البارت الخامس والعشرين

2.1K 62 30
                                    


مرت عدة أيام مازال ثائر يفكر بمشاعره وأيضاً حسم قرره بزيارة طبيب نفسي بينما يامن على حاله وقد لاحظ ان والده أصبح يهتم به ويعامله بحب لكن لم يعيره اهتمام ويتعامل معه بجفاء وأيضاً يشعر بالخوف منه ومع حازم براحة كبير تسعده
حازم الذي كان سبب له ليحب الحياة من جديد وليث أحياناً يقسو وأحياناً يتصرف بلامبلالاة بينما منال اشتاقت لقصي وشعرت بندم شديد اتجاهه ولكن خائفة من ثائر أما قيس فهو على حاله وأيضاً أسماء ومراد على حالهم وحازم كان يكلم يامن الذي أخبره بالتطورات في علاقته مع ثائر وكيف اصبح يعامله بحنية وحب الأمر الذي أسعد حازم كثيراً
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
ترجل ثائر من سيارته التي توقفت أمام المشفى التي تعمل به تالا حيث يوجد الطبيب النفسي وائل الذي عرفه ثائر بعدما أخبره حازم به تنهد بتوتر .
ثم دخل المشفى وذهب إلى قسم الأمراض النفسية وهو لم يخجل من ذلك لأنه يعرف أن الإنسان معرض للكثير من الأزمات والصدمات النفسية كان قد أخبره حازم أن لهذا الطبيب عيادة خاصة به لكن على الشخص أولاً أن يذهب إلى المشفى ويأخذ موعداً مع الطبيب
وقد أخبره حازم على كلام تالا أن وائل يعمل بالمشفى ليس طمعاً بالفلوس بل من أجل أن يصبح المشفى جاهز على كافة الأقسام القلبية والنفسية والصدرية و........
ووقع الاختيار على وائل للعمل هنا نظراً لخبرته الكبيرة ومهارته هو لم يرفض طلب مدير المشفى .
تنبه على الممر الذي يحوي العديد من الأبواب وكل باب معلق به ورقة مكتوب بها اسم طبيب تنبه على الباب الذي عليه اسم وائل القاسم
طرق الباب عدة طرقات ثم دخل عندما سمع الأذن بالدخول استغرب وجود شاب بعمره تقريباً لأنه توقع أن يكون رجل كبير بالسن يجلس وبيده ملف يركز به بشدة
بينما رفع وائل راسه ليرى من الذي طرق الباب نهض واقفاً
تحمحم ثائر ثم هتف بصوت حاول جعله ثابت رغم توتره : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لمح وائل توتره فمد يده يصافحه ليمد ثائر يده سريعاً ويصافحه هوالآخر وهتف : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...تفضل اقعد
جلس ثائر ليلتفت وائل حول طاولة المكتب ثم جلس على كرسي مقابل له ثم هتف : اسمك ايه
ثائر بهدوء : اسمي ثائر
وائل بهدوء : اهلا وسهلا أنا اسمي وائل بشتغل زي ما انت عارف دكتور وفيك تناديلي باسمي
ثائر : تشرفت بيك ياوائل وانا فيك تناديلي باسمي بلاش ألقاب
وائل بهدوء : تمام أوي ياثائر انا برأيي نتكلم النهاردة شوية وبعد كده ننتقل للعيادة ايه رأيك ولو ارتحت هنا نبقى نتكلم كل مرة بالمكان دا
ثائر بهدوء : طب رأيي بعد م تخلص الجلسة اليوم نحدد فين هنلتقي تاني
أوما وائل برأسه ثم عم الصمت وكل منهما منتظر من الآخر أن يتكلم
كان وائل يعرف ان زيارة الطبيب النفسي لاول مرة مربكة ومثيرة للقلق لكن هو على استعداد أن يستفسر على مايساعد في حل مشكلة المصاب بالاضطراب النفسي ويساهم في سرعة العلاج
هتف وائل : عاوز اتعرف عليك أكتر عايزك تعرفني سنك وشغلك وأنت متزوج ولا ايه يعني احكيلي شوية عنك
ثائر بهدوء : اسمي ثائر ضياء بشتغل عقيد بالجيش
عمري أربعة وتلاتين سنة ثم تابع بحزن شعره وائل : كنت متزوج وعندي ابن واحد اسمه يامن وعمره ١٧ سنة
تعجب وائل من ان الفرق بين ثائر وابنه ليس كبير ليهتف بهدوء : ليه كنت يعني مراتك فين
ثائر بحزن : ربنا يرحمها
حزن وائل عليه وقد لاحظ نبرة صوته المتألمة ليهتف بجدية : آمين ...... طب ازي متزوج بدري اوي ايه السبب
شعر ثائر بالراحة مع الطبيب ولأنه يريد ان يشفى سريعاً ويعرف مشكلته ليعالجها من اجل يامن هتف بهدوء وبدا يتكلم للطبيب عن حياته بسلالة : عادة من عادات عيلتنا نتزوج بدري عشان نخلف ولاد كتير ومراتي كانت بنت عمي تزوجتها غصب بأمر من أبويا وهي كانت أصغر مني وبرضو غصبوها عليا عشان ع كلامهم يحافظو ع شرف البنت وكده ويستروها بسرعة خوف من الفضيحة والبنت مش ليها غير بيت زوجها يعني عادات متخلفة ومكنش حد يقدر يعارض
كنت حسها صغيرة أوي بس كانت طيبة وبريئة أوي يعني حسها لسا طفلة عاملتها كويس أوي وهي كانت نعم الزوجة لحد أجا يوم وحملت بس لما ولدت خسرتها هي واجا ابني للحياة
صمت وتنهد بحزن شديد عندما تذكر معاملته ليامن ثم أكمل دون ان يتكلم عن علاقته بيامن : وبعد كده انتقلت لهنا عشان شغلي كضابط وكده
اخرج وائل تنهيدة صامتة ملاحظاً تجنب ثائر الحديث عن ابنه
التقط وائل دفتر وورقة ثم هتف بهدوء وجدية : احكيلي عن عيلتك عندكن حد بيعاني من مشاكل صحية أو نفسية
رمقه ثائر بهدوء ثم هتف باختصار : لا مفيش حد بالعيلة بيعاني من مشاكل كده
هتف وائل كي يحثه على عدم الاختصار ويتكلم أكثر : طب ازي كانت العلاقة بين أفراد عيلتك كان في مشاكل بين عيلتك؟
ثائر بهدوء وقد شعر ان الراحة عادت إليه قليلاً: كنت عايش حياة طبيعية جداً وخلافات بسيطة يعني بتصير بأي بيت وأنا وحيد معنديش أخوة
هتف وائل : طب بحياتك صار مشكلة كبيرة أوي اتاثرت فيها جامد وتركت آثر بيك
رمقه ثائر بتفكير وبدأ يتذكر فترات حياته حاول التذكر ليشعر برأسه يؤلمه كثيراً وضع يده على جبينه وبدا يفركه محاولاً تهدئة الصداع الذي نشب برأسه فجاة
صارخا بألم : آه رأسي
تنبه وائل عليه سريعاً هاتفاً بلهفة : خلص اهدأ متحاولش تذكر حاجة اهدأ
ثم مد يده على طاولة المكتب والتقط كوب ماء معطياً إياه لثائر الذي أخذه سريعاً وشربه
شعر ثائر بإن الوجع خف قليلاً رفع نظراته لوائل الذي كان يكتب على الدفتر الذي معه وهو قد شك بحاجة ولكن لم يخبره بشيء الآن
ليحاول وائل تنظيم أفكاره لأنه سيبدأ بالجد هتف وهو يحرص على بقاء ثائر هادىء دون ان ينفعل : طب ايه السبب اللي خلاك تتواجد بالمكان دا
وبحسب مهارته توقع أما ان يبدأ ثائر بالبكاء او يصمت طويلاً أو يشعر بالحرج
ليتحقق احدى توقعاته وهو صمت ثائر طويلاً
مرت عدة دقائق والصمت عم الغرفة الطبية ليهتف ثائر بعدما صمت مدة طويلة بيننا وائل ينتظره بفارغ الصبر مداعياً بمهارة أنه يسجل فقط ملاحظاته .
هتف ثائر باختصار : عشان معدش عرفت حدد مشاعري
رمقه وائل بحيرة داخلية لكن هتف بثقة : اسمع يا ثائر إذا انت مش ساعدت نفسك مفيش حد هيساعدك وأنا صح طبيب بس مش عالم بالغيب يعني إذا م اتكلمت مش هعرف حصل معك ايه ومشاعر ايه اللي بتتكلم عنها

أمل من رحم الألم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن