الواحد والأربعين

1.4K 46 6
                                    

عاد آدم إلى منزله بعد ليلة قضاها خارج المنزل لم يكن يريد رؤية والده ولا يريد أن يودعه دخل إلى الداخل ليجد والدته تزرع الصالة بقلق ودموعها تملأ وجها عندما رأته ركضت سريعاً إليه تتلمس وجهه الشاحب وعينيه المحمرة هتفت ببكاء : كده ياآدم كده ياحبيبي تخوفني عليك
مسح آدم دموعها هاتفاً بابتسامة شاحبة واعتذار : آسف ياماما حقك عليا بس كنت عاوز ابقى لوحدي شوية
الأم بحنان وقلق : فيك ايه ياحبيبي ليه تعبان كده صاير حاجة معك
آدم بابتسامة عكس الوجع داخله : مفيش ياماما مفيش
رمقته الأم بقلق وعدم تصديق لكن هتفت : كنت فين ابوك كان حابب يودعك عشان سافر لشغله
ابتسم آدم بسخرية داخلية كبيرة وأوما براسه لتهتف الام بدهشة : آدم فيي ايه بالعادة بس يسافر أبوك بتزعل أوي دا أنت روحك بأبوك
رمقها آدم بصمت ثم هتف بتعب كبير ووجع : ماما أنا تعبان سيبيني نام شوية لو سمحتي
رمقته الأم بخوف وساندته هاتفة بحنان ووجع عليه: تعال ياحبيبي
أوصلته لغرفته وهو يمشي معها شارد مكسور تمدد على السرير بثيابه لتدثره والدته بالأغطية جيداً وتجلس على كرسي جانبه هاتفة بقلق وهي تضع يدها على جبينه : مش هتأكل ياحبيبي حاجة
آدم بتعب وسلطان النوم يسيطر عليه : لا ياماما بس ابقي معي متسيبينش زيهم أنا خ خسرت أوي متروحيش يا ماما
لم تفهم الأم ماذا يقول لكن ألمها قلبها على منظره وصوته المكسور هتفت ببكاء : مش هروح ياقلب ماما قلي ياحبيبي عاوز ايه وبعملك
آدم وقد غفى فعلاً : عاوز ناااام سيبيني نام تعبت
بكت الام على حالة ابنها الذي لم يرتاح منذ وفاة أخية تنبهت على أنه نام فعلاً نهضت تدثره بالأغطية جيداً واقتربت تخلع حذاؤه ثم قبلت جبينه داعية الله أن يريح قلبه .
😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥😥
يجلس ليث مع أخته ووالده بارهاق وتعب
هتف مجد بحنية : ياليث متروحش اليوم ع الشركة باين عليك تعبان ارتاح النهاردة
ليث بتعب قليلاً : لا يابابا مفيش داعي ان شاء الله دلوقتي بفطر وبشرب قهوة برتاح
تالا بقلق : يعني أنت كويس يا ابيه مش فيك حاجة
ليث بابتسامة : لاياحبيبتي تعب شوية وهيروح
مجد بلوم : أكيد هتتعب بما أنك ليل ونهار بالشركة
ليث بابتسامة : ياجماعة بجد أنا كويس
مجد وتالا : ان شاء الله
تناول الجميع الطعام ولكن داخلهم قلق على حازم وقصي
هتف ليث : الحمدلله .... تالا بس تخلصي أنا هوصلك ع المشفى
أومات تالا هاتفة : شبعت يا أبيه
أوما ليث ليقترب يقبل يد والده وأيضاً تالا فعلت المثل
وصل ليث وتالا إلى المشفى ليهتف ليث بتوتر : تالا عاوز اسئلك
تالا بابتسامة : اتفضل ياابيه
ليث بتردد : أخبار ملاك ايه
تالا بحزن : بصراحة يا أبيه هي باين عليها زعلانة أوي بص هي بتكلمني بس باين أنها تعبانة
ليث بتنهيدة : تالا عاوز كلمها بس مش هنا
تالا بدهشة : فين
ليث بجدية : بس أنتي خليها تطلع برا المشفى وأنا ههتم بالباقي
تالا : حاضر يا أبيه
ثم رفعت هاتفها واتصلت بملاك التي لم تتأخر بالرد
تالا : ملاك ممكن تطلعي برا المشفى شوية ضروري يعني
ملاك بتعجب وقلق : ليه
تالا : بلاش ليه اطلعي واخلصي يلا بسرعة
كادت أن تتكلم ملاك لكن أغلقت تالا الهاتف
ليث : يلا انزلي ياتالا
تالا : اوكي بس الخدمة مش مجانية ليث بيه
ليث بغيظ : عارف مش بتعملي حاجة لوجه الله
تالا بضحك : لا بالعكس
نزل ليث تاركاً اياها لتلحقه تالا وقف ليث في مكان مخفي عن باب المشفى الذي خرجت منه ملاك
اقتربت من تالا هاتفة بغيظ : في ايه ياجزمة
لم ترد تالا لتهتف ملاك بغيظ : يعني م طلعتيني من شغلي وواجبي عشان وقف كده اتفرج عليكي
تالا بسخرية : اللي يسمعك بيفكر أنك ساندة المشفى
ملاك بتنهيدة : عايزة ايه ياتالا مليش مزاج ع حاجة
اقترب ليث هاتفاً بجدية : أنا اللي عاوز ياملاك
رمقته ملاك هاتفة بصدمة : أنت ثم حولت نظراتها لتالا هاتفة بحزن وغضب : بتخدعيني ياتالا
تالا باندفاع : لاوربنا مش بخدعك
ليث بجدية : ملاك تالا ملهاش دعوة بحاجة أنا كنت عاوز كلمك ومش حبيت ادخل ع المشفى
ملاك بجمود مصطنع : مش عاوزة منك حاجة ياليث بيه
ليث ببرود : وأنا مش هعطيكي حاجة
تالا بغيظ : وانا بعمل ايه
ليث بسخرية : شايفة مكانك مش مناسب معنا روحي يعني
تالا باحراج : متشكرة يا ابيه
ملاك بجمود : أنا داخلة معاكي ياتالا
ليث بهدوء : تالا روحي
ملاك بغضب : متروحيش
ليث بغضب : تالا روحي أنا أخوكي بقلك روحي
ملاك بغضب : تالا متروحيش أنا صاحبتك بقلك متروحيش
تالا بغضب : كفاية أنت وهي يعني فاكرين تالا ملهش رأي مستقل عنكم
ليث بنفاذ صبر : تالا
تالا بسرعة : سلام ياملاك نلتقي لاحقاً
كادت ملاك أن تلحقها ليمسك ليث يدها لترمقه بغضب ليبعد يده ويقف أمامها هاتفاً : هنكلم أو نتكلم
رمقته ملاك بحزن ثم هتفت بوجع : ازي ياليث بيه هتتكلم مع وحدة رخيصة
ليث بعصبية : متقوليش ع نفسك كده أنا غلطت ياملاك لما قلتها وبعتذر منك
لم ترد ملاك ولكن فرحت داخلها لاعتذاره منها تنهد ليث هاتفاً : ملاك لو سمحتي اسمعيني هكلمك سبب رفضي بس خلينا نروح من هنا
رمقته ملاك بصمت كادت أن ترفض لكن قلبها العاشق له جعلها توافق
بعد مدة
هتف ليث بحزن : عرفتي ليه رفضت ياملاك أنا مش عاوز اظلمك معايا أنا مش رافضك أنتي طول عمري بشوفك غالية أوي
ملاك بصدمة : بتشوفني غالية بجد
ليث بغيظ : كل الكلام اللي حكيته وأجيتي ع الجملة دي
ملاك بجدية : أنا بحبك ياليث أنت وموضوع الخلفة بايد ربنا
ليث بتنهيدة : خايف ياملاك تلوميني خايف كون ظالمك كده
ملاك بدموع : بوعدك مش هلومك ياليث دا مش بايدك أنا بحبك أنت ومش بقدر اتخيل حياتي مع غيرك
ليث بحب وتوتر قليلاً : ع كده لازم قلك حاجة تانية
ملاك بدهشة: حاجة تانية هي ايه
ليث بتوتر : ب بصي أنا كنت دايماً خبي مشاعري بس دلوقتي مش خبيها
ملاك بغيظ : اتكلم ياليث بلاش الغاز
ليث بتمتمة : ايه البت دي ثم تابع بحب كبير وصدق : أنا بحبك ياملاك بحبك من لما كنتي تيجي لعند تالا كنت حبك ودايماً كنت اهرب من مشاعري عشان كنت خايف لو اعترفتلك بحبي كون ظالمك وكنت خايق تكوني حابة حد تاني بس دلوقتي خلص ليث وبس
شعرت ملاك بسعادة كبيرة من اعترافه لتهتف بخجل : مش هنروح
ليث بابتسامة وهيام : ليه خلينا قاعدين
نهضت ملاك فجاة هاتفة بتوتر : أختك
نهض ليث هاتفاً بتعجب : أختي فيها ايه
ملاك بتوتر : هقلها ايه
ليث بلامبالاة : عزميها ع فرحنا
ملاك بصدمة : ايه ثم تابعت بغضب : لا ياليث أنا من حقي عبر عن رأي وحدد معك موعد الفرح
ليث بسخرية : ليه اتحدد ياذكية
ملاك بغيظ : لا بس بقلك أنه ليا رأي
ليث : حاضر
ملاك بغيظ : يعني بتاخدني ع أد عقلي ياليث
ليث بتمتمة : ايه النكد دا هتف ليث : امشي ياملاك امشي
دفع ليث الحساب ثم ذهب يوصل ملاك إلى المشفى والسعادة واضحة على ملامح الاثنين
دخل ليث مع ملاك إلى المشفى لتهتف ملاك بحب : متشكرة ياليث
ليث بابتسامة وحب : معملتش حاجة تالا فين دلوقتي
خرجت تالا من احدى الغرف لتقترب سريعاً حيث ملاك وليث اللذان يقفان يبتسمان
هتف بدهشة : أنتو هنا
ملاك بصدمة مصطنعة : لا مش هنا اكيد مشبهة علينا
رمقتها تالا بغيظ ثم هتفت بقلق : محدش فيكم موت التاني
ليث بحزن مصطنع : اه ملاك موتيتني وجاية تخبرك عشان الدفن
ملاك بضحك : قصفتلها الجبهة ياليث
تالا باحراج وغيظ : ايه منك ليها اتفتو عليا
كاد ان يتكلم ليث ليقترب وائل هاتفاً بغيرة : عفواً حضرتكم هنا مشفى
ملاك بدهشة مصطنعة : متأكد أنا كنت فاكرة انه مطعم
ضحكت تالا ليهتف وائل بغضب : أنا مش بهزر قصدي ليه واقفين وسايبين شغلكم
تحمحما ملاك وتالا باحراج ليتنهد ليث هاتفاً باعتذار : آسف حضرتك الغلط عليا عطلتهم أنا
وائل بغيرة : مفيش مشكلة يا استاذ بس حضرتك لو عاوز حاجة فيك تروح ع مدير المشفى ولا ايه يادكتورة تالا
رمقته تالا بحزن من لهجته الغاضبة فهو مرت عدة أيام يتجنبها هاتفة بخفوت : معك حق يادكتور
استدار ليث إلى تالا هاتفاً : تالا يمكن المسا مقدرش مر عليكي لهنا عشان كده هبعتلك الشوفير
تالا بابتسامة : حاضر ياحبيبي
ذهب ليث إلى الشركة وملاك إلى عملها
جز وائل على اسنانه بغضب من مناداتها لهذا الشخص بحبيبي ليرمقها بنظرات غضب أما هي تنهدت بحزن وذهبت إلى مكتبها دخل وراءها سريعاً هاتفاً وهو يحاول ضبط اعصابه : م مين دا
تالا بدهشة : ها
وائل بغضب : بقلك مين دا يعني السؤال صعب أوي
تالا بغضب هي الآخرى من طريقة كلامه : لو سمحت يادكتور وائل كلمني كويس وملكش دعوة مين دا
وائل بعصبية : لا ليا وعاوز اعرف حالاً مين دا
تالا بعصبية : وانا مش هتكلم
وائل : لا هتتكلمي
تالا بغضب : مش هتكلم
وائل بغضب : هتتكلمي
تالا بعصبية: وأنت ايه علاقتك
وائل بصراخ حاد : عشان بعشقك وبغار عليكي
رمقته تالا بصدمة كبيرة لم تتوقع أنه يحبها هكذا يغار عليها هتف بعدم تصديق : طب ليه كنت تعاملني برسمية ومتتكلمش معايا وحسك كاره وجودي بالمشفى
تنهد وائل هاتفاً بحزن: عشان أنا مش زيك
تالا باستغراب : زيي ازاي
وائل بحزن : أنا متربيتش بعيلة زيك أنا تربية ملاجئ ياتالا انتي عندك عيلة بس انا معنديش حد ازي هتوافقي ع واحد زيي
تالا بحزن : ياه ياوائل أنت رايك كده عني
رمقها وائل بصمت ولم يرد لتكمل تالا كلامها : أنا مستحيل فكر بالطريقة دي ياوائل وانت ايه ذنبك أنه أهلك ماتو وتربيت بميتم بيكفي انك راضي ع نفسك وأنك شخص ناجح بنيت نفسك وحدك في كتير ناس عيلتها موجودة وهي فاشلة اوي أنا ياوائل مبطلعش ع الحاجات دي
رمقها وائل بسعادة كبيرة وحب لكن هتف بتهجم : ومين دا اللي كان برا وازي بتناديله حبيبي وليه واقفة تضحكي معه
شعرت تالا بسعادة من غيرته هتفت : دا اخويا ليث
وائل بسعادة وصراخ : بجد يعني مش بتحبيه
تالا بغضب : ايه ياوائل أنا بموت عليه مش بس بحبه
وائل بغيظ : مش قصدي كده
تالا : عارفة
تنهد وائل هاتفاً بحب وخوف من قرارها : تالا أنا بحبك وعاوز تكوني مراتي لآخر العمر
شعرت تالا بسعادة كبيرة لكن هتفت بخجل : كلم بابا وأبيه
ثم ركضت سريعاً أما وائل تنهد بسعادة وارتياح مقرراً أنه سيكلم والدها .
😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍
يجلس ثائر مع حازم وانس في صالة واسعة
ليهتف حازم بقلق : ثائر افرض أحمد جاسوس هيصير ايه
نفى ثائر هاتفاً بجدية : لا ياحازم هو كان تقريباً محبوس مش بيطلع إلا ع الجامعة وبس ع الامتحان ومعاه حراس اوي هو مش صدق لما هربته كان عاوز يرجع ع مصر
أنس بتعجب : بجد حاجة مش بتتصدق ليه شب بالعمر دا ينحبس كده ومش بيسمحوله يطلع أو حاجة
حازم : والمشكلة من لما اجا اتعشى ونام ياخي تقول فاتحين فندق
ثائر بضحك : خلص ياخويا كفاية فضول دلوقتي بس يفيق هنعرف قصته
خرج أحمد يتثاوب بنعاس هاتفاً وكأنه صاحب البيت : ليه صوتكن مرتفع مش بتقدروا حد نايم مقدرتش نام كويس منكم
أنس بصدمة: مقدرتش تنام كويس والعشر ساعات دول ايه ياخويا دول غفوة
أحمد بجدية : لا دا تعويض للنوم اللي فاتني بالأيام الماضية
حازم باستغراب : ليه مكنتش تنام
جلس أحمد هاتفاً بتنهيدة : كنت مضي يومي كله تقريباً
نوم عشان معنديش حاجة اعملها بس اليوم أول مرة بنام فرحان عشان عرجع لعند أهلي
تنهد الثلاثة من حزنه ليهتف ثائر بجدية : مين اللي عمل كده بيك يا أحمد ومين اللي كان حابسك وليه
أخفض أحمد راسه يلعب بأصابعه بحزن ليقترب حازم يرفع رأسه هاتفاً بحنية أسعدت أحمد الذي مضى ثلاث سنوات ولم يشعر بها : متوطيش راسك ياحبيبي
رفع أحمد رأسه بحزن لهم ليتنهد ثائر هاتفاً : لو مش عاوز تتكلم يا احمد بلاش دلوقتي بس لبعدين لازم تتكلم عشان تساعدنا أنت مش عارف لقيت ايه بالبيت اللي كنت ساكن بيه
رمقه أحمد بصمت ليهتف ثائر: خلص خد وقتك وبعدها اتكلم أنا هقوم اعمل أكل
أنس بغيظ : ليه انا لما اجيت مهتمتوش بيا كده وقمت اطبختلي ياثائر
ثائر برفعة حاجب :ثائر ! و اطبخلك ياحبيبي
أنس بتوتر واحراج : آسف سيادتك مكنش قصدي
ضربه ثائر بخفة على رأسه هاتفاً : ايه الاحترام دا يا اخويا شفتك انت وحازم المسا شوية تانية بحسكم تربية شوارع
حازم بغيظ : ثائر مش كل حاجة حازم أنا ليا احترامي
ثائر باحترام مصطنع : العفو حازم بيه
حازم بغرور مصطنع : آخر مرة
احمد بلامبالاة: هتطبخنا ايه
رمقه الثلاثة بدهشة ليهتف أنس : ياخي المفروض تكون خجلان شوية
أحمد بابتسامة: دا المفروض مش الواقع
رمق ثائر الجميع بغيظ وذهب ليحضر الطعام ليسمع حازم يهتف : متكترش ملح ياثائر بالأكل
يليه صوت أنس : واعمل شاي أنا بحب اشربه بعد الاكل
يليهم صوت أحمد بصراخ : وحط ماية مع الاكل عشان إذا حد كان بيأكل زي البغل واشتردق نقدر نلحقه أحسن ميموتش
ثائر بغضب وصراخ : وربنا ياجزمة أنت وهو لو مخرستوش هايجي عليكم وعرفكم الملح والشاي
سكت حازم وأنس بخوف ليهتف أحمد بغرور : شفتو ازي هو شتمكم وزعقلكم وأنا مكلمنيش بحاجة هو بيحبني أكتر منكم من اول يوم وميزني كده هيصير ايه بعد اليوم دا
قاطعه ثائر بصراخ : أحمد
ضحك أنس وحازم على انتفاض أحمد بخوف وقلق وقد وضع يده على فمه
بعد مدة
همس أحمد لحازم وانس اللذان يجلسان بجانب بعض بقلق : اسألوه بيطول بالأكل جعنا
أنس بخوف : لا وربنا عليه صوت بيرعب
حازم بقلق : لا مليش دعوة متطلعوش بيا اه هو صاحبي بس إذا كان معصب مبعرفوش
دخل ثائر بصينية الطعام بينما الثلاثةصمتوا
هتف ثائر بسخرية : ايه العيال الشاطرة دي يلا ياحلوين غسلوا ايديكم وعالأكل
رمقوه الثلاثة بغيظ ليهتف أحمد بصراخ وهو ينهض : ايه
ثائر بخوف : ايه
قفز أحمد على ثائر هاتفاً وهو يتشبث به يقبل خده بقوة
هاتفاً : انت مفيش زيك ياريت كل الأعقدة يكونو زيك بجد باين أنك حباب وطيب وبريء ولطيف وحليوة ووسيم وشجاع وطباخ
أنس بسخرية: أعقدة
أنزله ثائر هاتفاً بغيظ : في ايه ليه زي القرد قفزت عليا
أحمد باحراج: آسف بس البيتزا عميت ع قلبي
رمقه ثائر بسخرية هاتفاً : عمى ع قلبك اقعدو كلوا
جلس الجميع يتناول البيتزا هتف أحمد باعجاب والطعام بفمه : الله عليك ياثائورة بجد ونعم العقيد ايه يابختها مراتك مرتاحة من الطبخ
ثائر بغيظ : ابلع الأكل وبعدها اتكلم
أنس باعجاب أكبر : والله يابني بتحس أنك متأكل من ايد شيف عالمي يابني من أول م أجينا لهنا بيطبخ هو أنا حبيت المهنة عشان الأكل
أحمد باعجاب : الله عليك عاوزك تعلمني ازي بتطبخ
ثائر بسخرية : اه دلوقتي بعلمك الاكل عشان بس تتزوجي ياحلوة
رمقه أحمد بغيظ ليهتف أنس بتعجب : بس ازي لحقت تطبخ بسرعة كده
ثائر بسخرية : عشان فقت بدري ونزلت ع السوق وجهزت كل حاجة ماشاء الله النوم عندكم أنت وحازم وأحمد قليل لازم تروحو ع دكتور عشان يعالجكم قلة النوم
ضحك الجميع ليهتف حازم : الحمد لله
ابتعد حازم لينهض ثائر هو الآخر بينما أحمد وأنس بقي يأكلان
بعد مدة
يجلس الجميع ليهتف ثائر بجدية : اللي هيصير رئيس المافيا نزل ع فرنسا النهاردة
أنس بصراخ : بشرفك
ثائر بغيظ من صراخه : لا بالطيارة
ضحك الجميع ليلتفت ثائر إلى حازم الذي لم يتكلم هتف:ايه ياحازم ساكت ليه
حازم بجدية : مفيش بس بسمعكم بس ليه أجى دلوقتي مش كان آخر الأسبوع هيجي
أحمد بخفوت ووجع : عشان يشوفني
الثلاثة بصدمة : ايه
هتف ثائر بجدية : وانت ايه دخلك يا أحمد
أغمض أحمد عينه بوجع ثم هتف بخزي : عشاني ابنه
صدم الثلاثة من كلامه هتف أنس بغضب : يعني انت ابن واحد وسخ زي دا وقاعد معنا ازي مش مكسوف من نفسك
ثائر بحدة : أنس اخرس
أنس بانفعال : سيادتك ازي دا ابن مجرم أكيد هيكون زي أبوه
أحمد بدموع : أنا مليش ذنب مش أنا اخترت الراجل دا يكون أبويا وأنا مش مجرم زيه أصلاً أنا بكرهه
رمق حازم وثائر أنس بعتاب ولوم ليشيح الآخر وجهه بندم اقترب ثائر وجلس جانب أحمد واضعاً يده على كتفه هاتفاً بحنية : حمادة خلص أنس مش قصده أنك مش كويس أنا لو شاكك بيك مكنتش دخلتك بيتنا متزعلش
أحمد ببكاء : ه هو حرمني من ماما وآدم أنا مليش ذنب هو جابني لهنا ق قالي أنه ماما وآدم فاكريني ميت
تنهد ثائر بغضب كبير ليمسح دموع أحمد يضمه هاتفاً بحنان كبير : خلص يا أحمد كل حاجة هتنحل وهوديك لعند مامتك وآدم
تشبث أحمد بأحضانه يبكي وجعه وخيبته بوالده واشتياقه لامه واخيه
تركه ثائر يبكي حتى يفرغ قليلاً من أحزانه بينما حازم و
أنس يرمقانه بحزن وصمت كبير أبلغ من الكلام
ابتعد بعد مدة أحمد يمسح بقايا دموعه ونظر للارض تجنباً لنظراتهم
هتف ثائر بحنية : أحسن ياحمادة
أوما أحمد هاتفاً بامتنان : اه متشكر ليك
ثائر : معملتش حاجة ياحبيبي المهم كويس
أنس باعتذار وخجل : أنا آسف يا أحمد حقك عليا
حازم بسخرية : محترم أوي
أحمد بصدق : مفيش مشكلة يا أنس دا شغلكم ومن حقك تخاف كده
رمقه أنس بابتسامة ولم يتكلم
صمت الجميع ليهتف أحمد قاطعاً الصمت : آدم بيكون أخويا بس بالنسبة ليا مش بس أخويا هو أبويا وصاحبي وكل حاجة ليا بيوم من الأيام كنت طالع لعند صاحبي بس ف فجاة حسيت بحد ضرب عليا نار وبعدها مشفتش نفسي غير بالبيت اللي شفتني بيه ياثائر ولقيت أبويا قاعد جنبي سألته حصل ايه
توقف عن الكلام ورفع رأسه ليجد الثلاثة يتابعونه بتركيز
تنهد يتذكر هذه الفترة المؤلمة بحياته
فلاش باك :
استيقظ أحمد بألم خفيف ليجد نفسه على سرير كبير وجانب السرير كرسي يجلس عليها والده
هتف أحمد بتعب : ب بابا أنا فين حصل ايه
الأب بخوف : انت كويس ياحبيبي
أحمد بتعب : واجعني كتفي شوية
الأب بتنهيدة : عادي ياأحمد هتتحسن بسرعة بس خد الأدوية ومنبدل ع الجرح كل يوم بتتحسن بسرعة
أحمد : اه تمام ثم هتف بتعجب : بس أنا فين وآدم وماما ليه مش معايا وحصل ايه
الاب بجدية : أنت بفرنسا يا أحمد ومامتك وآدم تنساهم خالص
أحمد بصدمة : فرنسا وانسى أمي وآدم بابا أنت بتقول ايه بتهزر أكيد
نهض الأب هاتفاً بصرامة : لا مش بهزر ويكون بعلمك آدم ومامتك فاكرين أنك متت
أحمد بصدمة : ايه ثم تابع بغضب : بابا أنا مش فاهم حاجة ومش هقبل بالوضع دا
الأب بجمود : وانا مش مستني رأيك
نفى أحمد برأسه هاتفاً بدموع وصدمة : م مستحيل أ أنت مش بابامش بابا اللي عطول بيجمعنا مع بعض وبيفهمنا كل حاجة ومش بيجبرنا ع حاجة
الأب ببرود : لا أنا ابوك وعشان بحبكم عملت كده
أحمد بصراخ باكي : بتحبنا بتقوم تحرمنا من بعضنا ايه الحب دا بتحبنا بتقوم توجع قلب أمي وآدم وبتقلهم مات أنا متأكد كلمة مكسورين مش هتوصف حالتهم لو دا حبك لينا مش عاوزه
الاب بحدة وقد ظهر وجهه الذي يخفي أمام عائلته وكان من نصيب الابن الأصغر أن يراه ويرتعب :أحمد لو بقيت تتكلم كده وربنا هتشوف حاجة مش هتعجبك
رمقه أحمد بخوف وصمت تماماً أما الأب مد يده بالعلاج لأحمد هتف بحدة : دلوقتي خد الدوا دا ونام فاهم
أحمد بخفوت : مفهوم
خرج الأب أما أحمد نزلت دموعه بقهر وضياع وهو لايفهم شيء يبكي على بعده عن أخيه وأمه يبكي لأنه يعلم أن آدم سيكون مكسور وموجوع جداً
في نفس البيت
يجلس الأب في مكتبه أغمض عينه وهو يتذكر كيف أوصل ابنه لهنا أرسل أحد رجاله وأمره أن يطلق النار على كتف ابنه وبعدها تم نقل أحمد سريعاً إلى المشفى أكد الطبيب لوالد أحمد أن حالته ليس خطيرة ولكن رائدأعطاه مال وطلب منه أن يقول ان حالة أحمد خطيرة وافق الطبيب فيما رائد اتصل بآدم وأخبره أن يأتي للمشفى وبالفعل أتى آدم سريعاً بخوف ليخبره والده أنه رأى مراد يطلق النار عليه ثم هرب مراد سريعاً ليشعر آدم بحقد شديد اتجاه مراد ويتوعد له انتظر عدة ساعات بقلب خائف ودموعه تنزل بقوة خوفاً أن يفقد أخيه مرت عدة ساعات وقد أتت نادية ودموعها لاتتوقف عن النزول وهي تدعي لابنها خرج الطبيب بحزن مزيف وأخبرهم أن حالة أحمد خطيرة شعر آدم بحزن كبير ووجع رغم ذلك بقي عنده أمل لكن هذا الأمل لم يدوم عندما اخبره الطبيب بوفاة أخيه لتفقد الأم الوعي سريعاً فيما رائد مثل الحزن بجدارة أما آدم بدأ بالصراخ ويحاول الدخول لغرفة أخيه وعندما منعوه بدأ يضربهم ويدفعهم بقوة ليعطوه حقنة مخدر وينتهي الأمر بهمسه الخافت باسم أخيه ثم فقده الوعي
أما الطبيب ساعد رائد أن يعطي أحمد حقنة تسبب حالة شبه الموت تباطئ نبطات القلب لدرجة تعتقد أن الشخص ميت وبعدها اخرجه من القبر ثم وضعه في منزل خاص به
استيقظ آدم من المخدر وكان يعتقد أن موت اخيه حلم لينهض سريعاً إلى الغرفة الخاصة بأحمد ويجد والده الذي يضم والدته الباكية بحزن اقترب يتساءل بقلب خائف وغير مصدق لكن صدق عندما ذهبوا للمقابر ودفنوا أخيه
مرت ثلاثة أيام العزاء وآدم جامد فيما الاب تحجج بعمله وأحضر أحمد لهنا
فتح الاب عينيه بعدما تذكر كيف وصل ابنه لهنا ثم رفع هاتفه واتصل باحد رجاله
هتف الاب بجدية : يعني ايه أخبارهم دلوقتي
الطرف الثاني : والله يارائد بيه الهانم زعلانة اوي بتبقى تبكيي بس آدم بيه منهار ع الآخر مش بيأكل كويس وبيمضي اليوم كله عند قبر أحمد وبيرجع بوقت متأخر بيدخل عغرفة أحمد ومن بدري بتلاقيه عند القبر
تنهد الأب بحزن هاتفاً : اي حاجة بتصير خبرني
ثم أغلق الهاتف وهو يفكر بخطواته القادمة
مرت عدة أيام وأحمد يحاول الخروج من هذا البيت والعودة لآدم لكن والده منعه ووضع حراس كثيرين أمام المنزل وقطع كافة وسائل الاتصالات عن المنزل
وعندما يعود لمصر يضع حرس كثيراً يمنعونه من الخروج والأكل يصل إلى عنده
مرت سنة كاملة على هذا الوضع وأحمد لايخرج سوى لحديقة المنزل وعندما يخرج يحاوطونه الحراس ويراقبونه بتركيز ولكن ماحصل هذه السنة دمره
دخل رائد إلى المنزل ليجد أحمد يجلس يقلب بطعامه وهو شارد
هتف الاب بحنية : احمد حبيبي ازيك
أحمد بحزن : اهلا
الأب بكذب : انا بعمل كل دا عشان احميكم يعني فاكر أني مبسوط كده يا احمد
أحمد بتعجب :تحمينا من ايه
الاب بحزن مصطنع : من فترة ربحت صفقة كبيرة واللي خسر يابني هو من المافيا وهددني بيك وبالفعل نفذ تهديده واطلق النار عليك عشان كده أنا خبرت الناس أنك متت وأنا واثق انه مراقبني عشان كده ياحبيبي خايف عليك وعآدم عشان كده جبتك لهنا وهو خلص سابني لما فكرك أنك متت بس بوعدك هحل المشكلة دي
ليرمقه أحمد بحزن وينهض يضمه هاتفاً بحزن وحب : خلص يابابا متزعلش خلص أنا هصبر ومش هتكلم تاني بحاجة تضايقك
ضمه الاب وهو يبتسم بانتصار ليبتعد أحمد هاتفاً بحزن : بابا ايه أخبار ماما وآدم
تنهد الاب هاتفاً بحزن حقيقي : مامتك يا أحمد هي اللي بتواسي آدم آدم مكسور أوي بدل م هو يواسيها ويدعمها هي بتعمل كده آدم اتغير أوي أصلاً هو عايش جسد بلا روح
شعر أحمد بحزن كبير وبدأ يبكي على آدم ليقترب الأب يضمه هتف أحمد بين بكائه : طيب خبره الحقيقة أوجيبه معك زي م بتيجي حضرتك
توتر الأب لكن هتق بحزن مصطنع : دا مراقب كل تحركات آدم يا أحمد وأنا خايف خبر آدم أنك عايش يتهور وييجي لهنا وبعدها الراجل هيكشف كل حاجة ويمكن يئذي حد فينا
بكى أحمد بقلة حيلة وقهر
بعد مدة
توقف أحمد عن البكاء
هتف الاب : انا عندي شغل بالمكتب يا أحمد كل انت دلوقتي
أحمد بابتسامة شاحبة : حاضر يابابا
رمقه الأب بابتسامةثم ذهب إلى المكتب وبدأ بالعمل على صفقات المافيا التي تدخل شركته وشركة آدم دون ان يعرف آدم الذي يثق بوالده ولايراجع وراءه أي صفقة
انتهى أحمد من الطعام وذهب يريد التحدث مع والده
لكن قطب جبينه عندما سمع والده يتحدث بحدة
رائد بحدة : أنا دلوقتي المساعد لرئيس المافيا يابلال والصفقة لو كسبتها هتعين رئيس المافيا
بلال بحدة : كلنا عارفين دا يا رائد
رائد بحدة : اسمي محمود الصياد يابلال بلاش تنسى أنا غيرت اسمي وكل حاجة بتخصني عشان محدش يكشفني
بلال بسخرية : وموتت ابنك عشان ايه
رائد بجدية : أنت عارف بشغلنا مش لازم نوثق بحد وكتير من رجال المافيا صارو أعدائي بعد م اترشحت ع اني كون رئيس المافيا وهددوني بابني عشان كده موته وبشوية فلوس غيرتله كل تاريخه وصار واحد تاني اسمه مهند الصياد
ضحك بلال هاتفاً باعجاب : مخ شيطان
ضحك رائد لينصدم عندما سمع صوت كسر أغلق الهاتف سريعاً ثم نهض يفتح باب المكتب سريعاً ليجد تمثال قد سقط وكسر بينما أحمد يرمقه بصدمةودموع اقترب بحذر هاتفاً : أحمد
تراجع أحمد وكأن الذي أمامه وحش هز راسه يمين وشمال ليهت رائد بخوف : أحمد أنا
أحمد بصراخ ودموع : أنت ايه أنت طلعت كذاب م كذب علينا كلنا وبتقلنا مسافر عندك شغل بس كل دا كذب أنت مسافر عشان القتل والاجرام أنت ايه فيك تفهمني ازي عشت معنا و أنت كده كل دا عشان ايه فهمني طلعت قاتل ودلوقتي هيعلو منصبك لا بجد نعم الاب
رائد بحدة : اخرس متتكلمش كده
أحمد بصراخ : هتكلم زي م أنا عايز ملكش دعوة مش كفاية
صفعه رائد هاتفاً بحدة : بحياتك مترفعش صوتك بوجهي
رمقه أحمد بدموع وبكاء هاتفاً : لكن عاوزني اعمل ايه
زفر رائد هاتفاً : خلص يا أحمد بالعكس لازم تفرح عشان هنصير من أغنياء العالم ومش كده هتصير قوي جداً ومحدش يتجرأ يوقف بوجهك وأي حاجة عاوزها هتكون عندك
صدم أحمد تماماً من والده رمقه بخزي وخيبة أمل كبيرة ولم يجد شيء يقوله هتف : عاوز ارجع ع بلدي ولو ع الموت محدش بيموت ناقص عمر
رائد بحدة : مش هترجع يا احمد أنت دلوقتي تنسى بلدك وكل حاجة أنت دلوقتي مهند الصياد وأنا سجلتك كده
أحمد بغضب ودموع : مش هتمنعني ومش هرد عليك
رائد بسخرية : مش همنعك لا يا أحمد لسا مش عارفني أنت بقدر اعمل ايه
أحمد بصدمة : ل ل لا لا مستحيل أنت مين ثم اندفع ناحية الباب وفتحه يريد الهرب لكن اصطدم بجدار بشري يتمثل باحد الحراس نظر بكل الاتجاهات يريد الهرب لكن كأن المنزل أصبح شركة حراسة خاصة من عدد الحراس الذي اجتمعوا عليه حاول الهرب وحاول لكن عبثاً أما والده يتابع مايحدث ببرود كبير
رمقه ابنه وقد عرف أنه لايوجد مهرب منه ليعود لغرفته ويعزل نفسه وينحفر هذا اليوم بذاكرته ويخلف خيبة كبيرة
أصبح أحمد المرح المحب للحياة شخص صامت كئيب منعزل في كل مرة يحاول الهرب يفشل ويرجع لغرفته ليفقد الأمل بالهرب وتقبل أنه اصبح سجين في بيت كبير أصبح يأكل فقط يسد جوعه لم يعد الطعام شهي منذ قبل رغم أنه من أفخم واشهر المطاعم لم تعد الحياة جميلة كالسابق والشاب الطموح ذو الأحلام الكبيرة غرق في ماساة كبيرة وأصبح أكبر أحلامه رؤية عائلته
والده يزوره كل شهرين رغم أن أحمد لايكلمه لكن رائد يزوره هكذا فقط ويحاول الكلام معه ويحضر له آشياء كثيرة ولكن أحمد أغلق بابه بوجه والده ولم يكلمه
مرت الايام والشهور ليتفاجا أحمد بوالده يخبره أنه يستطيع الخروج من البيت
رائد بجدية : احمد
تجاهله احمد ولم يرد وأراد الذهاب لغرفته لكن والده أمسك يده ومنعه
هتف رائد بنفاذ صبر وغضب : أحمد لما بكلمك بتوقف وترد عليا
رمقه أحمد بلامبالة ليهزه رائد هاتفاً بغضب : اقسم بالله ياأحمد لو متعدلتش هربيك وعلمك من أول وجديد ازي تحترم أبوك
كانت نظرات أحمد لوالده لامبالية كره جمود خيبة وجع حاول تحرير ذراعه من قبضة والده ليغضب رائد كثيراً ويشدد من امساك يد ابنه ثم سحبه إلى إحدى الغرف هاتفاً بعصبية : رد عليا يا أحمد
رمقه أحمد بصمت ثم هتف : حضرتك عاوز ايه
رائد بغضب : عاوزك متعاملنيش كده أنا ابوك مهما كنت مش هتغير الحقيقة دي
صدحت ضحكة احمد في آرجاء الغرفة ليزداد الغضب داخل رائد هتف أحمد بين ضحكاته : أبويا أنا أشك بدا
رفع رائد يده وبدأ يضرب ابنه بغضب سيطر عليه ضربه كثيراً فيما احمد أصبح يصرخ ويبكي ليبتعد رائد بعد ضربات كثيرة اوجعت قلب ابنه وابكته ولو كان يملك ذرة مشاعر حب لوالده الآن انعدمت
هتف رائد بغضب : لو مش عاوز تتعامل كويس معايا كده هيكون تصرفي
لم يرد أحمد وتابع بكاؤه بقهر ووجع كبير ليهتف رائد بصراخ حاد: فاهم
فزع أحمد من صوت والده ليهتف بصوت باكي : فاهم
رائد بحدة : امسح دموعك يا أحمد وتعال ورايا ع المكتب عاوزك
كاد أحمد أن يرفض ولكن خوفه من والده جعله يهتف بخفوت وبكاء : حاضر
وبالفعل لم يتأخر على والده ودخل إلى المكتب ليجد والده يجلس باسترخاء على كرسيه
جلس على احدى الكراسي وأخفض راسه ينتظر كلام والده
ليهتف رائد قاطعاً الصمت : أحمد أنا هسيبك تخرج من البيت
رفع أحمد رأسه يرمقه بعدم تصديقه لكن صرخ بفرح : هتسيبني روح لعند آدم
رائد بحدة : آدم آدم معندكش غير دا بحياتك
أحمد بحزن : حضراتك مش عارف آدم كان ازي كنت أوقات اللي تغيب بيها هو يعوضني هو مش كان أخ كان اب وصاحب وام وسند آدم دا كان كل الناس بالنسبة ليا كنت عارف أنه مفيش حاجة هتكسرني طول م هو ورايا دا أخويا اللي كان كل حاجة ليا أنا أي حاجة بتحصلي بجري عليه هو هو اللي شجعني ع كل تقدم هو اللي كان ينتظر نجاحي أكتر من أي حد حتى أكتر مني شخصياً هو اللي لما خاف اجري عليه هو اللي كنت أوثق بيه أوي عارف لو كان حط سيف ع رقبتي مكنتش هخاف ولا اسئله حاجة عشان واثق أنه هو مستحيل يئذيني ولسا انت بتحرمني منه
تنهد رائد بحزن ولكن هذا لم يوقف شره هتف بهدوء : أنا سجلتك بالجامعة
أحمد لايعلم أيفرح أم يحزن لكن يريد أن يخرج من المنزل ومن الجامعة سيهرب ويجد طريقة للعودة إلى مصر لمعت عينيه بسعادة كبيرة لاحظها رائد هتف أحمد بهدوء مصطنع : م موافق يابابا
رائد بصرامة : بس أنت مش أحمد مالك أنت اسمك مهند الصياد أنا سجلتك كده واسمي أنا محمود الصياد ونزول لوحدك مفيش الحراس عطول هيكونو معك وهتروح بس أيام الامتحان ولو عاوز اي مشوار تروحله الحراس معك أي حركة كده أو كده مش هرحمك يا أحمد
رمقه أحمد بصدمة كان يعتقد أنه سيستطيع الذهاب وحده وسيذهب كل يوم لكن تبخرت أماله سريعاً كان يريد أن يرفض لكن يريد شيء يلهيه عن وحدته يريد الخروج قليلاً ليهتف بهدوء : موافق
رائد بهدوء : تمام كده تروح تقدم امتحانات وانا هخلي المراقبين عندكم من رجالي سجلتك في كلية الطب
رمقه أحمد بخيبة أمل كبيرة حرمه من أبسط حقوقه وهي رؤية والدته وأخيه والعيش ببلاده والآن يسجل له فرع بالجامعة دون استشارته تنهد بحزن ووجع ثم نهض لغرفته وتمدد على سريره يحاول النوم لعله يرتاح من الأفكار
وهكذا قضى أيامه إلى أن حرره ثائر وأحضره إلى عنده
باك
تجمد الثلاثة بصدمة كبيرة لم يصدقوا وجود أب هكذا كيف يفعل ذلك بابنه كيف يرى ابنه مكسور ولايهتم من أجل المال أما أحمد شعر بخجل كبير وهو يكلمهم عن والده
هتف ثائر بحزن كبير على احمد : ان شاء الله هنرجعك يا أحمد ع بلدك
هتف حازم بشرود : أبوك بيكون صاحب أبويا يا أحمد أنا شفت صوره هو وبابا خبرني انه اسمه رائد المالك بس بعدها افترقو بسبب مشاغل الحياة وكل حد اتلهى بحياته
أحمد بحزن : مش عارف بس خلص أنا هعرف احل مشكلتي مش عاوز أورطكن
ثائر بحدة : كلام تاني ياأحمد زي اللي اتكلمته وربنا هورط الأطباء بيك وسيبهم يدورولك ع حل ليعالجوك
شعر أحمد لسعادة كبيرة لانه يوجد أحد اهتم بأمره هكذا بعد غيابه عن آدم ووالدته لكن هتف باحراج : ب بس
حازم بغيظ : خلص يابني اقعد وبعدين مش كفاية ثائر هيأكلنا كل يوم ويهتم بصحتنا
جز ثائر على أسنانه هاتفاً بابتسامة صفراء : اه وهحكيلكم حكاية قبل النوم وجهزلكم هدومكم وشربكم لبن ايه رأيكم
أنس بتوتر : لاياباشا متعذبش نفسك
أحمد بضحك : ايه ياض قلبت كده ليه
أنس بحنق : مش عاوز اعيش بعاهة مستديمة يا اخويا لو حابب أنت جرب
ضحك الجميع ليهتف ثائر بجدية : أحمد احنا بكرا هنطلع ع المقر وان شاء الله هنخلص من كل حاجة أنت هتبقى هنا
أحمد : سيبني روح معكم ياثائر صدقني أنا مش جبان ومش ضعيف عشان ابقى مستخبي كده وأنتو تطلعو تحاربو أنا مديون ليكم بحياتي لو أنتو مكنتوش هنا مكنتش هعرف اطلع وهبقى طول عمري محبوس كده بجد لو مهما عملت مش هوفيكم حقكم جميلكم هيبقى فوق رأسي
رمقه الثلاثة بتأثر ليهتف ثائر بحنية : وأنت مش ضعيف ولا جبان ياحبيبي كفاية اللي استحملته دا بيبن صبرك وقوتك وبعدين أنت مش مديون ولا حاجة أنت خرجت بفضل الله ثم أكمل بتهديد : وكلام أنك مش هتوفينا حقنا وجميلنا فوق رأسك اسمعه منك تاني هكسر رأسك
رمقه أحمد بامتنان واحترام كبير ليهتف حازم : يلا ياأنس روح اعملنا حاجة نشربها وثائورة جاب من السوق عصير و شيبس وكتير أكلات طيبة يلا
ثائر بغيظ : مفجوع من يوم يومك ياحازم
انس باعتراض : لا ياحازم ليه أنا هحضر
حازم بتأفف : عشان ثائر طبخ وأنا أكبر منك وأحمد مش عارف حاجة بالمطبخ
أنس بسخرية : وقالولك أنا طول عمري بالمطبخ ياخويا أنا مش بعرف اعمل بيضة حتى سندويشة جبنة بقول لاختي تعملها ليا
ثائر بنفاذ صبر : اقسم بالله أنت وهو وهو لو مش روحتو ع المطبخ وجهزتو كل حاجة هتشوفو حاجة مش هتعجبكم
كاد أن يعترض الجميع لكن نظرة وحدة منه جعلتهم يذهبون للمطبخ جهزوا كل شيء وقضوا سهرة رائعة سهرة لم تنسى بوجوه مبتسمة وضحكات صافية صحيح أن أحمد لايعرفهم وهم لايعرفوه ولكن شعر أنه واحد منهم وكذلك أنس شعر بذلك وعرفوا الأربعة أنه ليس بالضرورة أن يكونوا ذات صلة دم حتى يرتاحوا لبعضهم .
😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍
وصل رائد إلى منزله في فرنسا بعدما تفقد عمله ليجد منزله ممتلئ بالحراس كالعادة
دخل إلى المنزال هاتفاً بصوت عالي وهو ينادي ابنه : أحمد
قطب جبينه عندما لم يرد أحد ولكن فكر أن ابنه نائم ليصعد إلى غرفة ابنه فتح باب الغرفة ليجد السرير مرتب والغرفة فارغة قطب جبينه بحذر عندما لم يجد ابنه بغرفته أو بالحمام ليجن جنونه ويبدأ بالبحث في كافة آرجاء المنزل ولكن لم يجده ليشعر بغضب كبير صرخ بصوت مرتفع حاد ليجتمع الحراس حالاً أمامه هتف بحدة وجنون : أحمد فين
الحارس بتعجب : مش جوا حضرتك
رائد بغضب : لو هنا كنت ناديت عليكم أحمد فين ياغبي منك ليه أنا م شغل عيال معايا وربنا هندمكم
شعر الحراس بالخوف وبالأخص على عائلتهم ليهتف أحد الحراس بخوف : حضرتك
رائد بحدة : اخرس مش عاوز كلمة من حد بيكم اتنيل حد بيكم يشوف كميرة المراقبة
ذهب أحد الحراس يتفقد الكاميرا ولكن عاد بعد قليل يهتف بخوف : ح حضرتك مش باين حد دخل البيت
رائد بصدمة : ايه ثم هاجت عينيه بجنون وغضب كبيرصارخاً : عاوز حالاً اعرف اللي حصل وأحمد فين حالاً
ليختفي جميع الحراس من أمامه أما هو ذهب سريعاً إلى مكتبه السري وضع يده على الجدار لتفتح الغرفة أمامه تنهد براحة عندما وجد كل شيء كما هو
خرج من المكتب سريعاً وهو يشعر بالغضب والخوف ليس خوف على ابنه بل خوف أن ينكشف حقيقته هو ولايستطيع أن يحقق حلمه بأنه يصبح رئيس مافيا أمسك هاتفه يرن على آدم لكن لم يجد اي رد ليزفر بغضب كبير وهو يتوعد لمن هرب ابنه ولابنه شخصياً.
😒😒😒😒😒😒😒😒😒😒😒😒😒😒😒
في منزل ليث
يجلس ليث بحزن كبير وقد يأس أن يجد مكان قصي الذي اشتاق له بشدة وشعر بالغضب منه فهو قد ابتعد عنهم قليلاً فلماذا لايعود تنهد بحزن أيضاً لأن حازم لم يكلمه يعرف أنه لايستطيع استخدام الهاتف ولكن اشتاق له ولكن ما اسعده اليوم زيارته ليامن ومنال وقد وجد أن يامن ومنال يبدوان كأم وابنها رغم أن فرق العمر بينهما ليس كبير تذكر قصي وقد عرف ماسبب حبه لمنال
قطب جبينه بتعجب عندما سمع جرس البيت يرن في هذا الوقت فعادةً لاأحد يطرق بابهم بهذا الوقت
لينهض من غرفته فتح باب المنزل وتفاجأ بالشاب الذي قابله بالمشفى يقف أمام الباب
هتف بترحيب : اهلا وسهلا يادكتور اتفضل
وائل باحراج وارتباك : آ آسف ع الازعاج و آسف عشان أجيت دون موعد
ليث بابتسامة : مفيش مشكلة يادكتور ادخل
دخل وائل ليدخله ليث إلى غرفة الضيوف وهو يرحب به
جلس الاثنان وقد تناقشا بعدة أمور لينتبه الاثنان على الباب الذي يطرق
هتف ليث : تفضل ادخل
دخل مجد بابتسامة هاتفاً: اهلا وسهلا يابني
نهض وائل ثم مد يده يسلم على مجد هاتفاً بابتسامة متوترة : اهلا بيك حضرتك
جلس الثلاثة بصمت وكل منهم ينتظر من الآخر كلمة
هتف ليث بمزاح : سكوتكم حلو بس كلامكم أحلى
طرق الباب ليهتف ليث : ادخلي ياتالا
دخلات تالا بخجل حاملة صينية عليها فنجانين قهوة هاتفة بصوت لايكاد يسمع : مساء الخير
كتم ليث ضحكته عليها ليهتف وائل بلهفة وحب: مساء النور ازيك ياتالا
تالا بخجل :الحمدلله يادكتور ازيك أنت
ليث بغيرة ورفعة حاجب : تعالي ياحبيبتي اقعدي
جلست تالاباحراج من ليث بعدماقدمت القهوة للجميع عاد الصمت من جديد تحمحم وائل ومد يده يشرب الماء وكل دقيقة يوزع ابتسامات
هتف ليث بغيظ : يوم الابتسامات العالمي يعني
رمقه وائل بابتسامة بلهاء ليهتف مجد بتأفف : ع فكرة احنا م نام بدري
تحمحم وائل بجدية : احم
التقت ليث ومجد له سريعاً يريدون طريقة لقطع الصمت ليهتف هو سريعاً : بصوا انا عاوز تالا
مجد بصدمة : ايه
ليث بغضب : عاوز ايه
وائل بتوتر : ق قصدي اني يعني مش عاوز تالا
جز ليث على أسنانه يرمقه بغيظ ولولا أن تالا اخبرته هو ووالده أن وائل يريد أن يتزوجها لكان لم يبقيه هنا
وائل بغيظ من نفسه : سوري بجد متوتر أوي م مش عارف قول ايه ياريت شوية وقت أكمل كلامه هاتفاً بجدية : حضرتكم أنا بتشرف اطلب ايد الدكتورة
مجد بجدية : الشرف لينا يابني بس سيبنا كم يوم نفكر وهنردلك خبر
وائل بجدية : حقكم ياعمي وأنا هنتظر ردكم
جلس معهم وقد شعر بجو من المحبة والألفة بينهم وبقي معهم ليصر ليث عليه أن يتعشى معهم ووافق وهو يشعر بسعادة كبيرة أول مرة يتعشى بجو عائلة هكذا فهو يعيش في منزل وحده ولايملك أصدقاء أو عائلة لطالما كان منعزل وحيد ولكن الآن شعر أنه لايريد أن يغادر من هذا المنزل .
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

أمل من رحم الألم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن