البارت العشرين

2.1K 57 29
                                    

استيقظ قصي باكراً جداً مقرراً ترك كل شيء وراءه بهذا المنزل ليخرج سريعاً من المنزل وكان الحظ معه بأنه لم يلتقي بأبيه أو أخته ليقرر الذهاب لمنزل قيس ومراد فهو يعرف انه مازال الوقت مبكراً وصل بعد مدة من الوقت ثم طرق الباب ليفتح له مراد فهو كان يلعب الرياضة واستغرب من هذا الزائر بهذا الوقت المبكر ليزداد تعجبه هاتفاً: قصي ايه اللي جابك بالوقت دا
قصي بحزن وكسرة : آسف حقك عليا هرجع

انتبه مراد لملامح الآخر المنكسرة والحزينة وبعض الجروح على وجهه وانتبه لاحمرار عينيه نتيجة بكاؤه البارحة ليهتف مراد بحنية : ترجع فين أدخل أنا آسف مقصدتش حاجة بس استغربت عشان مش ليك بالعادة تيجي بدري كده
أوما قصي برأسه داخلاً وملامح الحزن تكسو وجهه مشى عدة خطوات ليرفع راسه ويرى نادية تضع الفطور على الطاولة وقف يتأملها متمنياً لأول مرة وجود والدته فهو شعر باليتم لتنتبه نادية على نظرات مصوبة اتجاهها لترفع راسها وتجد قصي وقد ألمها قلبها لمنظره الضائع والمتألم والمتشتت لتفتح يديها له وهو لم يصدق فالآن بحاجة لحضن ينجده مما هوفيه ركض إليها بأقوى مالديه وضمها لتضمه بقوة لينفجر ببكاء زاد آلام قلبها بينما وقف مراد يرمقه بحزن وصدمة لأنه أول مرة يبكي هكذا أمامهم ليعرف أن وجعه اكبر من كل مرة .
بقي يبكي ويبكي ويصرخ بصوت مكتوم بحضن نادية التي أصبحت تمسح على شعره بحنان وحزن داعية له ليبتعد بعد مدة متجنب النظر للجميع لأنه بكى هكذا أمامهم ليقترب مراد يحتضنه بقوة هاتفاً:مفيش حد يخجل من عيلته ياقصي ونحنا عيلتك مش كده ولا ايه
أوما قصي برأسه وهتف بصوت مبحوح نتيجة بكائه وصراخه: أكيد لو مش بعتبركن عيلتي مكنتش جيت لعندكن ثم تابع ليغير الموضوع : فين قيس
ضحك مراد هاتفاً : كنت لازم سميه الأمير النائم مش قيس هو لسا نايم
أوما قصي وجلس بصمت على إحدى الكراسي ليرمقه مراد بحزن كبير متمنياً لو يستطيع إزالة الحزن لديه فهو كقيس عنده
نزل بعد مدة قيس يفرك عينيه من آثار النوم ليرى قصي ليهتف بتعجب : قصي بتعمل ايه ثم هتف بقلق وخوف عندما رأى ملامح الآخر المتعبة : ق قصي مين عمل كده بيك بيوجعك حاجة
صمت قصي ولم يرد ليغمز مراد قيس حتى لايحرج قصي أمامهم هكذا ليفهم قيس وصمت ثم جلس الجميع حول طاولة الطعام والحزن يغطي المكان بسبب حزن قصي وكأنه عدوى انتقلت للجميع .
😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭
ذهبت تالا برفقة ملاك إلى الشركة الخاصة بليث ليخبره عن الرسائل كانت يمكن أن تخبره بالبيت لكن اجلتها لعل الرسائل لم تأتيه مرة أخرى .
بعد مدة من الوقت يجلس ليث بملامح لاتفسر ولأول مرة تالا تعجز عن فهمه بينما ملاك ملامح الفرح بوجهه
هتف ليث بحدة : ازي ياتالا كل الفترة دي تتهددي كده ومتقوليش لحد فينا
تالا بخوف : ك كنت فاكر هيمل ويبطل يبعت
ليث بصراخ نتيجة خوفه على أخته : أنتي غبية لو صاير معاكي حاجة كنت انبسطت أوي وأنا مش عارف مكانك.

لتبدأ تالا البكاء ليتنهد ليث محاولاً الهدوء فهو يعرف حساسية تالا الزائدة وبكاءها السريع اقترب منها محتضنا اياها لتهتف باعتذار : آسفة ياليث مكنتش عاوزة اشغلك بيا وبمشاكلي
ليث بحنان :أنتي غبية مشاكل ايه اللي هتشغليني بيها أنتي مش عارفك أنك مش بس أختي أنتي بنتي وكل حاجة حلوة ليا لوسمحت ياتالا بلاش تخبي عني حاجات زي دي
لتهتف ملاك : اه أنا قلتله لازم تعرفي أخوكي متبقيش كده
هز ليث رأسه هاتفاً : متشكر ليكي يادكتورة
مالاك بلهفة : لا مفيش داعي للشكر ياليث بيه أنت مش عارف اي أنت غالي عندي بقصد تالا غالية عندي أوي
رمقاها ليث بدهشة لينتبه لنظراتها العاشقة لها ليتجنبها  ثم أخذ ليث  شريحة هاتف تالا مقرراً اخبار حازم حتى يعرفا من وراء ذلك ثم ودع الفتاتين وعاد لعمله.
😓😓😓😓😓😓😓😓😓😓😓😓😓😓😓😓 أخبر قصي قيس ماحدث معه ليغضب قيس كثيراً ثم عادا من الجامعة بعدما قال قصي لقيس أنه يرغب البقاء في منزله عدة أيام ليوافق قيس سريعاً وطلب منه أن يبقى عنده وينسى فكرة أن يبحث عن منزل يعيش به لكن قصي تشبث برأيه بقوة ولم يوافق
دخلا الاثنان إلى الغرفة وابدلا ملابسهما وقد استعار قصي ملابس من الآخر نظر قصي إلى قيس هاتفاً بحدة : كفاية ياقيس تهمل دروسك كده النهاردة الدكتور أخد تفقد ومكنتش موجود لسا ليك فرصة وحدة لو غبت هتشيل المادة ومش هتنجح فيها
قيس بلامبالاة : متخافش انا عارف بعمل ايه ياقصي
قصي بحدة : قيس متتغابش أنت مش عارف حاجة صدقني الدكتور دا غير كل الدكاترة اللي م نعرفهم
قيس بانزعاج : خلص ياقصي اقفل عالموضوع
قصي : حاضر بس عاوز منك حاجة
قيس : اه تكرم عاوز ايه
قصي بجدية : عاوزك تبعد عن آدم ياقيس صدقني مش مطمن ليه
انزعج قيس من فكرة ابتعاده عن آدم فهو أصبح يحبه وتعلق به ليهتف بقصي : ايه ياقيس عشان قلتلك ابوه واحد وسخ عاوزني ابعد لو كده كنت لازم ابعد عنك عشان ابوك زي ابوه ويمكن أبوك أكتر
صدم قصي من حديث قيس لكن هتف بحنية : لا ياقيس مش كده فهمتني غلط عاوزك تبعد عشان آدم واحد كذاب لو صادق مكنش التقى بيك بالسر وكل مرة يتصل يسألك إذا حد عرف بلقائكم صدقني هو مش كويس وناويلك عحاجة مش كويسة عشان كده م اطلب منك تبعد ياحبيبي
انزعج قيس كثيراً فتصرفات آدم اتجاهه تجعله يحبه ويدافع عنه ليهتف بحدة : قصي كفاية بقى اخرس مش عاوز اسمع حاجة منك
قصي بوجع : دلوقتي معدتش عاوز تسمع ياقيس ومن ايمتا تكلمني كده
قيس بندم: مش قصدي ياقصي بس متحكيش عن آدم حاجة
قصي محاولاً إقناع الآخر فهو لم يرتاح لآدم أبداً هتف : بس أنت كده كذاب ياقيس ومراد ميستاهلش منك كده
قيس بغضب : ليه ياقصي بيه
قصي بقوة : عشانك كذبت عليه لما سألك ودلوقتي بتقله أنك م تحضر كل محاضرة ومعدتش شفت آدم ولما تطلع معاه بتكذب وبتخبره أنك معايا كفاية كذب مراد بيستاهل تكون صادق معاه ولو مبعدتش عن آدم أنا هخبر مراد
اقتنع قيس بكلام قصي لكن عندما أخبره أن سيخبر مراد هتف بصدمة : ايه عاوز تسببلي مشكلة مع مراد
قصي : مش كده بس أبيه مراد استقبلني ببيته وعاملني زيك ياقيس مش معقول شوف أخوه هيضيع وابقى ساكت كده دا بيكون قلة أصل مني  هخبره
قيس بغضب : مش هسمحلك ياقصي متتدخلش
قصي بصراخ : لا هتدخل ياقيس آدم هيضيعك ياقيس
وأنا مش هستنى لتروح مننا واندم عشان م تكلمت وخبرت ابيه مراد هحل المشكلة افهم مش عاوز أخسرك كفاية غباء
غضب قيس كثيراً ليهجم على الآخر ودفعه بقوة أسقطته أرضا ثم جلس على الآخر وبدأ يلكمه على صدره ووجهه نال بعض اللكمات هاتفاً بغضب: متتدخلش بحاجة مش بتخصك ياقصي لو عاوز تحل مشاكل بلش حل مشاكلك مع ابوك وأختك عامل حالك راجل عندنا كنت اعمل قدام أختك وابوك مش هنا فاهم اعمل راجل ع أختك اللي أهانتك وانت زي الكلب لسا بتحبها ومش عاوز تاذيها .
بينما قصي كان مستسلم لضربات الآخر الذي صدمه تماماً فبحياته لم يتوقع أن يمد قيس يده عليه ولكن قيس ليس فقط مد يديه بل بدأ يضربه وكأنه عدو وربما ضرباته تلك اقسى من ضربات والده ولكن ماصدمه أكثر كلام قيس عنه أهذا رأيه به ليبقى قصي ساكن كأنه استسلم لكل شيء ولايوجد أحد يحارب من اجله فلماذا يدافع عن نفسه وامام من امام صديق عمره هل يرفع يده عليه كما فعل صديقه أغمض عينيه تاركاً الآخر يضربه
رفع قيس قبضته يريد لكم وجه قصي لكن توقفت عندما مسك شخص ما يده لينظر لمن فعل هذا ليجد مراد يمسك يديه بشدة ويرمقه بغضب ممزوج بعتاب وعى قيس لنفسه ونهض سريعاً ناظراً لقصي بصدمة ووجع  مما فعله به
بينما قصي حاول النهوض متجنباً النظر لأحد ليتقدم مراد يساعده بينما قيس خجل أن يقترب
مراد بحدة لقيس : قيس ازي تعمل كده بصاحبك أنت غبي هو حتى مرفعش ايده عليك
قيس بحزن : مراد أنا آسف مش عارف ازي عملت كده
كاد أن يصرخ مراد به إلا أنه تنبه على قصي الذي هتف بتعب : مفيش مشكلة يامراد هو مش غلط أنا اللي دخلت بحاجة متخصنيش
قيس وهو على وشك البكاء : قصي متقولش كده أنت بيحقلك تتدخل بأي حاجة تخصني
لم يجب قصي وتوجه نحو الحمام
جلس قيس على السرير بحزن ليجلس جانبه مراد يرمقه بحدة هاتفاً : ليه ياقيس تعمل كده ازي تفكر مجرد تفكير تعمل كده ايه السبب اللي يخليك تمد ايك عصاحبك
قيس ببكاء : مش قصدي هو عاند معايا ومش سمع مني ومكنش قصدي قله أي حاجة
مراد بغضب : عاند معك تقوم تضربه ياغبي ثم أكمل بانتياه: وايه الكلام اللي قلته ليه
أخفض قيس رأسه وقص له ماقاله لقصي ليغضب مراد كثيراً هاتفاً بغضب : أنت ايه ياقيس ازي تكلمه كده دلوقتي صار قصي واحد معندهوش كرامة أنت واحد غبي متستاهلش يكون عندك صاحب زي قصي ولو كنت مطرح قصي مش هسامحك ياخسارة ياقيس
ازداد بكاء قيس بوجع وقد تأكد انه أخطا بحق قصي كثيراً فهو بحياته لم يراه عديم كرامة بل يراه أفضل مالديه وأحياناً يتمنى أن يكون متسامح وذ قلب طيب مثله تابعه مراد بحزن وهو يعرف أن نادم الآن بشدة

أمل من رحم الألم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن