان بحزن عليهما وبغضب بعدما قصو له مافعلوه لقصي لكن لم يعاتبهما فيكفيهما تأنيب الضمير والندم الذي سيعذبهما وهذا أقسى وأوجع من أي شيء آخر فإذا لم يكن الآنسان راضياً عن تصرفاته فهنا المعاناة وهذا حال ليث وحازم وهو يعرفهما أنهما ليس ب سيئان بل متأكد من ذلك ومافعله نتيجة جرح غائر حل بهما
تنبه على ليث الذي هتف بشرود : ي يعني قصي مظلوم ومش بيتفق مع ابوه وأبوه بيكرهه وبيعذبه ي يعني أنا ظلمته أنا اعمل كده انا اللي انظلمت من الناس وكرهت الظلم اقوم اظلم
رمقه مراد بحزن بينما رفع حازم رأسه يستمع إليه بصمت وكأنه يتحدث بلسانه تابع ليث بوجع : أنا اللي بحاول ع طول معملش حاجة تغضب ربنا بعمل كده بعذب حد بريء مليش عذر أنا غلطت مكنتش لازم اعمل كده قلي ياحازم ازي عملنا ازي نسينا اللي تربينا عليه وأخلاقنا راحت فين أنا اللي ع طول بفتخر بنفسي أني أخلاقي عالية ألجا للاسلوب دا واعمل كده أنت ياحازم ليه مش منعتنا أنت ع طول ماشي صح بحياتك مغلطتش بحق حد وقت تغلط تيجي تغلط بحق قصي ازي تجاهلنا حقيقته قبل منعرف انه ابن عزام ازي نسينا لما شفناه قبل منعرفش أنه أبن عزام كان طيب أوي مكنش باين عليه خبث ازي ازي ياحازم فهمني ازي كنا وسخين كده ازي طلعت حقدي كده أختي تالا اللي اصغر منا مرضتيش بكده ونحنا عملنا كده نحنا نسينا وخالفنا قول ربنا بسم الله الرحمن الرحيم :( ولا تَزِرُ وازِرةٌ وِزرَ آُخرَى) صدق الله العظيم
يعني لايحمل أحد خطيئة أحد ونحنا حملنا قصي خطيئة أبوه
رمقه حازم بندم كبير ومراد بوجع كبير عليهما
بينما ليث بدأت دموعه بالنزول لأنه أخطا بهذه الطريقة بدأ يبكي لانه بحياته لم يخطأ عمداً او يظلم أحد واليوم فعل ذلك
مراد بصدمة : ليث بتبكي
ليثببكاء : اه ببكي أنا عملت ايه أه يارب سامحني يارب اغفرلي ازي انا عملت كده ليه من ايمتا انا قذر كده ل اجرح حد كده اه يارب
ليضع أصبعه بفمه ثم يعضه دلالة على ندمه الشديد وضميره الذي يؤنبه بشدة اقترب حازم منه هاتفاً بخوف عليه فهو يعرف كم سيتعذب ليث بسبب مافعلوه أمسك يده وسحبها منه بقوة هاتفاً بحزن: ارجوك ياليث مش كده خلص هنحل كل حاجة
نفى ليث برأسه هاتفاً بوجع يكاد يقتله : بعد ايه بعد م دمرنا قصي بس والله كنت موجوع وفاكره وحش زي أبوه اه يارب سامحني يالله قلبي ياحازم بيوجعني اوي حاسس روحي بتطلع
بدأ ليث بالبكاء وكأن كل لحظات حياته تمر امامه الآن وكان كل الدموع والمشاعر التي كبتها تنتقم منه على حبسها وتخرج هكذا
حازم بخوف عليه وقد بدأت دموعه تنزل ولم يبالي بشيء أجلسه على الكرسي هاتفاً بصراخ : مراد جيب ماية بسرعة
ركض مراد سريعاً وهو حزين على حالة ليث فهويعرف ان ليث من الأشخاص التي تتأثر كثيراً وسيبقى يؤنب نفسه بشدة
عاد بعدما احضر الماء ليجد الوضع على حاله اقترب هاتفاً بلهفة : خد ياحازم
مسك حازم الكوب سريعاً وقربها من ليث واجبره على الشرب ليبقى ليث يبكي واشتردق بالماء من وراء بكائه ليسعل ابعد حازم الكوب عنه ثم رمقه بحزن وضربه على ظهره بخفة من اجل السعال ليهدأ ليث فضمه حازم بقوة كبيرة يحاول تهدئته والآخر شهقاته تخرج بالمكان بكاء لم يبكيه امام أحد حتى عند موت أمه بكى وتوجع وحده وتظهر أنه بخير من اجل أخواته وكأن الآن كل مشاعره التي كتمها ظهرت هكذا على شكل بكاء مؤلم
بقي هكذا مدة ليست بقصيرة لينتبه حازم على توقف شهقاته ابعده عنه ليجده قد غفى أشار لمراد أن يتقدم ويساعده بحمله فهو لايريد أن يستيقظ ويعود لوجعه
حملاه الاثنان معاً ثم صعدا برفقته إلى غرفته ووضعاه على السرير ليخرج مراد وبقي حازم فقط ينظر له بوجع كبير ويلوم نفسه أيضاً
دثر ليق بالأغطية جيداً ماسحاً له خصلات شعره بحنان كبير ثم انحنى مقبلاً جبينه ويرمقه بندم يعرف انه سيعاني كثيراً ويعاقب نفسه
وسيستغرق مدة ليست بالقليلة حتى يعود كما كان
أطفى الضوء ثم خرج ذاهباً إلى حيث مراد ليرى أنه غادر المكان تنهد بألم كبير ثم خطر بباله قصي ليذهب إلى غرفته وجده يغط في نوم عميق اقترب منه ومد يده بتردد ليمسح خصلات شعره بوجع كبير عليه هتف بندم كبير : آسف متزعلش منا وسامح ليث أنت مش عارف وجعه من أبوك كان مدمره أنت مش عارف هو ازي أبوك قتل ماما بكل دم بارد ومكتفش بدا سبب غيبوبة لبابا تصور تفقد أمك وابوك بيوم واحد غير الوجع اللي عشناه عارف ليث هو اللي اهتم بكل دا كان ميبكيش قدامنا تخيل شب بأول عمره يلاقي معاه اخ وأخت اصغر منه كنت انا وتالا وهو اللي اشتغل ورفض نساعده ومش بس كده اه أنا مش هبررلك عارف غلطنا كبير بس ياقصي أوقات كتير المجروح مش زي اللي بيتكلم من فراغ يعني المجروح بيمرق أوقات عليه همه بس ينتقم محدش عارف احساس ليث ازي وهو بيضربك او لما يهينك بجد كنت شوف ندمه لما يضربك ولما يكلمك بطريقة مش كويسة كان يروح ع غرفته ويبكي بس أبوك دمره آسف أوي آسف ع خيبة أملك ببينا آسف ع جرحي ليك صدقني ليث مكنش قاصد أي كلمة قالها ليك كل اللي قاله عشان يقهرك ويقهر أبوك اللي شافه ليث وشاف حبه ليك أنت مفيش زيك ياقصي عارف انه ليث اول مرة يبكي كده قدامي وقدام مراد بكي ومش اهتم بحاجة
ليلاحظ تململ قصي ليبتعد سريعاً ويخرج من الغرفة
بينما قصي فتح عينيه يرمق السقف بشرود وكل كلمة تدور برأسه وتشعره بألم حارق من اجل ليث .
😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥
وصل مراد إلى منزله ولكن قيس لم يكن بالبيت ليزداد قلق مراد عليه
دخل قيس بعد مدة لينخلع قلب مراد عندما وجد صغيره بهيئة موجعة وجده بعين محمرة ووجه متعب ويمشي بترنح وجرح على جبينه ركض إليه وأسنده متجاهلاً الحديث معه ليهتف قيس بتعب : م مراد تعبان أوي
تنهد مراد بتعب وقد عرف أن قيس عمل حادثاً صغيراً بالسيارة لانه يعرف سواقته المتهورة عند حزنه
أدخله إلى غرفته ثم إلى الحمام وخرج ينتظره ويجهز له ملابس مناسبة
بعد عدة دقائق طرق الباب ليفتح قيس وأخذ ملابسه من مراد ثم خرج بعد ارتدائها ليقترب مراد يساعد بالمشي ثم ساعده على التمدد على السرير ودثره ثم كاد أن يذهب لكن تمسك قيس به سريعاً محاولاً النهوض ونفى براسه هاتفاً برجاء وصوت متعب : أرجوك يامراد إلا انت تبعد عني كفاية عليا قصي وربنا موجوع أوي
رمقه مراد بهدوء وحزن وكعادته معه لايستطيع رؤية تعبه ويتجاهله
استلقى على السرير جانبه ويدعي البرود اقترب قيس منه ثم دفن رأسه بصدره هاتفاً بصوت متألم : لما ط طلعت من عند بيت ليث أخدت سيارتك وص صرت سوقها وانا ب ببكي بس بعد كده م مش عارف ازي طلعت سيارة قدامي و ض ضربنا ببعض بس كان حادث صغير اوي انا جسمي وجعني شوية بس وصاحب السيارة التانية مصرلهوش حاجة
صمت مراد ولم يجبه ليهتف قيس بخوف : م مراد ليه مش بترد عليا انت زعلان مني
استمر مراد باسلوب التجاهل مع قيس ليبدأ قيس بالبكاء بصمت نتيجة كتمه مشكلته ووجعه على قصي وندمه ثم هتف : أرجوك مش تعمل كده وتتجاهلني والله مكنتش هتكلم كده مع قصي بس تعبان أوي عشان خاطري كلمني طب اضربني مش كفاية قصي مش هيكلمني وهيسبني ليه أنت كمان
بينما مراد شعر بالوجع من صوت صغيره الباكي لیمد يده بتردد ويمسح فوق خصلات شعره الكثيفة هاتفاً بجمود مصطنع : مش من ايدك صار كده
قيس باقتناع : اه والله عارف بس أنا مش بكرهه لقصي وعصبيتي بطلع كلام كده مش قصدي اعمل كده
مراد بحدة : قيس بلاش تتكلم كده عصبيتي وكده أنت الغلط عليك بالمرة الأولى سامحك رغم ضربك واهانتك أنت غلطت وغلطت أوي ياقيس وهو معملش حاجة لدا
صمت قيس ببكاء ليهتف مراد بحدة قليلاً : بلاش بكي اتكلم مش تغلط وتبكي
قيس ببكاء : هقول ايه خلص كل حاجة انتهت انا ضيعت أحلى حاجة بحياتي لما شفت قصي بيخدم ببيوت الناس زعلت اوي عليه هو كان قايلي أنه بيشتغل بشركة ومرتاح أوي هو كذب عليا شفت بعيونه كسرة وقهر عشان كده اتكلمت معاه كده بس والله مش قصدي كنت معصب
مراد بجمود : مش مبرر خالص وليه معصب ياقيس اليوم وقت الغدا قللت أدب مع آسماء وانا سمعتك بتكلمها بس هي مش سابتني اعملك حاجة ياريتها تركتني يمكن كنت عرفت تمسك لسانك
قيس بخوف : م مش قصدي أنا تعبان ومعصب الايام دي أوي
مراد بصراخ أرعبه : قيس كفاية معصب معصب وبسألك مش بتجاوب خبرني ليه معصب لو قلتلي مكنش وصلنا لهنا
ابتعد قيس عن مراد ودثر نفسه بالأغطية بخوف وبكاء
تنهد مراد ثم هتف بحزم : قلي ياقيس لآخر مرة هسألك أنت ايه المشكلة اللي حصلتلك
رفع قيس رأسه من الأغطية هاتفاً بارتجاف : م مفيش بس سامحني انت ارجوك وربنا عقاب قصي ليا هيدمرني مش ناقص حاجة تانية والله مش هضايق حد وبوعدك أني مش هتصرف تصرفات فيها قلة مسؤولية بس سامحني والله يامراد كده كتير عليا
تنهد مراد بحزن ثم اقترب من قيس واحتضنه هاتفاً بحنان : خلص ياقيس انت عرفت غلطك وندمان انا مش هحاسبك وزي مقلت كفاية عليك قصي يلا نام دلوقتي
أوما قيس براسه سريعاً هاتفاً بنعاس : تصبح على خير
مراد بحنان وهو يلعب بخصللت شعره : وانت بخير
غفى قيس سريعاً نتيجة تعبه بينما مراد بقي يفكر بما يمر به قيس وأيضاً قصي ماذا سيحدث له بقي يفكر طويلاً وأخيراً غفى بعد هذه الليلة التي انتهت بتدمير علاقات كانت من أنقى واحلى العلاقات .
😔😔😔😔😔😔😔😔😔😔😔😔😔😔😔😔
استيقظ قصي من نومته ليتنهد ثم ينهض إلى الحمام
خرج بعد عدة ثواني يجهز نفسه للذهاب للجامعة
نزل إلى المطبخ حتى يحضر الطعام فهو عرف عمله وسينجزه دون ان يكلم احد حتى يؤمن على أخته منال ومن بعدها سيترك كل شيء وراءه ويذهب ليبدأ حياة جديدة
دخل إلى المطبخ وقف عندما وجد مجد وحازم يجلسان على طاولة المطبخ بينما تالا تحضر الطعام هاتفة بتذمر مصطنع : اه صح عشانكن أنتو تلاتة وأنا وحدة بتستغلوني وبتشغلوني عندكن بدل مدللوني وتخلوني مميزة مش بشتغل حاجة مش كفاية اني بشتغل وبصرف عليكن
حازم باستفزاز مصطنع : بت مش عاوزين جوزك يشكي بيوم عاوزينك تبيضينا وجهنا قدامه مش كل يوم أكل مطاعم لحتى يفلس الراجل او تطبخيله ويجيله تسمم ويقضيها مستشفيات
رمقته تالا بغيظ ثم نظرت إلى ليث الشارد على غير عادته هتفت بمزاح : ايه ياليثو معقول لقيت وحدة مسيطرة كده وبتفكر بيها حتى لما بيكون عندك وحدة بجمالي
رمقها ليث بضحكة باهتة ولم يجب لتتفاجئ تالا به أما حازم تنهد بوجع عليه بينما مجد طالعه بحذر هاتفاً بقلق : في حاجة ياليث ليه ساكت
نفى ليث برأسه ولم يجب ليتنبه على قصي الذي يقف بجمود أخفض رأسه وقد خجل أن ينظر له بعدما عرفه
هتق حازم عندما رأى قصي : ادخل ياقصي
دخل قصي بجمود ثم توجه حيث تالا التي تراقب كل شيء بحذر هتف برسمية : عنك ياهانم أنا هحضر الفطور
نفت تالا هاتفة بجدية : مش قلتلك متناديش كده ياقصي
رمقها قصي بسخرية ثم هتف : مش بيصير الناس مقامات
رمقته بغضب تجاهله ثم هتف بجدية : ابعدي لو سمحتي ل حضر الفطور
تكلم ليث أخيراً بحزم زائحاً حزنه جانباً فقد قرر أن يحاول تصليح غلطه بدل الندم : مفيش داعي ياقصي من النهاردة مش هتشتغل كده هتعيش عنا ومفيش داعي تشتغل حاجة وانت مسؤول مني
رمقع الجميع بدهشة ولكن ممزوجة بفرحة لانه تخلى عن قرار الانتقام بينما رمقه قصي بقهر ليهتف بجمود : ليث بيه أنا مش لهدرجة معنديش كرامة حتى اقبل اقعد ببيت حد غريب بس سيب أختي بحالها وانا هعرف ازي اتصرف بحالي
رمق مجد قصي بدهشة ما علاقة أخته بالموضوع أما حازم بقي منخفض رأسه بندم شديد أما ليث توتر لانه لم يتكلم لابيه أنه هددته بأخته حتى اتى لهنا بل قال له أنه أحضره لأنه مثل ابيه وانه يحب الفلوس
هتف مجد بحدة : ايه علاقة أختك بالموضوع ياقصي
رمقه قصي بدهشة ألم يعلم أنه أتى من اجل أخته حول نظراته إلى تالا ليجدها تنتظر الأجابة بلهفة عرفها انها لم تعرف سبب مجيئه لينتقل إلى ليث الذي لم أخفض رأسه ومن ثم نظر إلى حازم ليراه ينظر بهدوء إلى الأرض
استنتج أنهم لم يخبرو والدهم عن سبب مجيئه ليجد هذه الفرصة لكي ينتقم منهما على مافعلاه به سيصغرهما أمام والدهما ويريه أبنائه كيف يفكروا ويستعملو الفتيات للمواجهة وبالتالي سينتقم من مجد وهذا اصعب انتقام عندما تظهر خيبة الأمل بعين الاب بسبب تربية أولاده وبهذا ستتفكك العائلة هذا ما كان يفكر به قصي
هتف مجد بحدة : ايه ياقصي جاوبني
كاد أن يتكلم قصي عن سبب مجيئة لكن كعادته لايستطيع جرح أحد هتف بجمود : مش ليها دخل قصدي أني روح اعيش معها أحسن متبقش كده
رمقه مجد بعدم تصديق بينما الصدمة كانت من نصيب ليث وحازم ألهذه الدرجة قلبه طيب كان يمكن ان يشوه صورتها بعين والدهما وينتقم منهما لكن ماذا فعل انقذهما وهما اللذان أغرقاه بحقدهما
نظر مجد بغموض لتعابير وجهي ليث وحازم ثم نهض واقفاً ليهتف بهدوء : حازم ليث تعالو وقفو قدامي
نهض حازم ببطء وقد شعر بوجع وندم كبير بعد هذا الموقف من قصي إلى أن وقف أمام والده يرمقه بهدوء يخفي الكثير كما تعلم من عمله بينما ليث اقترب يخفض رأسه حتى وقف بجوار أخيه أمام والدهما
بينما قصي وتالا رمقهما بتوتر وخوف عليهما من مجد
هتف مجد بهدوء : بس كده ياليث علاقة أخت قصي بيك
رمقه ليث بهدوء ثم أنزل رأسه فهو بحياته لم يكذب على والده سوى عندم اخبره ان قصي مثل أبيه ولكن وعد نفسه انه لن يفعلها مجدداً كاد أن يجيب ليسمع صوت قصي الذي يريد أن يلهي السالفة : مش هتفطروا بعمل ايه للفطور
ضحك ليث بخفوت على فكرة قصي الطفولية ليهتف مجد بحزم : قصي متقطعنيش لو سمحت
التزم قصي الصمت لأنه لا يستطيع فعل شيء
رجع مجد بنظره لأبنائه هتف بحدة : حد فيكن يجاوب بس كده علاقة ليث بأخت قصي
هتف الاثنان بنفس واحد فهما لايستطيعان الكذب على والدهما مهما حدث : لا
مجد بقوة وصرامة مازال يتمتع بها أمام أبنائه : لكن ايه
ساد الصمت من جديد فكيفا سيقولان مافعلاه
لتهتف تالا بتوتر : بابا فيي ايه هيكون ايه السبب
رمقه مجد بتحذير أن تلتزم الصمت لتنفذ سريعاً ثم نظر للذي أمامه هاتفاً بهدوء : ايه يارجالة مش عيب عليكن أبوكن بيتكلم وانتو مش بتردو
هتف حازم بهدوء : بابا نحنا هددنا قصي بأخته ياما يشتغل عندنا أو هنئذي أخته
صمت مجد ناظراً لليث وهتف : صح الكلام دا
أوما ليث برأسه ليهتف مجد بهدوء : جاوب اه أو لا
ليث : اه
بعد كلمة ليث أصبح الصمت هو سيد الموقف ولكن انقضى على الصمت سريعاً عندما صدح صوت صفعة بالآرجاء ولم يكاد ينتهي صوت الصفعة حتى صدعت صفعة قوية بعدها مباشرة
كانت صفعتين واحدة حطت على وجنة حازم والآخرى على وجنة ليث
هتف مجد بخيبة أمل : بجد برافو ياليث مش هتتخيل قد ايه مفتخر بيك دلوقتي طول عمري شايفك أحسن حد ازي تتحامى ببنات وتهدد حد بأخته للدرجة مانك راجل ومعندكش أخلاق عشان تعمل كده ومش اكتفيت بكده كذبت عليا وقلتلي انه زي ابوه عشان كده خليتني اقسى عليه مش عيب تكذب ياكبير اسمع ياليث مش عاوز شوف وجهك خالص قدامي اعتبر حالك يتيم زي ما ماتت مامتك أنا متت ومش رضيان عليك يا ليث
رمقه الجميع بصدمة من حديثه على ليث ليوجه نظراتهما لليث الذي أخفض رأسه يستمع لوالده ولم يرفع رأسه ولكن كلمات والده كانت قاسية جداً وعندما ذكر ان يعتبر نفسه يتيم رفع رأسه وحاول امساك يد والده ليقبلها هاتفاً بوجع : بابا أرجوك بلاش تخاصمني ومتغضبش مني أرجوك يابابا ارجوك مش هستحمل خسارتك بابا عارف اني غلطان بس متعقبتيش كده
رمقه مجد بلامبالاة مصطنعة ثم تجاهله
أما قصي شعر بالوجع عليهما لايستحقان ذلك فكلام حازم عن ليث البارحة معه عذره به قليلاً وهو رأى كم انهما متماسكين بوالدهما وراى مدى تعلقهما بوالدهما وسعيهما دائماً لأخذ رضاه لايريد ان يفترقوا ويحل الزعل بينهم
أما مجد استدار لحازم الذي مازال ينتظر دوره من غضب أبيه لكن تفاجأ كما الجميع عندما مد مجد يده وأمسك رأسه حازم رافعاً له ولكن تحولت مفاجاتهما إلى خوف ووجع عندما رفع مجد يده وبأقوى مالديه وحطت صفعية قاسية على وجه حازم كانت أقسى من الصفعتين السابقتين بكثير
رفع حازم رأسه يرمق مجد بحزن ووجع بينما قابله مجد بنظرات عتاب وقسوة ثم هتف بخيبة أمل : حتى أنت ياحازم شاركت باللعبة الوسخة دي عارف ليه ضربتك مرة تانية غير عن ليث
نفى حازم دون أن يتكلم ليهتف مجد بحزن : عشان أنت ياسيادة المقدم بتقضي ع الجرائم والمجرمين وبتنقد الآبرياء مش كده أنت خالفت القسم اللي أقسمته لعملك خالفت أخلاقك ازي تعمل كده من ايمتا ياحازم أنت وليث بتفكرو بالوساخة دي بتستغل عملك عشان حاجة وسخة زي دي ياحازم ياخسارة عارف أني عاذر ليث اكتر منك عشان هو اللي تولى الشغل وحده بعد موت مامتك وعارف الاهانات اللي اتعرضها هو اللي شاف كل حاجة وحشة وكتم كل حاجة بقلبه ولما طلع كتمانه طلعه بأغبى وأسوء طريقة كنت منعه انتو مش بس غلطو كده كذبتو عليا وقلتولي قصي هو اللي أجا زي ابوه بيحب الفلوس انسوا انه عندكن أب المكان اللي بتشوفني فيه بعدوا عنه
ابتعد مجد سريعاً رغم محاولات أولاده الكلام
رمق قصي الجميع ليجد ليث وضع النظارة الشمسية حتى يخفي عينه الحزينة اقتربت تالا منه هاتفة بخوف : أبيه ليث متزعلش من بابا
رمقها ليث بهدوء ثم تركها مغادراً المكان أما حازم كل مافعله عاد للجلوس على الكرسي وأخفض رأسه ووضعه على الطاولة راقبه قصي بحزن كبير لايعرف سببه أليس هو من كان يخطط أن ينتقم منهم لماذا الحزن لتتنهد تالا بحزن كبير عليه فهي تعرف كم سيتأثر اقتربت ووضعت يدها على كتفه هاتفة بخفوت : حازم اهدأ ليه مش بترد طب ارفع رأسك وكلمني
رفع حازم رأسه لينخلع قلب قصي وتالا عندما وجدوا عينه حمراء من كبته للدموع هتف بتعب : عاوزة ايه يا تالا
تالا بحزن : متزعلش من بابا
حازم بحزن : مش زعلان ياتالا من بابا انا زعلان عليه هو نظرة الخيبة اللي شفتها بعينه أول مرة بشوفها طول عمري شايف نظرة فخر بعين أبويا النظرة دي كسرتني أكتر من أي حاجة ياريت معملتش كده
أمسكن تالا يده ثم هتفت بحنان : بلاش تلوم نفسك كده ياحازم أنت عارف بابا بيحبك قد ايه أكيد هيسامحك بس أنت صلح خطأك عشان ندمك مش هيفيد بحاجة
رمقها حازم بامتنان لينهض ويقف حيث قصي الذي يدعي الانشغال اقترب منه ووقف أمامه هاتفاً بندم : قصي سامحني
رمقه قصي بسخرية موجعة ثم هتف بجمود : ممكن تبعد ياحازم بيه عشان هروح عالجامعة يعني لو سمحت حضرتك
رمقه حازم بحزن ثم هتف برجاء وحزن : ارجوك بلاش حازم بيه قلي حازم وبس سامحني ياقصي عارف أنه غلطي كبير بحقك بس هبقى اعتذرلك لآخر العمر
رمقه قصي بوجع شعره حازم ثم هتف بابتسامة حزينة : ياه ياحازم بيه بالسهولة دي كلمة آسف بتمحي كل حاجة انعملت أنا مش قابل اعتذارك ومش هسامحك
تنهد حازم بحزن ثم قرر أن يخرج ولكن قرر أنه لن يكف عن طلب السماح من قصي
ليبقى قصي وتالا رمقها قصي بجمود ثم تجاهلها اخاذاً كتبه لكن توقف على همس تالا على شكل رجاء :متقسش أوي عليهم كفاية وجع ضميرهن وزعل بابا منهم هيوجعهم اوي صدقني أخواتي مش وحشين
تنهد قصي بتعب لكن لم يجب فهو لايستطيع أن يسامحهم ثم خرج إلى جامعته.
😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥
مرت عدة ايام ساء الوضع في بيت الجارحي حيث أن مجد لم يكلم حازم وليث وايضاً يتجاهلهم كلياً ويبتعد عن مكان جلوسهما رغم أنهما طلبا السماح كثيراً والعائلة التي كانت متماسكة تفككت قليلاً وقد تحسنت معاملة ليث مع قصي اعتذر منه كثيراً ويحاول دائماً اسعاده بينما قصي مازال يتعامل بجمود معهم رغم أن اهتمامهم به يسعده لكن يدعي اللامبالاة أما علاقتة قصي بقيس فقد قطعها نهائياً يتجنبه كأنه لم يعرفه يوماً لاينظر إليه وإذا صدفت جلوسهما مع رفاقهما يترك المكان أما قيس فهو يحاول جعل صديقه يسامحه لكن قصي لايدع فرصة حتى يتكلم لقد أقفل كل الأبواب بوجهه وتغير قيس أصبح اكثر هدوء أما حازم أصبح منعزل فقط يذهب لعمله ويشارك بالطعام ولايروه سوى بهذه الأوقات وتقريباً يآس من جعل والده وقصي يسامحونه فهو اعتذر كثير وتحمل كلام قصي القاسي واهاناته ولكن قصي لم يهتم له
واكشف ليث أن التهديدات التي تاتي لتالا من شاب كان يريد أن يتزوج تالا فرفضت ليفعل هكذا بقصد تخويفها اتبع ليث رقمه حتى وجده ووجد أنه ضعيف وجبان فقط يتكلم وهدده لينسحب الشاب امام ليث
تعددت زيارة ثائر لوائل وقد تحسن كثيراً ولم يبقى سوى جلسة واحدة ويعلن شفاؤه تاماً وهذه الجلسة ستكون بالعياة الخاصة بوائل حيث ثائر لم يذهب سوى مرة واحدة للعيادة بينما بقية الجلسات بالمشفى
واصبح يعامل يامن أفضل معاملة يدلله كثيراً ويلبي طلباته يخرجه للتجول والتنزه وايضاً عندما يشعر بالكره ليامن يغادر المكان وإلى الآن لايعرف لماذا يشعر بالصداع عندما يحاول تذكر فترة مؤثرة بحياته
بينما يامن أصبح يحب والده كثيراً وأصبح يثق به بسبب مافعله ثائر له ومعاملته الطيبة له .
🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗
في الصباح الباكر :
يجلس مجد في صالة الفيلا على احدى القاعد يفكر بوضع عائلته ويتناول فنجان قهوة كعادته الصباحية تنبه على اقتراب حازم ثم انحنى جاثياً على ركبته أمامه تجاهله مجد تماماً رغم تألمه من هذا الوضع
هتف حازم بحزن : بابا
لم يرد مجد وانما تجاهله تماماً هتف حازم بوجع : أرجوك يابابا وربنا تعبت أوي كفاية ضميري اللي بيعذبني أوي بابا أنا اعترفت بغلطي وبحاول اصلحه أرجوك سامحني كفاية عليا قصي اللي بيتجاهلني ع الآخر وبيبص عليا بنظرات بتقتلني بتحسسني أني كنت قذر أوي طب قلي هعمل ايه أنا اعتذرت اوي طب ايه المطلوب مني عشان تسامحني طب أنت ضربتني وبهدلتني وتجاهلتني اوي ارجوك كفاية يابابا والله كده كتير عليا أنا مش متعود كده بابا ارجوك تعبان بتجاهلك دا
تأثر مجد كثيراً لكن هتف بجمود : بتستاهل عشان تعرف تسكت عن الحق وتستخدم بنات الناس كده
تنهد حازم بيأس ثم هتف : عارف وندمت اوي عايزني اعمل ايه
نهض مجد هاتفاً بحدة : بس ابعد عني ومش تتكلم معايا
دمعت عيني حازم لينهض على غرفته بيأس كبير ووجع
أثناء صعوده إلى غرفته تنبه على قصي الذي يرمقه بكره
هتف بحزن : قصي مش كفاية أنا اعتذرتلك اوي فلي عاوز ايه وبعمله
قصي بلامبالاة مصطنعة : وأنا هعمل ايه بالاعتذار ياحازم بيه
تنهد حازم بيأس كبير يعلم أن قصي تعذب منهم كثيراً لكن لايعرف ماذا يفعل حتى يأخذ رضى قصي
هتف بحزن : طب قلي اعمل ايه عشان تسامحني ياقصي قلي والله مستعد لاي حاجة عشانك
هتف قصي بابتسامة حزينة : سيب كل حاجة لوقتها مش هقدر ياحازم بيه سامحك دلوقتي
كاد قصي أن يذهب لكن أمسك حازم يده سريعاً ليحاول قصي ان يسحبها لكن الآخر لم يفلتها هتف قصي بغضب : سيبني عاوز فيي ايه
حازم برجاء : ارجوك طلب واحد بس
تنهد قصي وكان ان يرفض ولكن نظرات حازم المترجية جعلته يهتف بنبرة لامبالاة مصطنعة : هو ايه
فرح حازم كثيراً ليهتف بلهفة : أرجوك بلاش بيه دي ارجوك
شعرد قصي بالتردد لايريد ان يقترب ثانية منهما والمشكلة أنه لايستطيع البعد خائف على أخته منال رغم كل شيء هتف ببرود : ماشي ياحازم
فرح حازم كثيراً ليشد قصي يحتضنه بشدة وفرحة كبيرة بينما قصي نبض قلبه بحذر أن يؤمن ثانية ويثق بهم ليحاول دفع حازم الذي انتبه له وتركه بحزن
هتف قصي وهو يرفع اصبعه بتحذير امام وجه حازم : متعيدهاش تاني مين سمحلك تعمل كده آخر مرة تقرب مني فاهم
هتف حازم بمسايرة للآخر حتى لايزداد غضبه : حاضر
تركه قصي بخطوات سريعة هاربة ذاهباً إلى غرفته ليجهز إلى جامعته
خرج بعد عدة لحظات مرتدياً ثيارب رائعة احضره له ليث عندما تسوقا أول مرة وهو قبلها تنهد عندما وجد الاخوة يتناولون الفطور بصمت ليس من عاداتهم تنبه عليه ليث الذي نهض سريعاً هاتفاً بلهفة : قصي تعال كل أحسن متداومش وانت ع معدة فاضية
تجاهل قصي اهتمامه ولهفته هاتفاً بسخرية مصطنعة : محدش طلب اهتمامك بلاش تمثيلك وكذبك
تنهد ليث باحتقان كبير فكلام قصي يغضبه ولكن يعرف انه يحمي نفسه هكذا هتف بتجاهل لكلامه : أنا مش بمثل أنا بالفعل حابب اهتم بيك ومش حابب يصير معك حاجة وحشة وبتمنى تكون دائماً بخير
تعجب قصي منه لكن هتف بقسوة مصطنعة وكره مصطنع : أتا بتمنى بس معدتش شوفكن ومنتظر اليوم اللي بعد فيه من هنا ومشوفكن تاني وبتمنى شوفك ميت ياليث بيه
صمت ليث بصدمة ووجع كبيرة لكن مقتنع انه يستحق هذا الكره والقسوة وأيضاً تالا شعرت بالحزن
شعر حازم بغضب كبير من قصي لأنه يتمنى موت أخيه كاد أن ينهض ويضرب قصي لكن أمسكه ليث سريعاً هاتفاً بحزم : لا ياحازم سيبه
رمقه قصي بحزن لانه قال انه يتمنى موته لكن قالها لكي يجرحهم تظاهر بالجمود الذي زاد غضب حازم وترك المكان مغادراً لجامعته
نظر حازم لليث بحزن : أنا معدتش عندي قدرة استحمل ياليث كفاية طلبنا السماح واعتذرنا اوي قلي نعمل ايه تاني
ليث بشرود : متزعلش منه ياحازم هو بيعمل كده عشان خايف
تالا بدهشة : خايف من ايه
ليث بحزن على قصي : خايف ينجرح اكتر استخدم الطريقة دي وحط قناع القسوة عليه عشان مش عايز حد يقرب منه ويجرحه عشان قلبه مليان جروح هو استكفى من الجروح كل اللي بيعمله عشان وجعه وكسرته مش عاوز يبين مكسور قدامنا صدقني هو موجوع اكتر من الكل كلنا دسنا ع قلبه واستمرينا بتعذيبه أنا وحازم وأبوه واخته وقيس اللي زودها عليه نحنا اللي قضينا ع قصي المتسامح والحنون دمرنا طيبته غير خيبات الامل اللي سببناها ليه معدش يوثق بحد وهو معدش يقدر يتحمل تعب اوي وأنا هبقى استحمله ياحازم لحتى يرجع زي زمان
تنهد حازم بوجع عاد إليه بعد كلام ليث وقد ادرك صحة كلام ليث
بينما ليث وعد نفسه أنه سيتحمله.
😔😔😔😔😔😔😔😔😔😔😔😔😔😔
وصل قصي إلى الجامعة ليجد كالعادة قيس أمامه يرمقه بضياع وحزن كبير تافف قصي ظاهرياً ولكن داخله قلبه ينتفض بالم لكن لايستطيع مسامحته
اقترب قيس هاتفاً باشتياق وندم : ق قصي وحشتني ازيك
تجاهله قصي متصنع الجمود ومشى غير مهتم به ليتنهد قيس لاحقاً به أمسك يده ليستدير قصي هاتفاً بجمود مصطنع : شيل ايدك
فرح قيس لانه كلمه هتف بفرحة طفل : حاضر هشيلها بس اوعدني مش تسيبني وتكمل طريقك بس اسمعني
أغمض قصي عينيه باشتياق شديد لقيس لكن فتح عينيه ناظراً له بنظرات استهزاء هاتفاً بسخرية : أنا مش بوعد حد زيك ومش عاوز اسمعك شيل ايدك أحسن مكسرهلك
انصدم قيس من قصي هل إلى هذا الحد اصبح يكرهه لكن هتف باصرار : لا مش هشيل وأنت هتسمعني
غضب قصي بشدة هاتفاً بقسوة : أنت مش سمعتني لما طلبت منك وانا مش هسمعك وهخليك تشيل ايدك غصب عنك
ثم بحركة مفاجئة دفع قصي قيس دفعة قوية أسقطته أرضاً وأسقطت دموعه نظر له قصي بجمود ولكن داخله يكاد يبكي عليه ولكن لايستطيع نسيان كلامه ووجعه منه وبالأخص انه خذله ولم يسمع له
كاد أن يتجاهله ويمشي بسرعة حتى لايضعف بدموعه ولكن يد حديدية أمسكته
تفاجأ قصي من فعل ذلك رفع نظراته ليجد مراد يرمقه بنظرات قاسية أول مرة هكذا
ارتعب داخله منه ولكن اظهر الجمود كعادته الآخيرة هتف بهدوء : اهلاً مراد ازيك
انصدم مراد منه هل هذا قصي أين قصي الذي كان يطير من السعادة عند رؤيته أين قصي الذي كان يتألم بمجرد جرح اصبع قيس جرح صغير ولكن الآن يدفعه بقوة دون حتى أن يهتم ماذا حدث له
رمقه بعدم تصديق هز رأسه هاتفاً بصدمة : انت مين
قصي بجمود : مش مهم سيبني روح
مراد ومازال على صدمته : م مستحيل تكون قصي فين قصي الطيب واللي ميأذيش حد أنت تغيرت
قصي بنبرة عادية : برافو انا مش قصي ومش عاوز اعرف حد بحياتي
تركه مراد كمن لدغته أفعى يرمقه بتساؤل وكأنه لم يعرفه يوم هتف :ط طب أنا قيس ايه مش عايز تعرفنا طب بص ع قيس شوف حالته هو ندم أوي واعتذرك اوي بس أنت اللي بتصده هو معدش زي الاول طول الوقت عازل حاله ومش بيخرج معايا بيجي ع الجامعة عشانك وبس قصي أنت زودتها
نظر قصي لقيس ليتفاجأ به كيف اصبح هو كان لاينظر له شعر قيس بالأمل عندما نظر له قصي لكن هتف قصي بما قضى على هذا الأمل : ربنا يرجعه زي الأول واحسن عن إذنك يامراد
انصدم مراد منه بينما قيس لم يصدق هذا لقد دمر صديقه وبسببه أصبح قلبه قاسي
اقترب مراد يساعده بحزن كبير ليهتف بحزن : قوم ياحبيبي
نهض قيس مستنداً على مراد ثم هتف بحزن كبير وخوف : أبيه أنا عملت ايه دمرت قصي ع الآخر هو صار بسببي كده أنا أنا غبي ازي وصلته للمرحلة دي
سار معه مراد حتى أجلسه بالسيارة وجلس معه هاتفاً بحزن : خلص ياقيس متبقش تلوم نفسك أنت اعتذرت اوي سيبه لوحده ولو عايز يسامحك هيسامحك ابعد عنه شوية قصي مجروح ومش عارف بيعمل ايه
قيس بحزن كبير : مش هقدر ابعد عنه ارجوك يامراد خليه يسامحني وهوعدك مش هضايقه تاني أنا مش هقدر حرام عليك تبعدني عنه هو موجوع وأنا السبب خليه يضربني ويجرحني بس ميبقش زعلان
مراد بصرامة : قيس اللي بتعمله غلط قصي مش زي الاول وهيبقى يجرحك ويضربك هو دلوقتي حاقد ع كل حاجة وانا مش هسمح كده اسمع مني ثم تحولت نبرته لحنان : قيس مش انت بتوثق بيا ياحبيبي اسمعني واعمل زي ما بقولك ابعد عنه دلوقتي
أوما قيس برأسه بحزن كبير ولكن سيفعل ماقاله مراد لعل قصي يسامحه.
ذهبوا ولم ينتبهوا على قصي الذي كان يراقبهم من بعيد بحزن ووجع كان يتمنى أن يركض ويحتضن قيس ويسامحه لكن العفو عند المقدرة وقصي الآن لم يقدر أن يعفو.
😕😕😕😕😕😕😕😕😕😕😕😕😕😕😕😕
دخل إلى العيادة الخاصة بوائل بعدما دفع الباب دون طرقه كما تعود مع وائل الذي يقابل حركته بغيظ مصطنع يجعل ثائر يعيدها مراراً وتكراراً
تبادلا السلام وقد تعودا كثيراً عى بعضهما احس ثائر ان وائل يخفي شيء ولكن لن يستطع معرفة ما هو فابتسامته الهادئة ومزحه الدائمة دائماً مرسومتين على وجهه تمدد باسترخاء على كرسي كبير في زاوية المكتب حوله اضاءة مناسبة اقترب وائل ساحباً كرسي وضعه جانب الكرسي الكبير الذي تمدد عليه ثائر وجلس عليه هاتفاً بمزاح : فاكر مكتب ابوك عشان تتجول فيه براحتك كده وتختار المكان اللي يعجبك مش ناقص غير انا استاذنك بحس حالي بشتغل عندك مش دكتورك
هتف ثائر بغرور مصطنع : يابني أنا مش أي حد ثم تابع بجدية : مش هتقلي سبب الصداع
تنهد وائل هاتفاً بجدية : اسمع ياثائر بما انه هي آخر جلسة ليك هحكيلك كل حاجة توصلتها بحالتك في كتير حاجات مكنتش متاكد منها بس دلوقتي اتأكدت وهحكيلك
ثائر بهدوء : اه تمام تفضل سامعك
أخذ وائل نفساً عميقاً ثم هتف بجدية : أنت ياثائر في فترة بحياتك مرت بتجربة قاسية جداً والصدمة اللي تعرضلها جهازك النفسي مقدرش على استيعابها فلجأت أنت لحالة م نسميها الانكار او denial ودي آلية دفاعية نفسية نلجألها عشان نحمي أنفسنا من الأذى والأفكار المزعجة يعني نسيان للفترة دي كان هروب من الموقف
عشان هيأثر جامد عليك وع نفسيتك
نظر له ثائر بصدمة هل قال فترة بحياتك حاول التذكر لكن دون فائدة ليشعر باليأس عندما أصابه الصداع
هتف وائل بهدوء: خلص متحاولش تتذكر عشان بتضر نفسك اوي وفي طرق اسهل من كده عشان تتذكر
رمقه ثائر بحيرة هاتفاً : طب زي ايه التجارب القاسية اللي هتوصلني لضغط جامد يخليني انسى فترة بحياتي
تنهد وائل هاتفاً بصبر : في اسباب اوي مثلاً ممكن اعتداء جنسي او صدمة عنيفة اوي أو ممكن كارثة طبيعية او ضربة بالراس او جريمة صارت قدامك وممكن قلة النوم او الاكتئاب او التوتر واسباب تانية
رمقه ثائر بتفكير يحاول يتذكر إذا حدث له شيء من هذه الاسباب لكن لم ينجح
هتف بخفوت : طب ايه علاقة معاملتي ليامن بكده ...وفي علاج ياوائل عشان اتذكر
وائل بهدوء: عشان الصدمة ياثائر ممكن تظهر من جديد سواء في احلامك أو اضطرابات عصبية وأنت ظهرت ك اضطرابات عصبية خليتك تعامل يامن كده
تجمد ثائر مكانه ودق قلبه بألم هاتفاً بوجع كبير : يعني يامن كان ضحية لعقدتي أنا ايه
رمقه وائل بشفقة هاتفاً : خلص ياثائر متخملش نفسك فوق طاقته أنت ملكش دعوة
ثائر بخفة : ايه العلاج ياوائل
وائل بهدوء : ممكن أدوية وفي علاج تاني أسرع
ثائر بأمل : عايز الاسرع ارجوك ياوائل بسرعة
وائل بابتسامة : حاضر .............. في منطقة معينة في الدماغ ليها اهمية خاصة للوصول للمعرفة
ثائر بلهفة : اعمل اللي عاوزه متقليش حاجة
تنهد وائل ثم نهض محضراً جهاز صدمات كهربائية ثم وضعه على فروة رأس ثائر الجانب الأيسر وبدأ هذا الجهاز بإرسال تياراً كهربائياً ضعيفاً .
ليصرخ وائل بسعادة : ثائر في تحسن أوي ب آداء الذاكرة عشان رفعنا من انفعالية المنطقة في الدماغ وعشان حفزنا الدماغ بالكهرباء الذاكرة قدرت تسترجع المعلومات مش كده ياثائر عرفت حصلك ايه
نظر إليه ثائر ليسرح بماضي بعيد ماضي مؤلم نساه بكل تفاصيله والآن ظهر أمامه ليحرقه من جديد وأضاف إليه حرق ابنه .
😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭
ايه رأيكن بقصي وموقفه مع الجميع وبالاخص قيس
وليث وحزنه وندمه 😭😭
ضرب مجد لحازم وليث 😔😔
ببتوقعو ايه ماضي ثائر🤔🤔🤔

رايكن😍
قراءة ممتعة😍
انتهى

أمل من رحم الألم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن